حوار حول الكاتب ناشرا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نشرت جريدة الفيغارو الفرنسية تقريرا حول ظاهرة الناشرين ككتاب والكتاب كناشرين انقر هنا لتقرأالتقرير كاملا.
كاتب وناشر في نفس الوقت
حوار مع كلود ديرون
* أيمكن لنفس الشخص أنيكون مؤلفاروائياوناشر كتبفي نفس الوقت؟
- يمكن أن نكون مستشاري أو مدراء جهة أدبية. فأهم الكتاب قد وفقوا بين هذين العملين على مر الوقت. منذ جان كايرول حتى جان سولان وإيف بيرجي أو جاك بيرنر حتى دونيس روش، جان مارك روبير وفريديريك بيغبيدر. وإذا استطاعوا أن يوفقوا بينهما فلأن ذلك بكل بساطة ممكن.
* حسب تجربتك أتعتقد أن على الناشر أن يكتفي تماما بمهنته ويترك جانبا الكتابة؟
- أعتقد أن على رب دار نشر ما ألا ينشر نفسه كتبه. فلو كان كاتبا ممتازا فإنه يخاطر بالدخول في منافسة مع كتابه أو منحهم فقط الإحساس بذلك. أما إذا كان متوسطا أو سيئا فإنهم قد يعانون من سلطة الحكم التي يضطلع بها.
* أليس من السهل أن ينشر المرء وتتم مساندته إذا كان ناشرا. أتعتقد أن ثمة نوعا من التضامن بين الناشرين؟
- من السهل أن ينشر المرء ويؤخذ بعضده أكثر إذا كان عضوا داخل لجنة تحكيم أدبية مهمة.
*كيف ترون الكتاب الذين هم أيضا ناشرون، وينشرون في دورهم نفسها. مثلما كان حالك لما كنت مديرا لدى غراسيي؟
- إن برنار بريفا، صاحب غراسيي، هو الذي ألح علي، لما عينت مديرا عاما مساعدا لهذه الدار، أن أنهي رواية كنت قد بدأتها منذ عشر سنوات. فبدونه لم يكن بوسعي إتمامها ولا إحالتها إليه. ربما تناهى إلى علمي أن La nuit zoologique قد حصلت على جائزة ميديسيس دون أن تجمع كل أصوات لجنة غراسيي بالإيجاب. ما لم يقلقني قط.
ليس لنا أن نغفل أن السلوك الذي أشرت إليه خلص في السابق من قلق مادي يبديه رب العمل: فكاتب يدير الشؤون الأدبية لدى ناشر يمكن أن يحصل على راتب شهري هزيل، تقابله أعباء اجتماعية قليلة، يمكن أن يتقاضى بالمقابل قسطا مسبقا على حقوقه يفوق جدا رقم المبيعات التي يمكن التطلع إليها. لا تفي سوى بحجم أعباء قليلة. ما ينعكس سلبا في آخر المطاف على تقاعد المعني. أعتقد إذن، من خلال كل هذا، أنه ليس لائقا أن يصدر الناشر، على العموم، كتبه من داره نفسها، ماعدا إذا تعلق الأمر ببيان أو بكتابة نقدية تعرض مواقف الناشر.
****
أفهم جيدا عزلة الكاتب.
حوار مع كريستوف باتاي (ناشر وسكرتير عام وروائي لدى غراسيي)
* كيف تتمكن من التوفيق بين مهامك الثلاث لدى دار غراسيي؟
- شخصيا أنا مقل في الكتابة وأنشر لذلك بقلة. فقد مضت أربع سنوات على نشر كتابي الأخير. بالنسبة لي فهذا هو الإيقاع السليم. لا أتصور أن أكتب دون أن أقرأ كثيرا. لقد طالعت خلال هذا الصيف مثلا، بابوكوف، والسر، بيللي... وروايات بوليسية. أكرس كل طاقتي طيلة النهار لكتب الآخرين، للكتاب الذين يكشفون لنا عن ملكاتهم. وفي الليل... "أملأ الصهريج". أحب كثيرا عبارة همنغواي هذه. أقرأ وآكل الكلمات وأكتب. توجد نقطة مشتركة بين كل هذه الأنشطة ألا وهي الشغف بالأدب.
* ليس من السهل أن يدفع المرء بمخطوطته إلى رئيس عمله ـ ناشره...
- إن ذلك هو ما يقال لي دائما، إذ يتم تناسي التقليد الجميل لثلاثينيات القرن الماضي، لما كان اندريه جيد واندريه مالرو وألبير كامي يتوفرون على مكاتبهم لدى دار غاليمار.
فالعلاقة مع ناشري الذي هو في نفس الآن رئيسي في العمل (جان كلود فاسكيل ثم أوليفييه نورا) بسيطة. فإذا هو أحب ما كتبته يأخذه وإذا لم يحبه فسواء رميته أو أعدت تنقيحه. وأنا أثق كلية في حكمه. إنها علاقة رائعة ونادرة. كثيرا ما يبادرني أوليفييه نورا بقوله: "أعد النظر في نصك" أو "فكر جيدا". هنا أيضا فالزمن هو ملهم كبير. أضف إلى ذلك أني حر في ألا أكتب...فالكتاب ينسون غالبا هذه الحرية! وإذا لم أرتح لما أكتب فإن أوراقي تأخذ طريق الحكمة: سلة المهملات! فروايتي الأخيرة كانت تغطي في البدء مساحة 600 صفحة غير أنها لم تتجاوز لدى نشرها 150 صفحة.
* باعتبارك ناشرا، هل علاقتك بالكتاب الآخرين مختلفة؟
- الأمر مرتبط بالظروف وبالأشخاص. فأحيانا تقربنا الكتب وأحيانا أخرى تثير لاتفهما فيما بيننا. أفهم جيدا أن أسلوبي ليس يروق لروائيين آخرين، سواء نشروا لدى غراسيي أم لا. غير أني أعتقد بشكل خاص أن الناشر الذي يكتب يعيش بعمق وحدة ومعاناة الكاتب. يتحسسها في عظمه. لقد حققت نجاحا شعبيا (بروايتي الأولى) واليوم لست أحقق سوى مبيعات ضحلة.
(ترجمة عبدالله كرمون)