أخبار

فهد و واشنطن .. علاقة تاريخية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

القنوات العالمية قطعت برامجها أثر وفاة الملك فهد عبدالله المغلوث من واشنطن: خيم الحزن على السفارة السعودية في واشنطن طوال يوم الاثنين الموافق الأول من آب(أغسطس) 2005 أثر وفاة خادم الحرمين الشريفين عن عمر يناهز 84 عاماً، وأعلنت السفارة أنها لن تغلق أبوابها وسيتسمر الدوام بشكل طبيعي على أن يتم استقبال المعزين في مقر السفارة بواشنطن دي سي لمدة 3 أيام ابتداءا من غد الثلاثاء من الساعة الواحدة ظهراً حتى الرابعة عصرا، بينما الأربعاء والخميس سيتم استقبال المعزين من الساعة العاشرة صباحا حتى الرابعة عصراً شأنها شأن السفارات السعودية المتوزعة على العالم.
وقد عقد أعضاء السفارة والملحقية الثقافية اجتماعات متعددة من أجل متابعة العمل على نحو اعتيادي وفق التوجيهات الرسمية التي تستمد قراراتها من الشريعة الإسلامية...
ويقوم بأعمال السفارة حاليا الأستاذ رحاب مسعود بينما الدكتور مزيد بن إبراهيم المزيد ملحقا ثقافيا...
يقول الصحافي روبرت فيل المتخصص في الشأن السعودي لـ "إيلاف" أنه شعر بفقد السعودية للملك فهد من وجوه العاملين في سفارة السعودية بواشنطن من سعوديين واجانب.
أما المشرف الدراسي في الملحقية الدكتور عبدالله صبيح فلم يستطع أن يخفي دموعه التي تتدفق من صوته بعد ان فقد رجلا خدم وطنه والإسلام: "غيابة سيترك فراغا كبيرا، سأظل ادعو له ماحييت أن يسكنه فسيح جناته".
يقول الدكتور الفلسطيني صبيح الذي يعمل في الملحقية الثقافية السعودية منذ 7 سنوات أن ابناء جلدته يدركون جيدا حجم التضحيات التي قدمها في سبيل الشعب الفلسطيني : "لايمكن أن ننساها".
ويستشهد بقول الشاعر: "وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر".
الحزن الذي عبر عنه الدكتور عبدالله يسكن قسمات السفارة برمتها التي تلقت آلاف الاتصالات منذ صباح اليوم من رجال الاعلام والسياسة الذين تلقوا اجابات لأسئلتهم واستفساراتهم وتعازيهم...

على غرار جميع اسلافه اقام العاهل السعودي الملك فهد الذي اعلنت وفاته اليوم الاثنين علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، الا ان هذه العلاقات اصيبت بنكسة جدية بعد اعتداءات الحادي عشر من ايلول(سبتمبر) 2001 التي كان 15 من منفذيها الـ19 من السعوديين.
ورغم تحالفها مع واشنطن نأت العربية السعودية بنفسها عن بعض جوانب الدبلوماسية الاميركية خلال السنوات الاخيرة من حياة الملك فهد بسبب مواقف واشنطن المساندة لاسرائيل. وكان الامير عبدالله يقود البلاد في هذه الفترة كولي للعهد بسبب مرض اخيه غير الشقيق.
وتوصف العلاقة بين الرياض وواشنطن بـ"التحالف الاستراتيجي" وهي تستند الى تصميم الولايات المتحدة على ضمان استمرار التزود بالنفط السعودي، وحاجة الرياض الى حماية منابع نفطها.
وتجسد هذا التلاقي في المصالح بشكل واضح لدى قيام قوات صدام حسين باجتياح الكويت في آب(اغسطس) 1990 وبدات المخاوف من احتمال تقدمه باتجاه المنطقة الشرقية في المملكة حيث منابع النفط الاساسية.
عندها سمح الملك فهد بنشر مئات الاف الجنود الاميركيين في المملكة التي انطلقوا منها لتحرير الكويت عام 1991.
وخلال السنوات التي تلت كانت الطائرات الاميركية مع طائرات اخرى تابعة لقوات التحالف تقلع من قواعد عسكرية في العربية السعودية لفرض احترام "منطقة الحظر الجوي" التي اقيمت في جنوب العراق، ما اثار غضب الاصوليين السعوديين الذين استنكروا "وجود الكفار" على ارض الحرمين الشريفين.
وفي منتصف التسعينات تمكن المتطرفون الاسلاميون من ارتكاب اعتداءين استهدفا المصالح الاميركية في المملكة.
الا ان الوجود العسكري الاميركي خفض بشكل كبير في المملكة عندما شن انصار بن لادن سلسلة من الاعتداءات استهدفت مصالح غربية وسعودية في ايار/مايو 2003.
وشهدت العلاقات بين واشنطن والرياض نكسة كبيرة عندما تبين ان 15 من مرتكبي اعتداءات نيويورك وواشنطن الـ 19 عام 2001 هم من السعوديين.
وخلال الهجوم الاميركي على افغانستان في خريف العام 2001 لاسقاط نظام طالبان تصرفت الرياض بحذر شديد مع هذه الحرب خصوصا وانها كانت من الدول النادرة التي اقامت علاقات دبلوماسية مع نظام طالبان.
ويتعارض هذا الموقف مع السياسة السعودية التي كانت تقوم على دعم المجاهدين الافغان خصوصا ابان الاحتلال السوفياتي لافغانستان.
ولما قررت الولايات المتحدة اجتياح العراق في اذار(مارس) 2003 للاطاحة بنظام صدام حسين شددت الرياض على ضرورة حصول تفويض من مجلس الامن قبل القيام بعملية عسكرية ضد العراق.
وبعد تعثر الاتفاق على قرار في مجلس الامن قررت الولايات المتحدة شن حرب على العراق انطلاقا من قطر بشكل خاص، ونقل مركز قيادة القوات الاميركية في الخليج من قاعدة الامير سلطان في المملكة الى قطر لينتهي بذلك الوجود العسكري الاميركي في المملكة الذي دام 13 عاما.
وسرعان ما باشرت السلطات السعودية حملة ملاحقات واسعة بحق الناشطين في تنظيم القاعدة في السعودية.
ومنذ ذلك الوقت يصف البلدان نفسيهما بالشريكين في الحرب على الارهاب.
وتميزت السياسة الخارجية السعودية خلال تسلم الامير عبدالله السلطة الفعلية في البلاد بالسعي الى تنسيق المواقف مع الدول العربية، وقدم مبادرة لانهاء النزاع العربي الاسرائيلي اقرتها قمة بيروت العربية عام 2002.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف