كتاب إسرائيليون يتحدثون لإيلاف عن الحرب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كتاب إسرائيليون يتحدثون لإيلاف عن الحرب
ناتان زاخ: لو كان أميل حبيبي حيا لخرج ضد نصر الله
روني سوميك: لامخرج آخر سوى التفاوض
الجليل من سمير الحاج: رغم أجواء الحرب القاتمة التي تلقي بظلالها على المجتمع الإسرائيلي، ووسط صواريخ الكاتيوشا التي تنهال كزخات المطر، وتحت دوي صفارات الانذار، وقبوع الناس في الملاجيء ارتأت إيلاف من منطلق أمانتها الصحفية وحياديتها، أن تلقي الضوء على آراء الكتاب الإسرائيليين ومواقفهم من الحرب، لتعكس صورة بانورامية لهذة الشريحة الهامة في المجتمع الإسرائيلي. ولم يكن سهلا استنطاق كاتب إسرائيلي في جو حرب كهذه، حيث الغموض والخوف من التصريح احتراسا من الآتي. كثيرون من الكتاب الإسرائيليين لم ينبسوا ببنت شفة وآثروا الصمت لعدم "وضوح الرؤية" على حد تعبيرهم أو لتأييدهم الباطن للحرب. فالبيان الذي أصدره، أبرز ثلاثة كتاب لإسرائيليين: دافيد غروسمان و أ. ب. يهوشواع وعاموس عوز يطالب "الموافقة الفورية الى وقف متبادل لأطلاق النار"ومن ناحية ثانية يبرز التأييد والشرعية للحرب "العملية العسكرية كانت عادلة ومبررة". وفي المؤتمر الصحفي الذي سبق مظاهرة ميرتس، قبالة مبنى وزارة الدفاع في تل أبيب، دعا هؤلاء المخضرمون الثلاثة الى عدم توسيع الحرب البرية والقبول بالمشروع الذي طرحه رئيس حكومة لبنان فؤاد سنيورة. وقال دافيد غروسمان: "لو أن رئيس حكومة لبنان طرح برنامجه هذا يوما قبل انفجار الحرب- لوافقنا عليه". ورد غروسمان على التهم الموجهة الى اليسار الصهيوني، والتي تنعته بالأرتباك منذ اندلاع الحرب، قائلا: "أنا بالذات لا أشعر بالأرتباك، . كان لنا حق الخروج الى الحرب، لكن فيما بعد تعقدت الأمور، ليس لمصلحتنا. هذه الحرب تتسم بالرعب الشديد والصدمات المتجذرة، من الممكن أن تتسبب للبعض بعدم التوازن والقدرة على تحديد مصلحتنا حاليا، وللمدى البعيد". يكاد يجمع معظم الكتاب الإسرائيليين على مصداقية الحرب بداية، أما الآن فيطالبون بأيقافها. أما ناتان زاخ الذي قال "أن الحرب لا تأتي بنتائج"، يجيب من ناحية ثانية: "لا أعرف، هل يجب أيقاف الحرب أم الإستمرار بها، الأمور غير واضحة". وبرز في هذه الحرب الأتجاه اليميني العدائي، الذي نحاه الشاعر أيلان شاينفلد في قصيدته "كونوا اقوياء"، حيث يخاطب الجنود الإسرائيليين حاثا إياهم على حرق لبنان وغزة، وتخريب القرى والمدن "حتى يصبحوا بلا أهل". ومما جاء في القصيدة :
"من يسخر من يوم التضحية، يسخروا منه
نجوا شعبكم، فجروا القنابل،
وأمطروا القرى والمدن والبيوت حتى تتهاوى
أقتلوهم، أسفكوا دماءهم، أرعبوهم، لئلا يحاولوا
هدمنا، حتى نسمع أنفجار رؤوس الجبال، المداسة
بنعالكم، نسمع أصوات التوسل، حين تغطيهم قبورهم،
من يسخر من يوم التضحية، يسخروا منه".
انطلاقا من إيمان "إيلاف" بالموضوعية والتعددية ومعرفة الآخر وتزويد القارئ بكل الآراء، نورد أصوات كتاب يعكسون مواقف وآراء الكتاب الإسرائيليين عامة:
يهوشوع سوبول (1939) كاتب مسرحي:
"بدأت الحرب بأطلاق القذائف على بلدان الشمال وخطف جنود، أي باعتداء على إسرائيل داخل حدودها الدولية، لا توجد ذريعة للحرب. يجب على إسرائيل الخروج من مزارع شبعا، وتسليمها الى الأمم المتحدة التي تقرر في تسليمها، لأن هذا ضد مصلحة إسرائيل. إن هذه الحرب لا تنبع من مصلحة إسرائيلية أو لبنانية، بل من مصلحة إيرانية. إيران معنية باستخدام جنوب لبنان موقعا لمصلحتها الشخصية. أنا أرى أن لا سبب لوجود نزاع بين إسرائيل ولبنان، أذ تستطيعان التوصل الى سلام بينهما. إن حزب الله يديره عامل غريب يمنع توصل لبنان وإسرائيل الى سلام، وعلى حزب الله أن يكون عاملا سياسيا وليس عسكريا. في نظري يجب تحديد، بشكل دقيق، كل العوامل التي تؤدي الى النزاع وحلها بالمفاوضات سواء في غزة أو لبنان، فالمنطقة ملآى بـ"ألغام"من السهل الاصطدام بها، ويجب نزع كل "لغم" بطريقة حذرة. أنا أتحسر وأتألم على الضحايا التي تسقط في كلا الجانبين، الحال فظيعة، أتعاطف مع ضحايا لبنان.. ومع ضحايانا ".
روني سوميك (1951) شاعر، ولد في بغداد:
إن من أكثر اللحظات أيلاما في هذه الحرب هو الصاروخ الذي وقع في وادي النسناس في حيفا، في المكان الذي مشى فيه أناس أمثال أميل حبيبي. في المكان الذي دفع فيه أناس ثمنا باهظامن جراء قول كلمة سلام. الصاروخ الذي وقع هناك مثل صاروخ وقع على مستشفى. لأن أناسا مثل أميل حبيبي، كانوا أطباء لنا، حاولوا معالجتنا وحاولوا الأثبات أنه بالأمكان قول كلمة سلام. وكلي أمل أن تحل أصوات التفاوض محل أصوات الحرب، لأن هذا هو الشيء الحقيقي".
ناتان زاخ (1930) شاعر، ولد في برلين، وهاجر الى فلسطين عام 1936:
في البداية رفض الحديث، وطلب مني أن أقرأ موقفه من الحرب، الذي نشر قبل أيام، في ملحق هآرتس باللغة العبرية، والذي حسب قوله رفضت الصحيفه نشره في نسختها الصادرة باللغة الانجليزية، لأنه يدين الحرب، فقد كتب- على حد قوله- كلاما قاسيا
حول موقفه من وقف الحرب، أجاب قائلا: "لا أعرف. هل يجب أيقاف الحرب أم الاستمرار بها. الأمور غير واضحة، والجواب متعلق بالنتائج، وأنا لا أحب أن أطلق الشعارات، فلا يمكن لإسرائيل عدم الاستمرار بالحرب ما دامت القذائف تسقط عليها. ما دامت الحرب في أوجها فلا جواب، خاصة بعد أن رفض نصرالله مجيء جيش مسلح من قبل الأمم المتحدة كما في كوسوفو. إن الأمور تتجه إلى الأسوأ، وهذا يشجع إسرائيل على احتلال أراض لبنانية إلى ما وراء الليطاني. ستصبح الحرب مروعة أكثر".
ألونة فرنكيل (1937) قاصة (أدب أطفال) ورسامة:
"أنا كأنسانة أعارض الحروبات بشكل قاطع. وأتمنى دوما أن يتفاوض الناس، فكل عنف يؤدي الى رد فعل عنيف، وهكذا دواليك. في نهاية كل حرب يتفاوضون، وتبقى المأساة قتل أناس أبرياء، على الغالب، لا يعرفون من يحارب من. وحول الصراع في منطقتنا، لا يوجد جيد أو رديء، كل واحد من الطرفين يخطيء. والحل هو التفاوض. لا يوجد منتصرون في الحرب، أذ يقتل أناس كثيرون، ويجب فهم ذالك. أنا أتحدث بعيدا عن كوني كاتبة. أطفال في الثامنة من أعمارهم يعيشون في بيروت وفي كريات شمونة، من الممكن أن يكتبوا عندما يكبرون روايات وقصصا لما مر عليهم. أتمنى قبل توسيع الحرب، أن يحاولوا التوصل الى أتفاق.. أن يتنازل كل طرف، إسرائيلوحزب الله. فكل يوم تسقط حوالي 150 قذيفة. كما أن قذائفنا قد تصيب أناسا مدنيين، آباء وأمهات، أو تصيب جنودا. يجب العيش وعدم قتل الناس".
أيلان شاينفيلد (1960)-شاعر ومسرحي:
كتب قصيدة في هذه الحرب ، تحت عنوان "كونوا أقوياء"، خاطب فيها الجنود الإسرائيليين ، ودعاهم الى دخول لبنان وغزة، وهدمهما وتحويلهما الى خراب، الى صحراء قاحلة بدون أهل. وقد أثارت هذه القصيدة ردود فعل كثيرة، لما تحمله من تحريض على القتل وسفك الدماء وأعاثة الخراب، خاصة أن صاحب القصيدة، كان قد كتب في السابق، قصائد تدين الحرب على لبنان، عام 1982. (ستخص إيلاف هذه القصيدة وصاحبها مقالة خاصة).
في حديث خاص لإيلاف قال ألشاعر شاينفلد: "أنا آمل، مع انتهاء الحرب، أن يترك حزب الله لبنان، وأن تتولى حكومة لبنان المسؤولية التامة عن لبنان، وعندها سأكون أول من ينادي الى مد العون الدولي لسكان لبنان لترميم لبنان. آرائي الأنسانية لم تتغير، لم يكن لنا مناص من خوض الحرب، وللحرب ثمن باهظ لكلا الطرفين. جراء دعم أيران لحزب الله يستخدم الفلسطينيين أداة، أذ جعلت غزة مركزا إيرانيا وهذا يسيء الى الفلسطينيين. أنا أؤيد السلام على رغم ما كتبت، وأنا أؤمن بالسلام وأريد السلام، لكن عندما يهاجموننا في الشمال وفي الجنوب، يضعون وجودنا في خطر، نحن الباقين أحياء. والباقي حيا يعرف كيف يبقى بكل ثمن".