أخبار

صراع الحسم بين ثعلب البراغماتية وأستاذ الإصلاح

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

نسبة 55 بالمائة شاركت وإيران إلى دور ثان
صراع الحسم بين ثعلب البراغماتية وأستاذ الإصلاح

نصر المجالي من لندن: قالت آخر التقارير الواردة من العاصمة الإيرانية إن شوطا ثانيا من الانتخابات الرئاسية صار وشيكا بعد فرز النتائج الأولية للانتخابات التي اكتملت مساء الجمعة بعد تمديد غلق صناديق الاقتراع أربع ساعات لتمكين أكبر عدد من المشاركين بممارسة حقهم في الاقتراع الذي يعتبر هو الأول حرية من نوعه في الجمهورية الإسلامية. ومع غلق الصناديق قال مصدر في وزارة الداخلية الإيرانية إن نحو 55 في المائة من الإيرانيين توجهوا الجمعة إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية، التي انتهت بحلول التاسعة مساء. ويقل الرقم قليلاً عن النسبة التي أشار إليها مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، جواد ظريف، والذي قال لشبكة سي إن إن الأميركية، إن نسبة الإيرانيين المشاركين في الانتخابات "أكثر من 60 في المائة، وإنها أفضل مما كان متوقعاً."

و رسم بياني يوضح نسب التقد التي أحرزها المرشحونتشير التقارير إلى أن كلا من البراغماتي علي أكبر هاشمي رفسنجاني والإصلاحي الملقب بـ (الأستاذ) مصطفى معين يتصدران الفائزين بين المرشحين السبعة الآخرين، وقالت إن الرجلين ربما يذهبان إلى دور ثان في المعركة الانتخابية، حيث لن يستطيع أي منهما تحقيق نسبة ألـ 50 % السحرية من الأصوات التي تؤهل صاحبها للفوز. ويبدو أن المتشدد الدكتور الطيار محمد باقر قاليباف من بين المهزومين الآخرين رغم تقارير كانت تشير إلى احتمال تقدمه.

وخلال المعركة الانتخابية، رفع المرشحون، وحتى المحافظون منهم، شعار الديمقراطية والإصلاح في مجتمع يعاني من نسبة عالية من البطالة وسط تنامي مشاعر السخط خاصة بين الشباب والنساء. وينادي أوفر المرشحين حظاً رافسنجاني وخصمه مصطفى معين بسياسة التقارب وتحسين الروابط مع الغرب.

وشهدت نهاية الحملات الانتخابية الخميس، وبعد أسبوعين من بدئها، تراجعاً شديداً في تقدم رافسنجاني وتبدو فرص فوزه بنسبة 50 في المائة من الأصوات المطلوبة لكسب الجولة الأولى ضئيلة للغاية.

ويشجع رافسنجاني الذي تولى رئاسة إيران من عام 1989 إلى 1997، "سياسة تلطيف التوتر مع الولايات المتحدة" التي فصمت علاقتها الدبلوماسية مع حكومة طهران منذ اندلاع الثورة الإسلامية عام 1979. هذا فضلا عن أن رفسنجاني يحظى باحترام دول الجوار الخليجي العربي لتوجهاته الواقعية المعتدلة.

ويحظى رافسنجاني الملقب بـ"ثعلب السياسة البراغماية"بالعديد من المؤيدين الذين يقولون، إن خبرته كرئيس لثمانية أعوام وتوليه مناصب عليا أخرى ستساعده في معالجة القضايا الحساسة مثل العلاقات مع الولايات المتحدة وإنعاش اقتصاد البلاد المعتمد على النفط.

وكان رافسنجاني، حث قبل يومين في أحاديث متلفزة لشبكة CNN، وقناة العربية الإخبارية الإدارة الأميركية على فعل المزيد وفتح صفحة جديدة مع إيران قائلاً "إذا ما كان الأميركيون صادقون في التعاون مع إيران، فالوقت مناسب لطي الماضي وفتح صفحة جديدة في علاقاتنا.. وإذا ما أرادوا سياسة العرقلة والعدوان، فعندها ستظل الأوضاع كما هي"، واتهم رفسنجاني واشنطن، التي حملها مسؤولية خلق تنظيم القاعدة، بتبني سياسة عدائية تجاه إيران قائلاً "إذا ما كان هناك إرهاب تحت مسمى القاعدة فمسؤولية ذلك تقع مباشرة على الولايات المتحدة."

ومن جانبه يقول خصم رافسنجاني الأقوى، مصطفى معين، الذي شغل منصب وزير التعليم العالي في عهد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي، إنه سيضع المزيد من الضغوط لإضعاف قبضة رجال الدين المتشددين وذلك بمراجعة الهيكل السياسي للجمهورية الإسلامية، إلا أن البعض يشكك في وعوده خاصة وأن المتشددين يمسكون بزمام الأمور بقبضة حديدية هناك.

واعتبرت مصادر مراقبين غربيين المعركة الانتخابية هي الأقوى في تاريخ إيران السياسي في ربع القرن الفائت، وهي كانت ساخنة بين الإصلاحي معين وزير التعليم السابق والمتشدد قاليباف رئيس شرطة طهران السابق، اللذين شنا حملات نشطة ليحتلا المركزين الثاني والثالث على التوالي حسب استطلاعات رأي. وكان "مجلس صيانة الدستور" قد أقر ثمانية مرشحين فقط في الانتخابات فيما استبعد ما يزيد على ألف مرشح من بينهم كل المرشحات.

يشار إلى أن الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش اتهم إيران في بيان يوم الخميس العملية الانتخابية في إيران "بتجاهل أبسط قواعد الديمقراطية"، وأضاف "حرم حكام إيران أكثر من ألف شخص من الترشيح من بينهم بعض الإصلاحيين المعروفين بجانب النساء.. الشعب الإيراني يستحق نظاماً ديمقراطياً جاداً يتضمن انتخابات نزيهة يستجيب فيها القادة لتساؤلات الشعب وليس العكس".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف