أخبار

أحمدي نجاد: مرشح الشعب من أجل الشعب

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

طهران: يحظى عمدة طهران محمود احمدي نجاد الذي يخوض غدا الجمعة الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في مواجهة البراغماتي اكبر هاشمي رفسنجاني، بدعم الطبقات الفقيرة في ايران بعد ان اتاحت له سنتان امضاهما في ادارة شؤون العاصمة وضواحيها بتقديم نفسه بصورة الرجل "البسيط" و"القريب من الشعب" ومشاكله.

فقد تمكن هذا الرجل الذي سيبلغ الخمسين قريبا من التقرب من الفئات "المحرومة" من الشعب التي تدافع عنه وتتحدث عن منجزاته في بلدية طهران منذ ان اصبح عمدة في 2003 في انتخابات اتسمت بمقاطعة واسعة.وبات كثيرون لا سيما بعد تاهله المفاجئ الى الدورة الثانية من الانتخابات يسهبون في تعداد انجازات هذا الرجل الذي كان مجهولا من العامة حتى الامس القريب، على صعيد "بناء الطرقات الواسعة في العاصمة التي ظل العمل فيها معلقا لسنوات وانشاء اسواق الفاكهة وتسهيل حصول السكان على الخدمات وتقديم قروض للمتزوجين حديثا وتوظيف الشبان في البلدية".

ولا يهتم احمدي نجاد الذي ينتمي الى "صقور المحافظين"، على عكس ما فعل مرشحون آخرون الى الانتخابات، بصورته الاعلامية والخارجية. لا بل قام بانتقاد الطابع البراق لبعض الحملات الانتخابية، معتبرا انها لا تشكل جزءا من "ثقافتنا الوطنية والاسلامية".وهو قصير القامة، يرتدي ملابس عادية، و"طالما لا يقود سيارة مرسيدس انيقة سيظل يعمل للشعب"، كما يقول انصاره.

في المقابل، يرى خصوم احمدي نجاد ان افكاره متطرفة جدا، لا سيما ازاء التضييق على النساء والحريات، الامر الذي انبرى معاونوه خلال الايام الماضية لنفيه. الا ان الخشية من وصوله الى الرئاسة دفعت كما متنوعا من الشخصيات السياسية والدينية والثقافية والفنية والاجتماعية في ايران الى التكتل ضده ودعم رفسنجاني.

ولد احمدي نجاد في عائلة متوسطة في كارمسار (محافظة سمنان) جنوب غرب طهران. وتابع دراسات عليا في الهندسة المدنية.انضم الى المقاومة الاسلامية في عهد الشاه، وشارك في احتلال السفارة الاميركية عام 1979.وعندما اندلعت الحرب مع العراق، تطوع كضابط في حراس الثورة (الباسدران) وشارك في عمليات تسلل الى الاراضي العراقية.

بعد انتهاء الحرب، عين مسؤولا اداريا في مدينة ماكو شمال غرب ايران، ثم انتقل الى مسؤولية ادارية اخرى في محافظة اردبيل (شمال غرب). وانتخب عمدة لطهران في 2003.ويبلغ عدد سكان مدينة طهران 5،7 ملايين شخص، ما شكل له قاعدة جيدة للانطلاق من اجل الترويج لنفسه.
فقد كان يظهر بلباس عمال البلدية ويتنقل في سيارة بسيطة ويؤكد انه لا يتقاضى المال مقابل قيامه بعمله.

ووصلت رسالته الى الاحياء الفقيرة في طهران. فتمكن من جذب الاشخاص المهددين بالبطالة والتضخم الذين لم يتوقفوا عند القيود على الانشطة الثقافية المفروضة منذ وصوله.اذ انه اقدم على اقفال مطاعم وفرض على الموظفات في البلدية زيا اكثر تزمتا، ومنع تعليق اعلان يظهر فيه لاعب كرة القدم البريطاني المعروف ديفيد بيكهام. كما اقفل عددا من المراكز الثقافية التي تضم مكتبات وتجهيزات لتصفح شبكة الانترنت عبر اجهزة الكومبيوتر ومسارح صغيرة كان يقدم عليها هواة حفلات موسيقية.

وفي اللقاءات العامة التي عقدها، كان يتواجد العاطلون عن العمل وموظفو البلدية وعناصر في الميليشيات الاسلامية (الباسيج) ونساء بالتشادور التقليدي.ويقول خصومه انه افاد من تعبئة منظمة لصالحه داخل المنظمات الاسلامية والعسكرية ما جعله يتاهل لخوض الدورة الثانية.الا ان احمدي نجاد تفاخر بانه لم يبدد اموالا على حملته الانتخابية، انما حصل على تأييد المواطنين العاديين. وقال "انا مرشح الشعب والشعب هو الذي ساعد مراكزي الانتخابية".

ويرى احمدي نجاد، ممثل ما اصبح يعرف بالمحافظين الجدد المعارضين تماما لليبرالية الاجتماعية التي ارساها الرئيس الحالي محمد خاتمي، ان "الشعب ينتظر من الاصوليين ان يخدموه". وكلمة "اصولي" بالنسبة اليه تعني التمسك بالقيم الاسلامية والثورية.وبالنسبة الى هذا الخبير السابق لدى مجلس صيانة الدستور الذي عارض باستمرار الاصلاحات خلال عهد خاتمي، فان اعادة النظر في صلاحيات المجالس غير المنتخبة او صلاحيات المرشد امر محظور.

ويقول خصومه انه لا يتحلى بصفات تمكنه من ان يكون سياسيا ناجحا، بدليل انتقاده قبل يومين الدبلوماسية الايرانية ثم السياسة النفطية، ما استدعى ردا عليه من وزارة الخارجية التي شددت على وجوب "عدم اضعاف الدبلوماسية" الايرانية في هذه الظروف الحساسة ومن وزارة النفط التي دعته الى تقديم اعتذار.

ويملك احمدي نجاد افكارا متشددة في ما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة والمفاوضات حول الملف النووي. ويتردد انه مقرب من المرشد الاعلى للجمهورية علي خامنئي.ومن تصريحاته "لم نقم بثورة بهدف الحصول على الديموقراطية".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف