أخبار خاصة

طلعت السادات ينهي اعتصامه

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

"إيلاف" ترصد معارك آل السادات وكواليس الأزمة
طلعت السادات ينهي اعتصامه ويمثل أمام المحكمة


نبيل شرف الدين من القاهرة : مرة أخرى عاود النائب البرلماني المصري، طلعت السادات، التراجع في اللحظة الأخيرة عن تحدي النظام، إذ قرر فض اعتصامه داخل مقر البرلمان، حيث أعلن يوم أمس أنه ينوي مقاطعة محاكمة عسكرية تجرى له بتهمتي نشر شائعات كاذبة وإهانة القوات المسلحة، غير أن طلعت السادات تراجع وتوجه لمقر المحكمة العسكرية ليمثل أمام جلستها الثانية . جاءت خطوة ابن شقيق الرئيس المصري الراحل الذي وجد نفسه فجأة محالاً على محاكمة عسكرية، بعد رفع الحصانة البرلمانية عنه، بصفته نائباً في البرلمان، بعد أن التقى خلال اعتصامه وكيل البرلمان، غير أن طلعت نفى أن يكون قد تلقى وعوداً محددة بإنهاء أزمته على نحو مرضٍ، غير أن أحد أشقائه ألمح إلى "تفاهم ما"، دون الخوض في أية تفاصيل . وتحدثت عدة مصادر في القاهرة عن وساطة تصدت لها شخصيات مقربة من السلطة وأفراداً مقبولين لديها من عائلة السادات يسعون لتمرير اقتراح يقضي بإصدار حكم بالحبس مع إيقاف التنفيذ، وتقديم اعتذار للقوات المسلحة ينشر في الصحف، وهنا تجدر الإشارة إلى أن صحيفتي "الأخبار"، و"الأهرام" الحكوميتين، كانتا نشرتا إعلانين على صفحتين كاملتين باسم طلعت السادات وأقاربه الذين عبروا فيهما عن كامل احترامهم للقوات المسلحة وقائدها العام وزير الدفاع محمد حسين طنطاوي، وقائدها الأعلى الرئيس المصري حسني مبارك .

معارك آل السادات

ومثل كرة الثلج التي كلما تدحرجت كبرت، راحت تصريحات طلعت السادات تداعب ذاكرة المصريين، في لحظة بدا فيها حكم الرئيس الحالي حسني الممتد لأكثر من ربع قرن، قد طال إلى درجة وضعته في مرتبة تالية مباشرة للفترة التي أمضاها محمد علي باشا في حكم مصر، كما أن مبارك الذي انتخب قبل عام لولاية خامسة تنتهي في العام 2011، والمؤشرات تتجه إلى سيناريو توريث محتمل للحكم يخلفه بموجبه ابنه جمال على رأس السلطة في مصر، رغم النفي المتكرر للرئيس المصري ونجله، غير أن دور الأخير يتنامى بشكل مطرد .
وكثيراً ما أثارت تصريحات ومواقف النائب طلعت السادات، وهو ابن عصمت السادات شقيق الرئيس المصري الراحل، عدة صدامات داخل الأسرة وصلت إلى حد التراشق الإعلامي، وكان آخرها ما أدلى به جمال ابن الرئيس أنور السادات في سياق تعقيبه على تصريحات ابن عمه طلعت، متهماً إياه بأنه "يلطخ التاريخ، ويمرمط اسم العائلة بكلامه في المؤتمرات والاذاعة والتلفزيون وانا اجتهد حتى لا أراه لأنه يثيرني ويغضبني بذلك الكلام الذي يسيء لنا كعائلة ولتاريخ أبي، إن كلام طلعت ليس له أي أساس من الصحة، ولا يهدف منه إلا إلى تحقيق مصالحه الشخصية، وعليه ان يصمت حيال ما يتعلق بنا كأسرة فانا شخصيا كفيل بالرد بالنيابة عن ابناء واحفاد الرئيس السادات، وليس طلعت او أي من ابناء عمومتي .
وفي سياق رده علي اتهام طلعت له بالحصول على 5% من أسهم شركة المحمول الثالثة مقابل صمته، قال جمال : "إن هذا الكلام ليس له أي أساس من الصحة، وأحب ان اوضح أنني بالفعل مرشح لرئاسة مجلس إدارتها، حتى لا يتحدث أحد عن ذلك، فليس من المعقول أن أقبض ثمن موت أبي، فهذا غير معقول ولا مقبول" .

وحول الدعوى التي سبق وقال طلعت السادات إنه يعتزم رفعها أمام منظمة الأمم المتحدة، قال جمال السادات إن "هذا أمر سيئ، ولكن عليه ان يقدم اي مستندات تدعم زعمه، وهو يعرف جيدا والعالم كله يعرف كذلك كيف مات السادات ولا يوجد جدل حول ذلك"، على حد تعبيره .
وفي هذاالسياق لا يمكن للمراقب أن يتجاهل التحولات النوعية لعدد غير قليل من خصوم السادات الألداء، الذين غيروا مساراتهم بعد سنوات من رحيله، فالشاعر المعروف أحمد عبد المعطى حجازي دعا إلى إعادة النظر في تقييم أفكار السادات وممارساته السياسية ولا سيما في التسوية مع إسرائيل، والكاتب الراحل لطفي الخولي تحول من معادٍ لإسرائيل، لداعية تطبيع معها لا يقتصر بقبول السلام الفاتر كغيره من النخب السياسية والفكرية، وهناك أيضاً علي سالم الذي كان ناصرياً متشدداً في عهد السادات بات أكبر المبشرين بمنهج السادات.

طلعت في المحكمة

وخلال مؤتمر صحافي عقده داخل مقر البرلمان قال طلعت السادات أمس إنه يعتصم احتجاجا على ما أسماه "تورط القوات المسلحة في نزاع سياسي بينه وبين وزير الداخلية وبينه وبين النظام الحاكم، وزعم أن وزير الداخلية يريد الانتقام منه، بالنظر إلى أن ضابطاً من جهاز مباحث أمن الدولة هو الذي تقدم ببلاغ ضده للمدعي العام العسكري في مصر . وترجع بداية الأزمة إلى مقابلة أجراها طلعت السادات مع فضائية "أوربيت"، وقال فيها إن قادة عسكريين مصريين ربما تورطوا في اغتيال عمه عام 1981، وتصاعد الأمر على نحو سريع وأحيل على النيابة العسكرية التي وجهت إليه اتهامين هما إهانة القوات المسلحة وترويج شائعات من شأنها تكدير الرأي العام، وقد نفى طلعت هذه الاتهامات، وقال إن ما تحدث عنه لوسائل الإعلام عن ظروف وملابسات اغتيال عمه الرئيس الراحل أنور السادات، نقل لما يردده الناس .

وقالت أسرة طلعت السادات إن المحكمة العسكرية لم تلتفت لطلبات قدمها، منها استدعاء وزير الداخلية لمناقشته في أسباب تقدم ضابط في الوزارة بالبلاغ ضده، وضم شريط أذاعته فضائية "الجزيرة" القطرية عن اغتيال السادات في حادث المنصة الشهير . وبينما تقرر حظر النشر في قضية طلعت السادات، فقد أعربت سبع منظمات لحقوق الإنسان مصرية عن انزعاجها بشأن إسقاط الحصانة البرلمانية عنه وإحالته إلى القضاء العسكري .

والتقى طلعت السادات عدداً من النواب الناصريين والمحسوبين على جماعة الإخوان المسلمين، ومنهم : علاء عبدالمنعم وجمال زهران وسعد عبود وسعد الكتاتني ومحسن راضي، الذين تناولوا طعام الإفطار معه داخل البرلمان، بالإضافة إلى أشقائه عفت وزين وأنور عصمت السادات .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف