جريدة الجرائد

مارس اللبناني شهر الاستحقاقات الحاسمة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الجمعة 2 مارس 2007


بيروت - وسام ابو حرفوش

يكاد ان يكون شهر مارس اكثر الاشهر السياسية "لبنانية"، فبالاضافة الى ان طرفي الصراع يأخذان اياماً من هذا الشهر عناوين لاصطفاف القوى السياسية، هو حال قوى 14 مارس، المناهضة لسورية وقوى 8 مارس الموالية لها، فانه يشتمل على اكثر الاستحقاقات "حرارة" بالنسبة لمصير الازمة اللاهبة في لبنان.
فمن زيارة الرئيس الايراني احمدي نجاد للرياض غداً السبت الى مؤتمر دول جوار العراق بمشاركة سورية وايران منتصف الشهر، ومن بدء الدورة العادية للبرلمان اللبناني في 20 منه الى القمة العربية في المملكة العربية السعودية في 28 و29، ومن تقرير موفد الامين العام للامم المتحدة مايكل ويليامز حول تطبيق القرار 1701 الى تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري والجرائم الاخرى القاضي سيرج براميرتس... كلها محطات "لبنانية" في هذا الشهر، الذي في ضوئه يمكن تحديد اتجاهات الريح في لبنان.
ونتيجة لـ "زحمة" تلك الاستحقاقات دخلت بيروت في ما يشبه "مستودع الانتظار" تراقب بـ "هلع" مجريات الاحداث من حولها، ولا سيما على خطوط "الحل والربط" بين الرياض وطهران، والرياض ودمشق، وواشنطن وطهران وما بينها من ملفات شائكة تتصل بالصراع "النائم" السني - الشيعي في المنطقة، والملف النووي، الاقليمي والدولي لايران، وصراع الخيارات في فلسطين ومع اسرائيل، ومواقع العواصم العربية الام في النظام الاقليمي الآخذ في التشكل، وعلاقة العرب بالمجتمع الدولي.
كل ذلك يتم دفعة واحدة ويتقاطع فوق "خطوط العرض والطول" في بيروت المترنحة بين خطر الانزلاق في حروب لا هوادة فيها واحتمال الافلات من فم التنين، حيث من المتوقع ان ترجح "استحقاقات مارس" احدى الوجهتين على النحو الذي من شأنه الكشف عن الوجه المستقبلي للبنان.
ولهذا السبب طار زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الى واشنطن وحط زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري في بروكسل وامضى رئيس البرلمان نبيه بري اجازة في اوروبا وقام رئيس الحكومة السابق سليم الحص بزيارات "جس نبض" للرياض ودمشق وطهران. فالحركة في اتجاه الخارج "اللبناني" بدت في سباق مع حراك محتمل في بيروت على تخوم منازلة جديدة بين الاكثرية التي تقرع ابواب البرلمان بعدما قرر رئيسه نبيه بري قفله في المحكمة الدولية حتى اشعار آخر، وبين المعارضة التي تهدد بقرع ابواب السرايا الكبيرة لاسقاط حكومة الرئيس فؤاد السنيورة بـ "العصيان المدني" هذه المرة.
وفي كل ما تقدم وما يمكن ان يلي فتش عن المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الحريري والآخرين، فهي ستكون في صلب محادثات احمدي نجاد وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز غداً، وهي "ام العقبات" على الطريق بين الرياض ودمشق، والفتيل الاكثر اشتعالاً في العلاقة بين سورية والمجتمع الدولي، واللغم المتفجر الذي يستوطن بيروت، والملف الاقليمي الدولي الذي يضاهي سواه من الملفات الاخرى في المنطقة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف