هيكل أبو هزيمة (1/2)
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
في لحظة ما، تجاوز "الألعبان"، وهو الوصف الذي اصطلحته منذ أشهر طويلة، لتسمية الكاتب محمد حسنين هيكل، المسافة بين كونه كاتبًا كان قريبا من دوائر الحكم إلي كونه يظن أنه صار شريكا في الحكم.. لقد تجسدت هذه اللحظة في توقيت غير محدد في السنوات الخمس الأخيرة من عمر ومرحلة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.. وقتها لم يكن هيكل ـ فقط ـ في بعض السنوات وزيرا في الحكومة، وإنما مستشار مسيطر علي رأس الرئيس، بلغ الدرك الأسفل حين فرش له الطريق بالورود والخداع نحو هزيمة 1967، وأقنعه في البداية بأنه لا يجب أن يستقيل لانه ليس وحده المسئول، ثم كتب له فيما بعد خطاب التنحي اثر كارثة الهزيمة، وصار أقرب إليه من كل الآخرين.. وقتها لم يعد هيكل كاتبًا يعرف حدود دور الصحفي، إنما "سلطويًا" ذاق متعة العبث في الكواليس وحمل الرسائل وما إلي ذلك من مهام سياسية غير صحفية
في بداية عصر السادات استغل الرئيس الراحل هذه المشاعر وتلك الخصائص وذاك التطلع لدي محمد حسنين هيكل، ووظفه لخدمة أهدافه.. في فترة البداية.. خاصة حين ساعده في التخلص من مجموعة مراكز القوي.. وفي التنظير لمرحلة جديدة.. تتجاوز الرئيس عبدالناصر.. ثم، وفي لحظة معينة، تخلص منه الرئيس السادات.. وظهر خبر علي "تيكرز": "وكالة أنباء الشرق الأوسط باستبعاده من الأهرام.. قرأه هيكل مثله مثل عشرات الصحفيين غيره.. وهو ما خلق في نفس هيكل ضد السادات ضغينة كبري.. تضخمت حين تم اعتقاله في سبتمبر 1981.. وحاول فيما بعد ـ هيكل ـ أن يثأر لنفسه بكتاب غير موضوعي عن حقبة الرئيس السادات أسماه "خريف الغضب".
وقد ظن محمد حسنين هيكل، الأُلعبان، مطاردًا بكل مشاعر النرجسية، والأنانية، والرغبة في الاستحواذ.. إنه يمكن أن يستعيد بعض مجده في أيام الرئيس عبدالناصر.. حين جاء الرئيس مبارك إلي الحكم.. لا سيما وأن مبارك افتتح عهده بالإفراج عن المعتقلين، وكان بينهم هيكل.. لكن مبارك الذي بدأ عصرًا جديدًا.. لا يعتمد علي احتكار السلطة.. ولا يريد فيه لإدارته أن تخدع الناس من خلال مقالات هيكل.. ولا أن يسلم أذنيه لمستشار دفع برئيس سابق إلي الهزيمة.. وباع أصدقاءه لرئيس تالٍ.. لم يقرب إليه محمد حسنين هيكل.. وظل الكاتب الأُلعبان بعيدًا عن دوائر الحكم طوال هذه السنوات الماضية وحتي الآن.
إن هيكل بني بناءه، الذي قد يراه البعض مجدا، وأراه هشًا، كما لو أنه قلعة من رمال، ليس استنادا إلي كفاءة الصحفي.. وقدرته.. وإنما بدعم خاص من مؤسسة الدولة المصرية في عهد الرئيس عبدالناصر.. وقد منحه هذا الدعم وذلك الاقتراب مكانة وفرت له فتح الآفاق الصحفية الإقليمية.. وربما العالمية.. ومن ثم فإنه حين أُبعد من قبل السادات.. ولم يستدع من قبل مبارك فقد الأرضية التي كان يمكن أن يواصل عليها بناء قلعة الرمال. . وظل منذ نحو 33 عاما قيد اختبار لا يستطيع عبوره.. وهو أنه كصحفي يمكن أن ينال اعترافًا بعيدًا عن الدولة.
وحتي لو كان قد قابل ملكًا هنا، أو رئيسًا هناك، فإن القراء ظلوا يتعاملون معه باعتباره الصحفي الذي كان قريبا من عبدالناصر.. ولا يملك وثيقة من عصر السادات.. وليست لديه معلومات من أي نوع يمكن تقديره عن عصر مبارك. وبخلاف مجموعة من الكتب والمقالات التي يدرك هيكل أن بمقدور أي صحفي مجتهد ومنظم أن يقوم بمثلها فإنه لم يضف جديدا.. وبالتالي احتفظ بكراهية عظيمة للسادات الذي أبعده. ومبارك الذي لم يجد ضرورة للاستعانة به.
أضف إلي ذلك أن السادات ـ رحمه الله ـ قد وجه له إهانة شخصية.. ليس فقط حين استبعده.. وإنما أيضًا حين اعتقله.. ومن ثم فإن هيكل مارس تشنيعًا دائمًا ضد السادات.. ووصل حد أن عايره ـ أي عاير الرئيس السادات ـ بلون بشرة أمه السمراء ـ أم الرئيس ـ في كتابه "خريف الغضب" ـ وهو ما مثل نوعا غير لائق وغير مقبول.. من الكتابة عنصرية الطابع.. التي لا يفترض أن يلجأ إليها كاتب غير أُلعبان.. وإن لجأ إليها الكاتب الأُلعبان.
مع مبارك ظل هيكل يصارع أكثر من أمر:
الأول: أنه مطارد بجميل الإفراج عنه، مقابل لا شيء يريده الرئيس منه، وهو شعور قاتل لا تقبله نرجسية هيكل.
الثاني: أن مبارك ظل غير محتاج إليه، وهو ما مثل تحديًا لغرور هيكل، الذي ظن أنه لا يمكن لرئيس مصري أن يستغني عنه، وقد حاول هيكل بشكل مباشر، وعبر وسطاء، وعبر الصحف طوال السنوات الماضية أن يعرض خدماته علي الرئيس.. وكان منها مطالبته بتشكيل مجلس مستشارين للرئيس.. يكون بالطبع هو المسئول عنه.. ومنها تلميحاته إلي أنه يستطيع أن يقدم جمال مبارك للرأي العام بصورة مختلفة.. كما جاء في حواره مع جريدة الدستور.. ولم يُعره أحد انتباها.
وكانت الطامة الكبري، أن مبارك تجاوز عن كل ألاعيب هيكل، وتشنيعاته، في لحظات مختلفة، كان أبرزها حين اتصل به ليطمئن علي صحته.. بعد أن أصيب بالسرطان في البروستاتا وتقول جريدة الاندبندنت: كان مصابا أيضا بالسرطان في الكليتين"، وعرض مبارك رعاية الدولة من خلال الوزير فاروق حسني.. وبالتالي أغرقه بجميل إضافي.. أظن أنه أشعر هيكل بضآلته أمام رئيس مختلف.
ولكن هيكل لم يكن يريد جميلا معنويا، وإنما يريد اعترافا بأنه صحفي مؤثر، ويريد اقترابا حميما من السلطة في مصر، يجعله يمارس دوره الأفضل بالنسبة له.. أي أن يكون بوقًا.. مجملاً.. وداعيًا.. اقترابا يمنحه فرصة استغلال المكانة الداخلية المفترضة في تدعيم اعتراف قيادات الدول الأخري به.. إذ لا يمكنه أن ينال اعتراف الآخرين ما دام لم يعترف به رئيس دولته.. وبالتالي تحول إلي صحفي صالونات.. ونميمة.. وتشنيعات.. يضفي رونقا من الوقار علي شائعات يرددها.. وعبارات الدخان الأزرق المتصاعد من سيجاره.. خاويًا من المعلومات.. وخاليًا من الوثائق.. ولا يحظي بإضافة تعبر به من مرحلة الرئيس عبدالناصر.
في هذا السياق يمكن فهم ما قاله محمد حسنين هيكل في حواره المنشور أمس الأول في جريدة الاندبندنت مع الصحفي المعروف روبرت فيسك.. إذ حاول "الألعبان" - وهي لغويا تعني كثير اللعب - أن يقوم بأمرين.. الأول أن يتخلص من وطأة جميل مبارك.. والثاني أن يثأر من تجاهل مبارك لما يعتقد أنه دور يمكن أن يقوم به.. أي هيكل.
في هذا الحوار، الذي بدا من صياغته أن المحاور يحابي هيكل إلي أقصي مدي، ورط روبرت فيسك، محمد حسنين هيكل في أن كشف عن أنه أطلق علي الرئيس.. رئيس الدولة.. وصف "لافاش كيري".. وهو ما يجسد فضيحة متكاملة الأركان.. إذ كيف يمكن لكاتب أن يبلغ هذا القدر من التدني.. والتطاول.. وأن يمارس عبث الصغار.. وهو الذي يحاول أن يقدم نفسه ككاتب ثقة.. كيف بقلم له تاريخ.. كما يظن.. أن يفعل هذا؟.. وإذا ما وضعنا ذلك إلي جانب وصفه العنصري لأم الرئيس السادات.. فإننا يمكن أن نعرف حجم الوضاعة المهنية التي بلغها محمد حسنين هيكل.
أعرف بالطبع أن شلة مريديه، وقد تصوروا معه في لقاء مع خاتمي، سوف يهاجمونني كما هي العادة.. لأنني ضبطته - عبر روبرت فيسك - في هذا الوضع اللامهني الفاضح - ولكن.. يا جماعة.. ما هو ذنبي إن كان المتهم المقدس.. قد اختال في دخانه الأزرق.. وفقد عقله.. وتاهت قيمه.. وبلغ مستوي من الخرف لا يمكن السكوت عليه أو عنه.
عموما، الأمر لا يقف عند هذا الحد، فقد كشف الحوار عن الكثير.. إذ لم يعد لدي هيكل من القدرة العقلية (84 سنة.. وسرطان سابق).. أن يسيطر علي ما يقول.. وعلي سبيل المثال فإن العبارة التي توقفت أمامها الصحف الخاصة أمس.. وأخذتها مانشيتات.. تعبر عن أن هيكل قد هوي تماما.. ويحتاج لأن يتم فرض الحجر الصحفي عليه.. قبل أن يتوه ما بقي من قلعة الرمال.. ذلك أنه يقول ما لا يفهم.
والعبارة المقصودة.. هي: "هيكل لروبرت فيسك: مبارك يعيش في عالم من الخيال.. أو عالم خيالي.. في شرم الشيخ".. ويضيف هيكل: "دعنا نواجه الواقع".
والواقع أن علي هيكل أن يفهم ما يلي:
1- لا يمكن لرئيس راغب في أن يحمي عاصمة مزدحمة من حركة مواكب صعبة، وزيارات متوالية من جميع دول العالم، تفرض تأمينات ضرورية، إلا أن يبحث عن مكان إضافي.. يمكن أن يخفف وطأة القيود علي العاصمة.. ولا يسبب كلما أمكن معاناة للناس.
2- واقعيا، لا يعيش الرئيس مبارك في شرم الشيخ، وإنما يعيش في بيته القديم في مصر الجديدة، ويعمل من خلال مقر الاتحادية.
3- شرم الشيخ، باعتبارها أحد أهم روافد صناعة السياحة في مصر، اكتسبت أهميتها من الثقل السياسي والدعائي الذي منحه لها مبارك.. وقد أدي هذا إلي تعويض هائل لصناعة السياحة.. بعد حادثة الإرهاب الكبري في الأقصر.
4- لا تمثل شرم الشيخ، عالمًا خياليًا، إلا إذا كانت تلك دعاية من هيكل للمدينة، فهي مدينة يعمل فيها خيرة شباب مصر.. من مختلف المحافظات.. وهي لا تفقد الرئيس قدرته علي التواصل مع كل قطاعات المجتمع.. ولو عاش وعمل في الوادي الجديد.. لظلت هذه القدرة علي التواصل قائمة.
5- ليس مطلوبا من رئيس الجمهورية أن يعيش في عشش قلعة الكبش - مع كامل الاحترام لقلعة الكبش - لكي يواجه الواقع.. وحين كان عبدالناصر يقضي وقتا طويلا في المنتزه وكنج مريوط لم يكن يبتعد عن الواقع.. وحين كان السادات يقضي بعض وقته في شبين الكوم وأيضا أسوان.. لم يكن يفقد اتصاله بالواقع، ويعلم هيكل من خلال اطلاعه علي آليات الحكم من قبل أن الرئيس - أي رئيس - يبقي قادرا علي الاطلاع علي كل شيء.. أيا ما كان موقعه.
تري هل يريد هيكل من مبارك أن يحكم من شقة في بيته - بيت هيكل ـ في الدقي.
6- من المفهوم أن شرم الشيخ في وضعها الحالي تمثل طعنة للدولة التي كان يمثلها هيكل، ونظامه المهزوم، فقد حررها مبارك ضمن ما حرر.. وحولها من رمز للنكسة - اسم الدلع للهزيمة - إلي مقصد سياحي وسياسي عالمي.. وبعد أيام سوف تستضيف المدينة اجتماعا وزاريا بالغ الأهمية حول العراق.
7- ليس هيكل رئيسا، لكي نقارنه بالرؤساء، ولكن هذا الكاتب الذي يدعي التواصل مع الواقع.. يعيش أغلب وقته في شقة فاخرة في لندن، ومنزله الأول في القاهرة حسب وصف روبرت فيسك نفسه في هذا الحوار هو: "شقة تطل علي النيل، حيث السجاجيد، واللوحات علي الجدران، والأثاث المذهب"، ويعيش في بيت منيف في "برقاش" فيما يسخر من قصور الأثرياء علي مقربة منه في المنصورية.. "أو في أبو تلات" ويدخن سيجارا في اليوم بما يكفي لسد رمق عائلة مصرية متوسطة الحال، وليست فقيرة، طوال شهر كامل.. إذا افترضنا أنه دخن ثلاثة فقط في اليوم الواحد.. ثمن كل منها علي الأقل خمسون دولارا.
لقد اهتم روبرت فيسك، في حواره هذا، بالحديث المطول عن سيجار هيكل، الرأسمالي، علي سبيل المجاملة.. أو رصد التناقض.. لا أعرف.. ولم يهدأ فيسك إلا حين نال من هيكل سيجارا في نهاية الحوار بدا أنه انتظره ثلاثين عاما كاملة - علي حد قوله - وفيما يبدو كان ذلك قد أنسي فيسك عمله الصحفي الأساسي بحيث يدقق ما يقول هيكل.. ويطرح عليه الأسئلة الواجبة.. لكي تكتمل صورة الواقع الذي يتحدث عنه.
ومن بين تلك الأسئلة، مثلا، هل محمد حسنين هيكل يقصد أبناءه حين تحدث عن الأثرياء الذين توجد أمام قصورهم أحياء عشوائية..وإن كان يقصدهم تحديدا.. تري لماذا لايطالب أبناءه بالكشف عن ثرواتهم.. وصفقاتهم.. وحدود علاقتهم بالنظام الذي يهاجمه.. والعمولات التي يحصلون عليها.. وآخر ما نفذوا من عقود؟.
وقد كان يمكن لروبرت فيسك أن يمرر لهيكل ما سمعه منه بشأن تلقيه لخمسين ألف خطاب ورسالة بريد إلكتروني بعد أن ظهر برنامجه في قناة الجزيرة.. بدلا من أن يوسطه في هذه الفضيحة.. إذ نحن نعيش في عصر مختلف.. ومن الطبيعي أن تصل للكاتب يوميا - وبدون قناة الجزيرة - مئات الرسائل يوميا.. ولو شاء الكاتب شبه الكبير أن يرسل لي عنوان بريده الالكتروني، لكي "أفرورد له" ـ من فرورد "Forward" ـ ما يصلني من ايميلات يوميا.. حتي يعرف أنني أتلقي 500 رسالة علي الأقل كل يوم أي 15 ألف رسالة.. بخلاف ألف رسالة عادية.. أي نحو 25 ألف رسالة.. وبدون الظهور في قناة الجزيرة.
لا أدعي مجدا، ولا أريد المقارنة بكاتب مثل هيكل، إذ إنه ليس بالنسبة لي قدوة أو مثيرًا للفخر، ولكني فقط أنبه إلي أن القياس الذي استند إليه في التعبير عن مكانته بعد أن حظي بالإفراج الإعلامي من خلال قناة الجزيرة.. ليس محل اعتبار في ذلك العصر.. وهناك مدونات يدخل عليها الآلاف كل يوم.. ناهيك عن عدم ضرورة ذكر ما يقال بشأن "مونولوجه" في قناة الجزيرة داخل الجزيرة نفسها.. ولولا رعاية الأمير له، ودفعه مبالغ غير اقتصادية لا تعوضها الإعلانات لبرنامجه، ما استمر البرنامج.. وللتدليل نذكر بأن الصحف التي يرتبط صحفيوها بشلة هيكل هي وحدها التي تهتم بما يقول هيكل في الجزيرة.. وهي كلها في مصر.. ففي خارجها لا يهتم أحد بمثل لغوه ذلك.
ولو كان هيكل يتلقي فعلا 50 ألف رسالة، لقرأ بعضها، وأدرك أنه خارج التاريخ.. مطرود من السياق.. بدليل أنه الوحيد في العالم الذي يواصل اللت والعجن علي الشاشة.. رافضًا أن يطرح عليه أحد أي سؤال.. أو أن يواجه ردود أفعال القراء والمشاهدين.
ولو كان روبرت فيسك متيقظًا، وغير مشغول بالسيجار الذي ينتظره من هيكل، لكان قد سأله عن المعني الذي يقصده حين قال هيكل: إن الرئيس مبارك غير سياسي.. ويقول "الألعبان": "الرجل لم يتكيف أبدا مع السياسة.. إلخ".
والواقع إن ما يقوله هيكل هنا لا يمكن تجاهل نبرة الشخصانية فيه، ذلك أنه يتجاهل حقيقة أن المؤسسة العسكرية حتى منتصف السبعينيات، وبعد ذلك، كانت هي المؤسسة القادرة الوحيدة في البلد علي تقديم الكوادر القيادية.. وقد كانت هذه المؤسسة حتى حرب 1973 منغمسة في الحياة العامة.. إلي أن تحولت فيما بعد إلي الاحتراف الكامل.
ولا أظن أن هناك من يمكن أن يقبل من هيكل الآن، وبعد كل هذه السنوات، أن يحكم علي أداء الرئيس مبارك بأنه مازال عاجزًا عن تحمل مسئوليات الدولة.. أي كلام فارغ هذا.. يمكن أن يقال في حق زعيم كبير.. عبر بمصر من كوارث التخلف والإرهاب وحافظ علي سيادة التراب الوطني بعد أن حرره.. أم أن عبدالناصر الذي كتب له هيكل خطاب التنحي بعد أن احتل بلده كان قادرًا علي أن يدير الدولة. ما هذا الكلام الأبله.. وكيف ترد أنت يا هيكل علي ملايين المواطنين الذين انتخبوه رئيسًا.. من بين متنافسين.. هل كان كل هؤلاء علي خطأ.. وهيكل فقط (العظيم) كما يصفه فيسك الذي علي صواب.
لقد أعماه الغرور، وضرب الخرف عقله، أو لعله كان يمارس نوعًا من الابتزاز السياسي كغطاء لأنشطة أولاده المالية وهو مازال يحاول أن يتهرب من وحل الهزيمة التي ورط فيها رئيسه الراحل .
كاتب المقالرئيس تحرير (روز اليوسف) المصرية