أخبار

جسد الصحافي قصير يتشظى في بيروت

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

فداء عيتاني من بيروت:

كانت الساعة العاشرة و45 دقيقة (07:45 بتوقيت غرينتش) بالتوقيت المحلي في بيروت، الزمن الامني هادئ وجلي دون اعمال عنف كبيرة، وكان الزمن الانتخابي متوترا بين قوى كانت حليفة الامس ومتخاصمة اليوم، وكان الصحافي سمير قصير يضع المفتاح في سيارته لينطلق بها إلى حياته اليومية، حين انفجرت عبوة ناسفة بدا انها مزروعة في سيارة قصير، بعد ساعة من مقتل قصير كان النواب والوزراء والفاعليات السياسية والقوى الحزبية تدلي بتصريحاتها أمام الفضائيات، بينما كان رجال الانقاذ والدفاع المدني والقوى الامنية يلتقطون اشلاء قصير من بين اقدام الصحافيين والسياسيين المستنكرين.

بين ساعة مقتل قصير وساعة التصريحات السياسية الانتخابية ثمة زمن طويل، الاشرفية، وهي من المناطق المسيحية التي شكلت مسرحا لعمليات التفجير الليلة في الماضي، انضمت هذا النهار إلى "الغربية" أي المناطق الاسلامية التي شهدت عمليتي الاغتيال في نهاية العام الماضي (محاولة اغتيال الوزير السابق والنائب مروان حمادة والذي هو أيضا من الكوادر الرئيسية في جريدة النهار) وفي شباط /فبراير من هذا العام حيث تم اغتيال رفيق الحريري في "غرب" بيروت.

اذا الاشرفية مرة اخرى تشهد عملية اغتيال سياسي، وان كان سمير قصير اليساري الدائم، والمعارض البارز، الذي كان على خلاف حاد مع مدير عام الامن العام جميل السيد، المستقيل في مرحلة لاحقة، سمير قصير الذي قتل في الاشرفية يمكن ان يكون من اليسار الليبرالي الذي يعده المسيحيون وقواهم "من التيارات الممثلة للمسلمين في لبنان" جريا على اتهام اليسار في البلاد بانحيازه إلى المسلمين.

بكل الاحوال فان جثة سمير قصير كانت مزروعة في مقعد سيارته حتى وقت طويل نسبيا بعد التفجير، كما كانت اشلاؤه موزعة في المنطقة المحيطة، وكان احد ابرز المرشحين لرئاسة الجمهورية يقول لايلاف "ان ايدي الاجرام مستمرة في العمل" متهما الاجهزة الامنية وبقايا النظام الامني، وحين مقاطعته بالاشارة إلى ان السلطة اليوم هي في ايدي المعارضة خاصة بالتشكيل الوزاري الجديد قال "لا يمكننا الامساك بالبلاد خلال ايام قليلة".

وفي التاريخ القريب فانها المرة الاولى التي يتم فيها اغتيال صحافي في بيروت، وان كان قصير شخصيا قد تعرض إلى الكثير من الضغوط وتم سحب جواز سفره منه لفترة طويلة خلال فترة تولي جميل السيد لادارة الامن العام اللبناني.

وانتشر الجيش اللبناني والقوى الامنية في مكان التفجير القريب من مدارس ومن مركز تجاري للتسوق، ولم يعرف حتى وقت متقدم هوية الجريحة اضافة إلى القتيل الذي صودف مروره بمكان التفجير. وبدا ان العبوة الناسفة زرعت داخل سيارة قصير.

وعلق رئيس الوزراء نجيب ميقاتي على الاعتداء مؤكدا ان "هذه رسالة واضحة تطال الامن والحرية ولن نسمح لاحد ان يعبث بامن البلد".

وقال الجنرال ميشال عون احد ابرز اقطاب المعارضة اللبنانية ان قصير "جريء لم يتوان لحظة عن قول الحقيقة" وقد "تميز بالكلمة الجريئة ومحاربة الطغيان والظلم" و"كتب اجمل المقالات دفاعا عن لبنان". ووصفه بانه "صديق" مؤكدا ان "الجريمة انتقامية من الاجهزة التي كان يحاربها" سمير قصير.

وقال النائب الدرزي المنتخب مروان حمادة ان "المسلسل الارهابي مستمر يبدأ في قلب الشام ويمر في بعبدا ويصب في بيروت". واضاف "ندعو المعارضة لاجتماع طارئ والمطالبة باستقالة لحود الذي يرأس بقايا النظام المخابراتي السوري (..) ونطالب الحكومة بالتصدي لهذا الاجرام".

وقال امين سر حركة اليسار الديموقراطي المعارضة الياس عطالله ان "المسؤول هو (الرئيس اللبناني) اميل لحود وجميل السيد (امين عام جهاز الامن العام سابقا الذي استقال اخيرا من منصبه) والاجهزة الامنية السورية اللبنانية"، مؤكدا "يجب ان يستقيل لحود".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف