رفسنجاني: أنوي وقف التطرف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
توزيع عوائد الثروة النفطية عامل حاسم
رفسنجاني: أنوي وقف التطرف
طهران: قال المرشح الرئاسي الإيراني هاشمي رفسنجاني إنه ينوي القيام بدور تاريخي وسأعمل على وقف التطرف، وبدأ الايرانيون التصويت يوم الجمعة في جولة اعادة متقاربة في انتخابات الرئاسة الايرانية يتنافس فيها رجل الدين المعتدل المحنك رفسنجاني ورئيس بلدية طهران المتشدد محمود أحمدي نجاد، الذي قد ينهي فوزه عملية اصلاحية هشة ويشدد سياسة طهران تجاه الغرب.
وفتحت مراكز الاقتراع ابوابها الساعة التاسعة صباحا (0430 بتوقيت ت غ أمام 47 مليون ناخب مسجلين على قوائم الانتخاب لكن من الممكن ان تظل مفتوحة حتى الساعة 11 مساء (1830 بتوقيت غرينتش) كما حدث في الجولة الاولى.
وتشهد جولة يوم الجمعة تنافسا بين المرشحين اللذين حصلا على أكبر عدد من الاصوات من بين سبعة مرشحين تنافسوا في الجولة الاولى التي جرت الاسبوع الماضي ولم تحسم فيها النتيجة. وهذه أول مرة منذ الثورة الايرانية عام 1979 لا ينتخب فيها الرئيس من الجولة الاولي من الانتخابات.
ويقدم رفسنجاني البالغ من العمر 70 عاما والذي يحاول استعادة منصب الرئاسة الذي كان يشغله من عام 1989 الى عام 1997 نفسه على انه ليبرالي وتعهد بمواصلة الاصلاحات التي بدأها الرئيس المعتدل المنتهية ولايته محمد خاتمي الذي خفف الاحكام الاجتماعية واتبع سياسة وفاق مع الغرب.
اما أحمدي نجاد (48 عاما) فهو من رجال الحرس الثوري السابقين ويستمد شعبيته من الفقراء المتدينين بوعود بتقسيم ثروات النفط الايرانية بطريقة أكثر عدلا. وقالت رحمة الله ايزادبانا (41) وهي تقف في طابور للناخبين بجنوب طهران "سأعطي صوتي لاحمدي نجاد لانه يريد ان يقطع أيدي من يسرقون ثروات البلاد. انه يريد ان يكافح الفقر والاحتيال والتمييز."
اما في المناطق الراقية الاكثر ثراء في العاصمة الايرانية أقبل الناخبون المؤيدون لرفنسجاني على التصويت خوفا من ان يعيد أحمدي نجاد عقارب الساعة للقيود وعمليات التطهير التي جرت في اعقاب ثورة 1979 .
وقالت سمية (23 عاما) التي ترتدي الحجاب لكنها تضع على وجهها مساحيق التجميل التي ينظر اليها المحافظون شزرا "حريتنا في الميزان. طلبت من كل أصدقائي الادلاء باصواتهم مبكرا كلما أمكن."
وقال محللون ان جولة الاعادة متقاربة بشكل اكبر مما كان متوقعا وسط انقسامات اجتماعية عميقة بعد ان قسمت الانتخابات الجمهورية الاسلامية طبقيا. وقال رفسنجاني بعد ان أدلى بصوته "انها منافسة متقاربة للغاية. لكن طبقا للمعلومات التي لدى أنا متقدم على المرشح الاخر." وقال للصحافيين "أنوي القيام بدور تاريخي...هو وقف هيمنة التطرف."
وبعد ان أدلى أحمدي نجاد بصوته قال "نحن مستعدون للتعاون الايجابي مع كل حكومة لا تعادي ايران." وجاءت مشاركة أحمدي نجاد في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الايرانية مفاجأة وهو يقول ان العلاقات مع واشنطن ليست من أولوياته وهو من المؤيدين المتشددين للزعيم الايراني الاعلى اية الله علي خامنئي الذي له القول الفصل في شؤون الدولة في نظام حكم رجال الدين في ايران. وقال خامنئي وقد كان من أول من أدلى بصوته "كلما زاد عدد الناس المشاركين في الانتخابات كلما كان ذلك أفضل للرئيس التالي وأفضل لحماية ايران وتحقيق أهدافها."
وانتقدت الولايات المتحدة الانتخابات الايرانية وقالت انها غير عادلة لان هيئة دينية غير منتخبة منعت عددا كبيرا من المرشحين من خوض الانتخابات. وقال بعض المحللين ان الانتقادات الاميركية زادت من اقبال الناخبين على الادلاء باصواتهم لتصل نسبة المشاركين الى 63 في المئة من بين 47 مليون ناخب.
ويقدم رفسنجاني نفسه الان على انه ليبرالي رغم انه رجل دين شيعي وأحد المؤسسين للدولة الاسلامية. وتعهد بزيادة الحريات الاجتماعية والسياسية وتحرير الاقتصاد والسعي لعلاقات اوثق مع الغرب. ويستمد تأييده من الطبقات العليا والمتوسطة وكبار المسؤولين الحكوميين القلقين من التغييرات الشاملة التي قد يدخلها أحمدي نجاد على ايران ثاني أكبر منتج للنفط داخل منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).
وسعيا لخفض التأييد لأحمدي نجاد بين الفقراء تعهد رفسنجاني مساء الاربعاء بتقديم اعانة بطالة تصل الى 1.5 ملايين ريال (165 دولارا) شهريا. وأيد ايضا خطة تتكلف مليارات الدولارات لتوسيع قاعدة ملكية الاسهم من خلال منح كل اسرة ايرانية حقوق شراء ما قيمته حوالي 11200 دولار من اسهم الشركات الحكومية التي يجري تخصيصها.
وفي الجولة الاولى جاء في المرتبة الثالثة مرشح وعد باعطاء كل ايراني عمره 18 عاما 62 دولارا في الشهر كنصيب له من ثورة ايران النفطية. وأخفق هذا المرشح في الوصول الى جولة الاعادة لتقدم رفسنجاني وأحمدي نجاد.
وأعلنت ايران يوم الخميس انها اعتقلت 26 من بينهم شخصية عسكرية واحدة على الاقل للاشتباه في ارتكابهم مخالفات انتخابية. وأضفت هذه الاعتقالات فيما يبدو بعض المصداقية على مزاعم الاصلاحيين بحدوث تلاعب بنتائج الجولة الاولى غير الحاسمة يوم 17 يونيو (حزيران). ويشكك الاصلاحيون في ارتفاع نسبة التأييد في اللحظة الاخيرة لرئيس بلدية طهران المتشدد أحمدي نجاد الذي وصل به الى الجولة الثانية.
وأعرب خاتمي يوم الخميس مجددا عن قلقه بشأن "المخالفات" الانتخابية ودعا المسؤولين لمجابهتها. ونقلت وسائل الاعلام الرسمية عن الرئيس الايراني قوله في رسالة الى وزارات العدل والداخلية والاستخبارات "تردد ان البعض حاول التأثير على الناس...من خلال اثارة الخوف في المجتمع واللجوء للتهديدات."
وأضاف "تشير التقارير الى ان بعض الهيئات المكلفة بالكشف عن مثل هذه المخالفات كانت هي نفسها ترتكبها." ولم يحدد الهيئات التي يشير اليها. وقالت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية نقلا عن بيان لوزارة الداخلية انه تم تسجيل 104 حالات من الانتهاكات الانتخابية في الجولة الاولى مما أدى الى اعتقال 26 . وأضافت ان أفرادا عسكريين كانوا ضالعين في 44 حالة وان أحد "الشخصيات العسكرية البارزة" اعتقل لانه أدلى "بأحاديث ضد أحد المرشحين وأساء لصورة النظام الاسلامي."
واتهم المرشحون الاصلاحيون الذين هزموا في الجولة الاولى وحولوا تأييدهم لرفسنجاني الحرس الثوري المتشدد وميليشيا الباسيج بمساندة أحمدي نجاد. وتحظر القوانين الانتخابية على العسكريين المشاركة في الحملات الانتخابية لصالح أي مرشح.
وليس من الواضح ما اذا كانت تعهدات رفسنجاني الاخيرة التي جاءت قبيل الانتخابات ستغير مواقف كثير من الناخبين. أما مؤيدو أحمدي نجاد فهم من الطبقات العاملة وفقراء الريف والعاطلين الذين يقدرون تعهداته باعادة توزيع دخل البلاد الكبير من النفط.
وكشفت الانتخابات الايرانية انقسامات عميقة بين الناخبين الايرانيين وغالبيتهم من الشبان. وسن الانتخاب في ايران هو 15 عاما. وقال كريم سدجدبور محلل جماعة الازمة الدولية في طهران وهي مركز أبحاث "الاختلافات الطبقية هي قضية كان من المفترض ان تحلها الثورة لكنها لم تفعل."
وأظهرت استطلاعات الرأي التي لم تصدق في الماضي تقاربا كبيرا بين المتنافسين. وانتهت الحملات الانتخابية رسميا الساعة التاسعة صباح الخميس (0430 بتوقيت غرينيتش أي قبل 24 ساعة من بدء الاقتراع.