أولاد حارتنا.. هل صارت لعنةمحفوظ ؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة من سعد القرش (رويترز):بعد قيام ثورة يوليو تموز 1952 ظل نجيب محفوظ عازفا عن الكتابة بحجة أن العالم الذي كان يسعى بالكتابة الى تغييره غيرته الثورة بالفعل ولم تعد للكتابة جدوى بعد أن أنهى الثوار مرحلة تاريخية كان يريد لها أن تنتهي. وحين انحرفت التجربة الثورية كما قال محفوظ في أكثر من مناسبة عن الشعارات التي أعلنتها
وأضاف فياض أنه في احدى جلسات تلك اللجنة "قدم الشيخ الغزالي ورقتين معدتين من قبل يستعرض فيهما "أولاد حارتنا" من زاوية الاتهام وحدها. وفي الورقتين كانت الادانة لاولاد حارتنا في غيبة من الدفاع والمتهم. ومنذ ذلك الحين وقصة التكفير والاتهام بالالحاد لا تتوقف." وصدرت الرواية في بيروت عن دار الاداب ومن هناك تصل الى القارئ المصري الذي لا يجد صعوبة في الحصول عليها. ولاتزال مكتبة مصر الناشر الدائم لاعمال محفوظ تسقط "أولاد حارتنا" من قائمة أعمال الكاتب الى اليوم ولم يعترض محفوظ لانه لم يكن يريد خوض معركة لاصدار الرواية في مصر.
وظلت الرواية متاحة في مصر لمن يريدها بدون أن اثارة أزمات الى أعلنت لجنة جائزة نوبل في تقريرها أن الكاتب استحق الجائزة عام 1988 عن أربعة أعمال منها "أولاد حارتنا" وكانت تلك الاشارة أشبه بباب جهنم على محفوظ حتى أن الشاب الذي حاول قتله بسكين في أكتوبر تشرين الاول عام 1994 قال "انهم" قالوا له ان هذا الرجل (محفوظ) مرتد عن الاسلام. ومن بين الكتب التي صدرت عن الرواية "كلمتنا في الرد على أولاد حارتنا" لمحمد جلال كشك و"كلمتي في الرد على نجيب محفوظ" للشيخ عبد الحميد كشك.
وفي حماسة الاحتفال بجائزة نوبل أعلنت صحيفة المساء الحكومية القاهرية اعادة نشر الرواية مسلسلة وبعد نشرت الحلقة الاولى اعترض محفوظ وبعض الخائفين عليه فتم
ملف رحيل نجيب محفوظ: مقالات، ذكريات ومتابعات
وحملت عناوين الصفحة الاولى.. "لاول مرة في مصر النص الكامل لرائعة نجيب محفوظ أولاد حارتنا بعد 35 عاما من غيابها عن الشعب المصري."
ومهدت الصحيفة لنص الرواية بمقالات لنقاد وصحفيين بارزين هم محمود أمين العالم وشكري محمد عياد وفريدة النقاش وجابر عصفور ومحمد رضا العدل وسلامة أحمد سلامة والممثل عادل امام. وزيادة في الحفاوة تمت الاستعانة برسوم مصاحبة للنص للفنانين عبد الغني أبو العينين وجودة خليفة فضلا عن غلاف الطبعة البيروتية.
وعقب نشر الرواية في الاهالي أصدر كتاب وفنانون بيانا طالبوا فيه بعدم نشر الرواية في مصر بدعوى حماية حقوق المؤلف الذي نجا قبل أيام من الذبح. في حين وصف كتاب أخرون ذلك البيان بأنه "محزن".
وبعد محاولة الاغتيال قام الشيخ الغزالي بزيارة محفوظ في مستشفى هيئة الشرطة على شاطيء نهر النيل حيث كان يتلقى العلاج. وكانا يلتقيان لاول مرة.
والشيخ الغزالي بشهادة فياض هو صاحب المذكرة التي صودرت بموجبها "أولاد حارتنا".
وروى الكاتب المصري يوسف القعيد الذي حضر اللقاء أن الغزالي علق على اتاحة الرواية في مصر قائلا ان "السموم أيضا تنشر خلسة والناس تقبل عليها" وشدد على أنه ضد الرواية ولكنه أدان محاولة الاغتيال التي "لا يقرها شرع ولا دين".
وردا على التمهيد للمحاولة ببعض الكتب التحريضية ومنها كتاب الشيخ كشك قال الغزالي انه "رجل جاهل" في اشارة الى كشك. وتعرض محفوظ لمشكلة أخرى ليس بسبب "أولاد حارتنا" مباشرة ولا بسبب قصة قصيرة كتبها في الستينيات وتحمل عنوان (الجبلاوي) وانما بسبب دعابة. فبعد محاولة اغتياله سألته ممرضة عن حالته الصحية فداعبها قائلا "يظهر (يبدو أن) الجبلاوي راض علي". فالتقط محام من مدينة المنصورة (الى الشمال من القاهرة بنحو 150 كيلومترا) هذه الدعابة بعد نشرها في صحيفة الاخبار الحكومية في السابع من ديسمبر كانون الاول عام 1994 ورفع يوم 12 من الشهر نفسه دعوى قضائية ضد محفوظ متهما اياه "بالافتئات على حقوق الله عز وجل وتسميته بالجبلاوي." وطلب المحامي تعويضا مؤقتا قدره 501 جنيه لما أصابه من ضرر نتيجة الحوار المنسوب الى محفوظ الا أن محكمة جنايات المنصورة أصدرت حكمها النهائي يوم 26 ديسمبر كانون الاول عام 1995 برفض الدعوى.
ثم تجدد الجدل حول "أولاد حارتنا" نهاية عام 2005 حيث أعلنت مؤسسة دار الهلال عن نشر الرواية في سلسلة (رويات الهلال) الشهرية ونشرت الصحف غلافا للرواية التي قالت دار الهلال انها قيد الطبع حتى لو لم يوافق محفوظ بحجة أن الابداع بمرور الوقت يصبح ملكا للشعب لا لصاحبه. وحالت قضية حقوق الملكية الفكرية التي حصلت عليها دار الرشوق دون ذلك. وأعلنت دار الشروق مطلع عام 2006 أنها ستنشر الرواية بمقدمة للكاتب الاسلامي أحمد كمال أبو المجد. ونشرت مقدمة أبو المجد التي أطلق عليها "شهادة" في بعض الصحف لكن الرواية لم نفسها لم تصدر الى الان.
نجيب محفوظ.. بدأ كاتبا للمقالات عام 1929 ثم اتجه لتأسيس فن الرواية
قال الناقد المصري فاروق عبد القادر ان أفضل قرار لنجيب محفوظ منذ البداية أنه حسم قضيته لصالح الابداع فتفرغ لتأسيس فن الرواية وكف عن كتابة المقالات.
وأضاف أنه لم يجد ضرورة تدعوه الى أن يستبدل بكتابة القصة أو الرواية مقالا "هذه الضرورة لم توجد بعد فأنا لا أعد نفسي من أصحاب الرأي ولكن من زمرة المنفعلين بالاراء ولذلك فمجالي هو الفن لا الفكر." وأول مقال معروف لمحفوظ مؤرخ بأول سبتمبر أيلول 1929 وعنوانه (الاساليب) وفيه يقارن بين نوعين من الاساليب يختلفان وفقا لمرجعية الكتاب الذين ينقسمون في رأيه الى فريق "مغرم بالعرب وما كتب العرب وأساليب العرب وحضارة العرب ويرى الخير كله في استعارة أساليبهم" في حين يرى الفريق الاخر أن تلك الاساليب العربية لا تناسب روح العصر. ويخلص محفوظ في نهاية المقال الى أن "كل كاتب صاحب فكرة. وهذا هو المعنى الذي ستدور عليه كتابته والاسلوب هو وسيلته في تبليغ هذه الفكرة واذاعتها اذا تخير أسلوبا ما خدم الكاتب في تبليغ رسالته وهذا هو أبلغ الاساليب في نظري." ولعل أشهر المقالات الاولى لمحفوظ وهو طالب بالجامعة ما نشرته له (المجلة الجديدة) التي كان يصدرها الكاتب المصري سلامة موسى (1887 - 1958) وحمل المقال عنوان (احتضار معتقدات وتولد معتقدات).
ومن المقالات الشهيرة لمحفوظ ما كتبه في مجلة (الرسالة) بتاريخ 23 ابريل نيسان عام 1945 تحت عنوان (التصوير الفني في القران) وهو دراسة عن كتاب بنفس العنوان لسيد قطب (1906 - 1966).
وبدأ محفوظ المقال بالتوجه الى المؤلف مباشرة "قرأت كتابك (التصوير الفني في القران) بعناية وشغف فوجدت فيه فائدتين كبيرتين.. أولاهما للقاريء خصوصا القاريء الذي لم يسعفه الحظ بالتفقه في علوم القران والغوص الى أسرار بلاغته بل حتى هذا القارئ الممتاز لاشك واجد في كتابك نورا جديدا ولذة طريفة. ذلك أن كتابا خالدا كالقران لا يعطي كل أسراره الجمالية لجيل من الاجيال مهما كان حظه من الذوق وقدره في البيان فللجيل الحاضر عمله في هذا الشأن كما سيكون للاجيال القادمة عملها."
وتابع "والمهم أنك وفقت لان تكون لسان جيلنا الحاضر في أداء هذا الواجب الجليل الجميل معا مستعينا بهذه المقاييس الفنية التي يألفها المعاصرون ويحبونها." وظل محفوظ يحتفظ للناقدين المصريين أنور المعداوي وقطب بمكانة خاصة اذ كانا أول من تنبأ له بأن يصبح روائيا ذا شأن وتحمسا له كما لم يتحمسا لاي روائي اخر من جيله أو الاجيال السابقة. وأعدم قطب عام 1966 بعد أن وجهت اليه تهمة بالتامر على نظام حكم الرئيس الاسبق جمال عبد الناصر في قضية شهيرة شملت بعض رموز جماعة الاخوان المسلمين عام 1965.
نجيب محفوظ.. تجاهله النقاد 15 عاما ثم قتلوه بحثا
القاهرة (رويترز) - أكثر من 15 عاما من التجاهل النقدي لروايات وقصص نجيب محفوظ لم تزده الا اصرارا على مواصلة مشروعه وهو تأسيس الرواية المصرية في وقت كان
وكان قطب أول من أشاد بجهد محفوظ حين احتفى عام 1944 برواية (كفاح طيبة) قائلا "لو كان لي من الامر شيء لجعلت هذه القصة (كفاح طيبة) في يد كل فتى وفتاة ولطبعتها ووزعتها على كل بيت بالمجان ولاقمت لصاحبها الذي لا أعرفه حفلة من حفلات التكريم التي لا عداد لها في مصر.. للمستحقين وغير المستحقين."
وبعد صدور الثلاثية (بين القصرين) و(قصر الشوق) و (السكرية) في منتصف الخمسينات فوجئ محفوظ باهتمام كثير من النقاد بأعماله السابقة حتى أن الناقد المصري الراحل لويس عوض كتب مقالا عنوانه (نجيب محفوظ.. أين كنت) أشار فيه الى أن الحفاوة بمحفوظ مبررة ولكنها تدين النقاد الذين تجاهلوه طويلا.
وقال عوض "ما عرفت كاتبا رضي عنه اليمين والوسط واليسار ورضي عنه القديم والحديث ومن هم بين بين مثل نجيب محفوظ. فنجيب محفوظ قد غدا في بلادنا مؤسسة أدبية وفنية مستقرة قائمة وشامخة. والاغرب من هذا أن هذه المؤسسة التي هي نجيب محفوظ ليست بالمؤسسة الحكومية التي تستمد قوتها من الاعتراف الرسمي فحسب بل هي مؤسسة شعبية أيضا يتحدث عنها بمحض الاختيار في المقهى والبيت وفي نوادي المتأدبين والبسطاء." وأضاف "عندي كاتب من أولئك الكتاب القلائل في تاريخ الادب في الشرق والغرب كلما قرأته عشت زمنا بين أمجاد الانسان."
أما عميد الادب العربي طه حسين (1889 - 1973) فكتب دراسة عام 1956 عن رواية (بين القصرين) قال فيها ان محفوظ "أتاح للقصة أن تبلغ من الاتقان والروعة ومن
وأشار الى أن واقعة محاولة الاعتداء على محفوظ في أكتوبر تشرين الاول عام 1994 تركت أثرا على علاقته الحية المباشرة بالناس والاحداث وهذا يفسر لجوءه للذاكرة في أعماله الاخيرة مشيرا الى جملة وردت على لسان احدى شخصيات مجموعته (صباح الورد) تقول "انها لنقمة أن تكون لنا ذاكرة لكنها أيضا النعمة الباقية."
ولم يعترض محفوظ على أي اجتهاد لناقد في تفسير أعماله التي احتملت كل ألوان التأويل من أقصى اليمين حيث يقف التيار المحافظ الى أقصى اليسار حيث يتحمس نقاد ماركسيون. وكان دائما يقول ان دوره ينتهي بنشر العمل الذي يصبح من حق النقاد والقراء ولهم أن يقولوا فيه ما يشاءون. ويرجح نقاد أن هذا الموقف من محفوظ كان شديد الذكاء بعد طول تجاهل لاعماله الاولى. وبعد حصوله على جائزة نوبل عام 1988 اعترف محفوظ للناقد المصري غالي شكري قائلا "لقد انفعلت بأول مقال كتب عني حوالي عام 1948 ربما بقلم سيد قطب. الصمت لا يطاق."
وفي عام 1964 أصدر ناقدان شابان أول كتابين عن محفوظ هما (قضية الشكل الفني عند نجيب محفوظ) لنبيل راغب و(المنتمي) لغالي شكري.
ثم توالت الكتب التي تتناول أعماله من أقصى اليسار الى أقصى اليمين وبلغ عدد هذه الكتاب نحو مئة منها (الله في رحلة نجيب محفوظ الرمزية) لجورج طرابيشي و(قراءة الرواية) لمحمود الربيعي و(المرأة في أدب نجيب محفوظ) لفوزية العشماوي و(نجيب محفوظ من القومية الى العالمية) لفؤاد دوارة و(الرمز والرمزية في أدب نجيب محفوظ) لسليمان الشطي و(نجيب محفوظ يتذكر) لجمال الغيطاني.
وكان نجيب محفوظ الروائي الوحيد الذي عاد أكثر من ناقد الى دراسة أعماله وخرجوا برؤى جديدة وهذا ما يفسر وجود أكثر من كتاب عن محفوظ للناقد نفسه.
فعلي سبيل المثال أصدر رجاء النقاش كتاب (في حب نجيب محفوظ) عقب محاولة الاعتداء على الكاتب في أكتوبر تشرين الاول عام 1994. ثم نشر كتابه (نجيب محفوظ.. صفحات من مذكراته وأضواء جديدة على أدبه وحياته).
وأثار محفوظ غضب الكثيرين لما فسر على أنه تحامل منه على ثورة يوليو تموز عام 1952 والرئيس المصري الاسبق جمال عبد الناصر.
أما محمد حسن عبد الله فنشر في الكويت عام 1972 كتاب (الاسلامية والروحية في أدب نجيب محفوظ) وفي الشهر التالي لمحاولة الاعتداء على محفوظ أصدر في القاهرة كتاب (اسلاميات نجيب محفوظ) عام 1994. وكما سبق غالي شكري النقاد الى نشر أول كتاب عن محفوظ عام 1964 أصدر أيضا أول كتاب عن محفوظ عقب حصوله على جائزة نوبل في أكتوبر عام 1988 وحمل الكتاب الجديد عنوانا احتفاليا مثل معظم مادته وهو (نجيب محفوظ من الجمالية الى نوبل).
السينما في مسيرة وابداع نجيب محفوظ
قال المخرج التسجيلي المصري هاشم النحاس ان نجيب نحفوظ الذي توفي يوم الاربعاء أرسى قواعد المدرسة الواقعية في السينما المصرية. وأضاف أن "أهميته (محفوظ) في السينما لا تقل عن أهمية وجوده في أدبنا المعاصر بل ان وجوده في السينما يفوق وجوده في الادب." وأشار الى أن محفوظ أول أديب يكتب للسينما اذ شارك في كتابة 25 فيلما
قالت مصادر في وزارة الداخلية ان جثمان محفوظ سيشيع ظهر الخميس في جنازة عسكرية ربما يحضرها الرئيس مبارك الذي نعى الروائي نجيب محفوظ الذي توفي يوم الاربعاء بأحد مستشفيات القاهرة قائلا انه أحد أعلام الفكر والثقافة وأنه "خرج بالثقافة العربية وادابها الى العالمية". وأضاف في بيان صدر عن رئاسة الجمهورية أن محفوظ انحاز بقلمه لشعب مصر وتاريخه وقضاياه كما عبر عن القيم الانسانية وأسهمت كتاباته في نشر قيم التنوير والتسامح
وأنتج من ابداعه 40 فيلما. واختار النقاد 18 فيلما لنجيب محفوظ ضمن قائمة أفضل مئة فيلم مصري بمناسبة الاحتفال بمئوية السينما عام 1996.وتنوعت هذه الاعمال بين أفلام كتبها مباشرة للسينما وأخرى شارك مع اخرين في اعدادها وثالثة مأخوذة عن احدى رواياته أو قصصه القصيرة. وكان المخرج المصري الراحل صلاح أبو سيف (1915 - 1996) قد نصح نجيب محفوظ بكتابة السيناريو في منتصف الاربعينات وقدما معا عددا من كلاسيكيات السينما المصرية ومن بينها (مغامرات عنتر وعبلة) و(المنتقم) و(ريا وسكينة) و(الوحش) و(الفتوة).
وعلى فترات متباعدة كان محفوظ يشارك في كتابة سيناريو أو حوار أحد الافلام ومنها (جميلة) و(الناصر صلاح الدين) و(الاختيار) للمخرج المصري يوسف شاهين.
وعلى مدى 15 عاما مع كتابة السيناريو لم يفكر محفوظ في كتابة أي معالجة سينمائية لاي من رواياته أو قصصه قائلا انه كتب رؤيته الفنية في العمل الادبي وربما كان غيره أكثر منه قدرة على تحويلها الى السينما. وحين بدأ مخرجون ينتبهون الى رواياته قرر ألا يكتب السيناريو ابتداء من عام 1960.
وكانت رواية "بداية ونهاية" التي أخرجها أبو سيف أول تعامل للسينما مع روايات نجيب محفوظ وبعدها توالت الافلام ومنها بينها (القاهرة 30) لابو سيف أيضا و(اللص والكلاب) و(ميرامار) لكمال الشيخ و(الكرنك) و(أهل القمة) لعلي بدرخان و(المذنبون) لسعيد مرزوق و(الحب فوق هضبة الهرم) لعاطف الطيب و(السمان والخريف) لحسام الدين مصطفى و(ثرثرة فوق النيل) لحسين كمال و(بين القصرين) لحسن الامام.
واختيرت الافلام السابقة ضمن قائمة أفضل مئة فيلم مصري وأضيف اليها فيلم (بين السماء والارض) الذي أخرجه أبو سيف عام 1959 عن قصة قصيرة لمحفوظ.
وأشار النحاس في كتابه "نجيب محفوظ في السينما المصرية" الذي صدر بالقاهرة عام 1997 الى أن "نجاح أول رواية "بداية ونهاية" أغرى السينمائيين بالاقبال على تكرار التجربة ووصلت هذه المحاولات ذروتها خلال الستينات حيث تم عرض عشرة أفلام تحمل عناوين رواياته."
وتابع "أفلامه تمثل في قمتها أرفع مستويات السينما العربية." ويكاد محفوظ يكون الكاتب العربي الوحيد الذي حظيت بعض رواياته باعادة انتاجها أكثر من مرة ففي عام 1964 أخرج حسام الدين مصطفى فيلم (الطريق) عن رواية تحمل العنوان نفسه ثم قدمت لها السينما عام 1986 معالجة أخرى في فيلم (وصمة عار) لاشرف فهمي الذي قدم أيضا معالجة جديدة لرواية (اللص والكلاب) في فيلم (ليل وخونة) عام 1990.
وفي الثمانينيات انتبه المخرجون الى الطاقة الابداعية في (ملحمة الحرافيش) التي قدمت في ستة أفلام هي (المطارد) لسمير سيف و/التوت والنبوت/ لنيازي مصطفى و/الجوع/ لعلي بدرخان و/أصدقاء الشيطان/ لاحمد ياسين و/الحرافيش/ و/شهد الملكة/ لحسام الدين مصطفى.
وتحولت ملحمة الحرافيش الى مسلسل تلفزيوني كتب له السيناريو والحوار محسن زايد الذي سبق أن قدم معالجة تلفزيوية لثلاثية محفوظ. وكان مسلسل (حديث الصباح والمساء) اخر تعامل زايد مع ابداع محفوظ.
واهتم النقاد بسينما نجيب محفوظ أكثر من اهتمامهم بأي مخرج أو ممثل مصري.
ففي ديسمبر كانون الاول عام 2002 بمناسبة عيد ميلاد محفوظ أصدرت مكتبة الاسكندرية كتابي "نجيب محفوظ في السينما المكسيكية" لحسن عطية و"السينما في عالم نجيب محفوظ" لمصطفى بيومي.
وذكر بيومي أن الدراسات السينمائية السابقة عن محفوظ كانت مشغولة بالمقارنة بين النصين الادبي والسينمائي.
وقال انه ركز في دراسته على ما تحتله السينما في الحياة اليومية لابطال قصص محفوظ ورواياته.
وأثبت بيومي حضور السينما في الواقع المصري كوسيلة تثقيف أو تسلية أو مكان للقاء العشاق فضلا عن حضور العناصر السينمائية عند محفوظ كالممثل والمخرج والمصور والنقاد.
وأشار الى أن الجندي البسيط في قصة (ثلاثة أيام في اليمن) لمحفوظ يخوض حربا حقيقية لانه لم يعرف الحرب الا في الافلام "وفضلا عن الدور الذي تلعبه السينما في تجسيد ملامح بعض شخوص نجيب محفوظ فانها تلعب دورا مماثلا في بناء الحدث الروائي والقصصي."
وفي (أصداء السيرة الذاتية) يقول محفوظ على لسان الشيخ عبد ربه "ليست الدنيا في جوهرها الا فيلما يستحيل تقييمه الا بعد أن ينتهي أو يقف على حافة الهاوية."
وأنتجت السينما المكسيكية فيلمين عن روايتين لمحفوظ هما (بداية ونهاية) الذي أخرجه أرتورو ريبيستين عام 1993 و(زقاق المدق) الذي أخرجه خورخي فونس عام 1994 وقامت ببطولة الفيلم الاخير سلمى حايك.
وقال عطية بعد دراسته عن الفيلمين ان "انتقال الشخصيات المصرية من بيئتها التي نبتت فيها واعادة زرعها في بيئة أخرى لم يفقدها مقومات بنائها بل تظل القيمة انسانية عامة ويظل البعد الخالد الذي يطرحه محفوظ في رواياته بعدا يتجاوز كل مكان وزمان."
ولاحظ عطية أن السينما العربية خارج مصر لم تفكر في استلهام رواية أو قصة لمحفوظ.