البرغوثي يدعو لنقل السلطات لحماس بهدوء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بشار دراغمه من رام الله: دعا النائب الأسير مروان البرغوثي، أمين سر حركة فتح، ورئيس قائمتها في الانتخابات التشريعية، إلى ضرورة احترام القانون والنظام والهدوء عند نقل السلطات إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ودعا البرغوثي في رسالة وجهها من داخل سجنه حركة حماس إلى ضرورة تحمل مسؤولياتها الوطنية في الحفاظ على مكتسبات الشعب الفلسطيني وإنجازاته، مؤكداأن كتلته البرلمانية التي حصلت على 37 مقعدا ستقوم بواجبها في المجلس التشريعي على أكمل وجه ولن تلتفت إلى أنها كانت الكتلة الخاسرة في هذه الانتخابات.
وقال: " فتح ستؤدي رسالتها بأعلى درجات المسؤولية الوطنية، وستقدم صورة جديدة، بروح جديدة للمعارضة البرلمانية الفلسطينية، تتحلى بالحكمة والمسؤولية والشجاعة والموضوعية، بما يخدم المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، ونتعهد ان تقوم فتح بدورها في حماية النظام الديمقراطي الفلسطيني، وسيادة القانون والنظام العام والحريات العامة والفردية، وحماية تداول السلطات
وأشاد النائب البرغوثي، بجهود كافة الفعاليات والقوى والمؤسسات، التي وفرت الأسباب والظروف المناسبة لإنجاح الانتخابات التشريعية، خاصة أجهزة الأمن وقوات الشرطة وكافة التشكيلات العسكرية لقوى المقاومة.
ودعا البرغوثي، كافة أبناء ومناصري فتح، إلى الاستمرار في إعطاء القدوة والمثل والنموذج لشعبنا، بكافة قواه في احترام خيارات شعبنا وإرادته، من أجل الضمانة للنظام الديمقراطي ووحدة شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات".
فتح تتراجع وتلمح إلى إمكانية مشاركتها في حكومة حماس
وفي تطور لافت ألمحت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) إلى أنها من الممكن أن تشارك في حكومة تشكلها حركة حماس، إذا ظهر هناك توافق واتفاق على برنامج العمل السياسي، وكانت فتح قد أعلنت بعد خسارتها في الانتخابات التشريعية أنها لن تشارك في حكومة حماس وستبقى في صفوف المعارضة.
وقال نبيل شعث، نائب رئيس الوزراء الفلسطيني وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح ردا على تصريحات رئيس المكتب السياسي لحماس والتي دعا فيها كافة الفصائل إلى الدخول في حكومة حماس قال: " نحن نبادل الأخ خالد مشعل الاستعداد للعمل المشترك والنوايا الطيبة "، وأضاف شعث :"فتح لن تشارك في الحكومة المقبلة دون الاتفاق على برنامج سياسي، وفي الوقت نفسه فإنها لن تضع العراقيل في طريق تشكيلها" وأكد شعث أن فتح ستتعاون مع حماس مستقبلا، وأضاف :" لكن ذلك مرهون بالتزام حماس بالحكم من خلال الدستور الفلسطيني والقانون الأساسي الذي يعتبر المرجعية الأولى للشعب الفلسطيني.
وفي مؤتمر صحافي عقده شعث أكد أن سبب فشل فتح في الفوز بهذه الانتخابات يعود إلى اخطاء وقعت داخل الحركة ومنها فشل الانتخابات الداخلية لاختيار مرشحي الحركة في الانتخابات، وترشح كوادر من فتح للانتخابات بشكل مستقل.
حماس يمكن ان تشكل حكومة تكنوقراط
ولفت مسؤولان في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) اليوم الى امكانية تشكيل حكومة "تكنوقراط". وقال المسؤول في حماس غازي احمد حمد "ان حماس على اتصال مع حركة فتح. واذا رفضت الانضمام الى حكومة حماس، سنحاول تشكيل حكومة تكنوقراط". الا انه اشار الى ان الاولوية هي "لتشكيل حكومة ائتلافية مع فتح وكل المجموعات السياسية. هذا سيسمح بتامين ظروف مستقرة وبإعطاء الامل للناس".
وقال مسؤول آخر في حماس يحيى موسى ان عدد النواب لن يكون كبيرا داخل الحكومة. وقال في بيان ان حماس "تتجه الى تشكيل حكومة غالبية اعضائها غير برلمانية". واضاف ان مثل هذه الحكومة "ستسمح للنواب المنتخبين بممارسة مهامهم التشريعية وبمراقبة" المؤسسات. واشار الى ان "المشاورات مستمرة من اجل تسمية رئيس وزراء". من جهة ثانية، اكد موسى ان حركته تدرس احتمال ارسال وفد في جولة الى الدول العربية واوروبا "لتوضيح مواقفها" من مسائل متعددة. وعبرت دول كثيرة عن قلقها بعد فوز حماس المتشددة في الانتخابات التشريعية لا سيما ازاء ما يتعلق بمفاوضات السلام مع اسرائيل.
حرب كلامية بين الشاباك والاستخبارات الاسرائيلية
وفي المشهد الداخلي الإسرائيلي إرباك، وتوتر، وتبادل الإتهامات. تلك هي حال إسرائيل بعد الفوز الكاسح الذي حققته حركة حماس على غريمتها فتح في الإنتخابات التشريعية الفلسطينية، حيث تمكنت حماس من حصد 76 مقعدا إضافة إلى 4 مقاعد للمستقلين الذين دعمتهم حماس،بينما لم تتمكن حركة فتح من الحصول سوى على 37 مقعدا. وفي إسرائيل لم يكن وقع الخبر سهلا على الأجهزة الأمنية خاصة جهازي الشاباك والاستخبارات، وبدأ قادة هذه الأجهزة بتبادل الاتهامات لعدم توقع فوز حماس، وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن حركة فتح هي من ستفوز في الانتخابات.
الأمن الإسرائيلي اعتمد على العملاء والصحف
وبلغت الاتهامات ذروتها لجهازي الشاباك والاستخبارات نظرا لعدم عملهم بطريقة علمية، من اجل معرفة من سيفوز في الانتخابات،حيث لجأ جهاز الشاباك إلى توقع من الفائز في الانتخابات من خلال تقارير العملاء الفلسطينيين التابعين له،بينما استعان جهاز الاستخبارات بما نشرته الصحف الفلسطينية من استطلاعات للرأي، إلا أن هذه الاستطلاعات كانت توقعت فوز حركة فتح بالأغلبية البرلمانية.
وقالت القناة التلفزيونية الإسرائيلية إن رئيس الشاباك يوفال ديسكين كان قد المح عدة مرات خلال مداولات أمنية جرت خلال الأسابيع القليلة الماضية بأنه لن يفاجأ في حال فازت حماس.
إسرائيل أمام الفوز ... ما العمل؟
الحكومة الإسرائيلية نفسها عاشت حالة من الإرباك في أعقاب الإعلان عن نتائج الانتخابات الفلسطينية، وخرجت التصريحات الإسرائيلية متناقضة حينا، ومتوافقة حينا آخر، وغامضة مرة ثالثة.
القائم بأعمال رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، لم يتمالك أعصابه واعلن انه لا يمكن التفاوض مع حكومة حماس، أو حتى إذا كان هناك وزير واحد من حماس في الحكومة الفلسطينية، وقال :" السلطة الفلسطينية بقيادة حماس ليست شريكا، وإذا تشكلت حكومة برئاسة حماس أو بمشاركتها ستصبح السلطة الفلسطينية سلطة داعمة للإرهاب، وبالتالي فان العالم سيتجاهل هذه الحكومة لجعلها بدون أي شأن يذكر".
لكن أولمرت الذي اطلق هذه التصريحات عاد بنفسه ليقول:" علينا التريث لنرى ماذا ستفعل حماس" وأضاف :" علينا عدم الإسراع في الرد الإسرائيلي والتصرف بصبر وانتظار التطورات في الجانب الفلسطيني، وفي الوقت نفسه الإصرار على كل المطالب الإسرائيلية من السلطة ومواصلة مكافحة الإرهاب".
لكن مرة أخرى تعود إسرائيل وتقرر أنها ستوقف الدعم المالي عن السلطة، إلا أن هذا القرار لم يدم طويلا، وسرعان ما أعلنت أنها ستقوم بتحويل أموال الضرائب التي تمت جبايتها على المعابر، والتي تصل إلى 200 مليون شيكل، إلى السلطة الفلسطينية في مطلع الشهر المقبل.