لقاء دمشق لا يعني حُكمًا تشكيل الحكومة فورًا في لبنان

بعد الإعلان عن لقاء قريب بين العاهل السعودي والرئيس السوري سرت موجة تفاؤل قوية في لبنان من إمكان إنعكاس ذلك إيجابيًا على تشكيل الحكومة في لبنان، إيلاف سألت كل من النائب حكمت ديب والنائبين السابقين مصطفى علوش واسماعيل سكرية، الذين أجمعوا على أهمية التقارب السوري السعودي على لبنان غير أن ذلك قد لا يعني حتمًا تشكيل الحكومة فورًا في لبنان عقب هذه القمة.

ريما زهار من بيروت: منذ أن أُعلن عن القمة السورية السعودية، عقب اجتماع جدة الاخير بين العاهل السعودي والرئيس السوري، سرت موجة تفاؤل مفاجئة بإمكان صدور مراسيم تشكيل الحكومة في غضون ايام في لبنان. هذه الموجة عززتها تصريحات المعارضة في اعقاب اللقاءات التي عقدت بين اقطابها والرئيس المكلّف، ولا سيما رئيس تكتل الإصلاح والتغيير الجنرال ميشال عون الذي أكد بعد الاجتماع الاخير ان "الاجواء ايجابية جدًا وان شاء الله لا تظهر عقد جديدة، وقريبًا ندخل المرحلة النهائية للتأليف والموضوع صار واضحًا بالنسبة الى كلينا". والسؤال المطروح اليوم هل هذا التفاؤل في مكانه ولماذا كُتب على لبنان أن يبقى أسير التجاذبات الدولية الخارجية؟

يقول النائب حكمت ديب لإيلاف ( تكتل التغيير والإصلاح التابع للجنرال ميشال عون) ان القصة لا تتعلق بالتفاؤل والتشاؤم لجهة لقاء سعودي سوري، بل تتعلق بايجاد حلول لمشكلة داخلية الا وهي تأليف الحكومة وفقًا لاحترام الأحجام للقوى السياسية المتواجدة داخل المجلس النيابي، وأيضًا وفقًا لبرنامج سياسي وبيان وزاري يتطرق الى كل المشاكل والامور التي بحثت مع الرئيس المكلف النائب سعد الحريري والتي تتعلق بمعضلات وأمور تطويرية وإصلاحية بحاجة إليها اللبناني. واليوم كل تقارب عربي جيد للعرب أولاً، وللبلدان التي تعنيها مباشرة، وللبنانيين، خصوصًا ان هناك قوى سياسية تتأثر بجو معين، وتتهيب الدعم الخارجي، وربما هناك قوى بحاجة الى هذا الدفع المعنوي لتتشجع وتأخذ خطوات تصب في خانة التقارب الداخلي في لبنان، ونحن، يضيف:"لا نتأثر كفريق سياسي بأي أمور خارجية، ولكن هناك واقعًا في لبنان، لن انكره، وهو أن هناك افرقاء يتأثرون ولا بأس في أن يكون التأثير والتدخل والربط مع الداخل يصب في الخانة الإيجابية، وهو امر يسهّل في إيجاد الحلول بين اللبنانيين.

ولدى سؤاله الملاحظ اليوم انكم تطلقون على النائب سعد الحريري اسم الرئيس المكلّف بينما كنتم تمتنعون عن ذلك في السابق، هل هذا التقارب السعودي السوري ادى الى انعكاس ما ايجابي بينكم وبين الرئيس المكلف سعد الحريري بدليل اللقاءات المتكررة بين عون والحريري؟ يجيب:" التقارب منذ اسبوعين وجرى بعد التكليف الثاني، عندما أعلن الرئيس المكلف ان هناك عملية بدء بناء ثقة بيننا، وانطلاقًا من ميثاقنا ومشروعنا اللبناني الداخلي الإصلاحي، والذي يصبّ ضمن خانة توافق الجميع، لا يمكننا سوى الترحيب بهكذا تقارب، بخاصة اننا طرحنا الموضوع عندما قمنا بوثيقة تفاهم مع حزب الله، وقلنا يومها ان الموضوع مرشّح لأن يُعمم على كل القوى السياسية والافرقاء في الداخل. ولدى سؤاله هل يعني كلامك اننا سنشهد ورقة تفاهم بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل؟ يجيب:"بالنسبة إلى ورقة التفاهم، فهي هدف مطلوب، ولكن لا يزال بعيدًا، والامور تحصل بالتدرج من خلال كسر الجليد والتقارب والبحث الصريح والواضح، وبعدها يمكن ان تصل الأمور الى تفاهم من هذا النوع ولكن لا تزال الأمور في بدايتها، ونحن ذاهبون مع تيار المستقبل الى مزيد من التفاهم، ولكنه لا يزال شفهيًا وترجمته لم تحصل حتى الآن.

ويتابع ديب: "الواضح ان الاميركيين عبر سفيرتهم في لبنان ومن يتأثر بها لا يريدون اي تقارب بين اللبنانيين، ونتمنى الا يؤثر هذا الموضوع على الطرف الذي نتحاور معه، وندعو الآخرين الا يعتبروا اي تقارب بيننا وبين أي فريق آخر موجهًا ضدهم.

ولدى سؤاله لماذا نربط الامور الداخلية في لبنان بالتقارب الخارجي؟ يجيب:"نحن نربط لان هناك اشخاص يربطون أنفسهم بالخارج، وندعو الى الكف عن الأبعاد الخارجية في لبنان، وليبقى الخارج بعد لبنان، ولدى سؤاله انتم هنا كفريق المستقبل تدعون الى "لبنان أولاً"، هل يعني ذلك تقاربًا كبيرًا بينكم وبين المستقبل؟ يجيب:"المشكلة ليست بالشعارات بل بالأفعال.

علوش

يقول النائب السابق في تيار المستقبل الدكتور مصطفى علوش لإيلاف ان اي لقاء عربي وعربي واي محاولة جمع في هذا المجال يدعو الى التفاؤل شرط ان يؤدي ذلك الى عودة الجميع الى الخط العربي الرئيس وهو خط الجامعة العربية، اما بالنسبة لمسألة لبنان، يضيف:"بالتأكيد هذا اللقاء سوف يعطي اشارات إيجابية للوضع الداخلي في لبنان ويخفف من الإحتقان ولكنني لست متأكدًا انه سوف يسهّل إنتاج الحكومة، ولدى سؤاله هل تعتقد بأن إنتاج الحكومة لا يزال ينتظر عقدة الحل بين الولايات المتحدة الاميركية وإيران بمعنى آخر إتفاق أ- إ، يجيب:"أعتقد ان المسألة الإيرانية والمسألة السورية الأميركية لها دخل في هذه القضية، أما لماذا كُتب على لبنان أن يبقى أسير التجاذبات الدولية؟ يجيب:"طبيعة النظام الطائفي واستمرار قناعة كتله الطائفية ان امانها واطمئنانها يأتيان من الخارج، انا أرى الحل في الخروج من النظام الطائفي في لبنان، ويضيف:"يجب ان ننتظر هذا الاسبوع ونرى ما نتائج عرض الأسماء وجلجلتها كي نصل الى قدر من التفاؤل والتشاؤم في ما خص تشكيل الحكومة، لان المشكلة الحقيقية في الحقائب والاسماء وليس فقط بالنظرة التفاؤلية العامة.

سكرية

النائب السابق الدكتور اسماعيل سكرية اعتبر في حديثه لإيلاف بان لقاء دمشق الذي سيحصل بين الرئيس الاسد والملك عبدالله لا شك انه يختزن ايجابيات وهي تطال مختلف الشؤون العربية، من العراق وفلسطين والعلاقة مع إيران، ولبنان أكيد، ولكن ما أود قوله اننا كلبنانيين نزيد عيار المراهنة والآمال والإيجابيات، وكأنه من جهة نحاول أن نؤكد في ذلك على عجزنا في تركيب حكومة والحصول على اتفاق بيننا، ومن جهة ثانية نرخي بكل ثقلنا على المبادرة العربية كي تحل لنا قضايانا، ولا شك ان القمة ستكون إيجابية وستريح الجو الداخلي اللبناني السياسي، ولكن لا أعتقد ان هذا اللقاء سيطلق تنفيذ الحكومة.

ويضيف:"اللقاء السعودي السوري له انعكاس ايجابي بالمعنى المعنوي بالدرجة الأولى، وهو يعزز الإرتياح عند الأفرقاء لأنه يقارب الأمور بشكل جدي أكبر، من هنا ظهر حدث داخلي تمثل في نمو الإنفتاح بين رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون وبين الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة النائب سعد الحريري. ويتابع سكرية:"نحن نحّمل هذا اللقاء منذ اسبوعين أكثر من واقعه في ما خص لبنان، ويشير بان لبنان هو دائمًا أسير التجاذبات الدولية لأن تركيبته الطائفية أبقته ساحة مفتوحة منذ تأسيسه، والقيادات السياسية لم تحصّن لبنان ببناء دولة حقيقية ومنيعة بوجه التدخلات والرياح الخارجية، لذلك يعتبر لبنان ساحة مفتوحة لها.