أخبار

عائلات ضحايا التدافع في منى تبحث عن مفقودين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

مصريون وأفارقة وسعوديون وغيرهم من دول آسيوية
عائلات ضحايا التدافع في منى تبحث عن مفقودين

منى : تواصل عائلات بكاملها اليوم عمليات البحث اليائسة عن افراد منها بعد مأساة التدافع على جسر الجمرات في منى التي ذهب ضحيتها 362 حاجا وعزتها السلطات السعودية الى حجاج "غير نظاميين".

وامام حائط في مستشفى منى العام في شرق مكة المكرمة (غرب) علقت عليه صور لوجوه ضحايا قضوا في تدافع امس الخميس، وقف اشخاص باكين محاولين البحث عن صورة لقريب فقدوا اثره والحصول على معلومات عن المفقودين. وقتل 362 حاجا بينهم مئة مصري فيما اصيب ثلاثمئة اخرون تقريبا بجروح في التدافع الذي حصل بعد ظهر امس الخميس على جسر الجمرات في منى في آخر ايام عيد الاضحى.

وقال نائب مدير مشرحة قرب منى حسين صالح بهشوان "لدينا الان 362 قتيلا بينهم تقريبا نحو مئة مصري". وقال مدير عمليات الانقاذ في مجمع طوارئ المعيصم الدكتور خالد ياسين "اكثر المتوفين هم مصريون وافارقة وسعوديون وغيرهم من دول آسيوية". وقتل على الاقل ايضا ثلاثون باكستانيا و26 هنديا واربعة صينيين واندونيسيان وفرنسية واحدة، وذلك استنادا الى ما افادت به وزارات خارجية بلادهم.

ودخل اشخاص الواحد تلو الآخر الى الغرفة التي ملأت جدرانها صور القتلى داخل مشرحة مجمع المعيصم بالقرب من منى للتعرف على صور اقرباء لهم. وجثا آخرون امام شاشة عرضت عليها صور لجثث مغطاة وانما مكشوفة الوجه ومغمضة العينين. وقام بعض الاشخاص بتفحص صور لا تحمل اسماء علقت خلف الواح زجاجية على الجدران. وانهارت حاجة اندونيسية بالبكاء بعدما تعرفت على صورة شقيقتها بين صور الضحايا.

وحصلت مشاجرة كلامية بين طبيب جزائري مرافق للبعثة الجزائرية الرسمية الى الحج التي تضم 35 الف حاج، والمسؤولين عن المشرحة، اذ اعترض الاول على طريقة عرض صور الضحايا على الجدران من دون اسماء او اي عناصر تعرف عنهم.

وقال الدكتور حسين طيباوي (45 عاما) بغضب "لكل حاج سوار في يده يحمل اسمه ورقم جوازه، من غير الممكن نزع هذا السوار الذي كان ليسهل عملنا بدرجة كبيرة".

واذ تمكن من التعرف على امرأة من مجموعته، كان هذا الطبيب يتابع البحث عن 35 حاجا جزائريا مفقودا، علما ان 12 جزائريا قضوا في انهيار مبنى فندق بالقرب من الحرم المكي قبل اسبوع في حادثة قتل فيها 76 شخصا.

كما شكا طيباوي من عدم تعاون المسؤولين عن الاجهزة المختصة بشؤون الوافدين والحجاج التي تحتفظ بكل جوازات سفر الحجاج. وقال ان "دعمهم لا شيء، صفر، لا شيء".

من جهته، دافع بهشوان عن صوابية التدابير المتخذة، مشددا على صعوبة التعرف على هوية الحجاج المتوفين ومشيرا الى انه تم تسليم جثث 28 شخصا فقط الى ذويهم حتى الساعة الحادية عشرة (7.00 تغ).

وينظر اهالي معظم الضحايا الى الذين فقدوهم على انهم شهداء وقد اختار قسم منهم ان يدفنوهم في مكة المكرمة.

من صور التدافع أمس وكانت الرياض القت اللوم في هذه المأساة على "حجاج غير نظاميين" لا ينتمون الى مجموعات حج منظمة. الا ان بعض الشهود العيان افادوا ان الشرطة اقدمت على اغلاق الطريق على جسر الجمرات ما اوقف سير الحجيج وتسبب بزحمة وتدافع شديدين، فيما اكد اخرون ان الحجاج كانوا على عجلة لاتمام آخر مناسك الحج الذي شارك فيه هذه السنة اكثر من 2.5 مليون مسلم من العالم اجمع.

وقال ولي العهد السعودي الامير سلطان بن عبد العزيز في ملاحظات نشرتها صحيفة الشرق الاوسط السعودية اليوم ان الحجاج كانوا يقيمون شعائر الرجم في الايام السابقة من دون تسجيل اي حادثة تذكر. واضاف ولي العهد "الذي حدث هو ان اكثر من 12 شخصا كانوا يحملون عفشا كبيرا على ظهورهم فسقطوا بالازدحام في الارض وسقط بعضهم على بعض".

وتابع الامير سلطان "صار يسقط الواحد على الآخر حتى توفي حوالى ثلاثمئة شخص". واشار الى انه تم منع الحجاج اصلا من "نقل العفش واعمالهم واشغالهم على اكتافهم وقت الرجم".

وكان وزير الصحة السعودي حمد بن عبدالله المانع اكد للصحافيين امس الخميس من داخل مستشفى منى العام "ان المشكلة كانت حجاجا غير نظاميين ومشكلة الامتعة".

الرجم وكانت وكالة الانباء السعودية نقلت عن المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور بن سلطان التركي قوله ان الحادثة وقعت بسبب "سقوط حجم كبير من الامتعة المنقولة مع الحجاج"، مشيرا الى ان "التدافع حصل عند مدخل جسر الجمرات الشرقي".

وتعد شعائر رمي الجمرات الثلاث من اخطر المراحل في مناسك الحج لانها تشهد ازدحاما وحماسة كبيرين.
وقتل 76 شخصا في انهيار فندق "لؤلؤة الخير" القريب من الحرم المكي الخميس الماضي.

وعمل اكثر من ستين الف عنصر من الاجهزة الامنية والطبية واجهزة الطوارئ لتنظيم موسم الحج هذه السنة وقد بذلت جهود كبيرة للحيلولة دون حصول حوادث ماساوية. وقتل حوالى 250 حاجا في تدافع عام 2004 بينما قضى 1426 شخصا في ظروف مشابهة في موسم الحج عام 1990.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف