قادة لبنانيون يرفضون تعاونا امنيا مع سوريا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت: رفض عدد من القادة اللبنانيين اليوم اقتراحا سوريا نقلته المملكة العربية السعودية من اجل وقف الحملات الاعلامية وقيام تعاون امني بين لبنان وسوريا. ورفض هذا الاقتراح بعد ان دعت كل من باريس وواشنطن دمشق الى التعاون مع لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.
واثارت وساطة قام بها العاهل السعودي الملك عبدالله بدعم من الرئيس المصري حسني مبارك من اجل قيام تعاون امني وهدنة في الحملات الاعلامية بين سوريا ولبنان، غضب العديد من السياسيين اللبنانيين الرافضين لعودة النفوذ السوري الى بلدهم.
وقال الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط اليوم الخميس لوكالة فرانس برس "ان الافكار التي تطرحها دمشق هي مناورة لايجاد موطئ قدم مجددا عندنا". واضاف جنبلاط "ان المناورة السورية فشلت وطوي الملف. السعودية لديها نوايا حسنة حيال لبنان"، مضيفا انه اطمأن الى نوايا الرياض بعد عودة موفده الوزير غازي العريضي الاربعاء من السعودية.
وكان جنبلاط دعا اخيرا الى "اطاحة نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد" وقام بحملة ناشطة من اجل تعبئة الطبقة السياسية اللبنانية ضد "حل يفرض من الخارج" للازمة اللبنانية السورية. وقام جنبلاط بمبادرة للتقرب من خصمه السابق النائب المسيحي العماد ميشال عون ما حمل الاخير على الانضمام اليه في رفض "ما يحاك في السعودية".
وقد اعلن جنبلاط الثلاثاء "اننا نشكر السعودية لكننا نحن من سيقرر".
وقال النائب السابق المسيحي فارس سعيد ان "دمشق قدمت بواسطة الرياض اقتراحات غير مقبولة تضمن عودة النفود السوري من الباب العريض وهي تواصل تهديدنا بزعزعة الاستقرار وتشتمنا في وسائل اعلامها". وقال سعيد لوكالة فرانس برس ان سوريا "تريد انشاء لجنة امنية ودبلوماسية مشتركة وتقترح وقف الحملات الاعلامية المعادية وتقبل بترسيم الحدود مع لبنان بدون التعهد بجدول زمني".
وسيلتقي رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة الرئيس مبارك الخميس في شرم الشيخ (مصر). وقالت مصادر رسمية مصرية ان مبارك سيبحث مع السنيورة "آخر المستجدات على الساحة اللبنانية والعديد من القضايا في ضوء الاتصالات والمساعي التي تبذلها مصر والسعودية لرأب الصدع في العلاقات اللبنانية السورية".
وتأتي زيارة السنيورة الى مصر بعد اربعة ايام من زيارة قام بها الرئيس السوري بشار الاسد الى الذي زار ايضا قبل ذلك السعودية.
ويبحث بشار الاسد مع نظيريه السعودي والمصري اللذين التقاهما في السعودية ومصر الاحد عن صيغة تسوية تسمح له بالتقاء لجنة التحقيق الدولية التي تشتبه بتورط دمشق في اغتيال الحريري.
وقد اكد وزير الاعلام السوري مهدي دخل الله اليوم ان سوريا مستعدة للتعاون "الكامل" مع لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رفيق الحريري "شرط ان يستند هذا التعاون الى القواعد القانونية".
وقال دخل الله ردا على سؤال عن امكانية لقاء الرئيس السوري لجنة التحقيق، ان "سوريا تؤكد دائما على مبدأ التعاون الكامل مع اللجنة الدولية للتحقيق شرط ان يستند هذا التعاون الى القواعد القانونية المعروفة واحترام سيادة سوريا".
ووجهت الولايات المتحدة وفرنسا بفارق يومين تحذيرات شديدة اللهجة الى سوريا. وهددت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس امس الاربعاء بالعودة الى مجلس الامن "اذا ما استمر السوريون في اعاقة" التحقيق.
وقالت رايس "على سوريا ان تضع حدا نهائيا لتدخلاتها في القضايا الداخلية اللبنانية وفق ما نص عليه القرار 1559".
من جهته اعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك الثلاثاء انه ينتظر من "سوريا تعاونا كاملا في اعمال لجنة التحقيق الدولية". وقال "على المحرضين على الاعتداءات ومخططي زعزعة الاستقرار في لبنان ان يدركوا ان زمن التدخلات والافلات من العقاب قد ولى".
وبعد اغتيال رفيق الحريري في 14 شباط/فبراير في عملية تفجير في بيروت، ارغمت سوريا بموجب قرار مجلس الامن 1559 وتحت الضغوط الدولية والشعبية اللبنانية على سحب قواتها المتمركزة في لبنان منذ 29 عاما وقد اتمت هذا الانسحاب في 26 نيسان/ابريل.
كما طالب مجلس الامن الدولي سوريا في القرارين 1644 و1636 الصادرين في 15 تشرين الاول/اكتوبر و15 كانون الاول/ديسمبر بالتعاون مع لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري التي تم تشكيلها في نيسان/ابريل بموجب القرار 1595.
واصدر مجلس الامن قراراته بموجب الفصل السابع من شرعة الامم المتحدة الذي ينص على اللجوء الى القوة في حال رفضت سوريا التعاون.
سوريا: المحققون الدوليون لا يمكنهم لقاء الاسد
في المقابل قال وزير الاعلام السوري مهدي دخل الله اليوم ان فريق التحقيق الدولي في واقعة اغتيال الحريري لا يمكنه لقاء الرئيس السوري بشار الاسد.
وقال دخل الله في تصريحات للاذاعة المصرية التقطتها هيئة الاذاعة البريطانية ان سوريا سترفض أي لقاء بين لجنة التحقيق الدولية والاسد لان الامر متعلق بسيادة سوريا.
وسعى الفريق الذي يجري تحقيقا في مقتل الحريري في 14 فبراير شباط لاجراء مقابلة مع الاسد. وكان دبلوماسيون قالوا في وقت سابق إن الزعيم السوري رفض ذلك.
وأضاف دخل الله إن سوريا ملتزمة باستقلالها وسيادتها وان ذلك خط أحمر لا يمكن تجاوزه.
ونفت سوريا بشدة أن تكون قد لعبت دورا في اغتيال الحريري.ولكن نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام اتهم الاسد بأنه أصدر الامر بقتل الحريري.
وعندما سئل ان كان يعتقد أن الاسد مسؤول بصفة مباشرة عن اغتيال الحريري في بيروت في فبراير شباط الماضي قال خدام لقناة سكاي البريطانية في مقابلة اذيعت يوم الخميس "في اعتقادي نعم .. قناعتي الشخصية هي انه أمر بذلك."واضاف "لكن في نهاية الامر يوجد تحقيق. ويجب ان يصدروا القرار النهائي."
ودعت الولايات المتحدة سوريا للكف عما قالت إنه "تعطيل" والاستجابة بصورة ايجابية لمطالب المحققين لاجراء مقابلات مع مسؤولين.