ائمة الجعفرية اختصاص بعلم المنايا والبلايا! (2)
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الروايات الحصرية
خصّص الروائي محمد بن الحسن الصفار في كتابه (البصائر / هو عندي من أخطر الكتب على العقيدة الجعفرية الإمامية التي أنتمي إلى جوهرها النقي العظيم تاريخا وروحا وحبا وهياما) الباب الثاني من الجزء الرابع للموضوع حصراً، وبالتالي هو الباب الذي ينصرف للموضوع الذي نحن بصدده بشكل علمي ناجز، وقد جاءت في الباب (16) رواية، وبعض هذه الروايات متكرر لما سبق ذكره في الحلقة الأولى، ولكن بطريقة فنيّة، فقد أُقتُطٍع من جسد رواية مفصّلة سابقة، ونُحَِي على شكل رواية كاملة بجسدها!! نعرف ذلك من وحدة السند، وهذه احدى فنون التلاعب بالتراث، ومهما يكن نريد أن نستعرض هذه الروايات لاكتشاف الجديد، ومن الروايات المكرّرة في هذا الصدد الرواية الثالثة وهي ضعيفة سنداً، والرواية الخامسة وهي صحيحة سنداً ولكن ذلك لا ينقذها من ارتباك المصدر، لأن كتاب (الصائر) هذا مجهول الطريقة في وصوله إلى صاحب البحار الذي عرَّفنا به كتابا مسطورا، ومما يثلج الصدر حقا أن العلامة الكبير السيد كاظم الحائري لا يعتقد بوصوله إلى المجلسي بطريق صحيح، بل الشهيد السعيد محمد باقر الصدر هو الآخر لا يعتقد بصحة بطريق وصوله إلى المجلسي المذكور. والرواية السادسة وهي ضعيفة سنداً، والرواية الحادية عشرة وهي ضعيفة سنداً، والرواية السادسة عشرة وهي كسابقاتها، والان نعالج الروايات الاخرى.
الحلقة الأولى
الرواية (1)
(حدّثننا العبّاس بن معروف، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز، عن حمران بن ميسم، عن عباية بن ربعي، قال: سمعت عليّا عليه السلام يقول: سلوني قبل أن تفقدوني، ألا تسألوني علم المنايا والبلايا والانساب) ــ 266 / 1 ــ
bull;في السند: حمران بن ميسم، ليس لهذا الاسم وجود في كتب الرجال!
bull;في السند: عباية بن ربعي، عدّه البرقي من خواص أمير المؤمنين عليه السلام، ورجال البرقي محل نظر من عدّة وجوه، هي باختصار ما يلي: ــ
الوجه الاول: هناك شك بصحة نسبته الى البرقي (أحمد بن محمّد بن خالد البرقي).
الوجه الثاني: أن البرقي هذا مطعون بوثاقته عند الكثير من علماء الرجال ا لقدماء منهم والمحدّثين، فكيف يمكن الركون إلى توثيقاته الرجاليّة؟
الوجه الثالث: الكتاب تصنيفي احصائي وليس رجاليِّاَ بالمعنى التحقيقي، ولم نعرف مقاييس الرجل في الجرح والتعديل، كي نحكم على موقفه هذا.
الوجه الرابع: المعروف عنه الاكثار رواية عن الضعفاء و المجروحين والغلاة بشكل غير طبيعي، فتجمّع له أكثر من خمسين الف رواية! مع العلم كان يروي وجادة، وبالتالي لا نعرف حقيقة النسخ التي كان يرجع إليها وياخذ عنها.
علي بن أبي طالب يخطب بالناس ويقول لهم: بأني اعلم وقت وفاتكم، وما سيعتري حياتكم من مصائب وبلاء ومشاكل، تُرى أليست هي فرصة ثمينة لاستكشاف المستقبل؟ أن عليّا بن ابي طالب هنا، يضعني وجها لوجه مع مستقبلي، وأي مستقبل هو؟ مستقبل العمر والحياة والمصير، فيالها من فرصة ثمينة أتشوف بها الغيب الذي يعجز عنه العلم بكل ما يملك من طاقة جبارة، كم هي فرصة لا تُعوَّض؟ ولكن لم يطلب أي من المستمعين الكشف عمّأ ينتظره! غياب الوعي بهذه الدرجة يساوي بين الا نسان والحجر، ولا أعتقد أنّ جميع المستمعين كانوا بهذه الدرجة من بلادة الحس وغباوة العقل وخمول الغريزة. وهم أهل الكوفة الذين كانوا ـ أغلب الظن ــ يعانون مصيبة الحرب الضروس، فما أشوقهم إلى معرفة أجيالهم التي تتربص بهم من أقرب الممكنات؟
الرواية (2)
(حدّثنا أحمد بن محمّد، عن أبن سلام، عن مفضّل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام، يقول: أعلمت... عُلِّمت المنايا والبلايا...) ـ 266 / 2 ــ
الرواية ضعيفة، ومن المفارقات ان يقول الأمام هو الاول الذي حباه الله بهذه الخصال الست، فيما سبقه الى ذلك الرسول وأمير المؤمنين، كما تنصّ على ذلك روايات صريحة!
الرواية (3)
(حدّثنا محمّد، عن عبد الله بن عامر، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، قال: كتب أبو الحسن الرضا عليه السلام وأقرأنيها الرسالة... عندنا علم المنايا والبلايا...).
الرواية مكررة، فقد مرّ ذكرها ضمن رواية طويلة جدا، وهي رواية ضعيفة بـ (عبد الله بن عامر).
الرواية (4)
(حدّثنا أحمد بن الحسين، عن أبيه، عن عمرو بن ميمون، عن عمّار بن هارون، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال: عندنا علم البلايا وا لمنايا...).
ليس هناك عمّأر بن هارون بل محمّد بن هارون، وهو لم يوثّق، وعمرو بن ميمون مرّ حاله.
الرواية (5)
(حدّثنا يعقوب بن يزيد، عن أبن أبي عمير، عن هشام بن سالم، رفعه الى امير المؤمنين عليه السلام، قال: سلوني قبل أن تفقدوني، ألا تسالون منْ عنده علم المنايا والبلايا...) ـ 267 / 7 ــ
الرواية ضعيفة بـ (رفعه)، وسوق النداء لابد أن تزدحم بالمستجيبين، سواء عن إيمان تغلغل في الاعماق او للتجربة أو لسبب آخر، ولكن يا للاسف كانت السوق جدبة الى حد يثير الدهشة، هل هو نداء مصنوع إذن؟
والنداء يستدعي ضجة وهرجاً ومرجاً، يستدعي ساحة مضطربة تموج بالسؤال والتساؤل، وربما الاعتراض والحوار الساخن، وربما بالتكفير والخروج عن عهدة الطاعة، ولكن أي شيئ ممّا يستدعيه النداء لم يحصل!
الرواية (6)
(وعنه بهذا الاسناد، عن عبد الحميد بن عبد الاعلى وسفيان الجويري، رفعوه الى عليّ عليه السلام مثله) ـ 267 / 8 ــ
bull;في السند: سفيان الجريري / الحريري / الحرير، عدّه الشيخ الطوسي من أصحاب الامام الصادق عليه السلام كما في كتاب رجاله، ولم يُوثّق، وهو كثير الرواية عن الغلاة.
bull;في السند:عبد الحميد الاعلى، ليس له ذكر في كتب الرجال.
bull;في السند: رفعوه.
الرواية (7)
(حدّثنا عبد الله بن ابراهيم... عن عطاء بن ربعي، عن أمير المؤمنين عليه السلام كان يقول: سلوني قبل ان تفقدوني، ألا تسالون من عنده علم المنايا والبلايا) ــ 268 / 10 ــ
الرواية ضعيفة بـ (عطاء بن ربعي)، ليس له ذكر في كتب الرجال، وكل من يبدأ اسمه بـ (عطاء) مجهول.
ولكن لا يُستبعد أن المذكور هو (عباية بن ربعي) الوارد في سند الرواية (1)، وقد وقع التصحيف من النسّاخ، لانه ينقل ذات الرواية، ولكن هذا لم يُوثّق أيضاً.
الرواية (8)
(حدّثنا عبد الله بن محمّد، عن أبراهيم بن محمّد، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ، عن العباس بن عبيد الله العبدي، عن عبد الرحمن بن الاسود، عن عليّ بن حزور، عن الاصبغ بن نباتة، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: إنّا أهل بيت عُلِِّمنا علم المنايا والبلايا، والله لو أنّ رجلاً منّأ قام على جسر، ثمّ عُرِضت عليه هذه الامة لحدّثهم باسمائهم وأنسابهم) ــ 368 / 12 ــ
bull;في السند: العباس بن عبيد الله العبيدي، ليس له ذكر في كتب الرجال.
bull;في السند: عبد الرحمن بن الاسود، لم يوثّق ـ 9 / 6344 ــ
bull;في السند: علي بن حزور، لم يوُثّق وكان يقول بامامة ابن الحنفيّة ـ 11 / 7981، 7982 ــ
االرواية (9)
(حدّثنا محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن جعفر بن بشير، عن عبد الكريم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قا ل: يا أبا بصير أنّأ أهل البيت أوتينا علم المنايا، والبلايا، والانساب، وفصل الخطاب، وعُرِّفنا شيعتنا كعرفان الرجل أهل بيته) ــ 368 / 13 ــ الرواية صحيحة السند وفق معطيات علم الرجال، ولكنّها مرتبكة المصدر. وأعود للقول لا يمكن ان يمضي مثل هذا الادعاء بلا تبعات، تبعات السؤال المتعدد الصيغ، عن الكيفية والمصداق والمصلحة والمستقبل، فما الذي جرى لابي بصير يقف عند حد الاستماع الخجول؟ وليس هناك فرصة كهذه الفرصة للتزوّد بعلم يعز على طالبيه مهما طال بهم العمر، ومهما أستطالت بهم القدرات والممكنات.
الرواية (10)
(وعنه، عن محمّد بن عيسى، عن صفوان، عن يعقوب بن شعيب، عن عمران بن عباية، قال سمعت عليّا عليه السلام يقول: سلوني قبل ان تفقدوني، ألا تسألون من عنده علم المنايا والبلايا والانساب) ــ 268 / 14 ــ والرواية ضعيفة بـ (يعقوب بن شعيب) فلم يوثّق، و (عمران بن عباية) ليس له ذكر في كتب الرجا ل، وأظنه عباية بن الربعي، ولكن الخطاً من النسّاخ، لانه يروي ذات الرواية، أقصد بنصها ومضمونها، الا وهي الرواية رقم (1)، وهو لم يوثّق، ولهفي على النداء، فقد كان يتيم الاستجابة، فهل كان الجدب الفكري الى هذه الدرجة؟ وهل تمكّنت البلادة من العقل بهذا المستوى من الخدر؟ أشك في ذلك، ولا استستيغ الأحالة على ضياع ممكن ربما حصل، ولكن لم ينقله لنا التاريخ، لأن مستحقات مثل هذا النداء كثيرة وخطرة، وقد تفوق أهميتها ذات الجوهر الذي تدور حوله، والأ هل من المقعول ان يتم التاريخ بذلك الذي يسأل الامام عن عدد شعرات لحيته، تندراً بالنداء المطروح عن حب وجد واخلاص، فيما يضيع تراث حيوي، ربما كان قد حصل في وقته؟
الرواية (11)
(حدّثنا محمد بن الحسين، عن محمّد بن سنان، عن عمران بن مروان، عن المنخل، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول أنّأ أهل البيت عُلِّمنا المنايا والبلايا والانساب، فاعتبروا بنا وبعّدونا، وبهدانا وبهديهم، وبقضائنا وبقضائهم، وبحكمنا وبحكمهم، وميتتنا وميتتهم، يموتون بالقرحة الدبيلة، ونموت بما شاء الله) ــ 368 / 15 ــ
هذه الرواية مشحونة بالغلاة على مستوى السند (محمّد بن سنان، المنخل، جابر) وهي رواية انتقامية، رواية عدوانيّة، سواء كانت عن اخبار، أم كانت عن دعاء، فضلاً عن كونها مخالفة للواقع بشكل سافر.
لا يمكن لهذه الروايات الضعيفة أن تشفع لعلم راسخ، خاصّة في الموضوع الذي نحن بصدده، فأن الموضوع يثير الاستغراب الذي لا يلوي على استمرار الدهشة، ولا ينقطع عن الاستغراب من جدب أثاره في الحياة، وإلاّ اين هي تلك الأثار؟ وما يُقال بأن الائمة سلام الله عليهم علّموا بعض تلاميذهم علم المنايا والبلايا، لا يعدو كالروايات التي تقول أنهم يعلمون ذلك!
لقد استعرضنا الروايات في هذا الباب، ورأينا التكرار، ورأينا القاء العهدة على الغير (رفعه، عمّن حدثه)، ورأينا أختلاق رواة ومحدّثين، ومن ثمَّ ياتي المصدر المرتبك كعلامة خاتمة بالنفي على كل أمل يطل علينا من هذه الركامات المخيفة، فهل هناك بعد كل هذا فرصة علم عقدي متين؟!
يبدو لي ان الرواة المُختلقين كان بعضهم قد أكتشف بعض المفارقات في مثل هذا العلم المزعوم، فحاول معالجتها بطريقة وأخرى، فنحن نقرأ في بعض الروايات ان أحد الائمة كان يعلم انه سوف يموت بالعنب المسموم، فلمّأ سأله سائل، ولكن لماذا لا يدفع عن نفسه، قال له الامام: أنساه الله ذلك! مثل هذه الفكر الهزيل لا يبني أمة ولا يهدي عقلا.
بعض التطبيقات السريعة وفحص رجالي
يطالعنا الكليني في كتابه الكافي عنوان مثير للغاية (أن الائمة عليهم السلام يعلمون متى يموتون، وأانهم لا يموتون الاّ باختيار منهم) ـ ص 258 ــ وقد أدرج في الباب ثمان روايات متتاليات. وهذا يعني ان هناك مطلبين، الاول: انّ الامام يعلم متى يموت، والثاني: أنّ الامام لا يموت ألاّ باختياره.
قال تعالى: (... ما أدري ما يُفعل بيّ وبكم).
قال تعالى: (وما تدري نفس ماذا كسبت غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت).
روايات الكليني تعاني من مفارقتين... يمكننا أن نكتشف ذلك من قراءة جوانيّة للنصوص التي يوردها في هذا الباب المثير العنوان.
المفارقة الاولى
تتصل بالسند، فقد كانت بعض المسانيد ضعيفة، كما في الرواية الأولى من الباب ـ ص 258 ــ ففي سندها الغالي المعروف سلمة بن الخطاب الذي استحق اللعن الإمامي لقدراته الفذّة على خلق العقائد المنحرفة، وفي السند أيضا الغالي المعروف عبد الله بن القاسم البطل، وفي الرواية الثانية نصادف ثغرة (حدّثني شيخ من أهل قطيعة الرَّبيع من العامّة...) ـ 258 ـ وفي الرواية الثالثة ـ 259 ــ نلتقي أبا جميلة الذي تسالم الاصحاب على ضعفه ــ 18 / 12578 ــ وفي الرواية الرابعة ــ 260 ــ يواجهنا الغالي المحترف سهل بن زياد، وفي الرواية الخامسة ـ 260 ـ نلتقي بثغرة (عن بعض اصحابنا)! وفي الرواية السادسة ينتصب الراوي ( مسافر) مجهول الحال، وفي الرواية السابعة ينتظرنا (أبو جميلة)، وقد أختلف الرجاليون في أمره، فمن هو؟!
نظراً لأهميّة هذا الرجل سنقوم بدارسته تفصيلاً، في الوقت المناسب إن شاء الله تعالى.
المفارقة الثانية
بعض هذه المرويات لا ينطبق عليها العنوان الكبير، ففي الرواية الثامنة نقرأ: (... عن أبي جعفر عليه السلام قال: أنزل الله تعالى النصر على الحسين عليه السلام، حتّى كان ما بين السماء والارض، ثم خيِّر بين النصر أو لقاء الله، فاختار لقاء الله).
خَياران يُعرضانِ على الحسين عليه السلام فاختار احدهما، فاين العلم المسبّق بالموت؟ فالعنوان هنا غريب عن هذا المقترب، ولكن يبدو لي أنّ في ذهن الكليني مشروعا مسبّقا، سواء كانت بذور المشورع مصنوعة أو هي مستفادة من روايات معينة.
نقرأ في الرواية الخامسة: (علي بن أبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن بعض أصحابنا، عن ابي الحسن موسى عليه السلام، قال: إنّ الله عزّ وجل غغضب على الشيعة، فخّيرني نفسي أو هم، فوقّيتهم بنفسي)، ويفسّر بعضهم سبب الغضب لتركهم التقية، أو عدم انقيادهم لإ مامهم، أوعدم خلوص نواياهم، ولا أعتقد بان الامام يقول ذلك ولم يبين سبب الغضب، إنّ مثل هذه الفكرة لا بد انْ تحمل معها رسمها، تحمل معها تفاصيلها، فليست هي بالفكرة التي يُهمل تعليلها، ولكن استبعدها من الاساس، لأنها فكرة نصرانية تعتمد فكرة الفداء، الفداء العيسوي في سبيل نجاة البشر من العقاب الالهي، فالبشر هنا مخصوصون هم الشيعة، والفدائي هو الامام موسى الكاظم عليه السلام، والخطاً ألله يعلم ما هو! ومن الواضح لا علاقة لموضوع الرواية بعنوان الباب الكبير!
في الرواية السادسة نقرأ عن الامام الرضا يقول لمسافر (يا مسافر هذا القناة فيها حيتان؟ قال: نعم جُعلت فداك، فقال: أنّي رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم البارحة يقول: يا عليّ ما عندنا خير لك )، وليس في تضاعيف الرواية شيء من العنوان المطروح، ولكن هل كان الامام الرضا يحتاج لهذه الرؤية كيف يعرف هذه الحقيقة؟ بل هل يحتاج ذلك الى رؤية؟ وهل تستولي حيتان على هواجس الامام الرضا لكي ينبهه جده المصطفى؟ ولكن الرواية يوردها الصّفار بقوله: ( يا مُسافر هذه القناة فيها حسَنْ، قال: نعم جُعلت فداك، قال: أمّا اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم البارحة، وهو يقول: يا عليّ عندنا خير لك) ـ البصائر 483 / 9 ــ ففي رواية البصائر محل الامتحان كان الراوية ( مسافراً)، وليس الامام الرضا عليه السلام، ولسنا ندري أيُّ الروايتين صحيحة! والرواية السابعة هي الاخرى لا دخل لها بالمقصود.
هناك ثلاث روايات تشترك في راوية واحد هو (أحمد بن محمّد)، وهي الروايات السادسة والسابعة والثامنة، ممّأ يعني أنها رواية واحدة في التحليل الاخير. وسوف نعالج نقاط أخرى في سطور لاحقة.
مع روايات الصّفار.
الصّفار يروي (14) رواية في الموضوع المذكور تحت باب خاص به ( باب في الائمة انهم يعرفون متى يموتون ويعلمون ذلك قبل أن ياتيهم الموت...)، وهو الباب الثاني من الجزء العاشر ص (480 ــ484)، ولم نعرف المدّة الزمنية السابقة على الموت التي يتم من خلالها هذا العلم الرهيب.
الروايات رقم (1، 3، 11) مرتبكة السند بـ (يرفعه، عن بعض أصحابنا، عن رجل)، والرواية (4) سبق وان أوردها لاحقا الكافي، وفي السند: مسافر الذي عرفنا أنه مجهول، ويتكرر هذا الرجل في الرواية التاسعة والرابعة عشرة، الرواية رقم (2) في سندها (محمّد عبد الجبار)، وهذا الراوي كثير الرواية للغرائب، والرواية رقم (6) ضعيفة بـ (الحسن بن علي بن عقبة، فلم يُوثّق،5 / 2981).
والرواية رقم (8) ضعيفة بـ (الحسن بن علي الزيتوني الاشعري، لم يُوثّق، 5 / 3014 و محمّد بن الزعفراني، فهو الآخر لم يُوثّق 16 / 10757)، الرواية رقم (13) ضعيفة بسلمة بن أبي الخطاب ومحمّد بن القاسم البطل، وقد عالجناها في رواية الكليني، وحتى أذا كانت هناك رواية صحيحة السند ولكن ينفرد بها الصّفار في البصائر تعاني من ارتباك المصدر.