اكاديمية نوبل تواصل سياسة الانفتاح على العالم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كلود كاستيران من ستوكهولم: تواصل الاكاديمية الملكية السويدية للعلوم التي منحت اليوم الخميس التركي اورهان باموك جائزتها للآداب، وهو اول تركي يحصل عليها، سياسة الانفتاح على الاداب في العالم والتي بدأتها منتصف الثمانينات بعد عقود من الهيمنة الكبيرة للاوروبيين الغربيين عليها. فمنذ انشائها في العام 1901 وحتى العام 1985، كان ثمانية فقط من حائزي جائزة نوبل للآداب من خارج اوروبا والولايات المتحدة. ولم يحصل بلد مثل الهند على الجائزة سوى مرة واحدة (طاغور في 1913)، وكذلك العالم العربي (المصري نجيب محفوظ في 1988). وباستثناء باموك، حصل على الجائزة 75 اوروبيا، بينهم روسيا، (منهم 15 من شمال اوروبا) و27 من غير الاوروبيين (منهم 10 اميركيين). إلا ان اعضاء الهيئة التحكيمية في الاكاديمية اعترفوا بأن "الاكاديمية تعرضت للانتقاد لانها جعلت من الجائزة قضية اوروبية"، ملمحين بذلك الى الفائزين بالجائزة في النصف الاول من القرن العشرين. لكنه كان من الصعوبة بمكان على اعضاء الهيئة التحكيمية وفي المقام الاول الجمهور، ان يحكموا على الادب غير الاوروبي. فالترجمات كانت قليلة وانتشار الافكار لم يكن متاحا كما هو اليوم.
وعلى سبيل المثال، تمكنت الهيئة التحكيمية من منح الياباني ياسوناري كاواباتا جائزة نوبل للاداب في 968، بعد الاطلاع على مؤلفاته خلال سبع سنوات بمساعدة من الخبراء. وتضم الاكاديمية اليوم متخصصين في الادب الاجنبي من بضع قارات.
وفي النصف الثاني من القرن العشرين، عندما ظهرت البلدان النامية، حصل على الجائزة ادباء من غواتيمالا وكولومبيا او نيجيريا. وحصل الانقطاع الفعلي في 1984 عندما اعلن اعضاء الهيئة التحكيمية ان الاهتمام بغير الاوروبيين يزداد في الاكاديمية.
لذلك حصل على الجائزة اول افريقي (النيجيري وول سوينكا في 1986)، واول صيني (غاو شينجيان في 2000). وفي فترة الانفتاح نفسها، حصل على الجائزة اول ناطق باللغة البرتغالية (جوزيه سارامنغو، البرتغال في 1998) واول مجري (ايمري كيرتيز في 2002).
وتسري منذ سنوات شائعات مفادها ان كاتبا كالهولندي سيس نوتبوم (لم تكافأ هذه اللغة ابدا)، مؤهل للفوز بالجائزة في المستقبل.
اما النساء، فحصلت عشر منهن على الجائزة ومنهن ثلاث بين 1991 و1996 (وألفريدي يلنيك في 2004).
اخيرا وتمسكا منها بالخروج على التقليد المؤيد لاوروبا، كافأت اكاديمية نوبل في 1991 الجنوب افريقية نادين غورديمر وفي 1992 ديريك ولكوت من جزر الانتيل وفي 1993 الاميركية السوداء توني موريسون.
ولم تخل خيارات الاكاديمية دائما من الافكار السياسية المسبقة. ففي اطار الحرب الباردة، لم يكن من الممكن اعتبار سولجنتسين (1970) والبولندي ميلوز (1980) والتشيكي سيفيرت (1984) والروسي برودسكي المنفي في الولايات المتحدة (1987)، بمثابة اسماء ادبية بكل ما للكلمة من معنى.
وسيقول نقاد التركي باموك انه اختير لاسباب جيوسياسية بسبب الجدل الدائر حول انضمام بلاده الى الاتحاد الاوروبي، لكن الذين قرأوا مؤلفاته يعرفون انه كاتب كبير عرف في بلاده وفي الخارج. وكما قال احد اعضاء الهيئة التحكيمية في جائزة نوبل "ينبغي التمييز بين التأثيرات السياسية التي لا يمكن تجنبها، وبين النوايا السياسية التي لا مكان لها".