جريدة الجرائد

البحرين: إغلاق الملاهي الليلية والتوجه نحو السياحة العائلية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


وزير الإعلام لـ"الشرق الأوسط": انتهى عصر السياحة الرخيصة

دبي -سلمان الدوسري


ظلت البحرين تسمح للملاهي الليلية بالعمل سنوات طويلة، من دون أية رقابة، إلا أن نهاية هذه الحقبة للسياحة قد ولت، وكما يقول لـ"الشرق الأوسط" وزير الإعلام الدكتور محمد عبد الغفار "انتهى عصر السياحة الرخيصة في البحرين".
وأولى الخطوات التي قامت بها الحكومة البحرينية، هي عدم تجديد تراخيص الملاهي الليلية التابعة للفنادق ذات النجمة والنجمتين، والتي يصل عددها أكثر من 65 فندقا.

ومعنى قرار عدم التجديد لهذه الملاهي الليلية، أو بالأصح إغلاقها، هو إغلاق للفنادق التي تضمها، باعتبار أن كل تلك الفنادق تعتمد اعتمادا كليا على هذه الصالات الفنية (اسمها الرسمي).

ويقول عبد الغفار إن هذه الملاهي ظلت تنشر سمعة سيئة عن السياحة في البحرين "ولا مفر من الاعتراف بأن ممن يأتون لهذه الصالات من الشباب يبحثون عن مآرب لهم يجدونها ربما في هذه الملاهي"، مضيفا "نعم أثرت هذه الملاهي الليلية، ولا أقول الصالات الفنية، على سمعة السياحة البحرينية".

والملاهي الليلية موضع الجدل البحريني هذه الأيام، لا تعدو كونها مسرحا صغيرا تستعرض فيه فتيات الرقص على أنغام الأغاني الراقصة، فيما يقبل الجمهور، والذين عادة ما يكونون من الشباب، البحريني والخليجي، على رمي النقود على الراقصات.

إلا أن معارضي التنظيم السياحي الجديد، يرون بأن مثل هذا القرار يؤثر سلبا في جذب الاستثمارات الخارجية، ويطرد المستثمرين في قطاع السياحة، ويزيد العبء على الدولة فيما يخص فرص العمل للمواطنين.

ولكن الدكتور عبدالغفار يرفض أن هذا القرار التنظيمي تسبب في طرد المستثمرين، ويقول "اتحدى أن يكون هناك مستثمر واحد خرج من البحرين"، ويؤكد أنه حتى في حالة قيام المستثمرين بالخروج من البحرين بسبب هذا القرار "فنحن لن نسمح بالتعدي على قيمنا نظير القبول بأي نوع من الاستثمارات".

وفي السياق نفسه، يرد وزير الاعلام البحريني على منتقديه بأنه يذعن للتيار الديني في قراراته المنظمة للسياحة بالقول "هذا قول مردود على أهله.. فقرار عدم التجديد يستهدف البحث عن السياحة النظيفة فقط، وللمعلومية فالصالات الفنية في فنادق الخمسة نجوم والأربعة نجوم لم تمس، لأنها تقدم الفن الراقي ولم نجد منها تجاوزات".

ويؤكد الوزير البحريني أن ما يحدث من تجاذب حول هذا الملف في بلاده "لا يعدو كونه تجاذبات بين التيار الديني والتيار الليبرالي.. ووجدوا في هذا الملف فرصة لتصفية حسابات، لكننا في النهاية لن نذعن وسنستمر في إعادة تنظيم السياحة النظيفة في بلادنا".

وبحسب الاستراتيجية البحرينية لـ"تنظيف" السياحة، فإن الهدف هو تحويل البحرين لموطن للسياحة العائلية، وإعادة تنظيم المرافق السياحية وتنويع البيئة السياحية لتكون ذات قيمة عالية للمقيمين والزائرين. وفي هذا الشأن، تستضيف البحرين سنويا مهرجان ربيع الثقافة، الذي تستضيف فيه نشاطات ثقافية راقية، وامسيات شعرية وعروضا فنية على مستوى عالمي. وتنظر وزارة الاعلام البحرينية حاليا في طلبات مقدمة من 35 فندقا من فئة الخمسة والأربعة نجوم، وهنا يشير الدكتور عبدالغفار "لعل مثل هذا الاقبال الكبير من المستثمرين من خارج وداخل البحرين، يعطي دافعا أكبر لتخليص السياحة البحرينية من الشوائب التي أثرت على سمعتها طويلا، داخليا وخارجيا".


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف