إغتيال جورج حاوي يعمق المأزق المالي اللبناني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
نبيل جلول من بيروت: أصبح ثابتا ان أي قطاع في لبنان لم يسلم من النتائج السلبية لجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري في شباط (فبراير) الماضي وما أعقبها من تأزم سياسي حاد واغتيال الصحافي سمير قصير بعيد انتهاء الانتخابات في بيروت وفي خلال التحضير للمرحلة الثانية من الانتخابات في الجنوب، مما أدى إلى توقف البرامج الاقتصادية طويلة المدى الرامية إلى إعادة إعمار البلاد وتراجع أداء قطاع السياحة .
وتأتي عملية اغتيال جورج حاوي الامين العام الاسبق للحزب الشيوعي لترفع نسبة التأزم الاقتصادي في لبنان، خاصة انها اتت تماما في اللحظة التي يتوقع فيها لبنان التفرغ إلى موسمه السياحي، الذي يعول عليه وعلى مردوده لتسجيل انتاجية عالية بعد ان تعرض هذا القطاع السياحي إلى ضربة كادت تكون قاصمة في الشتاء الماضي كما سبق الذكر.
ومفصل الشهر الحالي هو نهاية الانتخابات النيابية، والتفرغ إلى الشأن المالي والاقتصادي في لبنان، حيث كان لبنان يتأهب لانتخاب رئيس لمجلس نوابه، وبعدها تشكيل حكومة جديدة، كان عليها الوقوف امام المتطلبات الدولية من الناحية المالية، حيث يطالب المجتمع الدولي لبنان بمجموعة من التحديثات المالية للوفاء بتعهدات مؤتمر باريس2. وكذلك كان يفترض بالحكومة اللبنانية ان تتوجه إلى تحسينات واصلاحات اقتصادية داخلية، سبق ان اعلن اكثر من قطب برلماني عزمه على احداثها في البلاد التي لا تزال تعيش في ازمة اقتصادية على كافة مستوياتها.
وقد قلصت الحالة التي تعيشها البلاد الطلب العام على السلع والخدمات، وانخفضت الاستثمارات الجديدة في القطاعات الاقتصادية كافة وخاصة في قطاع السياحة.الذي تراجع بنسبة 56%
ونجم عن الأزمة تجميد برامج إعادة الإعمار التنموية طويلة الأجل،وهذا انعكس سلباً على المؤشرات الاقتصادية الكلية للبلاد وخاصة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تشكل نحو 98 في المئة من عماد الاقتصاد اللبناني
و أدت الأزمة إلى تقليص معدل النمو الاقتصادي الذي كان يتوقع أن يبلغ 5% خلال العام الحالي، وإلى ارتفاع معدل البطالة الذي يبلغ نحو 18% بالإضافة إلى تضخم الدين العام .
وكانت الأرقام قد سجلت تراجع كبير في الحجوزات في الفنادق اللبنانية نسبة للأرقام التي سجلت في السنوات الثلاثة المنصرمة
وتشير الأرقام الصادرة عن الجهات الرسمية المختصة إلى تراجع مجموع عدد المسافرين خلال الأشهر الخمسة المنصرمة 4.3 في المئة إلى مليون و96.481 ألفا، نتيجة انحسار عدد الوافدين 5.5 في المئة إلى 517.136 ألفا، والمغادرين 1.5 في المئة إلى 534.753 ألفا، والعابرين (ترانزيت) 19 في المئة إلى 44.592 ألفا.
وتلازم تراجع عدد المسافرين مع نموّ مجموع الرحلات 0.05 في المئة إلى 14.72 ألف رحلة، على خلفية تراجع عدد الرحلات الواصلة 0.04 في المئة إلى 7348 رحلة مقابل إرتفاع عدد الرحلات المغادرة 0.15 في المئة إلى 7372 رحلة.
وفي أيار (مايو) الماضي، تراجع مجموع عدد المسافرين 8.7 في المئة إلى 216.843 ألفا، نتيجة انحسار عدد الوافدين 5.3 في المئة إلى 115.172 ألفا، والمغادرين 11.7 في المئة إلى 935.78 ألفا، والعابرين (ترانزيت) 18.7 في المئة إلى 8093 مسافرا.
وتراجع أيضا مجموع الرحلات 4.2 في المئة إلى 2943 رحلة، بسبب تراجع عدد الرحلات الواصلة 4.2 في المئة إلى 1471 رحلة والمغادرة 4.3 في المئة إلى 1472 رحلة.
ومع انتهاء العملية الانتخابية الأحد الماضي توقع الكثير من المراقبين الاقتصاديين أن تتحسن الأمور تدريجيا مع التحسن المنتظر في الجو السياسي العام .
واتت اليوم جريمة اغتيال الأمين العام السابق للحزب الشيوعي جورج حاوي لتذكير أللبنانين ان الأزمة لم تنته فصولها بعد فهل سيودع أللبنانين الموسم السياحي لهذه السنة .