نقص الوقود قد يطفيء أنوار لبنان خلال أسابيع
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بيروت: قال مسؤولو نفط ان لبنان الذي يتعرض لحصار بحري وجوي اسرائيلي ليس لديه من الوقود سوى ما يكفي استهلاك اسبوعين او ثلاثة قبل ان يعم الظلام البلاد مع افتراض عدم تدمير المزيد من احتياطيات الوقود. وما زال البنزين متوافرا في العاصمة بيروت ولكن مع قصف اسرائيل للطرق الرئيسية والجسور قطعت طرق توصيل الامدادات للمناطق الاخرى من البلاد او اصبحت محفوفة بالمخاطر.
وهاجمت الطائرات الاسرائيلية ايضا محطات البنزين وصهاريج تخزين الوقود في المطار ومحطات الكهرباء والموانيء بالاضافة الى الشاحنات التي تنقل امدادات اخرى. ويواجه جنوب لبنان الذي تعرض لأسوأ عمليات القصف الاسرائيلي نقصا في الوقود يمتد الان الى وادي البقاع الشرقي وهي منطقة اخرى استهدفها القصف الاسرائيلي.
وقال سامي براكس رئيس اتحاد اصحاب محطات البنزين ان المخزون يكفي لما يتراوح بين 15 و20 يوما ويتم توزيعه على محطات الوقود للتخفيف من الاثر في حالة ضرب منشات التخزين. واضاف ان الازمة بدأت في الجنوب ولكنها امتدت الان الى البقاع بعد ان ضربت اسرائيل طريق ضهور الشوير وبدأت تضرب الشاحنات على الطريق. وقال انه يوجد كثير من الوقود في بيروت لكن لا احد يجرؤ على نقله بالشاحنات من هناك الى البقاع لان الطريق محفوف بالمخاطر.
وفي مدينة صور الساحلية الجنوبية يقول السكان ان كثيرا من محطات البنزين ما زال بها وقود لكن كلها مغلقة فعليا خشية التعرض لهجمات اسرائيلية. ولم يعد البنزين متاحا الان سوى في السوق السوداء حيث يصل سعر الحاوية التي تضم 20 لترا الى 40 دولارا.
وربما يبدو ذلك السعر منخفضا لكنه يزيد نحو مرتين على الاقل عن السعر الذي تحدده الدولة في محطات البنزين والذي يبلغ حوالي 15 دولارا للعشرين لترا.
وقال بهيج ابو حمزة رئيس رابطة مستوردي النفط ان لبنان يستورد في المتوسط نحو 400 الف طن من منتجات الوقود شهريا. وقالت مصادر نفطية انه لم تصل اي شحنات منذ 12 يوليو تموز وان الحصار الاسرائيلي تسبب في تأجيل وصول خمس او ست سفن كان من المقرر وصولها هذا الاسبوع.
وقد يؤدي هذا الى قيام تجار نفط غربيين بالبحث عن منافذ اوروبية بديلة لما يصل الى 150 الف طن شهريا من زيت الوقود المنخفض الكبريت الذي يستخدم لتوليد الكهرباء.
وحتى الديزل الذي يستخدم لتغذية مولدات الكهرباء عندما تنقطع امدادات الكهرباء بدأ يتناقص باطراد حيث تقوم شركات الوقود بتوزيعه بحصص على الزبائن او ترفض تزويدهم بالامدادات او ترفض توصيله الى اماكن اخرى بسبب خطورة السير على الطرق.
وحتى في العاصمة بلغ سعر طن الديزل 1125 دولارا يوم الخميس مقارنة بما بين 680 و700 دولار في الاحوال العادية رغم ان مسؤولي النفط يقولون ان احتياطيات الوقود يمكن ان تستمر لفترة اطول من المعتاد لان الشوارع باتت خالية والناس في حالة من الخوف لا تسمح لهم بالخروج من منازلهم.
وقال ابو حمزة ان هناك انخفاضا في الطلب وان الوقود لن ينفد تماما الا اذا استمر الحصار لبعض الوقت. واضاف انه بالنسبة الى الوقود لمحطات الكهرباء فهناك خسائر جسيمة في محطة الجية ولكن ما زال يوجد ما يكفي لمدة اسبوعين او ثلاثة اسابيع. وهذا مرتبط بتوزيع الكهرباء بنظام الحصص فكلما انخفضت الحصص استمرت الاحتياطيات فترة اطول.
وذكرت مصادر نفطية انه خلال الصراع المستمر منذ تسعة ايام والذي اودى بحياة 310 لبنانيين و29 اسرائيليا على الاقل دمرت المقاتلات الاسرائيلية خزانات الوقود في محطة الجية جنوبي بيروت وقضت على 25 في المئة من احتياطات البلاد.
وهناك انقطاع للتيار الكهربائي في لبنان تختلف فترته من منطقة الى اخرى. ويخشى اللبنانيون من حدوث انقطاع للكهرباء مثل الذي عانوا منه خلال الحرب الاهلية التي استمرت من عام 1975 الى عام 1990 عندما لجأ الناس الى استخدام بطاريات السيارات لاضاءة مصابيح الفلورسنت وتشغيل اجهزة التلفزيون.
ورفض كمال حايك رئيس مجلس ادارة مؤسسة كهرباء لبنان التعليق على الموقف.
وعندما سئل عما سيحدث اذا نفد كل الوقود فعليا. قال مصدر بصناعة النفط "سنبدأ في السير."