كتَّاب إيلاف

مذبحة قانا وصمة عار إسرائيل

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أمس الأحد 30/7/2006 عدت من العمل الشاق في مطعم اليتزا اللعين الذي يطاردني كلعنة الفراعنة الساعة 23 ، وكان في بالي أن أنام. فتحت التلفزيون فرأيت مشاهد مجزرة قانا الرهيبة التي أرتكبها مجرموا الحرب في الجيش الإسرائيلي فطار النوم من عيني، وانكسر قلبي ، ودب اليأس من السلام في نفسي مع مثل هؤلاء الوحوش الذين يقتلون بدم بارد الأطفال والنساء لمجرد أن مجرمي حزب الله عملاء إيران وسوريا أطلقوا عليهم الصواريخ من بين منازل المدنيين لجر الجيش الإسرائيلي المتعود على قتل المدنيين المصريين والفلسطينيين واللبنانيين إلى الرد عليهم بوحشية.كون إرهابي حزب الله مثل إرهابي حماس يطلقون الصواريخ من بين منازل المدنيين الأبرياء حتى يستهدفهم الجيش الإسرائيلي أمر معروف أدنته شخصياً وأدانه صقر بسيسو، أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح في القدس العربي بتاريخ 7/12/2005 حيث قال:"حماس تطلق الصواريخ على التجمعات السكنية الإسرائيلية من بين منازل المواطنين الفلسطينيين"، كما أدانه الأمين المساعد للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إيان الجيلان حينما طلب من حزب الله بوقف "عملياته الجبانة" التي يطلقها من لبنان من بين الأحياء السكنية ووسط النساء والأطفال ، ليرد الجيش الإسرائيلي على أماكن انطلاق الصواريخ فيصيب المدنيين الأبرياء". لكن الاستخفاف بأرواح النساء والأطفال الفلسطينيين واللبنانيين ليس اختصاص اختص به قتلة حماس وحزب الله بل هو جريمة حرب، وجريمة بشعة ضد الإنسانية يشاركهم فيها إخوان في قتل الأبرياء في جيش الصهاينة الذين لا ضمير لهم ولا ذمة، الذين تبنوا إستراتيجية إجرامية وغبية تتمثل في قتل المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين لتأليبهم على حماس وحزب الله ... وهي إستراتيجية جاءت بنتائج عكسية . لكن المجرمين الصهاينة لم يرتدعوا لأن شخصية القتل متأصلة في نفوسهم وفي تاريخهم البعيد والقريب. فقد قتلوا خمسون عامل في دير ياسين بدم بارد.وتحكي التوراة المليئة بالفظاعات أن الرب العطشان للدماء أمرهم بقتل 12 ألف كنعاني (فلسطيني) في يوم واحد ، وقتل حيواناتهم معهم، إنها حرب إبادة.
"إستراتيجية ضرب المدنيين في غزة ولبنان لتأليبهم على حماس وحزب الله فشلت، وكانت النتائج في غزة أن الضغط الاقتصادي،والإضرار بالبني التحتية والإصابات الكثيرة بالأرواح نتاج القوة التي استخدمها الجيش الإسرائيلي، فقد أفضت في نهاية الانتفاضة إلى قوة حماس ... وهذه هي الحالة في بيروت أيضاً، فقد هدمت أحياء كاملة في بيروت، وترك نصف مليون لاجئ بيوتهم ، ويوجد أكثر من 400 قتيل تقريباً أكثرهم من المدنيين". من كتب هذا النقد اللاذع لجيش الصهاينة ؟ هل هو أبو مازن أم محمد دحلان أم ياسر عبد ربه؟ كلا، بل الصحفي الإسرائيلي شالوم الدار، مراسل الشؤون العربية في القناة 10 في معاريف 26/7/2006(انظر القدس العربي بتاريخ 27/7/2006) جزاها الله عنا كل خير، بترجمة الصحف العبرية عملاً بالمثل الشعبي القائل (اعرف عدوك).
في إحدى أجازاتي السنوية التي أقضيها في بلدي مصر، التقيت بصديقي الحميم د. رفعت السعيد، ودار الحديث بيننا عن مجزرة الجيش السوري البشعة والتي تعتبر بكل المقاييس جريمة حرب ضد الإنسانية عندما قتل سنة 1983 أكثر من 20 ألف مواطن سوري من سكان حماه رداً على جرائم الإخوان المسلمين الذين ذبحوا ممثلي حزب البعث في المدينة ... فقال لي مؤرخ مصر الحديثة د. رفعت:"يا أشرف تاريخ الشرق الأوسط يعلمنا أنه كان في جميع العصور مقبرة للمدنيين الأبرياء".
فما هو المطلوب من الجامعة العربية وأمينها العام ابن بلدياتي عمرو موسى؟
1-إعلان ثلاثة أيام حداد في كل بلد عربي كما فعلت تونس والجزائر.
2-المطالبة بتكوين محكمة دولية لمحاكمة مجرمي الحرب في الجيش الإسرائيلي وفي جيش حزب الله وكتائب القسام ، والجيش السوري عن جريمته في حماه.
يجب علينا أن ندين الجريمة مهما كان مصدرها. ولنأخذ الدرس من اليهود الذين يدينون جرائم جيشهم ، فلماذا لا ندين نحن جرائم جيشهم وجيوشنا؟ جيوشنا التي كانت دائماً متعطشة للدم. فقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة بأن لا تراق قطرة دم واحدة. لكن الجنرال سعد بن عباده زعيم الأنصار ما إن دخل جيشه الأرض الحرام حتى صاح كأي جاهلي" اليوم يوم الملحمة، اليوم يوم تذل فيه قريش"، فانتزع منه صلى الله عليه وسلم اللواء وعزله وقال"بل اليوم يوم المرحمة، اليوم تعز فيه قريش". الفتح عند رسول الله "مرحمة" لا "ملحمة" أيها القتلة ... وتمرد على رسول الله جنرال آخر هو خالد بن الوليد الذي قتل أبرياء يوم فتح مكة، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه إلى السماء قائلاً:" اللهم إني أبرأ إليك مما فعل خالد". نعم تبرأ رسول الله من جرائم جيشه الذي كان يقوده هذا العسكري الذي لا يرحم. وبمجرد أن تولى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الذي يكره هذا القاتل ويقول عنه:" إن في سيف خالد لرهننا" أي ميلاً إلى سفك الدماء البريئة. حتى عزله وهو يقود المعركة. جزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين فأنت عدو مجرمي الحرب مهما كانت مكانتهم، لأنك تشبعت بالروح المحمدية والقرآنية المحرمة والمجرمة لقتل المدنيين في الحرب ، وها هم المتأسلمون في حزب الله وحماس والقاعدة ... يواصلون تمردهم على رسول الله وعلى الفاروق عمر وعلى القرآن ويقتلون المدنيين الأبرياء، أو يسعون عمداً لتعريضهم للقتل ليتاجروا بأرواحهم في الإعلام العالمي. وها هم الصهاينة وشركائهم في الجرائم الحربية ضد الإنسانية لا يخيبون لهم أملاً ويزرعون الموت والدمار بين الأطفال والنساء في غزة ولبنان. ألا لعنة الله على القتلة إلى أي دين ينتسبون. فالرحمة للشهداء، والموت للصهاينة والمتأسلمين القتلة.
Ashraf3@wanadoo.fr

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف