أخبار

خدام ينشق عن النظام

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

خدام وبشار الاسد في دمشق في منتصف العام 2005 إيلاف من بيروت: اتهم عبد الحليم خدام في حديث لقناة العربية الفضائية مساء امس الرئيس بشار الاسد بالانفراد بالسلطة، بعد اعلانه استقالته من منصبه كنائب للرئيس السوري. وقال خدام "تشكلت لدي القناعة ان عملية التطوير والاصلاح سواء كان سياسيا او اقتصاديا او اداريا لن تسير". واضاف "فقررت الاستقالة وراجعت نفسي ووضعت نفسي امام احد خيارين فاما ان اكون مع الوطن واما مع النظام، واخترت الوطن لانه الحقيقة الثابتة والنظام حالة عارضة في تاريخ البلاد كغيره من الانظمة".

وردا على سؤال، اوضح خدام "لم اتعرض لاساءة او لتهديد وخرجت وعلاقاتي مع الرئيس بشار الاسد حسنة وودية، الخلاف في وجهات النظر لا يغير شيئا". وقال خدام "قبل مغادرتي بيومين استقبلني وكان الحديث وديا وشاملا وبالتالي هناك اختلاف في وجهات النظر ولكن، هناكاحترام متبادل". وتابع يقول "ودعت الاسد ويعرف انني سافرت للكتابة وما يقال عن تهديد ومضايقات غير صحيح".

واضاف "لقاءاتي مع الاسد ودية وهو يتصف بأدب رفيع في حديثه مع الناس ويبدي لي مودة واحتراما نظرا لمعرفته بطبيعة العلاقة بيني وبين والده (الرئيس الراحل حافظ الاسد) لم اسمع منه اي كلمة تؤذي مشاعري او تسيء الي. قبل مغادرتي كان الحديث وديا وشاملا".

الحريري وخدام في بيروت في صورة من العام 2001 وشدد خدام "لست مبتعدا ولست مبعدا جئت الى باريس ليتسنى لي كتابة مرحلة مهمة من تاريخ سورية والمنطقة، في هذه المرحلة كنت احد القياديين الاساسيين في التخطيط وفي التنفيذ في مجال سياستنا الخارجية ورأيت ان من واجبي الوطني ان اؤرخ هذه المرحلة لتطلع الاجيال وليطلع الناس على الحقائق والوقائع الصحيحة حيث استطعنا ان نحقق لسورية مكانة مرموقة في المجالين او الساحتين العربية والدولية".

محاولات اغتيال

وبدأ خدام حواره مع "العربية" بأنه لم يغادر سورية بسبب تلقيه تهديدات أو مضايقات، وإنما لرغبته في التفرغ لكتابة تاريخ جديد للبلاد و"تأريخ المرحلة للاطلاع على الوقائع الصحيحة" في سياق ما أسماه بالواجب الوطني.

وأكد خدام في حوار العربية الجمعة أن وجوده في باريس يعود إلى رغبته في الكتابة بهدوء "بعيدا عن الضجيج السياسي" وأنه غادر سورية وعلاقته مع الرئيس بشار الأسد "ودية"، مؤكدا أنه لم يتلق تهديدات بشأن وجوده في باريس "حتى الآن".

الشرع (الى يمين) وخدام (الى يسار) بشار الاسد صورة من العام 2002 وأوضح خدام انه تعرض لخمس محاولات اغتيال "ليس لاختلاف في كازينو ولكن لأني مدافع عن سمعة سورية"، مهددا من سيحاول إيذاءه بأنه سيكون في قفص الاتهام، وقال "لدي الشيء الكثير مما أقوله ولكنني لن أقوم بذلك لمصلحة البلاد، ومن يحاول أو يفكر في ذلك يعرف جيدا ما لدي ويعلم ان لدي الكثير والخطر".

وأقر عبد الحليم خدام بأنه ترك سورية في الزمن الصعب، لأنه يريد كتابة تاريخ سوري جديد، مؤكدا أنه كانت له عدة لقاءات مع الرئيس بشار الأسد كان محورها الوضع الداخلي والعربي والدولي، ودعا خلالها إلى وجوب إحداث إصلاحات جذرية في البلاد في ما يتعلق بتوسيع مساحة المجال الديمقراطي عن طريق الأحزاب السياسية وإصلاح الوضع الاقتصادي مما يوفر لسورية فرص الرفع من قيمة المعيشة ومحاربة البطالة.

دراسة لتطوير النظام السوري

وأكد خدام انه قدم دراسة مستفيضة -بعد اداء الرئيس بشار الأسد القسم الرئاسي- حول تطوير الحزب والنظام السياسي، من قبيل قضية الحريات العامة والديمقراطية والوضع الاقتصادي، وكيفية الخروج من الأزمة التي تواجه سورية، وأضاف خدام أنه لو تم تبني ما جاء في الدراسة "لما وقعت سورية في هذه الحقول من الألغام، ولما واجهنا هذه الصعوبات الخارجية والداخلية، لأن المشكل هو أن الدولة التي لا سياسة لها تسير في حقول من الألغام، وفي ظلام دامس".

وأوضح عبد الحليم خدام أنه تم اتخاذ قرارات مهمة بخصوص الإصلاح الاقتصادي من قبل حزب البعث عام 2000م تم إرسالها إلى الحكومة إلا أنها لم تر النور، موضحا أنه طلب من الرئيس الفرنسي جاك شيراك الاستعانة ببعثة من الخبراء الفرنسيين لدراسة سبل تطوير الإدارة في سورية، و هو ما تم فعلا حيث قدم هؤلاء الخبراء مقترحات عديدة "إلا أنها نامت في أدراج الحكومة، ولم ينفذ منها شيء".
وقال خدام إن اتخاذه قرار الاستقالة من منصبه، جاء بعدما تكونت لديه قناعة أن الإصلاح سياسيا وإداريا لن يتحقق، و"بعد مراجعة نفسي كنت أمام خيارين إما ان أكون مع الوطن أو مع النظام، فاخترت الوطن، لأن النظام حالة عابرة".

موظف يموت عن ثروة 4 مليارات

وأكد خدام انفراد الرئيس بشار الأسد وفريقه بالسلطة، بشكل غابت فيه المؤسسات الدستورية حسب قوله، "وأصبح على الحزب تغطية القرارات الصادرة من الرئيس"، مشيرا إلى أن توقف الإصلاح أدى إلى ارتفاع حالات الفساد "لدرجة أن موظفا في الأمن عام 1970كان يتقاضى 200 ليرة توفي عن ثروة 4 مليارات دولار، وان محاسبا في شركة للطيران يملك ثروة لا تقل عن 8 مليارات دولار في الوقت الذي يزداد فيه الفقر، وهذا الأمر ظاهرة ملفتة وغير مسبوقة في تاريخ سورية".

واتهم خدام الدائرة الضيقة في الحكم، بتراكم الثروة في أيديها "في الوقت الذي لا يجد فيه ملايين السوريين ما يأكلون، ويبحثون عن الطعام في القمامة، ونصف الشعب تحت خط الفقر والآخر في خط مواز له، والقلة القليلة تعيش في بحبوحة من العيش" مؤكدا ان الشعب السوري مصادر في حريته.
وأكد خدام أنه اخذ على عاتقه الدعوة إلى إصلاح الحزب الحاكم، ولم يفوت فرصة خلال اجتماعات القيادة القطرية، إلا واستفاد منها للمطالبة بالإصلاح، "كنت حريصا على إجراء إصلاحات سياسية داخلية، في البلاد وكثيرا ما طرحت الأمر في اجتماعات القيادة القطرية، حتى لو كان الاجتماع يتعلق بمناقشة الأمور الاقتصادية".

ونفى نائب الرئيس السوري السابق أن يكون قد اتخذ موقفا متطرفا ضد إصلاحات داخلية بحسب ما تردد عموما من الحرس القديم في سورية أعاق جهود الرئيس الأسد الإصلاحية، وقال "أجهزة الأمن أرادت أن تغطي تقصيرها الواضح، في تسيير عملية الإصلاح في السلطة، عندما روجت عن موقفي ضد الإصلاح بسبب رغبتها في الانفراد بالسلطة".

الرئيس أخطأ فهم الموقف الأميركي

وأضاف خدام أن القيادة السورية لم تفلح في قراءة الوضع الدولي والظروف المحيطة، وأن الرئيس بشار الأسد جانبه الصواب، عندما راهن على وقوف الولايات المتحدة الأميركية مع سورية في لبنان، بحجة أن واشنطن ستفاوض المسؤولين السوريين، بخصوص العراق التي تهم الأميركيين بدرجة اكبر، ولن تهتم بلبنان.

وانتقد خدام عدم قدرة الرئيس بشار الأسد على التعامل مع الأحداث بسبب انفعاله الدائم، الذي يفقده استخلاص القرار المناسب، مضيفا الرئيس بشار يتحمس وينفعل ثم يتخذ قرارا خاطئا قبل أن يتراجع لاحقا، بعدما يكتشف أنه لم يتخذ القرار السليم ... من المؤسف أن هناك من المحيطين به، من يحاول أن يزرع به أنه على صواب بصفة دائمة، وهو ما أضاع الحقيقة، وغيب العدل.

وعن علاقته بوزير الخارجية فاروق الشرع قال نائب الرئيس السوري الأسبق لا أشعر بالغبن من الشرع، ولا اقبل أن أضعه في مواجهتي، وليس صحيحا أن خدام الرجل الثاني في سورية ، لأنه ليس الثاني، ولا حتى العاشر.
ونفى خدام أن تكون لديه معلومات عن انتحار غازي كنعان وقال بأن أحدا من المحيطين به لم يتصل به، ولكن لو أخذنا بالظروف النفسية الصعبة التي وضع بها كنعان يمكننا ترجيح أن يكون قد أقدم على الانتحار، وأضاف خدام أنه حتى الآن لا يعلم ما إذا كان قد حصل تحقيق جاد في انتحاره.

وقال خدام عن علاقته بكنعان إنه لم يجتمع به منذ عام ونصف واقتصرت علاقته به على بعض الاتصالات الهاتفية، معبرا عن اعتقاده بأن هناك من طلب من غازي كنعان عدم الاجتماع به.
وتحدث خدام عن تجاوزات رستم غزالي في لبنان، وأنه طلب كثيرا من الرئيس بشار الأسد معاقبته، مشيرا إلى أن غزالي كان يتصرف كحاكم للبنان وكثيرا ما شتم مسؤولين مثل الحريري وجنبلاط ونبيه بري وغيرهم، مؤكدا أنه طلب من الرئيس بشار الأسد أن يستدعي رستم إلى دمشق وأن "يقطع رقبته"، لأن غزالي رجل فاسد وساهم في قيادة العلاقات السورية - اللبنانية إلى أسوأ حال، وعلى الرغم من ذلك بدا واضحا أنه يحصل على حماية خاصة لأنه لم يعاقب حسب ما قال خدام.

غزالي

وحمل نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام رئيس جهاز الاستطلاع السوري السابق في لبنان رستم غزالي مسؤولية الاوضاع التي سبقت الانسحاب السوري في لبنان، ورجح خدام من جهة ثانية ان يكون رئيس جهاز الاستطلاع الاسبق وزير الداخلية غازي كنعان توفي منتحرا.

وقال خدام ان "رستم غزالي تصرف وكأنه الحاكم المطلق في لبنان"، موضحا انه "شتم في احدى المرات بما علمت الرئيس (رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق) الحريري وشتم نبيه بري وشتم وليد جنبلاط".

واوضح انه حاول اقناع الرئيس السوري بتعيين مسؤول آخر في مكان غزالي الذي اتهمه بالفساد لكن الاسد لم يفعل لا بل انه وسع مهامه.

وقال خدام انه ابلغ الاسد عن اهانة غزالي للمسؤولين اللبنانيين وانه "اخذ من بنك المدينة 35 مليون دولار"، مشيرا الى المصرف اللبناني الذي اعلن افلاسه ووجه مسؤولون لبنانيون اتهامات بان اموالا من هذا المصرف استخدمت في تمويل اغتيال الحريري.

من جهة اخرى، قال خدام انه يرجح انتحار كنعان. موضحا ان "الوضع اللبناني انعكس عليه (...) وحملوه مسؤولية التراكمات في الوضع اللبناني".

لم يخطر ببالي ان تقوم سورية باغتيال الحريري

واكد عبد الحليم خدام انه تمت تهديدات كثيرة للحريري من قبل سورية، وعندما يقول رئيس جهاز الامن للزوار وهو يلهو بمسدسه سافعل واترك وكذا وكذا، كان هناك تهديدات خطرة سواء في دمشق او غيرها، وكان هناك كلام خطر للرئيس الحريري، ومرة استدعي إلى دمشق، وهو كلام سمعته من عدة مصادر من الاسد وغيره، واسمع الحريري كلاما قاسيا جدا جدا جدا، وعلمت الأمر من قبل الرئيس بشار الاسد، وقلت له انت تتحدث مع رئيس وزراء لبنان.

وكان هذا الكلام بحضور رستم غزالي وغازي كنعان، وعندما قلت له ذلك ادرك ان هناك خطأ ارتكب، وطلب مني الاتصال بالحريري وازالة السلبية معه .القساوة تكمن في انني سأسحق من سيخرج عن قرارنا، وخرج الحريري ومن شدة الضغط حصل معه نزيف في الانف، وحاولت انا ان اهدئ من الأمور، وهذه حقيقة معروفة.

واحيانا كان يحصل كلام في القيادة السورية عن القرار 1559، وجرت حملة على الحريري، وهو انه يجمع طائفته ضد سورية في لبنان وهو امر غير مسبوق وانا اتصلت بالرئيس لنزع هذا الحديث من القيادة السورية لان هذا الحديث سينتشر.


والوضع في لبنان قائم على الطوائف، كل الجهات هي اتجاهات طائفية، فلماذا رفيق الحريري يشكل خطرا على سورية بحال تجمعت طائفته حوله ونصرالله لا يشكل خطرا اذا تجمعت طائفته حوله. وبعد ايام اتاني محسن دلول ونصحته بأن يغادر ابو بهاء يريد مغادرة لبنان لان وضعه معقد في سورية، ولم يخطر ببالي بلحظة من اللحظات ان تقوم سورية باغتيال رفيق الحريري، ولذلك فان الأمر خلق مناخا عند الناس، وما يعززه او ينفيه نتائج لجنة التحقيق

من حيث المبدأ لا يستطيع أي جهاز امني في سورية ان يتخذ قرار (الاغتيال) منفردا بمعزل عن الرئيس، وبشار قال ان كان في سورية متورطون فهذا يعني انا المتورط.

انا ذهبت للتعزية بصفتي الشخصية، وبحكم علاقتي الشخصية وعلاقة المودة للتعزية في الحريري، وللمشاركة بجنازته، وهو صديق وخدم سورية، واريد ان اشير إلى العلاقة معه التي مرت بمرحلة العلاقة مع الرئيس حافظ وهي كانت جيدة جدا، واذكر في احد الاضطرابات العمالية ان الرئيس الاسد قال ان الحريري حاجة سورية.

وعندما انتخب لحود رئيسا للجمهورية سأله حافظ من هو رئيس الحكومة، فقال له الحص، فقال لا يجب ان يأتي الحريري لانه حاجة لبنانية وسورية، وقد وضعت عقبات من قبل لحود ادت إلى اعتذار الحريري.

والمرحلة التالية أي مرحلة بشار كان التعامل مختلفا، وكانت الحملات من قبل اجهزة الاستخبارات ضد الحريري شديدة وكان يتأثر بها بشار، وكانت التوترات مستمرة بين الرجلين وكان الحريري يتعامل بكل ايجابية ويقبل بالتنازلات حتى لا يغضب القيادة السورية.

وقال ان التحريض ضد الحريري كان يأتي من الجانب اللبناني اضافة إلى لحود وجميل السيد وغيرهم، ومثلا فان جان عبيد كان صديقا لسورية، فيأتي تقرير يقول ان عبيد اجتمع مع السفير الاميركي في السيارة ويتآمر معه، وصدقنا التقرير وجرت القطيعة مع جان عبيد، والصور التي كانت تجري حقيقة كان هناك تخطيط لدى جهات لبنانية لجر سورية للوقوع في ما وقعت به، والمحرضون في سورية كانوا افرادا قلائل، وفي لبنان كان هناك اضافة إلى ذلك بعض الافراد الذين ليس لهم تأثير فعلي يحاولون الضغط.

وحول موضوع احمد ابو عدس قال ان من طرح هذه الفرضية هو في غاية الغباء وكذلك من طرح فرضية الحجاج، فالتفجير تطلب امورا تقنية عالية فهل يستطيع احمد ابو عدس ان يأتي بألف كيلو من المتفجرات، واذا كان في السيارة فاين اشلاؤه، ولا اعتقد ان هناك عاقلا يقبل بهذه النظرية.

وتساءل اي منظمة تستطيع ان تأتي بالف كيلو من المتفجرات لا احمد ابو عدس ولا احمد ابو حمص، هذه عملية كبيرة وراءها جهاز ومن وراءه سنعرف عبر التحقيق، وانا اتحدث عن جهاز لانني لا اريد ان اتهم، وهناك لجنة تحقيق لي ثقة بها، وكل الاطراف في لبنان تثق بها، وما يصدر عنها سيمكننا من معرفة هذه الجهة او تلك، ولكن هناك جهاز قوي ولديه امكانيات كبيرة.

وحول تقرير ميليس قال ان الحملة على الحريري من قبل بعض اصدقائنا كانت قائمة، من سليمان فرنجية إلى عمر كرامي إلى طلال ارسلان إلى وئام وهاب وعاصم قانصو.

واضاف ان التقرير اعطى خلاصة ما لديه، وميليس رجل مهني وقاض معروف وتقريره تقرير مهني جيد، وهو تجنب تسييس التحقيق رغم ان الجريمة جريمة سياسية ومن سيس التحقيق هم المشتبه بهم.

وحول وقع جريمة اغتيال الحريري قال انه صعق عندما سمع الخبر في القيادة السورية، ولكن اذا اردنا ان نأخذ الصور فلنأخذها من فاروق الشرع الذي سأله الصحافيون عن رأيه بالانفجار الذي اودى بحياة الحريري فقال ان انفجارا وقع في لبنان واودى بحياة عدد من اللبنانيين، بينما موراتينوس الذي كان في زيارة الشرع لحظتها تحدث عن رفيق الحريري، وهذا التصريح يعكس الشعور الباطني عند الشرع من رفيق الحريري.

وقال انه عندما طرح اسم لحود لرئاسة لبنان قلت لحافظ الاسد ان لبنان لا يتحمل حكما عسكريا، وكنت اعارض الاختيار الاول والتمديد، وبالنسبة الى التمديد للحود اجتمعت مع بشار لأودعه، وسألته هل هناك تمديد للحود فقال اطلاقا، وكان في 18 اب (اغسطس) 2004، وقلت لبشار انتبه لا يجرك احد إلى التمديد فلا انت ولا سورية تحتملان التمديد، فقال لي انه امر غير وارد، وبعد ايام اتصل بي الحريري وقال لي ان جماعتك غيروا رأيهم، واستدعيت إلى دمشق لربع ساعة والرئيس بشار يريد التمديد، وسألني ما هو رأيك، فقلت له مدد واستقل فلا يمكنك تحمل رفضك للتمديد، فهناك ضغوط كبرى سيتعرض لها من كل النواحي، وسألته عن موقف وليد جنبلاط فقال انه قدم لي نصيحتك نفسها. وبعد عودتي من الاجازة استقبلني بشار الاسد، وبدأ الحديث عن الوفد الاميركي الذي سيأتي بعد ايام، وقال ان الاميركيين لا يهمهم لبنان بل العراق، وسألني ان كنت اتابع الاخبار فقلت نعم وسألني عن رأيي فقلت له سورية كانت في دائرة الخطر وانت وضعتها في مركز دائرة الخطر، فماذا فعلت، وحتى اللبنانيين والعرب ضدنا واوروبا واميركا ضدنا، فهل يعقل ان سورية بعد 30 سنة في لبنان ليس لها من تتبناه كرئيس الا لحود وسليمان فرنجية.

واضاف خدام ان اصلاح الأمر يجب ان يتم مع الجانب المسيحي ومع جنبلاط، وحول عدم اجراء الحوار خلال وجوده في الحكم قال ان الأمر غير صحيح، وان عمر كرامي شكل ثاني وزارة في عهد الهراوي، ومن اقنع عمر كرامي بان يقبل بسمير جعجع وزيرا في وزارته وهو متهم بقتل اخيه رشيد كرامي، هذا لم يأت من فراغ، بل كان نتيجة حوار مع القوات ومع اطراف مسيحية اخرى، وحتى عون عندما كان محاصرا اقترحنا على الهراوي ان يقترح عليه ان يكون وزير دفاع في الحكومة التي كان يشكلها.

واذكر انني اتصلت بعمر كرامي وزارني في دمشق، وسألته ما رأيك بتحمل رئاسة الوزارة، فوافق وقلت له ان عليك ان تأخذ بالاعتبار ان الحكومة هي حكومة وفاق وطني وسيكون فيها اشخاص تكرههم كسمير جعجع، فقال ماذا اقول للرئيس رشيد كرامي اذا التقيته أمام الله؟ فقلت له تقول انني قبلت بهبحجة وقف القتل في لبنان، فقلت له عد إلى بيروت وفكر بالامر، وبعد ساعتين اتصل بي وقال لي ماشي الحال، وتشكلت وزارة فيها سمير جعجع وايلي حبيقة، وسورية بذلت جهدا كبيرا، ولكن الحوار لا يكون من طرف واحد، ووضع سمير روجيه ديب وبدأت الخلافات بينه وبين الاطراف في الحكومة اللبنانية وخرج روجيه ديب ولكن ليس بطلب من سورية، وكان موقفنا ان يأتي قادة الحرب إلى السلطة لنزع سلاح الميليشيات.

واضاف اما موضوع الاتفاق الثلاثي فهو شأن اخر، وقرار اجتياح مواقع عون هو قرار لبناني مئة في المئة والياس الهراوي كان يرسل خليل الهراوي واندريه شديد لاسقاط عون، وطلبنا قرارا من مجلس الوزراء فجمع المجلس واصدر قرارا، نحن كنا بحالة تردد ولكن وصل الهراوي إلى مرحلة الاستقالة، طالبنا بالتدخل، وكان قرار التدخل، وبعد التدخل حاولنا وضع عون وزيرا للدفاع ولم نترك فرصة بالعكس.وتابع، اما سجن سمير فلم اطلع عليه ولم يكن لسجنه قرار على المستوى السياسي في سورية.

وحول اتهامه بتجميد اتفاق الطائف خلال امساكه بالملف اللبناني قال ان الطائف لم يجمد ولكن لم يطبق كما يجب، ويعود بشكل اساسي إلى الادارة اللبنانية، والطائف وضع صيغة لادارة الحكم في لبنان وطبق بشكل جزئي، والطائف نص على تنظيم العلاقات السورية اللبنانية وتم توقيع معاهدة الاخوة بين البلدين، فهل طبقت؟ هناك تقصير من الجانبين، هل كانت هناك تجاوزات؟ نعم نحن قمنا ببعضها والجانب اللبناني قام ببعضها. والحديث عن حكومة وحدة وطنية تشكلت هذه الحكومة العام 1991، وكان فيها كل الاطراف وبعدها جرت انتخابات وجرت اخطاء نعم ولكن جاء مجلس نيابي فيه اقلية واكثرية واخذ تشكيل الحكومات منحى التوجهات السياسية للكتل في المجلس، وكانت معظمها قريبة من سورية، واتت الصورة بان سورية لعبت في تنفيذ الطائف، ونعم كنا نتدخل في تشكيل الحكومات بطلب من رئيس الجمهورية والحكومة.

وقال ان الانسحاب من لبنان لم يجر لسببين اولا ان الحكومة اللبنانية كانت تخشى من الموضوع الامني، والسبب السوري ان اسرائيل موجودة في جنوب لبنان، وكان يجب على سورية ان تنسحب بعد الانسحاب الإسرائيلي، وهي مرحلة كنت قد خرجت فيها من الملف اللبناني لاني تركت القيادة في العام 1998.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف