أبو نصار يدعو لهجمة سلام عربية على إسرائيل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
سمية درويش من غزة: استبعد المحلل السياسي وديع أبو نصار مدير المركز الدولي للاستشارات ، الحديث حاليا عن جولة جديدة من الحرب في لبنان ، غير أنه أكد في حال واصلت إسرائيل إصرارها على الاحتفاظ بمزارع شبعا والقسم الشمالي من قرية الغجر من جهة ، وفي حال واصل حزب الله إصراره على الاحتفاظ بسلاحه فإن جولة كهذه تبقى مسألة وقت.
وقال أبو نصار لـ"إيلاف" ، بان الرسائل المتناقضة الصادرة عن دمشق مؤخرا والتي تارة تظهر سوريا ، على الأقل بنظر حكام إسرائيل ، كمن تبحث عن السلام مع إسرائيل وتارة أخرى تجعلها تبدو وكأنها تعد العدة للحرب ، تضعف التيار الإسرائيلي الضعيف أصلا والمنادي بضرورة التوصل إلى سلام مع سوريا في القريب العاجل ، موضحا بان الأمر الذي يبقي من احتمال اندلاع حرب إسرائيلية-سورية قائما ، وإن كانت فرص حدوث ذلك في المستقبل القريب لا تزال ضئيلة.
وتطرق المتخصص بتقديم خدمات استشارة سياسية وإعلامية لعدد من الحكومات الأجنبية ، إلى التصعيد العسكري الإسرائيلي الواضح ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة ، وذلك في ظل أحاديث متزايدة في الشارع الإسرائيلي عن احتمال وقوع اجتياح إسرائيلي لقطاع غزة وربما حتى بعض مناطق الضفة الغربية على غرار الاجتياح الذي نفذه الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية العام 2002.
وأوضح بان إن الصعوبات الجمة التي تعترض الفلسطينيين في توصلهم إلى تفاهم بين فتح وحماس حول حكومة وحدة وبرنامج واحد والفرص غير الكبيرة حاليا للتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى بين إسرائيل والفلسطينيين ، تؤثر سلبا على العلاقات الفلسطينية-الإسرائيلية التي يغلب عليها الطابع العدائي بالذات خلال الأعوام الستة الماضية ، ومن ثم هنالك من يعتقد بأن الاجتياح الإسرائيلي لبعض المناطق الفلسطينية، ولاسيما قطاع غزة قادم لا محالة.
الصعود والهبوط
ولفت أبو نصار ، الى أن هنالك عدة مؤشرات توحي بأن إسرائيل ستحافظ على نوع من "الصعود والهبوط" في تصعيدها العسكري ضد الفلسطينيين بدلا من أن تقوم باجتياح واسع ، إلا في حال حدوث عمليات فلسطينية التي من شأنها أن تقلب الأمور رأسا على عقب ، موضحا بان بحث إسرائيل المتواصل عن لا شريك في الجانب الفلسطيني يجعلها تتردد في اجتياح المناطق الفلسطينية لأن مثل هذا الاجتياح قد يوحد الفلسطينيين المختلفين حاليا.
وأضاف فهنا لا بد من الحسم بأن أولئك الذين يدعون بأن إسرائيل معنية على مساعدة فتح مخطئون ، لأنه لو أرادت فعلا إسرائيل مساعدة فتح لكانت ساعدت الرئيس ياسر عرفات أو على الأقل الرئيس محمود عباس بالذات عندما كان الأخير يحكم السلطة لمدة تزيد عن العام (بين وفاة عرفات في تشرين الثاني 2004 ونجاح حماس في الانتخابات التشريعية في أواخر كانون ثاني 2006) .
حماس وإسرائيل
وبحسب المحلل السياسي ، فانه ليس صحيحا الحديث بأن إسرائيل معنية وإن كان بشكل غير مباشر ببقاء حماس ، لأن إسرائيل حتما لا ترى بحماس حليفا ، لكنها في الوقت ذاته ترى بحماس وسيلة تساعدها في تسويق فكرة عدم وجود شريك فلسطيني للسلام معها، ومن ثم تلقي اللوم على الجانب الفلسطيني متنصلة من المسؤولية أمام العالم المتعلقة بتعطيل المسيرة السلمية في المنطقة.
وأكد أبو نصار ، إن عدم تمتع أولمرت بحكمة تجعله يستخلص العبر من الحرب الأخيرة في لبنان ومن تدهور الأوضاع في المناطق الفلسطينية ومن التطورات الإقليمية المختلفة التي لا تصب بالضرورة في مصلحة إسرائيل ، كما أن عدم جرأته لقيادة إسرائيل نحو مؤتمر سلام مع أعدائها سيجعل إسرائيل تعيش حالة متواصلة من التوتر مع جيرانها المباشرين وغير المباشرين ، وتضعف ما يسمى بالمعتدلين في العالمين العربي والإسلامي.
هجمة سلام عربية
ولفت الى أن التوجه اليميني الراديكالي للإدارة الأميركية الحالية والموقف شبه المتفرج لسائر اللاعبين الدوليين المهمين لا يساهم في تحسين هذه الصورة غير المتفائلة حول المستقبل القريب للمنطقة ، مضيفا " صحيح أنني قد لا أرى حربا إسرائيلية جديدة خلال الأشهر القليلة المقبلة ، لكنني حتما أرى توترا متزايدا الذي قد يتحول إلى حرب بمجرد وقوع عمل فردي من هذا الطرف أو ذاك" .
وشدد المحلل السياسي ، على الحاجة إلى ما اسماها بهجمة سلام عربية على إسرائيل ، لحث الشارع الإسرائيلي على التوجه إلى سبل السلام بدلا من البحث عن حلول عسكرية التي لم تعد تجد نفعا ، لأن ما حدث في لبنان مؤخرا ، وما يحدث في فلسطين هو دليل قاطع بأن الحلول العسكرية تعقد الأمور أكثر مما تحلها.
الملف النووي الإيراني
ونوه أبو نصار ، الى دعوة رئيس الحكومة الإسرائيلي إيهود أولمرت ، لكبار مسؤولي الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إلى جلسة تشاور حول الملف النووي الإيراني قبل بضعة أيام والتي خرجت بتوصيات مفادها ألا تقوم إسرائيل بعمل انفرادي ضد إيران بل تكثف جهودها لتجنيد أكبر حشد ممكن لاتخاذ موقف عالمي موحد ضد إيران لاسيما إذا ما واصلت الأخيرة إصرارها على المضي قدما في تنفيذ مشروعها النووي ، بالذات إذا ما أرادت احتذت شمال كوريا التي أقدمت مؤخرا على تنفيذ اختبار نووي أثار حفيظة غالبية دول العالم.
وأكد ابو نصار ، بان الاستنتاج للاجتماع الإسرائيلي المذكور ، والذي أوردته وسائل الإعلام الإسرائيلية قبل بضعة أيام ، ينبع بالأساس إثر خشية إسرائيل والولايات المتحدة بأن يؤدي عملا عسكريا إسرائيليا انفراديا ضد إيران ليس فقط إلى رد عسكري إيراني كبير ، ولكن إلى زعزعة ما تبقى من استقرار هش في الشرق الأوسط ، بالذات إثر قدرة إيران تحريك العديد من الأصوليين لضرب أهداف إسرائيلية وأميركية ، ناهيك عن احتمال امتداد مثل هذه العمليات لتصبح حربا إقليمية بسبب التوتر القائم في المنطقة.
وأوضح إن إسرائيل التي انسحبت من جميع الأراضي اللبنانية التي دخلتها خلال الحرب الأخيرة لم تنزع فتيل التوتر مع لبنان عامة ، ومع حزب الله خاصة لأنها مازالت تصر على الاحتفاظ بالقسم الشمالي لقرية الغجر وبمزارع شبعا ، ناهيك عن غياب أفق واضح المعالم لإمكانية التوصل قريبا إلى صفقة تبادل أسرى مع حزب الله بالرغم من الشائعات حول وساطة ألمانية وأخرى دولية بهذا الشأن.