نبذة: رفسنجاني رفيق الخميني ورجل الإعتدال
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
طهران: يحظى الرئيس الايراني السابق اكبر هاشمي رفسنجاني الذي سيخوض غدا الجمعة الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في مواجهة المحافظ المتشدد محمود احمدي نجاد، بدعم شريحة كبيرة من الاحزاب والشخصيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بعد ان نجح في تقديم نفسه بصورة الرجل البراغماتي المعتدل.
فقد تمكن هذا الرجل السبعيني الذي يعتبر احد اركان النظام الايراني منذ انتصار الثورة الاسلامية في 1979، من اعادة ابتكار صورته التي ظلت لفترة طويلة نسخة عن كل "الملا" الذين يتولون قيادة الجمهورية الاسلامية منذ تأسيسها على يد الامام الراحل روح الله الخميني.وتحول خلال الحملة الانتخابية التي سبقت الدورة الاولى من انتخابات 2005 الى رجل الدين المبتسم باستمرار، المنفتح على تقنيات العالم الحديث من اجل ايصال رسالته وصورته والذي لا يقوم باي ردة فعل اذا تقدمت امرأة في احد اللقاءات الانتخابية وقامت بخلع عمامته، فيما الموسيقى تصدح في ارجاء المكان.
وفي موازاة الاعتناء بصورته الاعلامية على الطريقة الغربية، ركز ايضًا خلال الحملة الانتخابية الاولى فالثانية القصيرة على صورته كرجل سياسي مخضرم يملك ما يكفي من الحنكة والعلاقات السياسية والخبرة ليخرج ايران من العزلة الدولية ولحل مشاكل شعبها الاقتصادية والمعيشية.ويطالب الايرانيون بحل للنزاع المستمر مع الاميركيين منذ ربع قرن وبايجاد وظائف للشبان وبمزيد من الحريات الاجتماعية والثقافية.
وان كان البعض من هؤلاء لا يزال يرى في رفسنجاني اولا الرجل الثاني عمليا في النظام منذ الثورة، ويقولون انه كان يستطيع ان ينفذ وعوده الحالية يوم كان رئيسا، الا انهم مستعدون، نظرا لنفوذه هذا، بالتسليم بقدرته على اعطاء دفع للمطالب، لا سيما ان الخيار الآخر المطروح، اي محمود احمدي نجاد، يثير الخشية بين هذه الشريحة بالذات من سيطرة التطرف على ايران في حال فوزه بالرئاسة.
في المقابل، يرى العديد من الايرانيين ان رفسنجاني سخر الحنكة والمهارة المنسوبتين اليه من اجل زيادة ثروته الخاصة التي يعتقد انها طائلة. اما هو، فيؤكد انه اليوم اكثر فقرا مما كان قبل الثورة.ويقول خصوم رفسنجاني انهم لا يثقون فيه وقد "جربوه" و"لم يفعل شيئا للشعب الايراني".
ويتحدر رفسنجاني من قرية بهرمان القريبة من رفسنجان (جنوب). وقد غادر منطقته الريفية في الرابعة عشرة من العمر لمتابعة دروس دينية في مدينة قم المقدسة في وسط ايران.
وانخرط في السياسة بانضمامه الى تمرد 1963 حين اعتقلت الشرطة السياسية في عهد الشاه الامام الخميني. واعتقل رفسنجاني نفسه مرارا.ووطد مكانته مع قيام الثورة فازداد نفوذه وانتخب رئيسا لمجلس الشورى عام 1980 وشارك في حملة تصفية الليبراليين واليساريين.ثم تعززت سلطته عند نشوب الحرب مع العراق (1980-1988) فاجرى اتصالات غير مباشرة مع الاميركيين من اجل الحصول على اسلحة، ما ادى الى فضيحة "ايران غيت" حين قامت ادارة رونالد ريغان سرا ببيع اسلحة لايران لقاء الافراج عن رهائن غربيين في لبنان.
انتخب رئيسا عام 1989 واعيد انتخابه عام 1993. وقام باعادة اعمار بلاده واعتمد سياسة انفتاح اقتصادي على الخارج. غير ان تلك السنوات سجلت كذلك على الصعيد الاقتصادي تضخما هائلا وتزايدا كبيرا في ديون ايران.
على الصعيد السياسي، تمت في عهده تصفية معارضين بينهم آخر رئيس وزراء في عهد شاه ايران شهبور بختيار واعتقال منشقين.ويتولى رفسنجاني حاليا رئاسة مجلس تشخيص مصلحة النظام، الهيئة السياسية العليا في البلاد، ما يجعله المسؤول الثاني عمليا في النظام بعد المرشد الاعلى آية الله علي خامنئي.
ويطلق على رفسنجاني لقب "صانع الملوك" في ايران. فقد كان له دور كبير في وصول خامنئي الى منصبه عام 1989 وفي تبؤ محمد خاتمي سدة الرئاسة عام 1997.
بعد اعلان نتائج الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية الحالية، حول رفسنجاني محور حملته من مسالة العلاقات مع الولايات المتحدة واعطاء ايران "شكلا جديدا من التفاعل مع العالم"، الى "محاربة التطرف".
وبعد الافلام الدعائية الجريئة التي ظهر فيها في ادنى تفاصيل حياته الخاصة والتي اثارت علامات استفهام كثيرة في الاوساط التقليدية والشعبية، خرج بنفسه الى الطلاب، الشريحة المهمة والمرجحة في الانتخابات الايرانية طالبا دعمهم.
وكرر رفيق الامام الخميني منذ الساعات الاولى للثورة القول "لا يمكن لاحد ان يصدق ان يكون لنا الادب نفسه والسياسات نفسها والسلوك نفسه كما في بداية الثورة"، ولو ان "اهداف الثورة متجذرة في ثقافتنا وقناعاتنا"، مشددا على انه كان اول من ادخل الاصلاحات الى ايران، ورافضا اعادة النظر في الاصلاحات التي تحققت في عهد خاتمي.