أنا لستُ رجلاً خارقاً
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عبد الله بن بجاد لـ"إيلاف": "أنا لستُ رجلاً خارقاً"
كاتب سعودي يبعث الدعاة إلى أبواب جهنم
العتيبي الذي كان متطرفاً سابقاً، قال خلال حديثه مع "إيلاف"، التي رافقته طوال أيامه اللندنية برفقة فريق عمل المسلسل، أن سيناريو المسلسل ليس منحازاً لضفة فكرية على حساب أخرى، بل أنه كان موضوعياً ومتوازناً إلى حد كبير كما بدا خلال حلقات نقاش تنفيذ العمل، إضافة إلى إيضاحه نقطة جوهرية بالنسبة له:"لا حياد مع الإرهاب" .
وإذ يتخوّف محبوه من تبعات المسلسل، الذي صور في أربع دول بالتزامن، وما قد يجرّه عليه من تبعات قد تصل إلى حد الاغتيال من قبل متشددين إسلاميين، فإن أبن بجاد يعلق على ذلك قائلاً بكل هدوء في سبع كلمات تنبت كسبع سنابل : " أنا إنسان بسيط تساوره مشاعر خوف ووجل".
ويضيف قائلاً:" أنا لست رجلاً خارقا، لكنني أؤكد لك أنني لا يمكن أن أرضخ لهجمات الإرهابيين ولا المتطرفين، فالسكوت ليس خياراً في مواجهة الإرهاب، على الأقل بالنسبة لي، فالخطر المتفجر في الظاهرة الإرهابية هو خطر عميق التأثير في صناعة الحياة والمستقبل".
ويمضي قائلاً:" التهديد قائم والهجمات قائمة، والإرهابيون من دونهم قومٌ آخرون يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون، وهم الإرهابيون إلا ربع، الذين ينتمي كثير منهم لجماعات الإسلام السياسي التي لا تختلف مع جماعات الإرهاب إلا في التوقيت وليس في الهدف".
وعن سبب تسمية المسلسل بهذا الاسم، يقول العتيبي :"الأسماء عناوين على المضامين، واسم المسلسل هو عنوان مباشر وشامل لمضمونه، خصوصاً أنه طرف من حديث نبوي شريف، نهتدي به ونقتدي بنوره.أما الفكرة فهي إيضاح حقيقة جماعات العنف الديني في العالم العربي والإسلامي، تلك الجماعات التي تنشر الخراب والدمار حيثما توجهت ركائبها، وهي تزعم أنها تدعو الناس للجنة وتبشر أتباعها بالحور العين إن هم عاثوا في الأرض فسادا وتقتيلا وتدميراً، وهي جماعات تدعو الناس لا تباعها باعتبارها جماعات تدعو إلى الجنة، ونحن في هذا المسلسل نساءل هذه الدعوة، وهل هي دعوة على أبواب الجنة أم دعوة على أبواب جهنم".
وحين قلت له "كيف جاءت فكرة الاسم؟"، أجابني قائلاً:" كان الاسم مطروحاً من بداية العمل مع حزمة من الأسماء الأخرى، لكن الخيار وقع في النهاية على اسم "دعاة على أبواب جهنم" لتعبيره الأمين عن مضمون المسلسل وأفكاره الأساسية، ولأنه اسم شديد البلاغة والفصاحة في تكثيف المشهد، ولا ريب فهو جزء من حديث نبوي شريف".
والحديث الذي يقصده عبد الله بن بجاد هو منسوبٌ للنبي محمد آخر الأنبياء في الديانة الإسلامية، و يتحدث عن صنف من الدعاة المسلمين الذين يجرّون مريديهم إلى جهنم بقذفهم إليها كما يقول الحديث.
لكن مخرج العمل رضوان شاهين لا يبدو متحمساً للمسمى الجديد، بعد أن كان المسلسل يحمل عنوان "سرايا الظلام" إلى أن تم تغييره مؤخراً.
ويقول شاهين خلال حديثه مع "إيلاف" على إحدى كراسي فندق "ماريوت رجينت بارك" اللندني أنه يحاول أن يقدم الجزء الذي يخرجه من العمل بمنطقية دون الإساءة إلى أحد. ويضيف قائلاً:" الإسلام دين محبة ونبذ العنف. أنا مع الحوار وقد يأتي في الحوار من يقنعني بفكرته".
ويمضي المخرج الذي حاز على شهادة الماجستير في الإخراج السينمائي من مصر في منتصف السبعينات الميلادية قائلاً عن توجه المخرجين العرب:" نحن مقصرّون في توضيح الصورة الإسلامية الحقيقية، وحبذا لو نعمل أعمال له هدف.. أنا لا أتوانى عن تقديم أي عمل إسلامي حتى لو كان بسيطاً".
شرارة الأحرف وقنديل اللحظة
وقد تكون الألغام المنتظرة في المسلسل هي التي تنثرها أحرف السيناريو الذي أشرف عليه من ناحية دينية عبد الله بن بجاد العتيبي، وهو يعمل حالياً على مشروع تدوين سيرته الذاتية في كتاب يصدر مستقبلاً، وأطلع "إيلاف" على أجزاء منه في إحدى الصباحات اللندنية "الرائقة" يتحدث فيه عن سيرته الأولى في بلاده المملكة العربية السعودية.
وعما إذا كان السيناريو متوازناً أو منحازاً يجيب قائلاً:"هذا ما سعينا له جهدنا، وكان حاضراً لدينا ألا نعرض فكرة أو موقفا ليس لدينا له أمثلة كثيرة، بل إن بعض المواقف والأفكار قد حصل عليها نقاش داخل "مطبخ النص" حول مصداقية هذه المواقف والأمثلة والنماذج عليها، فكنّا نورد على كل موضع خلاف عدداً من الشواهد من بلدان متعددة لتأكيده، وأنه جزء من الواقع وليس تقوّلا على هذه الجماعات أو كذبا وتزويرا، فالموضوعية والتوازان كانا رائدا الكتابة في هذا المسلسل، ولكن ليس الحياد، فأنا أعترف منذ البداية أنني لست محايدا مع الإرهاب والظاهرة الإرهابية، ولكن عدم الحياد لا يعني عدم الموضوعية، أنا لست محايداً لكنني لا يمكن أن أكذب لأشوّه الظاهرة بما ليس فيها، أنا لست محايداً لكنني لا يمكن أن ألصق بالظاهرة ماليس فيها من الأقوال والأفعال والمواقف والتبريرات التي يسوقونها لأنفسهم، وقد حاولنا قدر الإمكان أن نجعل المشهد متكاملاً من حيث تغطية أغلب الاتجاهات الدينية داخل جماعات العنف، أو داخل الجماعات الدينية الأخرى، بحيث جعلنا لغالب الاتجاهات شخصيات داخل العمل، تمثلها وتنقل رؤيتها بنفس عباراتهم وذات أدلتهم، سعياً للحصول على المصداقية والواقعية والتوازن".
ويضيف في حديثه مع "إيلاف" عن رؤيته للمسلسل :"تعبنا كثيراً في تجويد المسلسل ونقله للمشاهد في أكمل صورة، وأحسب أن الجهد المبذول والتعب المضني في إعداد المسلسل سيتمكن المشاهد من ملاحظته على الشاشة في شهر رمضان الكريم على قناة أبو ظبي التي تكرّمت بإنتاج العمل، وأحداث المسلسل ساخنة ومتوالية تجعل المتابع يلهث في متابعة كل تفصيل وحركة وجزئية، كما أن الصرف الإنتاجي على المسلسل كان عاليا، من حيث استقطاب نجوم الشاشة العربية، ومن حيث التجهيزات وتقنية التصوير والإخراج، ومن حيث التعاقد مع شركة أجنبية لتنفيذ التفجيرات بحرفيّة عالية، هذا الجهد في النص وبنائه، والجهد في استقطاب النجوم، والجهد في انتقاء التجهيزات الحديثة، والجهد في نقل المشاهد الحساسة عبر شركة عالمية، كل ذلك مع غيره سيلاحظه المشاهد بعينه على الشاشة".
ويقول:"لكنني لا أنسى أن ثمّة متربصون كاشحون، سيكونون بالمرصاد لتتبع الزلات وتجميع الهنات، لا لشيء إلا لأن العمل لم يخرج من عباءتهم ولم يجاملهم، واعتبرهم بشراً كغيرهم في حين ينظرون هم لأنفسهم على أنهم كائنات مقدسة لا يجوز تناولها ولا التعرض لها".
وتعرض بن بجاد للتهديدات منذ اللحظة قبل عرض المسلسل، إضافة إلى أن متشددين إسلاميين هاجموا الفنان غسان مسعود أثناء تأديته لمشهد في أحد المراكز الإسلامية في لندن.
ولا يبدو بن بجاد، ذو السحنة السمراء والذقن النامية بهدوء على صفحة وجهه، وحده الشخص المتفائل من فريق العمل بنجاح المسلسل، بل أن العدوى انتقلت إلى منتج العمل طلال عواملة الذي يمتلك قرون استشعار غير مرئية لإنتاج المسلسلات ذات الإشكالية والربح في آن واحد، إذ يتأهب الآن لإنتاج مسلسل بدوي جديد أسمه "راس غليص" عرض في السبعينات وسيتم إعادة خلقه من جديد مع بطله زهير النوباني.
ويقول النوباني عن مشاركته في المسلسل أنها فرصة لإعادة الوجه الإسلامي المعتدل وهو لا يخشى أن يكون هدفاً مقبلاً لمتطرفين إسلاميين.
ويتناول دعاة علي أبواب جهنم حكايات مجموعة من الشباب العربي في مرحلة ما بعد (الجهاد الأفغاني) ويستعرض مصائرهم في نسيج إنساني يبرز التناقض ما بين الدين الإسلامي المعتدل ودعاوي الجماعات التكفيرية، ويضع مشاهديه علي مدار ثلاثين حلقة، وجهاً لوجه، مع سلوك وعقلية التطرف التكفيري في الدول العربية والمسلمة.
والمسلسل من إنتاج تلفزيون أبو ظبي وإنتاج تنفيذي وتوزيع المركز العربي، سيناريو وحوار عادل الجابري وضبط نص لياسر قبيلات، وإخراج إياد الخزوز الذي أخرج عدة خطوط من العمل، لا سيما تلك التي تضمنت المشاهد الأكثر سخونة، ومن ضمنها المطاردات والتفجيرات والمعارك، هذا إلي جانب المخرج السوري رضوان شاهين الذي أخرج خط عمان ومشاهد لندن.
وينطلق المسلسل في ثلاثة خطوط رئيسة (السعودية، والأردن، والعاصمة البريطانية لندن.. إلي جانب موسكو وأفغانستان)، ويتسع نطاق حكاية العمل، ليشمل مجموعة غنية ومتنوعة من الشخصيات، من جنسيات مختلفة: سعودية، وسورية، وأردنية، ويمنية، ولبنانية، ومصرية، ومغربية، وجزائرية، وتونسية، وباكستانية، وانكليزية وروسية.
ويشارك في المسلسل نخبة كبيرة من الفنانين والنجوم العرب، من بينهم: سلوم حداد، عابد فهد، عبد الإله السناني، صبا مبارك، زهير النوباني، والنجم غسان مسعود. من الأردن: ياسر المصري، وائل نجم، لارا الصفدي، عاكف نجم، ناريمان عبد الكريم، سهير عودة، منذر رياحنة، أحمد العمري، يوسف الجمل، مروان حمارنة، رفعت النجار، حابس حسين، سحر بشارة، نبيل المشيني، من سورية: نسرين طافش، وفاء موصللي، وفاء العبد الله، عبد الهادي الصباغ، من السعودية: عبد العزيز حماد، علي إبراهيم، مريم الغامدي، أحمد عليان، إبراهيم الحساوي، من المغرب: محمد مفتاح، من مصر: أحمد ماهر، من الإمارات: حبيب غلوم، من الجزائر: عبد الباسط بن خليفة، من اليمن: نبهان الشامي، من لبنان: جهاد الأنداري، من العراق: دانيال فارس.