السعودية تستدعي سفيرها في الدانمرك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
على خلفية إساءات صحافية إلى الإسلام والنبي محمد
السعودية تستدعي سفيرها في الدانمرك
سلطان القحطاني من الرياض:فيما قد يعد انعكاسا للمزاج الشعبي السعودي العام ورأي النخبة الدينية في المملكة العربية السعودية، قررت الرياض اليوم استدعاء سفيرها لدى الدانمرك محمد الحجيلان، على خلفية إساءات صحافية الإسلام والنبي محمد في إحدى الصحف من خلال رسوم كاريكاتيرية نشرت في سبتمبر/ أيلول الماضي.
وكان السفير الدانمركي لدى الحكومة السعودية قد أصدر بياناً الأسبوع الماضي قال فيه أن حكومة بلاده تبدي احترامها للإسلام، وأن الصحيفة التي نشرت الرسوم الكاريكوتورية مستقلة لا علاقة لها بالحكومة، إلا أن ذلك لم يقدم ولم يؤخر بالنسبة إلى السعوديين الذين باشروا مقاطعة المنتجات الدانمركية.
ويأتي هذا القرار السياسي بعد يومين من إصدار مفتي السعودية، وهو أعلى مرجعية دينية في المملكة المحافظة، بياناً شدد فيه على وجوب معاقبة الصحيفة الدانمركية "جيلاندز بوستن" لنشرها هذه الإساءة إلى النبي محمد، مطالباً بتدخل الحكومة الدانمركية في معاقبة الصحيفة واعتذارها عن هذه "الفعلة الشنعاء" على حد تعبيره.
وقال المفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ: " يجب أن تفرض (الحكومة الدانمركية) عقوبة رادعة على الذين شاركوا في إثارة هذا الموضوع"، مضيفا "أن هذا أقل شيء يطالب به المسلمون". وتتزامن دعوة مفتي السعودية مع انتقادات من جمعية "العلماء المسلمين الجزائريين" لصمت السلطات في كل من الدانمرك والنرويج عن تلك الحملة ضد الرسول بدعوى حماية حرية التعبير.
وشهدت العاصمة الموريتانية نواكشوط مظاهرات طلابية غاضبة على مدى أيام طالبت بمقاطعة حكومتي البلدين الأوربيين إذا لم تقدما اعتذارا عن تلك الإساءات، بينما دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين السبت الماضي الحكومات الإسلامية والعربية إلى ممارسة كل ما تملك من وسائل الضغط السياسي والدبلوماسي على الحكومتين الدانمركية والنرويجية لوقف حملات الإساءة إلى النبي محمد.
وعبر الرسائل النصية للهواتف المحمولة حض السعوديين بعضهم البعض على مقاطعة المنتجات الدانمركية،ونتيجة لذلك استجابت مُعظم المراكز التجارية الكبرى في العاصمة لقرار الحظر الشعبي وأوقفت استيراد البضائع الدانمركية، بينما أيد كتابٌ سعوديون خلال الأيام الماضية موقف المقاطعة،وطالبوا بتفعيله سياسياَ.
وبذلك تكون الحكومة السعودية أول دولة تقوم بإجراء دبلوماسي ضد الدانمرك بسبب هذه الإساءة الدينية، فيما تكهنت مصادر متطابقة بأن تحذو دول إسلامية حذو الرياض في إجراء المقاطعة، مما يستلزم تدخل منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية، ولوبيات الضغط العربي داخل عواصم صنع القرار الأوروبية.
وقال معلقون خليجيون أن الحكومة السعودية تقوم بهذه المبادرة باعتبار أنها "الدولة ذات الريادة الدينية كونها تحتضن أهم بقعتين مقدستين للعالم الإسلامي"، مما جعلها في موقع مسؤولية "لم تتنصل منها" كما رأى المعلقون،رغم الآثار الاقتصادية التي قد تنتج من قرار المقاطعة.
وأوضح محلل لـ"إيلاف" أن ثمة بونا شاسعا مابين "الاستدعاء" و "السحب" في دهاليز اللغة الدبلوماسية، وهو ما يجعلُ "الكرة الآن في الملعب الدانمركي لئلا يتصعد الأمر أكثر إلى سحب السفير وإنهاء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين"، وهو أمر لم يتوقع محللون كثر أن يتم في نهاية الأمر.
وكانت صحيفة "جيلاندز بوستن" ،وهي أكبر صحيفة في الدانمرك، قد نشرت في سبتمبر الماضي 12 رسما كاريكاتيريا مسيئا إلى النبي محمد. ويصور أحد هذه الرسوم الرسول وهو يحمل فيما يبدو قنبلة داخل عمامته، ثم قامت مجلة نرويجية قليلة الانتشار بإعادة نشر هذه الرسوم في وقت سابق من الشهر الجاري.
وهذا هو الاستدعاء الثاني خلال أشهر لسفير سعودي من دولة أجنبية على خلفية إساءات ذات بعد ديني، وكان الاستدعاء الأول للسفير السعودي لدى المجر على خلفية "دعابة سياسية" من رئيس الوزراء المجري لم تكن في محلها وأغضبت الساسة السعوديين.