صحافيو النهار وزملاؤهم اعتصموا صامتين حزناً
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
صحافيو "النهار" وزملاؤهم اعتصموا صامتين حزناً
غسان تويني: سأعيّن مجموعة لمهمات جبران
ولم يشارك عميد الصحيفة غسان تويني في تجمع اليوم لأنه كان على موعد في الوقت نفسه مع بطريرك الموارنة نصرالله صفير في صفير ، وبعد خروجه قال إن "بكركي ليست هايدبارك ولن أتكلم ، وأرد على كل الأسئلة لاحقا" . وتقدمت الحضور المعتصم زوجة النائب الراحل سهام تويني وابنتاه نايلة وميشيل. وشارك الوزير السابق رئيس الرابطة المارونية ميشال إده ، نقيب المحررين ملحم كرم، ، رئيس مجلس إدارة "المؤسسة اللبنانية للارسال" بيار الضاهر وغيرهم . وردد المعتصمون رافعين أيديهم، القسم الذي أطلقه الشهيد في 14 آذار( مارس): "نقسم بالله العظيم، مسلمين ومسيحيين، ان نبقى موحدين، الى ابد الآبدين، دفاعا عن وطننا العظيم". ثم رددوا النشيد الوطني.
وقالت صحافية في "النهار" "إنه تعبير عن استنكار الصحافة والإعلام لهذه الجريمة ورفضها ... ولن نبكي لأن عميدنا غسان تويني طلب ذلك، ولأن الدموع قد جفت في عيوننا". وقال رئيس تحرير ملحق "النهار" الثقافي الكاتب الياس خوري ان اغتيال جبران تويني "لن يؤثر على خط النهار ابدا". واذا كان المقصود ان تغير النهار خطها السياسي وان نخضع لإرهاب المخابرات اللبنانية والسورية فهذا خطأ ... لن نخسر اكثر مما خسرنا، خسرنا أهم معلق هو سمير قصير ثم مدير عام النهار" ، مؤكداً ان "الذين يعتقدون ان الناس ستخاف وتغير آراءها متوهمين لان تاريخ الصحافة اللبنانية تاريخ شهداء ودفاع عن الحرية ونحن مستمرون".
حديث غسان تويني إلى "العربية"
وكان غسان تويني أطل ليل أمس عبر محطة "العربية" الفضائية في برنامج " بالعربي" للإعلامية جيزيل خوري ، وكان عنوان اللقاء "النهار ماضياً ومستقبلاً، وما مصيرها بعد استشهاد جبران تويني". وبعد تحقيق سريع عن "معارك" "النهار" ونضالاتها ووقفاتها، وتقديم "لغسان الحكيم" وخلاصة ان "للنهار رباً يحميها"، كان الحوار وعاد تويني الى تاريخ تأسيس "النهار" على يد والده جبران تويني وكيف عطلت ستة اشهر حين كانت تخوض المعركة الدستورية عام 1936 وكيف كان والده "عنيداً". ولما سئل عن "المعركة مع رئيس الجمهورية إميل لحود" قال: "لا، المعركة معه لا تحرز ابداً. اما معركة التمديد فكانت مع سورية. انا من الاشخاص الذين روى لهم الرئيس رفيق الحريري قصته مع الرئيس بشار الاسد. ليس سراً ان سورية قالت "انها تريد التمديد للحود. كان لحود موضوعاً وشيئاً وليس شخصاً فاعلاً".
ولم ينف تويني انه "خائف على النهار"، لكنه اضاف:"النهار مستمرة ومثلما بدأت يمكن ان تعود لتبدأ من حيث بدأ جبران تويني. بدأ والدي حول طاولة خشب شوح بيضاء مع كبار الصحافة ومعلميها وعباقرتها مثل توفيق يوسف عواد واربعة خمسة... نبقى حول طاولة خشب ونكتب". واستذكر آخر حديث جرى بينه وبين ابنه الشهيد مساء الأحد عشية الجريمة قال: "جاء اليّ في المنزل في باريس، فوجئت به حاملاً الي "شوكولا" كولد صغير. وقال لي "بيي انا مسافر" غداً. قلت له الى اين الى بيروت؟ قال هناك جلسة لمجلس النواب الثلاثاء "ما فيي اعمل نايب واقعد بباريس". قلت له بلاها. وقالت لي سهام (زوجته) لاحقاً هل اقنعته بعدم الذهاب؟ ولكننا تناقشنا بعض الشيء وقال انه ذاهب الى السينما على أن يعود ولم يعد. وعرفت انه سافر. والظاهر ان آلة الشر هذه منظمة جداً. ما بين مساء الأحد وصباح الاثنين عرفت متى عاد وترصدته صباحاً في طريقه وكانت مهيأة. من يمكنه ان ينظم ذلك لا يمكن ان يكون الدائن الذي قال (وزير الاعلام السوري مهدي دخل الله) إنه يمكن جبران كان مديناً له بمليوني دولار".
وقال تويني: "احد ما ابلغ آل الشر في شكل اكيد. انا لا احيي القتلة ولا يمكنني ان اشكرهم لكنني أنوّه بهذه الدقة. نحن لا نتعامل مع هواة".
وكرر انه "لا يتهم احداً ولكن يمكن ان اردد الاتهامات التي تقال. لا حاجة إلى منطق كثير للاشارة الى من استهزأ بجبران. جبران خاض معركة. انا كنت ادعو دائماً الى الهدوء. قلت له "بيي هل انت عارف شو عمّ بتجازف؟". ما في ولد بيسمع من ابيه. ولكنني ارى فيه صورة ما فعلته مع والدي. انا مع الثورة ولكن ما من ثورة ليس فيها ضحايا وشهداء، ولا يقوم سلام إلا بضحايا وشهداء ودم. انا وجبران نتفق على الخطوط العريضة ولكن أسلوبي مختلف".
وعن "النهار" ودورها قال: "لا اريد ان اعظّم دورها ولكن "النهار" هي أقدم الصحف والصحيفة الوحيدة التي اصبح عمرها 73 سنة بسياسة واحدة وادارة واحدة وملكية واحدة جوهرها آل تويني، مما يجعلها رائدة، اي تمشي بسياسة وتنجح تجارياً". واكد "ان لا شيء سيتغير في "النهار"، ولا اعداء عندنا ولكن خصوماتنا الفكرية مستمرة (...) "النهار" مستمرة بمثلها وبالنقاش الدائم داخل "النهار". هناك مجلس تحرير جدي يجمع الحوارات كل النهار. "النهار" ليست ارثاً عائلياً بل هي ارث فكري".
واكد انه "باق رئيساً للتحرير ونايلة (ابنة جبران) ليست قادرة على ذلك. ومشكلتي انني سلمت الى جبران شيئاًُ ضخماً . ما كان ممكناً بناء المبنى الجديد لولا جبران. انا مضطر إلى ان أوجد أجهزة واكثر من شخص ولن ابخل بذلك، اريد ان آتي بأشخاص مكان جبران للشؤون المالية والإدارية والمطابع والتوزيع والاعلانات". ونفى ان يكون في وارد الترشح للنيابة مكان جبران تويني، موضحاً انه لم يحضر الكلمة التي ألقاها في مأتم ابنه، "لم اعرف ماذا كنت سأقول الا عند ما قلته. عندما رأيت النعش تكلمت". وتعليقاً على كلام وليد جنبلاط انه لن يسامح ولن يغفر قال غسان تويني "انا لست قادراً على الانتقام. انا قادر على الكتابة وسأبقى اكتب وسأبقى اطالب".
واوضح انه "يخوض المعركة التي يمكنه خوضها". وروى ما جرى في زيارته لرئيس مجلس النواب نبيه بري فقال انه ذهب لشكره بعد ما قاله له بري في الكنيسة ان هناك حديثا دار بينه وبين جبران قبل ايام. واضاف تويني: "قلت له (لبري) جئت اشكرك أولا لأنك رئيس السلطة التشريعية ثم تناولنا موضوع المقال الذي كتبته الاثنين (قبل اسبوعين) فقال الرئيس بري دعني اخبرك ابنك انا احبه واتصل بي الاسبوع الماضي وحين دخل علي قال لي انا وانت لن نتفق في السياسة "بس انا استهضمك" (وجبران عفوي، وعنده خجل) واضاف قائلا لبري لكن انا على اللائحة وانت ايضا. اذا قتلوني ما بيصير شيء، واذا قتلوك بتخرب البلد. وكفينا الحكي بالسياسة".
وقال غسان تويني في معرض حديثه ان الإمام موسى الصدر أثر في حياته اكثر من كثيرين. ثم شرح بعض ما جرى في الاتصال بينه وبين السيد حسن نصرالله قال: "المشترك بيننا صلة نفسية وانا طامح لرؤيته وقلت له لدى اتصاله بي انا وانت هناك شيء بيننا لا يمكننا تبادله ولكننا في وضع نفسي وفكري يمكن ان يسمح لنا بسماع بعضنا. قال لي انا اريد ان اقول انه لولا الاعتبارات الامنية لكنت بعد كلامك في الكنيسة وقفت بجانبك لاتقبل التعازي. قلت له هل تدخلني معك في الحزب انا اريد ان ادافع عن الله فلماذا تحتكره وحدك؟ إذا كان الدفاع عن الله هو بالاستشهاد فانا انتسب الى الحزب القومي الذي كان منه اول الشهداء". وأيد تويني المطالبة بتوسيع لجنة التحقيق الدولية "لأن الجرائم هي سلسلة واحدة وهناك وحدة الاساليب والوسائل ووحدة آلة القتل والتنظيم والاسلوب وهناك استهداف يدل على المصدر نفسه". كما ايد المطالبة بمحكمة دولية لان لا شيء يضمن عدم تأثر القضاء اللبناني بالارهاب الفكري والتأثيرات السياسية ولان السلطة القضائية في لبنان ليست حرة. وتوجه الى الشعبين اللبناني والسوري برسالة واحدة هي ان "لا مستقبل للانسان والدول من دون الحرية".