2005 عام الازمات والصفقات بين دمشق وواشنطن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بهية مارديني من دمشق: يرىمراقبون ان عام 2005 هو عام الازمات و الصفقات بين دمشق وواشنطن ، معتبرين ان كفة الميزان تحددها المصالح السياسية المتبادلة. فعندما ترى واشنطن ان ما ستجنيه من السياسة سيكون افضل مما تجنيه بالقوة فلن تتورع عن ذلك وبالتالي فان دمشق قد يناسبها هذا الامر وترى فيه خروجا من مازق وجدت نفسها فيه عبر لبنان والعراق .
فواشنطن غير قادرة على لملمة الاوضاع في العراق وقد تاكدت بما لايقبل مجالا للشك بان خسائرها ستزداد مع الايام ولن تقل، وان لدى سورية رصيدا جيدا لدى بعض الجماعات العراقية كهيئة علماء المسلمين التي لاحظ الجميع ان دمشق باتت مكانا مفضلا لمسؤوليها وهو مايعيد الى الضلع الاول من المعادلة وهو ان دمشق تقايض واشنطن دوما على ترويض الشياطين الذين يزعجون اميركا .
وهكذا يمكن القول ان الموضوع يحقق مصلحة متبادلة للطرفين فواشنطن تستطيع ان تخرج من العراق باقل الخسائر وبالمقابل فان السوريين سيخرجون سالمين براسهم رغم ان الثمن الذي كان مطلوبا لايتيح لهم ذلك وبالتالي فان الحديث عن صفقة او مقايضة في عالم السياسة ولا داعي لتحميله لاكثر مما يتحمل فهو دائما كان ورادا ولجا اليه الطرفان سنة 1991 عندما وقف الاسد الاب الى جانب الولايات المتحدة في حربها ضد صدام مقابل اطلاق يده في لبنان.
وبناء على ذلك فان الاحداث تعيد نفسها وفي نفس الاماكن فسورية محشورة في لبنان وواشنطن في نفس الوضع في العراق رغم تباين الاحجام وبالتالي فان من المشروع ان يحدث تعاون وان كان تعاون الاعداء الذي يقوم على المصالح والحسابات الدقيقة ولكن من جهة اخرى لايمكن الركون تماما الى هذا التحليل اذ ان واشنطن قد تكون تمارس لعبة تتيح لها كسب وقت اضافي لالتقاط الانفاس وعدم استشارة شركائها الدوليين كموسكو وبكين وبعض شركائهم العرب كالسعودية ومصر لان طعن سورية اليوم سيرتب نتائج اقليمية خطيرة ستجعل الوضع اكثر سوءا من الوضع الراهن وهنا لاباس من الانتظار اشهر او سنوات قليلة حتى تحين الفرصة وربما يكون هذا الكلام قريبا الى المنطق بالنظر الى الكره الجديد الذي تكنه واشنطن للنظام القومي في دمشق التي تستضيف الحركات الرديكالية والثورية المناهضة لاسرائيل والولايات المتحدة ويقيم اوثق تحالف مع ايران الخطر الاول على المصالح الاميركية والاسرائياية في المنطقة وعلى كل الاحوال فان الحقائق على الارض تشير الى ان اي من الفريقين لم يكسب المعركة بعد فواشنطن تراجعت تكتيكيا ودمشق لم تحرز تقدما كبيرا مما يعني ان المراوحة هي سيدة الموقف وقد اعطت بعض الانطباع بان ثمة تدبيرا ما قد حصل وكانت موسكو الطرف الرئيسي فيه وهكذا تكون الحقيقة الواضحة ان المنطقة ماتزال بؤرة خطيرة والصفقات قد تكون مهدئات مؤقتة في انتظار اما تعقل كل الاطراف والانخراط في تسوية شاملة او بديلا عن ذلك فوضى عارمة تخرج الارهاب من قمقمه وهو الامر الذي لاتريده واشنطن .
اما الشعب السوري فقد اعتاد منذ سنوات ان يؤيد الخيارات التي تاخذها قيادته وان تكون منسجمة مع تطلعاته وقراءاته وافكاره التي قدمها له البعث في الوحدة والحرية والاشتراكية والامة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة واعتبار العدوين الصهيوني والاميركي في المقدمة وان لابديل عن المقاومة وان سورية هي جبهة الصمود ومعقل التصدي وهذا ماعطى الشرعية للنظام ومن المستبعد ان يقدم النظام في سورية على اية تسوية تضر بهذه السمعة وبهذه النظرة خصوصا مع تنامي المشاعر الوطنية المؤيدة للتوجهات المتشددة في دمشق التي تحدثت عن الممانعة "وعدم الانحناء الا لله".