اخضّر مؤشر حزب الله فاحمرت البورصات المحيطة

اخضّر مؤشر حزب الله فاحمرت البورصات المحيطة


فادي عاكوم من المنامة

بدأت على ما يبدو التداعيات الاقتصادية للعملية التي قام بها تنظيم حزب الله اللبناني على القوات الاسرائيلية في الجنوب اللبناني بالظهور ومنذ اليوم الاول وبعد مضي سويعات قليلة فقط على مباشرة العمليات الحربية، وبدء الغارات الجوية على النقاط الحيوية في جنوب لبنان، فبالاضافة الى الخسائر المادية بفعل تدمير الجسور ومحطات تقوية الكهرباء والدخول الى صيف بلا مصطافين فقد اضطربت الاسواق المالية في بيروت وتل ابيب وحتى في القاهرة، و تحدد سعر الصرف الرسمي للشيقل الاسرائيلي عند 4.4340 مقابل الدولار منخفضا 1.07 % مما يعتبر أدنى مستوياته في أسبوعين، حيث سرت بين المتعاملين اشاعات عن عملية عسكرية اسرائيلية واسعة في لبنان، وكانت العملة الاسرائيلية قد سجلت في الاسبوع الماضي أعلى مستوى في 13 شهرا ونصف الشهر.

وواصلت مؤشرات الاسهم في بورصة تل أبيب هبوطها لتنزل حوالى5 % ، وفي الساعة 11:25 بتوقيت جرينتش انخفض مؤشر تل أبيب 25 لاسهم الشركات الكبرى بنسبة أربعة في المئة الى 784.08 نقطة بينما تراجع مؤشر ت.أ. 100 الاوسع نطاقا بنسبة 4.1 في المئة الى 797.51 نقطة، وانخفضت جميع أسهم مؤشر تل أبيب 25 بينما كان حجم التداولات مرتفعا عند 1.4 مليار شيقل. كما تراجعت سوق بيروت للاسهم خوفا من توتر الوضع الى الاسوأ وأغلق مؤشر بلوم القياسي منخفضا 2.13 % عند 1474.26 نقطة متأثرا بخسائر في أسهم سوليدير أكبر الشركات اللبنانية وأسهم كبرى البنوك اللبنانية ، والجدير ذكره ان بورصة بيروت ما زالت بمرحلة التقاط الانفاس بعد الخسائر الكبيرة التي المت بها بعد اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري، وقال متعامل ان السوق فقدت ما يقرب من7 % في المعاملات المبكرة لكنها تعافت قبل الاغلاق مع تدافع بعض البنوك المحلية على شراء الاسهم، وقال احد المتعاملين في بورصة بيروت ان "ما حدث بشكل أساسي هو أمر سلبي تماما. سوق بيروت للاسهم صغيرة جدا ومن ثم هناك مخاوف من رد فعل مبالغ فيه"، وأضاف "حجم التأثير سيتوقف على ما اذا كان هذا الوضع سينتهي يوم الاربعاء أم سيستمر ليومين أو أسبوعين."

وأغلقت أسهم الفئة "أ" من أسهم سوليدير ذات الثقل في السوق منخفضة نحو 2.42 في المئة الى 21.40 دولارا. وهبطت أسهم الفئة "ب" لشركة الاستثمار العقاري حوالى 3.56 في المئة لتغلق على 21.40 دولارا أيضا. وتراجع سهم بنك بلوم أكبر المصارف اللبنانية 1.88 في المئة ليغلق على 73 دولارا، وقال متعاملون ان السوق ستتحسن اذا هدأ الوضع سريعا لكنهم توقعوا أن يعصف استمرار التوترات أو أي تصعيد خطر بالسوق، وقال متعامل اخر في شركة تمويل محلية "شهدنا عمليات بيع لكل الاسهم. سوليدير والبنوك منخفضة."، وأضاف "نأمل أن تنتهي (الازمة) والا سيكون الوضع بالغ السوء."

اما الليرة اللبنانية فقد استقرت عند الحد الاعلى للنطاق الضيق لسعر الصرف الذي يحدده البنك المركزي فيما يقول متعاملون ان أسر حزب الله لجنديين إسرائيليين لم يثر بعد أي تدافع مذعور على البيع، وقال متعاملون ان الليرة بدأت جلسة المعاملات عند حوالى 1502-1503 مقابل الدولار وهو الحد الاعلى لنطاق تدخل البنك المركزي البالغ 1501-1514. وختمت العملة المعاملات عند حوالى 1504-1505 مقابل الدولار، وقالوا ان البنك المركزي لم يضطر للتدخل لدعم الليرة اليوم وهو ما يقوم به عادة عند مواجهة العملة لضغوط قوية، وقال مدير الخزانة وأسواق الرأسمال في بنك لبناني كبير "لم تكن هناك ضغوط حقيقية على الليرة"، وأضاف قائلا "لا أقول إن العمل يسير كالمعتاد لكننا مررنا بمثل هذه التوترات مرات كثيرة من قبل. هكذا حال الاعمال في لبنان."


وقال متعامل لبناني بارز في بنك كبير "لا تواجه الليرة اللبنانية خطرا لان البنك المركزي سيحافظ على استقرارها لكن الوضع سيئ"، وأضاف قائلا "اليوم لم يكن هناك الكثير من الضغط لكن اذا تصاعدت الازمة سيتأثر كل شيء وليست الليرة وحدها بل أيضا الموسم السياحي وسوق الاسهم التي تراجعت قليلا بالفعل اليوم."

ومما بات معروفا ان لبنان ودع موسم الصيف والمصطافين قبل ان يبدأ علما ان الاقتصاديين اللبنانيين كانوا يعولون كثيرا على الموسم هذا العام، لكن امالهم ذهبت ادراج الرياح وباتت نتائج حسابات الاقتصاديين اللبنانيين تأتي بعكس حساب بيدر حزب الله ولكل حساباته والخاسر الاكبر الشعب اللبناني الذي بات يريد الفرج من اي جهة اتى.

ووصل التوتر الى البورصة المصرية حيث عمد مستثمرون مذعورون الى البيع لجني الارباح بعد صعود السوق على مدى أسبوعين، وقال سماسرة ان أنباء أسر الجماعة اللبنانية لجنديين اسرائيليين والاستعدادات الاسرائيلية لرد عسكري أثارت بعض الفزع في البورصة.

وقال هاشم غنيم من النور لتداول الاوراق المالية "المستثمرون يقولون ان الاسرائيليين دخلوا لبنان وستكون هناك حرب. أعتقد أنه لا صلة لنا بالامر لكن ردود الفعل الاولى كانت اندفاعية جدا"، وقال محمد قطب من الجزيرة لادارة الاصول ان السوق وصلت بالفعل الى مستوى مقاومة فني عندما اقترب مؤشر كيس 30 من مستوى خمسة الاف نقطة قبل ورود الانباء من لبنان في أواخر الجلسة، واضاف قائلا "هناك جانب سياسي (في تراجع السوق)... هذه الانباء دفعت الناس الى البيع لجني الارباح."
وكان أكثر الاسهم تضررا هو القائد المعتاد للسوق وهو سهم البنك الاستثماري المجموعة المالية-هيرميس القابضة الذي هبط 8.7 في المئة مسجلا في أخر تداول له 33.50 جنيها (5.84 دولارات).

وختمت الاسهم العشرة الاكثر تداولا المعاملات منخفضة بما في ذلك سهم العز لصناعة حديد التسليح الذي تراجع خمسة بالمئة وسهم البنك التجاري الدولي وهبط 2.2 في المئة، وانخفض سهم الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول (موبينيل) وهو من الاسهم الرائجة أيضا 8.4 في المئة الى 141.03 جنيها، لكن سهم بنك الاسكندرية التجاري البحري ارتفع خمسة بالمئة الى 12.47 جنيها بفضل أنباء شراء البنك الوطني المتحد الاماراتي حصة الحكومة المصرية في البنك البالغة 58 في المئة مقابل 23 جنيها للسهم.

وقالت البورصة ان المشتري تعهد شراء باقي أسهم البنك الذي مقره الاسكندرية بالسعر نفسه من المساهمين من القطاع الخاص الراغبين في البيع، وتراجع مؤشر هيرميس القياسي 2.9 في المئة ليغلق على 47166.70 نقطة في حين هبط مؤشر التجاري الدولي الاوسع نطاقا 1.7 في المئة الى 202.25 نقطة. وانخفض مؤشر كيس 30 الذي يحظى باهتمام واسع ثلاثة في المئة الى 5325.50 نقطة.



المصدر : وكالات الانباء .