رايس عانس لكنها تتفهم تضحيات الأميركيين بالعراق

القدس: بعدما أصبح الموضوع الشغل الشاغل لمواقع الانترنت ولبرامج النقاش المفتوح، بالولايات المتحدة، نفت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، أن يكون وضعها العائلي، كامرأة وحيدة، يمنعها من "تفهم التضحيات"، التي يقدمها الجنود الأميركيون في العراق. وكان الموضوع قد أثير على نطاق واسع في وسائل الإعلام الأميركية المختلفة، بعدما ألمحت باربرا بوكسر، السيناتور الديمقراطي في مجلس الشيوخ الأميركي، أثناء جلسة استماع تجريبية في الكونغرس، أن رايس لا تدفع - بسبب كونها امرأة وحيدة ودون أولاد - أي أثمان شخصية لسياسة الإدارة الأمريكية في العراق.

وقد أثار بعض الصحفيين هذا السؤال أمام رايس، في المؤتمر الصحفي الذي جمعها مع نظيرتها الإسرائيلية تسيفي ليفني، التي زارتها رايس السبت، ضمن جولتها الشرق أوسطية. وأجابت وزيرة الخارجية الأميركية: "لا أعتقد أن كوني امرأة وحيدة يؤثر بأي شكل من الأشكال في قدرتي على تفهم قيمة هذه التضحيات المقدمة، ولا على إدراكي أيضاً أنه لا يمكن تحقيق أي شيء مهم دون تضحية." وقد استغلت رايس المؤتمر الصحفي مع ليفني للسخرية من هذه الآراء، حيث قالت في معرض الإجابة على أحد الأسئلة، مشيرة إلى ليفني: "كسيدة لديها أولاد فهي قادرة على اتخاذ القرارات."

أما ليفني، فقد حاولت احتواء الموقف، والدفاع عن نظيرتها بالقول إن الوزيرة الأميركية، "أظهرت عواطف جياشة أثناء الحديث عن التكلفة الباهظة لحرب العراق."

يذكر أن رايس، 52 عاماً، هي سيدة وحيدة لم يسبق لها الزواج، وليس لديها أولاد، كما أنها كانت الطفلة الوحيدة لأبوين متوفيين، وفقاً للأسوشيتد برس.

وكانت تصريحات بوكسر حول وضع رايس العائلي، قد استدعت ردود فعل عديدة في الولايات المتحدة، حيث اتهم بعض المتابعين بوكسر "بالضرب تحت الحزام"، بينما علقت رايس، التي صعقت بالتصريح الذي استهدفها بالقول: "لقد كنت اعتقد أن مكانة النساء الوحيدات أكبر من ذلك." وقد جاء كلام بوكسر في سياق حديث توجهت به نحو وزيرة الخارجية الأمريكية قالت فيه: "من سيدفع الثمن.. أنا لن أدفع ثمناً شخصياً، لأن أولادي كبار في السن، وأحفادي ما زالوا صغاراً، وأنت لن تدفعين ثمناً شخصياً، من عائلتك أيضاً." وقد بررت السيناتور الأميركية موقفها بالقول:"لم أقل سوى الحقيقة، فلا أنا ولا وزيرة الخارجية سندفع ثمناً شخصياً لهذا التصعيد، لكن ما أردت لفت النظر إليه، هو أن عائلات جنودنا ما زالت تقدم التضحيات، بسبب عجز هذه الإدارة عن تقديم حلول سياسية للوضع في العراق."