هجوم إسرائيلي عسكري محتمل ضد إيران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تل أبيب : قال مدبر الغارة الاسرائيلي عام 1981 على مفاعل اوزيراك العراقي ان شن عمل عسكري لن يوقف برنامج ايران النووي لكنه قد يكون الملاذ الأخير لتعطيل أي مسعى لامتلاكها قنبلة نووية.وفي حين لم تستبعد اسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة خيار شن هجوم على ايران اذا فشلت جميع الجهود الدبلوماسية للحد من قدراتها النووية يعتقد خبراء مستقلون ان منشآت الجمهورية الاسلامية متفرقة ومحصنة بدرجة كبيرة تجعل من غير الممكن القضاء عليها عسكريًا.
لكن دافيد ايفري الذي خطط غارة اوزيراك وكان في ذلك الوقت قائد القوات الجوية الاسرائيلية يعترض على تفكير يشمل تحقيق كل شيء.
وقال "لا يمكنك القضاء على فكرة وعلى ارادة أمة. لكن يمكن تعطيل تقدم البرنامج النووي بعمل عسكري مناسب... وهذا هدف قيم في حد ذاته."
وقامت ثماني طائرات من طراز اف-16 تستخدم خزانات وقود منفصلة وقنابل خفيفة حتى لا تقيد مداها بتدمير المفاعل يوم السابع من يونيو/ حزيران عام 1981. وأخفيت مساعي العراق لانتاج سلاح نووي منذ ذلك الحين حتى كشفها مفتشون دوليون في عام 1991.
وقال ايفري "عندما ضربت اسرائيل اوزيراك لم يكن الهدف قط القضاء على خطط صدام حسين النووية. كنا نريد كسب الوقت ونجحنا في ذلك."
ونفت ايران سعيها لانتاج قنبلة ذرية قائلة ان برنامجها يهدف فقط الى تلبية احتياجاتها من الكهرباء.
وعلقت تخصيب اليورانيوم وهي عملية يمكن ان تسفر عن انتاج القنابل بناء على طلب من فرنسا وبريطانيا والمانيا لكن واشنطن تريد احالة ملف طهران لمجلس الامن الدولي الذي قد يفرض عقوبات عليها اذا لم توقف برنامجها النووي.
ولم تخف اسرائيل التي يعتقد انها القوة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط سعيها لسبل لمواجهة ايران عسكريا. لكنها تنفي التخطيط لمهاجمتها من جانب واحد.
لكن المسؤولين الاسرائيليين يقولون انهم يقدرون أن ايران ستحصل على معرفة انتاج اسلحة نووية في غضون بضعة أشهر. وهذا تشخيص أكثر الحاحًا من تقدير واشنطن للموقف ويشير الى أن اسرائيل قد تقوم بذلك من جانب واحد.
وقال ايفري "الدولة تحدد متى تتخذ اجراء ضد العدو استنادا الى تقييمها متى يصبح التهديد غير محتمل. انك تضع موعدا نهائيا بعده تعتقد انك ستفقد خيار اتخاذ اجراء." وأضاف "في حالة اوزيراك كانت حقيقة ان العراقيين على وشك ادخال اليورانيوم في المفاعل."
ورغم أن اسطولا من طائرات اف-61 وصل بمدى الطيران الإسرائيلي إلى الخليج إلا أن المحللين يشككون في أن ضربة عسكرية إسرائيلية يمكنها التعامل مع عشرات المنشآت النووية في إيران وهي دولة أكبر مساحة بكثير من العراق ولديها دفاعات جوية قوية.
وقال كافه افراسيابي المحلل السياسي في جامعة طهران في مقال نشر في الفترة الأخيرة "أفضل خيار أمام إسرائيل سيكون توجيه ضربات متعددة ومتزامنة باستخدام مسارات مختلفة على سبيل المثال عبر الأردن وعبر تركيا وربما اذربيجان."
واضاف "لكن في الوقت الراهن ليس أي من هذه الخيارات متاحا أمام إسرائيل... نظرا لعلاقات إيران الودية مع جيرانها ومخاوف هؤلاء الجيران من رد فعل إيراني عنيف في حال السماح باستخدام اجوائهم في هجوم إسرائيلي على إيران."
وحلقت الطائرات التي ضربت اوزيراك فوق الأردن والسعودية اللتين كانتا في ذلك الوقت في حالة حرب رسميا مع إسرائيل. لكن ايفري قال إن الحصول على موافقة لن يكون ضروريا.
وأضاف "لا أعرف أي دولة يمكن أن تطلب الإذن من دولة أخرى (لاستخدام مجالها الجوي). فذلك من شأنه تقويض سرية العملية والموافقة لن تأتي على أي حال. عندما يجري التعامل مع مهمة يعتقد انها مهمة للأمن الوطني تبدو هذه الأمور غير ذات أهمية."
ورد الجنرال المتقاعد كذلك على افتراضات بأن جميع أو أغلب المنشآت النووية الإيرانية يجب ان تضرب في العمل العسكري قائلا "يكفي ضرب المكون الرئيسي لحلقة الانتاج لوقف عملية الانتاج برمتها."
وأضاف "نظرا لحساسية التكنولوجيا المعنية فإن ضربة تهز المبنى الذي يضمها عادة ما تكون كافية لإلحاق ضرر لا يمكن إصلاحه. فالتدمير الكامل للمبنى غير مرغوب فيه بل أمر غير مطلوب."
ورغم التكهنات واسعة النطاق التي تدور حول شن عمل على غرار اوزيراك ضد إيران يقول ايفري إن اسرائيل مازالت تملك خدعا خفية إذا قررت القيام بعمل عسكري.
وقال "الإيرانيون هاجموا اوزيراك مرتين (اثناء الحرب العراقية الإيرانية) قبل ان نهاجمه نحن. وفي كل مرة كان العراقيون يعززون دفاعاتهم في الموقع. حتى في ذلك الوقت لم نستفد بعنصر المفاجأة فيما يتعلق بفكرة شن الهجوم ذاتها."
ومضى يقول "إذا وعندما يشن هجوم على إيران اعتقد أن بإمكاني التأكيد أنه سيفاجئ الجميع."