لقاء إيلاف

نوال الجوبري: احلم بالحب وأخاف الشهرة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

نوال الجوبري: شاعرة يمنية تقتحم الممنوع وتحلم بالحب
bull;تكمن معاناتي في أني لا أجد أبي كبقية الفتيات
bull;اكتب لصديق أو لزميل أو لحبيب دون مواربة ودون أن أخشى كلام الناس

محمد الخامري من صنعاء: تعتبر الشاعرة اليمنية الصاعدة نوال الجوبري من مكونات المشهد الثقافي الأدبي لشعراء التسعينات وهي لم تكن معروفة حتى وقت قريب لكنها سرعان ما اشتهرت وأصبحت ذائعة الصيت بعد مشاركتها مؤخراً في ملتقى صنعاء الثاني للشعراء الشباب العرب. كانت نوال على موعد مع انطلاقة متميزة لم تكن تخطر على بال احد ممن عايش بداياتها الأولى ومهد شاعريتها.. حتى ظروف مشاركتها في المهرجان الشعري جاءت نتيجة ضغوط رضخت لها بعد أن كانت قد اعتذرت عن المشاركة لا لشئ إلا لأنها تكره الشهرة وتخاف منها كما تقول في الحوار.
نوال الجوبري كانت مفاجأة المهرجان بشهادة العديد من الأدباء والنقاد العرب الذين حضروا المهرجان وكتبوا عن إبداعاتها وشاعريتها التلقائية وفرادة لغتها الأكثر جرأة في مجتمع يتفرد بخصائص مجتمعية وقبلية تضيق بمفاهيم الشعر والأدب عموماً وتفترق معها أكثر من طريق.
إيلاف حاولت أن تغوص في أعماق هذه الشابة وتجس نبضها عبر العديد من القضايا التي تطرقت لها في الحوار التالي.. هل هي راضية عما وصلت إليه.. وكيف تفتحت هذه الوردة والأشواك تحيط بها وماذا عن المجتمع المتشابك مع مفاهيمه وماذا عن الحب الذي تسعى إليه واليأس الذي كانت تعيشه والأمل الذي تنظر إليه على انه حبل الخلاص المقدس.
هنا تقول نوال مالم تقله من قبل وخصت إيلاف به:

إيلاف: من هي نوال الجوبري؟
نوال: هذا سؤال يتردد دائماً لاسيما وأنا جديدة على الساحة الأدبية، وباختصار فأنا أولاً إنسانه عاديه جداً ومتواضعة ولا أحب الشهرة ولا أحب أن يشار إليّ بالبنان ، احلم بالحب ليس بالقدر الذي يفهمه الآخرون حب الرجل للمراة لكني احلم بعكس ذلك أي أن يكون الحب الذي يشمل كل الجوانب الإنسانية الراقية في حياتنا.

إيلاف: تقصدين حب عامر؟
نوال: نعم الحب الذي يشمل كل الجوانب الإنسانية كالأخوة, والصداقة , أي علاقة أخرى ليس لها علاقة بالحب المنتشر والمعروف هذه الأيام بين الشاب والفتاة، لان الحب من خلال هذه العلاقات يكون شيء جميل يفتح للناس آفاق واسعة بحيث يكونوا أجمل من ذي قبل.

إيلاف: قلتي في بداية إجابتك السابقة انك تخافين الشهرة.. لماذا؟
نوال: نعم أخاف الشهرة لأنها تقتل الإنسان كانسان بما فيها مشاعره , أسلوبه وطريقته في كل شي، لذلك أحاول الابتعاد عنها.

إيلاف: كم عمرك؟
نوال: أنا من مواليد 1984م.

إيلاف: من متى بدأتِ في كتابة الشعر؟
نوال: كانت بدايتي تحديداً من العام 2002م.

إيلاف: كيف وجدتِ نفسك شاعرة؟
نوال: مبدئياً كنت اكتب بعض الأبيات على أساس أنها خواطر ومقالات لكني كنت احتفظ بها لنفسي , وأول قصيدة عمودية كتبتها في نهاية 2002م، والتي كانت عبارة عن تأثر بإحدى قصص الأطفال الكرتونية على التلفزيون.

إيلاف: ماقصتها.. هل ممكن توضحي أكثر؟
نوال: القصة كانت أن إحدى حلقات المسلسل الكرتوني أوسكار أعجبتني كثيراً وهي كالتالي "أن الملكات أو الأميرات يدخلون إلى المجتمع كأشكال غير عاديه وانه لا يدخل معهم في هذا المجال أو من يقابلهم ضروري يكون إنساناً مرفة العيش وعايش في نعيم أعجبني كثيراً مقطع من الأميرات في حلقة أعتقد حصل لها موقف كانت صغيرة عمرها 14 عاماً قدمتها أمها الملكة إلى الآخرين (الأمراء والملوك) فقبلها احد الملوك على يدها فأول مرة تحس بهذا الشعور المنحط يستطيع أن يلمس يديه، وصعدت إلى أعلى البرج وانتحرت وكانت قبل ذلك قامت بغسل يديها على أساس أن تموت وهي طاهرة هذا الموقف الذي اخدته منه شدّني أعجبني كثيراَ استشفيت منه موضوع أن المرأة كيف تقابل الرجل وما هو شعورها أول مره ونظرة المجتمع لها بحكم أنها امرأة لماذا تقابل الرجل؟ وما هو أساس المقابلة؟ وماذا يحدث؟.
هذه قصة أول قصيدة كتبتها في هذا الجانب , وكنت اكتب قصائد عمودية وتفعيلات وكنت أشارك في الجامعة في عدد من المجالات الأدبية ورسم الكاريكاتير وتكرمت أكثر من مرة.

إيلاف: إلى أين وصلتي في المستوى الدراسي؟
نوال: أكملت الدراسة في كلية التربية قسم اللغة العربية.

بداية قصتي مع الشعر
إيلاف: اذن كانت بداياتك الأدبية في الجامعة؟
نوال: نعم، حيث كنت أشارك في مجلة تصدر عن الجامعة قسم اللغة العربية في هذا المجال ونلت العديد من جوائز التكريم.
مضت فترة إلى حين مجيء الدكتور "عبد الوكيل السروري " الذي يعتبر خالي "أخ غير شقيق لوالدتي"، أتى إلى صنعاء قادماً من تعز وأمي عرفتني عليه وقالت أعطيه شِعرك بما انه شاعر كبير، وأول مرة رفضت أن أقدم أعمالي إلى هذا الأستاذ الكبير في مجال الأدب والذي يعتبر مدرسة أدبية وقامة لا يستهان بها في إطار الثقافة والإبداع اليمني، قلت لها هذه أعمال عادية ولا يمكن لأحد أن يطلع عليها، ولكني فوجئت عندما اطلع عليها "السروري" قال أنها فعلاً أعمال جيده وعلق عليها قائلا أن الفكرة موجودة والشاعرية موجودة وأول ما رأى هذه القصائد قال بأني شاعره، استغرب تماماً أول مرة واحدة من قريتة تكتب هذا النوع من الشعر، شجعني عندما رأى مجموعة من قصائدي على أن اجتهد لأصدر ديواناً، وكانت هذه فكرته، بدأت فكرة صغيرة وهي أن يكون هناك نص مشترك بيني وبينه , كان النص عبارة عن قصة بدأها هو بان كتب مقطع انه يريد مقابلتي في مقهى مجاور وما إلى ذلك فطلب مني كنوع من التحدي أن أرد على هذا النص بنص مثله.
طبعاً أخذت الورقة ودخلت غرفتي وبدأت بالكتابة كتبت رد كان على أساس انه نص ففرح وقال "هذه الآن قصيدة مشتركة بيني وبينك" على انه نص كامل مشترك بيني وبينه فخرج في ذلك اليوم واعتقد انه ذهب إلى ناقد فاتصل بي وقال يا نوال تريدي أن تقطعي رزقي فقلت له لا.. لماذا؟
فقال لقد أعطيت قصيدتك "النص الذي كتبته" لأكبر ناقد وأنا واثق من قراءتهُ النقدية وان نقده نقد بناء فقال أن نصك كان جميلا رغم مافيه من بساطة في اللغة، حيث واللغة عادية جداً يستعملها كل الناس رغم أن فيه كثافة وما إلى ذلك , فقلت لهُ لا بقطع رزقك وحاشى وكلا فبدأ النص بنص إلى حد ما سافر كنت أرسل لهُ بنصوص عبر الفاكس وكان يرد عليّ بالرد وكان لو لاحظ أن النص غير مكتمل أو غير جميل يقول لي هذا عجينك واعجنيه من جديد، كان لا يقبلهُ أبداً كان يقول لي هنا يوجد أخطاء وهنا إضافات وكان ينبهني إلى أشياء كثيرة. المهم أكملنا الديوان، وفي ملتقى الشعراء الأول عام 2004م أتى إلى صنعاء وراجعنا الديوان مع بعضنا البعض وطبعا القصائد منفصلة ولكن في نفس الكتاب (الكتاب واحد) والى الآن لم يطبع.

إيلاف: هل الشاعر السروري هو من قدمك لملتقى الشعراء؟
نوال: أول من بدأ بالفكرة هو (الشاعر عبد الرحمن غيلان) اتصل بي للمنزل وقال أن وزارة الثقافة تحضر لإقامة مهرجان الشعراء الأول وكانت صنعاء حينها عاصمة للثقافة العربية (2004م) وقال انه سجل اسمي من ضمن المشاركين الذين وصل عددهم إلى رقم كبير مستدركاً انه يمكن أن تخرجي من الملتقى، لأنهم سيقومون بعمل مفاضلة من خلال النصوص وسيختاروا 50 أو اقل، فقلت له لا أريد المشاركة أصلاً، وقلت له لو سمحت لا تسجلني فقال لي خلاص لا تزعلي سوف لن أسجل اسمك.. أمي سمعت هذا الكلام فقامت بشدي وطرحتني بين أقدامها!، وكان موقف غريب ولكن لابد أن أقوله قالت لي لن تقومي "من تحت أقدامها" حتى حلفت عليّ أن اتصل بعبد الرحمن وأقول له سجلني فكنت في حالة لا اقدر فيها على الكلام وفعلا وافقت واتصلت بالزميل عبد الرحمن وكلمته الوالدة وطلبت منه أن يسجلني، أخبرت خالي "الشاعر السروري" ووافق على الفكرة وأعطوا لخالي دعوة بما انه شاعر وله عضويه ومشارك.

إيلاف: هذه كانت أول مشاركة رسمية لك؟
نوال: نعم أول مشاركة لي وحصل لي فيها مواقف طريفة وارباك غير عادي.

إيلاف: هل ممكن تشرحي لنا بالتفصيل تلك المواقف؟
نوال: تم فعلاً قبولي على أني مشاركة في المنطقة المهم في هذه الفترة كان إلقائي أول مرة يوم الثلاثاء مساءاً وكنت متشائمة لأنه مساء فقلت لهم أكيد انه مساء الناس في حالة استرخاء ونعاس لا يوجد هناك من يصغي إليّ فقالوا بالعكس هم يستعجلوا في الصباح على أساس أنهم مشغولون على المدارس والوظائف والمعائش، أو يريدون أن يمارسوا العادات والتقاليد اليمنية "كمضغ القات مثلاً" المهم في المساء (سبحان الله) قبل ما أتوجه إلى الإلقاء خاصمت كل من في البيت جميعاً، حصل لي شعور غريب، كنت أريد أن اصرخ انفعلت على الجميع لدرجة أن أخواتي كن يستهزئن بي ويقلن "تتخيلي نفسك البردوني وقالين لي "لو حضرنا فسنحضر من اجل الشعراء الآخرين والعرب.
وعلى أساس الشاعرة العراقية "كولاله نور عبدالرحمن" ستشارك قبلي وأنا كنت أظن أن حرف الكاف قبل النون.
انتظرت قليلا والأستاذ محمد حسين يقول الشاعرة نوال الجوبري من تعز وأنا عادني اشرب الماء فعندما قال ذلك كنت متصنمة وخالي يقول لي اذهبي وأنا لم استوعب الفكرة كيف أقف أمام شعراء شباب وكبار، وقفت أمام المنصة وفعلاً وبدأت أقرأ وقبل ذلك كنت أريد لفت نظرهم إلى ما يثيرني وهو أنهم كانوا يؤخرون عمل الأمسيات الأدبية عن موعدها المحدد والذي كان عادة الساعة السابعة إلى الساعة التاسعة مساءاً وهناك أكثر من 30 شاعراً سيشاركون في هذه الأمسية وكل واحد منهم يريد أن يأخذ راحته في قول الشعر فكنت في الوسط قبلي 14 وبعدي 14 شاعر، وكان بعض الشعراء أصحاب الشعر العمودي يعيدوا القصيدة أو البيت أكثر من مرة إلى درجة الملل , المهم أن دوري جاء بعد أن خرج نصف الجمهور الذي في القاعة، في البداية رفضت الطلوع إلى المنصة وقلت لخالي لمن أقرأ الآن بعد أن خرج الجمهور، لكنه طمنني وطلعت وعندما بدأت بالقراءة كان أول مقطع قلته لهم:
لا ادري هل أطيل.. أم أن للذكر مثل حظ الأنثيين
جميعهم صفقوا لي فقال لي الأستاذ محمد اختصري فهم ضحكوا جميعهم فقلتُ لهم في مقطع لاداعي للتصفيق أتعلمون لماذا؟
قالوا جميعهم لماذا؟، قلت لهم لأنكم لن تصفقوا لي أبداً وكنت واثقة جدا أنهم لن يصفقوا لي فعلا، بدأت القراءة من أول مقطع من نص: فكرة تعبر ظني.

إيلاف: هل ممكن تقرئيها لنا؟
نوال:
كنت كبرتُ هكذا
إلا إنني نسيت عدد أصدقائي
لم أحاول حصرهم في يوم ما ,
ولم أتذكر جيدا تفاصيلهم
فقط:
جمعتُ أكثر من حلم
رسمتُ ما يكفي
لخلق شيء ما
فكرة كهذه: عبرت ضني
حلقت بي في الأعالي
فتلمستُ بأصابعي السماء
قبلتني نجومُُ كثيرات
تركت أكثر من وشم على وجهي
أتأملني في المرآه
آه: لقد كبرتُ ,
ونَضُجت في الأنثى
لو أنني ولدُ: لعشقتُ هذه
الصبية التي هي أنا
بالمناسبة
هل عليّ الاعتذار عن
فعل حدث في الحلم؟!!
أنا قتلتك مرات عده
تأكد من ذلك
فلست أكثر من نصل
في قلبك
كن شجاعاً , واعترف
أنك لست حقيقياً
إنما أنت ظلك الآن
يستقبل التعازي
كم كان عمري حينها؟
لم انتبه لذلك
إلاان هذه الأرقام ليست أنا بالتأكيد
لو كنت أنا
ما الذي ستفعله؟
ستحكي عن الدفاتر الملونة مثلاً
الوردة التي أهدتني أمي
في عيد الميلاد؟
عن أخواتي البنات
لا يأبهن لما أكتب من شعر؟
أيضا عن عجائز الحارة ,
والحديث عن أهمية الزواج المبكر,؟
لو كنت أنا....
ربما تخليت عن أنوثتك فوراً
واكتفيت بالبقاء عارياً
أمام المرآة
تتأمل أعضاء ً فاسدة
لم تعد صالحة للاستخدام
لو كنت مكاني:
ربما اعتذرت عن موتك المبكر
وقبلت بأول عرض زواج
بدلاً عن كتابة الشعر
أنا الآن أصعد الدرج بدوني
هكذا أحب أن أظل وحيدة
قبل أن تنفذ كمية الهواء
جرب أن تفرغ رأسك منك
واكتف بالقول:
أنك لا أحد
اعتقد في ظنك أنك رفيق سيء
واترك أعضاءك في أقرب حانة
ارتجل الحياة خفيفاً
ربما في هذه الحاله
لن تضطر للبحث عنك
والتفكير بشيء يخص أجزاءك
في لحظةٍ ثملة
أشياؤك التي تركتها هنا
سأفعل ما يخفف عنها الضجر
لا تنس أنها عائلتي
أركنها أحياناً بين أواني المطبخ
بهذه الحالة:
أتوحد بك دونما الشعور بالفقد
ثق تماماً
أنني قد أحبك
وأعرف أنك رجلاً مزيفاً
تقريباً هذا ما يمنحني الرغبة
في الإصغاء لروايات
تفسر تأخر العربة
بارتباك إشارات المرور
أنا لم أكن بطيئة في السير
وهذا المعطوب:
ليس أنا بالضرورة
حدث أن لامست أمي
مواء ليلة باردة
ظنت أن حلماً ما
يزعج قطتي
ارتبكت عيوني
وأنت تحاول اجتياز الفراغ
بإتلاف الوقت في الممشى
سقطت رهاناتك في محو أمية العالم
حين اكتشفت أن مؤخرته الضخمة
لا تتقن التعلم
عليك إذن:
أن تتعلم الغباء
الغباء رفيق سهل
ربما يمنحك ما تظنه السعادة
غير انك لن تستطيع الصمت
وأنت تقبل امرأة حقيقة..

اقتحم الممنوع في مجتمع ذكوري
إيلاف: قلتي انك تقتحمين الممنوع فما هو الممنوع الذي تقتحمينه من خلال قصائدك؟
نوال: المرأة عادة عندما تكتب نص يحوي كلمات حب وغزل وهيام، حتى لو كان لحبيب تقوم بتحويل المفردات من المذكر إلى المؤنث مراعاة لقول الناس أو حياء المرأة أو أي شئ من هذا القبيل في ثقافة المجتمع التقليدي، أما أنا فاكتب لصديق أو لزميل أو لحبيب دون مواربة ودون أن أخشى كلام الناس رغم أني لم اكتب لحبيب، ولكني بالفعل عشت تجربة الحبيب الذي كتبت له مع خالي الذي قال لي اعتبريني حبيبك في يوم من الأيام على أساس أثيرك وتكتبي لي النص اعتبريني عدوك اشتميني أو امدحيني كما تريدين وفعلاً في هذا الديوان اعترفت انه فعلا كان البطل هذا البطل كان حبيبي "خالي".

إيلاف: وأين الديوان؟
هذا الديوان ذكرت أشياء لم يستطعن البنات ذكرها مثلاً في احد مقاطع القصيدة السابقة:
لو كنت مكاني
ربما تخليت عن أنوثتك فوراً
واكتفيت بالبقاء عارياً
أمام المرآة
تتأمل أعضائك الفاسدة
التي لم تعد صالحة للاستخدام
ربما اعتذرت عن موتك المبكر
وقبلت بأول عرض للزواج
بدلاً عن كتابة الشعر
يعني هذا أني ذكرت أشياء من هذا القبيل المحرم على الفتاة اليمنية في العرف الاجتماعي المتعارف عليه في مقطع من قصيدة أشياء لم نقلها بالأمس.
ذكرت أشياء اعتبرها ستجرح بعض قرابتي كقولي في النص أن ابي لم يكن يحب أمي فكانت تقول لي لا تقولي هذا الكلام لا تفضحيني فقلت لها هذا شعر والشعر كلام آخر لو كنا لم ندخل هذا العالم كيف الشعراء با يدخلوه أحس أن الشعر عالم آخر غير الذي كنت فيه تماما ابكي احزن أيأس لكن لما ادخل عالم الشعر أحس أني غير نوال.

إيلاف: هل هناك طقوس معينة عند كتابتك للقصيدة؟
نوال: هناك طقوس تسبب لي ولادة قصيدة مثلا عندما احزن واشعر بألم مرير غير عادي وأيضا اشعر بان لي رغبة في البكاء سواء كان فرح أم كان حزن.

إيلاف: كيف كانت طفولتك؟
نوال: طفولتي كانت حلوة جدا وتحديداً حتى الصف الرابع.. بعد ذلك لم تكن طفولة صحيح في ذلك الأيام كانت تحدث اختطافات للطالبات كانت تحدث جرائم بسبب أن الشوارع لم تكن مقسمة , كثير من هذه الأشياء فكان يخاف على الطالبة أو الطالب فكان يحبس في البيت , فطفولتي كانت في البيت لأني كنت أكون صداقات مع الآخرين حتى في بعض الأحيان كانت أمي تخرج فننادي أصدقانا من فوق السطوح ينزلوا , لعبنا كبار وأشياء كثيرة وأجمل ما قضيت في حياتي عندما كان معنا شجرة الفرسك "الأجاص" واذكر مرة من المرات عندما نقلنا المنزل قال لي سوف ننقل إلى بيت فيه أشجار فلمّا وصلنا لم يُوجد في المنزل أشجار الشارع كان خالي انفعلت كثيراً وحصلت لي شيء ماذا أقول لك كانت أجمل طفولة مع شجرة الفرسك.

المعاناة تخلق الإبداع
إيلاف: هل نستطيع القول أن إبداعك وُلد من المعاناة؟
نوال: أكيد يُقال أن الإبداع تولده المعاناة والصراحة اكتشف أن بعض المبدعين يكونوا مرتاحين ماديا ومعنويا واجتماعيا ومع ذلك تلمس في قصائدهم المعاناة وفي النصوص المرارة رغم انه ومن خلال معايشتك لهم تلاحظ أنهم مرتاحين ولا يوجد شي يعكر صفوهم لكن المعاناة هي التي تولد الإبداع تشعر أنهم لم يستطيعوا أن يفرغوا شعورهم إلا على الورق لن يتكلموا بلسانهم وإنما القلم بدلاً منهم.

إيلاف: من شجعك من البداية ومن يقف معك إلى اليوم؟
نوال: في الدرجة الأولى أمي حفظها الله وخالي عبد الوكيل السروري، وكنت بفضل تشجيعهما أشارك في الجامعة إضافة إلى صديقة لي كانت تعتبرني أمها أو أختها وتشجعني كثيراً فلها من الشكر والتقدير رغم اختلافنا مؤخراً.

إيلاف: لماذا اختلفتن.. هل هو اختلاف أدبي أم..؟
نوال: لا لا.. الاختلاف كان اختلافا اجتماعيا وتصور أن هذه الصديقة من مستوى أول إلى مستوى رابع جامعة وأنا أسايرها.. تخيل أن بعض الأحيان لم أكن اركب الباص بسببها ومن اجلها لأنها كانت مرتاحة "سمينة" وتريد أن تخفف من بدانتها فكنت امشي معها رغم أني ضعيفة ونحيفة.. وكل ذلك من اجلها.
وفي احد المرات قرأت لي منشور في الجامعة وحصلت مشكلة وفجأة وبكل برود تقول لي أن اتركها كنت أتوقع أن تقول ابي قال أتركك رغم أن أبوها كان يضيفني في منزله وأمها تحبني كثيرا وكانت تقول لي أن اهتم بها. قلت لها هل هناك سبب قالت لا ولكن من اجل أن نبعد عن المشاكل كنت أتوقع أن تقول نلتقي في الجامعة كصديقتين من اجل الآخرين لأنهم عارفين أننا صديقتين حتى انه كان يوجد بيننا شبه على أساس إننا أخوات في الجامعة، ولكنها قطعت العلاقة تماما لدرجة أنها سببت لي انهيار.

إيلاف: لماذا رويتي هذه القصة؟
نوال: لأنها قصة أثرت بي كثيرا ودفعتني إلى الأمام لأني إلى حد الآن اذكر كل كلمه قالت لي إياها.. تصور عندما قرأت عليها قصيدة من 100 بيت وكنت اسميها المعلقة سألتني كم من الوقت استغرقت منك الكتابة فقلت لها يومين، فضحكت وقالت أن الشعراء كانوا يكتبون ربع القصيدة ولا يستطيعون إكمالها، وقالت اذكر أن احد الشعراء نظم قصيدة وهو نائم وعندما صحا كان يريد أن يتذكرها فلم يستطع.. قلت لها أني أمر كل يوم في معاناة وكان يمر اليوم أحسه ثقيل عليّ لأنه يأتي بمشكلة ولذلك كنت الجأ لنظم الشعر والقصائد.

إيلاف: ما سبب تلك المعاناة؟
نوال: شعور أي بنت لا تشعر بوجود الأب !!.

إيلاف: قلت انك تحلمي بالحب هل وجدتي الحبيب المناسب الذي يمكن أن تكتبي له؟
بصراحة لا.

إيلاف: رشحت نفسك لجائزة رئيس الجمهورية هل تتوقعين الفوز؟
نوال: اذاكان الله يريد لي الفوز سأفوز.

إيلاف: الله سيقدر ما يكون لكن هل أنتي واثقة من الفوز؟
نوال: الأشياء الخفية لاتسالني فيها.

إيلاف: أنا اسئلك عن ثقتك بنفسك فهل أنتي واثقة انك ستتغلبين على أكثر من 20 شاعر؟
نوال: أن شاء الله لااقول نعم أولا.

إيلاف: هل ممكن تختاري مجموعة من قصائدك لنشرها في إيلاف:
نوال: اختار قصيدة أشياء لم نقلها بالأمس، وكان نعود من الحياة، وليلة تتأملني من ثقب خيط، وقلت في الأولى "أشياء لم نقلها بالأمس" (انقر هنا لقراءة القصيدة)

إيلاف: كلمة أخيرة تودين قولها لقراء إيلاف؟
نوال: أود أن اشكر إيلاف الصحيفة الاليكترونية الأولى في العالم والتي اتابعها باستمرار وأرجو من الأديب الكبير عبد القادر الجنابي أن يتكرم ويقرأ قصائدي وإذا أمكن وأسعفه الوقت أن يعلق عليها أو ينقدها فانا في حاجة كبيرة لقطرة من بحر جوده الأدبي الكبير.. وأتمنى لقراء إيلاف إلا يملوا من حديثي وقصائدي وشكرا للجميع.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف