رسالتا كافكا الأخيرتان إلى ماكس برود
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ترجمها عن الألمانية صالح كاظم
1-
عزيزي ماكس، ربما لن أتمكن من الوقوف على قدمي بعد الآن فأحتمال أن يتكرر إلتهاب الرئة بعد شهر من الحمى وارد جدا، ولا أظن بأن الكتابة ستحميني منه، رغم ما تمتلكه من سلطة. لذا فهذه وصيتي الأخيرة فيما يتعلق بكل ما كتبت:
من كل ماكتبته لاتهمني إلا النصوص التالية: الحكم، الوقـّاد (الفحام)، التحول، مستعمرة العقاب، طبيب الريف وحكاية: فنان الجوع. (بعض نسخ "تأملات " يمكن الإبقاء عليها، حيث لا أجد ضرورة لتكليف أي كان بمهمة إتلافها، إلا أني لا أريد أن تعاد طباعتها). حين أقول أن النصوص المذكورة أعلاه وحكاية "فنان الجوع" تهمني، فأني لا أعني بذلك أني أريدها أن تطبع من جديد لتنقل الى الأجيال القادمة، بل على العكس من ذلك، آمل أن تـُفقد نهائيا. غير أني لا أريد أن أعيق من يمتلك نسخا منها من الإحتفاظ بها، كما يرغب.
ما عدا ذلك فيجب حرق كل ما تركته من مخطوطات (كذلك مانشر منها في الصحف، إضافة الى المسودات والرسائل) بلا إستثناء، طالما كانت في متناول اليد أو تم الحصول عليها عن طريق من يمتلكون نسخا منها (الذين تعرفهم على الأغلب، مثل.....، أرجوك الا تنسى بعض الكراريس التي هي بحوزة...). أفضل أن تـُحرق دون أن يقرأها أحد (غير أني لا أمنعك من أن تلقي نظرة عليها، علما أني آمل الا تفعل ذلك، ولكن أطلب منك على الأقل بأن لا تسمح للغير بالإطلاع عليها)- كل هذه الأشياء يجب أن تحرق بلا إستثناء، وفي أسرع وقت ممكن رجاءً.
فرانز
2-
العزيز ماكس، رجائي الأخير: كل ما تجده في إرثي (أعني في دراج الكتب وخزانة الملابس وعلى مكتبتي في البيت وفي المكتب أو في أي مكان آخر) من يوميات ومسودات ورسائل، سواء كانت مني أو من غيري وتخطيطات وغير ذلك ينبغي حرقه بلا إستثناء دون أن تقرأه، وكذلك كل ما تركته لك ولغيرك من مخطوطات وكتابات، يجب أن يحرق وكالة عني. أما الرسائل التي لا يتم تسليمها لك فأرجو أن تطلب بإسمي ممن يمتلكها أن يلزم نفسه بحرقها.
فرانز كافكا
غدا: قصائد نثر فرانز كافكا مع دراسة
التعليقات
الموت
هشام الصباحى -الذين يموتون لايريدون من الاحياء الا نسيانهمشكرل للمترجم على هذا العمل الجيد