اقتصاد

صيف لبنان الاقتصادي...خسائر تضاف على المديونية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

"الموضوع اكبر من الكلفة المباشرة للمطار والجسور"
صيف لبنان الاقتصادي... خسائر تضاف على المديونية

ريما زهار من بيروت

تهدمت الجسور، استهدف المطار بمدرجيه وكذلك مبنى تلفزيون المنار في حارة حريك، كلها اعباء جديدة تضاف الى الازمة الاقتصادية التي يعانيها لبنان، ناهيك عن السياحة اللبنانية التي تضررت بعدما كانت تبشر بموسم واعد. ففضلًا عن الضريبة الامنية التي يدفعها لبنان نتيجة للغارات التي تشنها اسرئيل عليه، هناك ضريبة اقتصادية جديدة سترهق كاهله المرهق اصلًا منذ البداية، في هذا الصدد يقول الخبير المالي الدكتور غسان عياش ل"إيلاف" انه "ليس المهم في هذا المجال كلفة الجسور بحد ذاتها، ولكن ان هذا العمل يؤدي الى الحاق ضرر اقتصادي بابناء الجنوب في كافة مناطقهم، بسبب عزلهم عن باقي المناطق اللبنانية والحد من الحركة بينهم وبين سائر المناطق، سواء لتصريف منتجات زراعية او استقبال سياح او للانتقال الى اعمالهم.

ويجب النظر الى العدوان الاسرائيلي من زاوية اشمل كي نستطيع تقييم الاضرار من غير المفيد تقييم كل ضرر على حدة، ويضيف:"من المبكر تجزئة الاضرار بحسب القطاعات والمناطق وتقييم كلفة كل ضرر على حدة والامر يحتاج الى وقت ويحتاج الى انتهاء الضربات الاسرائيلية وثانيًا يحتاج الى وقت للتقييم، ولذلك الآن يمكن النظر الى المسألة من زاوية شاملة على الصعيد اللبناني العام، اي اثر هذه العمليات على الاقتصاد اللبناني.


ويتابع:"لا اظن ان الجسور بحد ذاتها كلفتها يمكن ان تؤثر تأثيرًا كبيرًا بالمديونية، واعتقد ان كلفة بناء الجسور وترميمها ستكون محدودة امام الكلفة التي سيتحملها الاقتصاد اللبناني ككل والجنوبي من جراء هذه العمليات، فقد يكلف الجسر 20 او 30 مليون دولار، فالخسائر اكبر من ذلك بكثير، والفت النظر الى امور تتعلق بالاقتصاد اللبناني ومنها مثلًا ان لبنان كان يعوّل على موسم الصيف الحاضر نظرًا للايجابيات التي تحققت على الصعيد الاقتصادي في الاشهر الستة الاولى من السنة الجارية، في مختلف الميادين، وتزامن الاستقرار الامني النسبي وانحسار ردود الفعل في الاسواق بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري، تزامن ذلك مع تدفقات نقدية لا سيما من الدول الخليجية ومن المستثمرين الخليجيين ومن لبنانيين في الخليج ومناطق اخرى،

مما جعل الاقتصاد اللبناني يحقق قفزات مهمة الى الامام وتحسن في مختلف المؤشرات لا سيما في قطاعات السياحة والبناء، واذكر على سبيل المثال، بان المساحات المرخّص بها للبناء زادت في الاشهر الستة الاولى من العام بنسبة 82% قياسًا بما كانت عليه المساحات المرخص بها في الفترة نفسها من السنة الماضية، وزاد عدد السياح بمعدل 50% قياسًا بالفترة نفسها وزادت المبيعات في الاسواق الحرة، نحو 44% وادى ذلك الى تحسن في عمليات بورصة بيروت، حيث ان التداول في البورصة وصل الى المليار و500 مليون دولار خلال الاشهر الستة الاولى من هذا العام، بما يزيد 50% بما كان عليه التداول في السنة السابقة، وقد ادى ذلك الى فائض في ميزان المدفوعات يبلغ مليار و800 مليون دولار، هذه المؤشرات الايجابية كان يفترض ان تتسارع وتيرتها وتزيد ايجابياتها في الصيف بسبب تواصل لبنان مع مصادر التي ادت الى هذا التحسن، اي المستثمرين العرب واللبنانيين غير المقيمين، واعتقد ان الموضوع اكبر من الكلفة المباشرة لمدارج المطار والجسور وابعد من الكلفة المباشرة للاضرار هي الاضرار غير المادية التي يمكن ان تصيب الاقتصاد اللبناني اذا ما استمر مسلسل العنف لايام او اسابيع.


الليرة اللبنانية
اما هل ستتأثر الليرة اللبنانية نتيجة لهذه الاستهدافات يجيب عياش:"اظن ان الليرة اللبنانية ستبقى متماسكة، لان مصرف لبنان لديه من الادوات ومن السيولة والاحتياطات وهو متعاون مع القطاع المصرفي في هذا المجال ويمكن للامكانيات الموجود في مصرف لبنان ان تقف في وجه اي محاولة او اتجاه للطلب، والفت النظر الى ان ما جرى في السنة الماضية بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري على صعيد السوق النقدية كان كبيرًا جدًا، فقد سحبت ودائع من النظام المصرفي اللبناني وحوّل الى الخارج، قدرت بملياري دولار، ولبى مصرف لبنان طلبًا يقارب 5 مليارات دولار لشراء العملات الاجنبية واصبح ميزان المدفوعات في حزيران/يونيو من العام 2005 بحالة عجز بمبلغ مليار و600 مليون دولار، ومع ذلك حافظت الليرة اللبنانية على قيمتها، وتمكن مصرف لبنان من تلبية الطلب ولا اظن ولا اتمنى ان الاوضاع ستكون اكثر سوءًا مما كانت عليه على الصعيد النقدي في العام الماضي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف