أخبار

المسؤولون يلجأون الى المواكب المموهة هربا من الموت في لبنان

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بيروت: ارعب استئناف موجة الاعتداءات في لبنان مع اغتيال النائب جبران تويني المسؤولين السياسيين، حيث لم تعد تنفع لا السيارات المصفحة ولا المواكبة المسلحة امام آلة القتل وباتوا يعتمدون على المواكب المموهة مع الحد من تنقلاتهم.واتهم الزعيم اللبناني الدرزي وليد جنبلاط مساء الاحد النظام السوري بالتخطيط لاغتيال عدد من النواب اللبنانيين لقلب الاكثرية داخل المجلس النيابي مؤكدا ان "كل نائب قال لا للتمديد (للرئيس اميل لحود) مهدد".

وقد وصف البطريرك الماروني نصرالله صفير الاحد الوضع بالقول "لا ننتهي من تشييع شهيد حتى يسقط شهيد آخر نشيعه، ونقول: من ترى يكون الشهيد المقبل؟"، في وقت يتم التداول في وسائل الاعلام بما يسمى "لوائح الموت" التي تتضمن اسماء سياسيين معارضين لسوريا مهددين بالقتل.ولم يفصح تجمع "قوى 14 آذار" الذي ينعقد اليوم الاثنين في لقاء موسع يجمع قيادييه المعارضين لسوريا، عن موعد ومكان الاجتماع حتى اللحظة الاخيرة.

من ناحيتهم، يعمد المسؤولون الى التنقل في مواكب مموهة لتضليل ملاحقة محتملة.فقد وصل رئيس الحكومة فؤاد السنيورة السبت الى بكركي، مقر البطريركية المارونية، في سيارة جيب كان سبقها موكب وهمي مؤلف من مرافقين وحراس فقط.

وكان البطريرك الماروني الذي يرد اسمه بين الشخصيات المستهدفة استعمل الطريقة نفسها للانتقال، بعد ان عاد من السفر اخيرا، من مطار بيروت الى بكركي. فيما استخدم مرة اخرى مروحية تابعة للجيش اللبناني، في وقت كان الجميع ينتظره برا.وفضل رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع يوم عاد من الخارج في 24 تشرين الاول/اكتوبر، عدم الافصاح عن موعد عودته. واستقل في المطار سيارة عادية من دون مظاهر مواكبة لعدم لفت الانظار.

ورفض حراس وعاملون في مؤسسات حماية خاصة الرد على اسئلة وكالة فرانس برس حول التدابير المتعلقة بتامين حماية الشخصيات والمؤسسات، معتبرين ان "سرية التفاصيل تدخل في صلب التدابير".وقال صاحب مؤسسة حماية رفض الكشف عن هويته "اجمالا، توضع مربعات اسمنتية حول المؤسسات المستهدفة، ويمنع على السيارات الاقتراب منها".واضاف "هناك اليوم معدات متطورة لفحص السيارات ان كانت تحتوي على متفجرات. وتجرى عمليات تفتيش منهجية للاشخاص، ولكن عمليات الاغتيال تجري في امكنة بعيدة عن المواقع المحصنة".

وذكر بان سيارات موكب رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري كانت مجهزة باكثر المعدات تطورا لجهة التشويش على اجهزة التفجير اللاسلكية، وان سيارة جبران تويني الذي اغتيل منذ اسبوع كانت مصفحة. "الاولى لم تمنع التفجير اللاسلكي، بحسب ما جاء في تقرير لجنة التحقيق الدولية حول نتائج التحقيق، والثانية قذفها الانفجار الى الوادي واحترقت بكاملها".

وشهد لبنان منذ تشرين الاول/اكتوبر 2004، خمس عشرة اعتداء.وقد خفف المسؤولون السياسيون الذين يشعرون بانهم مههدون من تنقلاتهم الى الحد الادنى فيما فضل آخرون البقاء خارج لبنان.
فجعجع لا يغادر مقره في منطقة الارز (شمال بيروت) الا في حالات الضرورة القصوى.

والامر نفسه ينطبق على النائب وليد جنبلاط في المختارة (منطقة الشوف، جنوب شرق بيروت) والنائب ميشال عون (الرابية شمال بيروت) والامين العام لحزب الله حسن نصرالله الذي نقل عنه غسان تويني، والد جبران تويني، انه لم يشاركه في التعازي بابنه "لاسباب امنية". وقال النائب الياس عطالله الذي ورد اسمه في "لائحة موت" نشرتها صحيفة لبنانية الاسبوع الماضي، لفرانس برس انه يتعامل مع هذا التهديد "بزيادة الحذر وتخفيف الحركة".ولا يزال رئيس تيار المستقبل سعد الحريري خارج البلاد منذ اكثر من ستة اشهر.

ويؤثر هذا الوضع سلبا على النشاط السياسي نتيجة صعوبة التواصل.ويواجه الصحافيون بدورهم معضلة في تامين حماية انفسهم.وفقد الوسط الاعلامي في لبنان، بالاضافة الى جبران تويني، صحافيا آخر هو سمير قصير الذي قتل في حزيران/يونيو، بينما تعرضت الاعلامية مي شدياق لمحاولة اغتيال في ايلول/سبتمبر تسببت ببتر ساقها ويدها.

ويقول صحافي في "النهار" طالبا عدم الكشف عن اسمه ان التدابير الامنية التي يتخذها تقتصر على عدم استخدام سيارته والتنقل بسيارات الاجرة.ويضيف "جل من لا يخاف. ولكن ما بامكاننا ان نفعله نحن؟ نحن مجرد صحافيين، لا يمكننا ان نتنقل في مواكب".

اما الاعلامي مارسال غانم فيقول ان تلفزيون المؤسسة اللبنانية للارسال اعتمد "احتياطات لا يمكننا الافصاح عنها كونها امنية" لحماية عدد من العاملين فيه.واوضح ان الاحتياطات تتعلق ب"مكان السكن والسيارة والتنقل والاتصالات الهاتفية".

وكشف وزير الاتصالات مروان حماده اخيرا في المجلس النيابي ان هناك عمليات تنصت لا تزال تجري على الاتصالات الهاتفية، مطالبا بتطهير الاجهزة الامنية من بقايا النظام السابق الموالي لسوريا.
وان كان خائفا على نفسه، يقول غانم ان "البلد كله مستهدف، ولا يوجد سقف امني فيه. يمكن للقتلة ان يصلوا الى اي كان".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف