أخبار

الاسد صابر في انتظار تحقيق السلام

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


لندن: يبدو الارتياح واضحا على الرئيس السوري بشار الاسد برغم التجاهل العلني الذي اظهرته تجاهه وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس خلال جولتها الشرق أوسطية الاخيرة.

ومن وجهة نظره فإن الاخطار التي تواجه اسرائيل : لا محادثات مع سوريا الا اذا نأت بنفسها عن النشطاء ه تراجعت، اذ ان فشل اسرائيل في تدمير حزب الله خلال هجماتها الاخيرة على لبنان في الصيف يعني ان سوريا، وهي داعمة لحزب الله، لم تعد تخشى هجوما اسرائيليا.

ولايبدو ان ثمة أي فرصة بأن تقوم الولايات المتحدة، التي اضعفتها اخفاقاتها في العراق وشوشتها مواجهاتها مع ايران وكوريا الشمالية، بأي تحرك ضد سوريا.

كما ان في حوزة الرئيس الاسد ميزة هامة اخرى فهو قادر على ان يراهن على الوقت.، فقد كان والده رئيسا مدى الحياة قبل ان يخلفه في العام 2000. اما هو فإنه لا يخشى الانتخابات.

ويشعر الاسد بوضوح ان الحكومة الاسرائيلية الحالية اضعف بكثير من ان تحقق اتفاق سلام دائم.

لكن يعلم انه لا يمكن تحقيق أي شيء من دون واشنطن وهو يشعر بالمرارة حول ما يعتبره عدم قدرة الرئيس الامريكي جورج بوش على السعي لتحقيق السلام في الشرق الاوسط.

وقال الاسد "حتى الآن لا تملك الولايات المتحدة الارادة كي تلعب دورها ولا تملك الرؤية لتحقيق السلام. وبالطبع فانها لا تملك رؤية حيال العراق ولا رؤية حيال الارهاب فضلا عن قضايا كثيرة اخرى".

وضمنيا فانه يستبعد أي فرصة لتحقيق اتفاق سلام شامل حتى يغادر الرئيس بوش منصبه ويستقر خلفه في منصبه. لذا فاننا نتحدث من وجهة نظر الرئيس السوري عن العام 2009 وما بعده.

وقال الرئيس الاسد انه سبق ان اعطى اشارات الى رغبته في استئناف المحادثات في اسرائيل، وهو ما رفضه رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت لكن سياسيين بارزين آخرين في اسرائيل يعتبرون انه ربما من الضروري فتح حوار مع سوريا.

و عن الاتهامات حول تسليح ومساعدة حزب الله، شدد الاسد على انه اكتفى بتقديم الدعم السياسي ولا شيء آخر، واضاف ان من يريد المقاومة قادر دوما على ايجاد السلاح.

واُتهم الرئيس الاسد ايضا بمساعدة المسلحين في العراق، و عما اذا كان مستعدا لمساعدة من قتل الجنود البريطانيين والامريكيين؟

أجاب ان الشعوب لديها الحق في مقاومة أي قوات محتلة وسريا دعمت هذا الحق. لكنه شدد على انه لم يساعد المسلحين في العراق بل انه اشار الى ان سوريا اوقفت الكثير من المسلحين الذين كانوا يحاولون عبور الحدود.

والرئيس الاسد رجل هادئ ودقيق ويبدو اكثر شبها بطبيب العيون وهي المهنة التي مارسها سابقا، من كونه زعيم دولة متهمة بدعم الارهاب.

ويبدو انه يسعى لتقديم مقاربة جديدة في ممارسة السلطة في هذه الدولة الخاضغة تقليديا للحكم الفردي، من خلال اقناع شعبه بضرورة عدم النظر الى رئيسهم كرجل خارق وفائق القدرات.

و عما اذا كان بالفعل الرجل الذي يتحكم بالسلطة او ما اذا كان شخص آخر يقوم بارشاده؟ اكتفى بشار الاسد بالابتسام واجاب بنعم مؤكدا انه يتولى زمام الامور. وقال "لكن بالنسبة إلي فان الخطأ الاكبر هو الاستهزاء بارادة الشعب".

وقد تعرض ربيع دمشق الذي اطلقه للذبول، لكنه شدد على انه ما زال راغبا في توفير مزيد من الانفتاح في سوريا. ثم اضاف "الاصلاح لا يعني فقدان السيطرة".

ورغم هدوئه الملحوظ إلا انك يمكن ان تلمس بين الآونة والاخرى بعض السمات الحديدية التي كانت تميز والده.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف