كتَّاب إيلاف

اللعنة على الجميع!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أمام العدوان الاسرائيلي على الفلسطينيين..
وأمام العدوان الاسرائيلي على اللبنانيين..
بقيت الحكومات العربية صامتة.
والصمت عدوان من نوع آخر..
هل كان يمكن لهذه الحكومات ان تفعل شيئا؟
اقول نعم.. كان يمكن.
كان يمكن لمصر، وهي قلب العروبة، ان تهدد بتجميد معاهدة السلام مع اسرائيل. ولست اعتقد ان ملياري دولار اميركي تحصل عليها مصر من أميركا مقابل المعاهدة تستحق هذا الصمت.
انا ضد ان تلغي مصر أي معاهدة سلام. فكلي ثقة انها افضل من الحرب الف مرة. لكني أقول انه يمكن ان يصبح السلام ورقة ضغط، كما هي الحرب ورقة ضغط.
كان يمكن للسعودية بالمثل، وهي رمز الامة العربية والاسلامية، ان تضغط على الدول الغربية، وعلى الولايات المتحدة تحديدا، اقتصاديا وسياسيا، ولو لامتصاص غضبة الشارع الاسلامي. لم يكن ذلك ليضر السياسة الخارجية السعودية، ولن يضر بمصالحها الدولية. ذلك ان عددا من القيادات السياسية في الغرب نفسه هي ضد الصلف الاسرائيلي.
كان يمكن للاردن، وهو الجار الملاصق والاكثر سماعا لأصوات العذاب القادم من الجوار، ان يطلب من الحليف البريطاني القريب منه ان يكون اكثر فاعلية في التخفيف من القسوة الاسرائيلية.
كان يمكن لسوريا، التي ما زال طلبة مدارسها يلبسون الثياب العسكرية ان تثبت ان هذه الثياب التي خنقت ابنائها لسنين طويلة ستستخدم ان تجاوزت اسرائيل حدود الأدب.
كان يمكن لكل الدول العربية ان تأخذ ولو موقفا صوريا..
ان تقول "لا" او ان تقول "كفى" في اسوء تقدير.
في المقابل، تضحكني لعنات الشارع العربي ضد صمت حكوماته.
فالغضب العربي ليس اكثر من حالة وقتيه، او نخوة عارضة.
لأن الشارع العربي نفسه في حالة صمت اسوأ من صمت حكوماته.
هو ايضا، كان يمكن ان يقدم شيئا، او يغير شيئا، لكنه لم يفعل.
الشارع العربي نفسه يستحق نصيبه من اللعنات على صمته.
يستحقها عندما يدعي ان ليس الأمر بيده.. وأنه خائف ان يعبر عما في داخله، وهو في الواقع سعيد بهذا الخوف.. لماذا؟ لأنه حجته كي ينصرف عن ما يحدث في فلسطين ولبنان، الى ما هو أهم:
الشارع الخليجي مهموم بأسعار الأسهم.
الشارع المصري مشغول بهبوط انتاج الافلام.
الشارع المغاربي مشغول بالمسلسلات المكسيكية.
الشارع السوري مهموم بالاستخبارات التي تنتظر من ينتقد رغيف الخبز.
الشارع العراقي مشغول بقتل بعضه على الهوية.
الشارع اليمني مشغول بالانتخابات ولعب الاطفال.
اذا، هي ليست الحكومات العربية وحدها الصامتة، بل الشارع العربي كله في حالة صمت.
لم الغضب اذا؟
ليصمت الجميع، فاللعنة عليهم كلهم.
nakshabandih@hotmail.co

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف