صحة

قراءة فى تاريخ الشذوذ الجنسى - الفصل الرابع

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

موقف الإسلام من الشذوذ الجنسى

الشذوذ الجنسى أو اللواط كما نطلق عليه فى اللغة العربية مدان فى القرآن صراحة وقد جاء ذكره فى قصة قوم لوط فى سورتى الأعراف وهود لا، وقد روى إبن عباس عن رسول الله (ص) أنه قال "من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فإقتلوا الفاعل والمفعول به"، ومع إجماع الفقهاء على حرمة هذه الجريمة إلا أنهم إختلفوا فى تقرير عقوبتها إلى مذاهب ثلاثة:

1-مذهب القائلين بالقتل مطلقاً إستناداً إلى الحديث السابق، وأما كيف يقتل فقد روى عن أبى بكر وعلى أنه يقتل بالسيف ثم يحرق لعظم المعصية، وذهب عمر وعثمان إلى أنه يلقى عليه حائط وذهب بن عباس إلى أنه يلقى من أعلى بناء فى البلد.
2- مذهب القائلين بأن حده حد الزانى، فيجلد البكر ويرجم المحصن، ومن بين هؤلاء القائلين بهذا المذهب الشافعى وسعيد بن المسيب إعتماداً على حديث رسول الله (ص) "إذا أتى الرجل الرجل فهما زانيان".
3- مذهب القائلين بالتعزير ومنهم أبو حنيفه.

ولكن السؤال المهم بعد كل هذه التخريجات الفقهية الكثيرة والمتناقضة أحياناً، هل منعت هذه التحريمات المستندة إلى القرآن والسنة المجتمع الإسلامى من أن يتعايش مع الشذوذ وأصحابه؟
الإجابة بالطبع هى النفى والدليل شاعرنا الكبير "أبو نواس" مثلاً فقد عاش عصره جنباً إلى جنب مع إبن حنبل، وهو يعلن بل يفاخر بشذوذه ويكفى ان نستمع إلى شعره الذى يقول فيه:

وعاذلةٍ تلوم على إصطفائى غلاماً واضحاً مثل المهاة
وقالت: قد حرمت ولم توفق لطيب هوى وصال الغانيات
فقلت لها: جهلتُ! فليس مثلى يخادع نفسه بالترهات
أأختار البحار على البرارى وأحياناً على ظبى الفلاة
دعينى لا تلومينى فإنى على ما تكرهين إلى الممات
بذا أوصى كتاب الله فينا بتفضيل البنين على البنات

وقوله أيضاً:

أحب الغلام إذا كرها وأبصرته أشعثاً أمرها
وقد حذر الناسُ سكينه فكلهم يتقى شرها
وإنى رأيت سراويله لها تكة أشتهى جرها

ولكن هل إنحصر الشذوذ فى دائرة الشعراء والفنانين على مدى التاريخ الإسلامى مما يمكن أن نعده جنون المبدعين؟

لا لم يقتصر عليهم، بل إمتد إلى بعض رؤوس الدولة وحكامها فمثلاً الوليد بن يزيد من عصر الأمويين كان مشهوراً باللواط، حتى أنه راود أخاه عن نفسه.
أما من العصر العباسى فنعطى مثلاً بالخليفة الواثق والذى كان عاشقاً للغلمان وكان منهم غلام مصرى إسمه مهج، ملك مشاعره وملك وجدانه حتى قال فيه شعراً:

مهج يملك المهج بسجى اللحظ والدعج
حسن القد مخطف ذو دلال وذو غنج
ليس للعين إن بدا عنه باللحظ منعرج

هذا كله وغيره موثق فى كتابي "مروج الذهب" و"تاريخ الخلفاء"
ولكن ماذا نقصد بهذا العرض التاريخى الصادم للبعض والمستفز للبعض الآخر؟، القصد هو أن نقول أن الشذوذ أو ما نسميه شذوذاً جنسياً موجود منذ بدء الخليقة، والحكم عليه ليس بمثل هذه البساطة التى نتصورها.
كل هذا العرض يطرح علينا سؤالاً هاماً وهو بالرغم من أنه لا يوجد سلوك بشرى أياً كان أدين بقسوة وعنف وترهيب مثل الشذوذ الجنسى إلا أن من يمارسونه فى زيادة سواء كانت هي الزيادة علنية كما فى المجتمعات الغربية، أو سرية كما فى المجتمعات الشرقية.
السؤال هو لماذا هذه الزيادة ولماذا هذا الإصرار؟، وهل وقف الشاذون مكتوفى الأيدى أمام هذا الهجوم الدينى والإجتماعى والقانونى؟؟؟، هذا ما سنعرف إجابته من خلال تتبع ثورة الشذوذ.
khmontasser2001@yahoo.com

الفصل الاول

الفصل الثاني

الفصل الثالث

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف