3 أعياد للفطر في البحرين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
هلال العيد... أزمة تتجدّد سنوياً
البحرين تحتفل بعيد الفطر في ثلاثة أيام مختلفة
وتشكل ظاهرة الاختلاف في ثبوت هلال شهر رمضان للصوم وهلال شهر شوال للعيد حالة إزعاج لأبناء المجتمع البحريني وجميع المسلمين فيه، خصوصاً وأن تغيير تحديد يوم العيد قتل فرحة الأطفال وهم أكثر المتضررين من هذا الاختلاف.
في هذا السياق، يرى رجل الدين البحريني ابراهيم الحسن أن أسباب الاختلاف على رؤية الهلال في المجتمعات الإسلامية ترجع إلى تراكمات سابقة في التفكير والاختلاف السياسي والمذهبي بين أفراد الأمة الإسلامية، كما يعيد السبب إلى عدم التعامل مع هذه المناسبة المهمة التي أصبحت من المظاهر الإسلامية في الشكل المطلوب في ظل تشدد بعض العلماء وعدم الثقة بالشهود وبمن ثبت لديهم.
ويقول الحسن "يجب على المسلمين أن تكون منطلقهم في أية عبادة من مبدأ عام شرعه الله عز وجل في القرآن وهو مبدأ الوحدة وقال عز وجل (أن هذه أمتكم امة واحدة) وللوحدة مظاهر متعددة في الشريعة الإسلامية منها صلاة الجماعة خلف الإمام وكذلك الحج وأيضاً صوم شهر رمضان المبارك لذلك يجب على المسلمين الانتباه إلى مبدأ الوحدة خلال تحديد مطالع الشهور العربية وعلي وجه الخصوص شهر رمضان، ومن هذا المنطلق ومما يدعم مبدأ الوحدة الإسلامية فإنه يجب أن تتحد رؤية هلال رمضان بالنسبة للدول الإسلامية المتقاربة والتي لا تختلف مطالعها والله عز وجل أنعم على الدول الإسلامية بتقارب المسافات والاختلاف في المطالع فيما بينها لا يكاد يذكر وربما يكون معدوما ومن أجل ذلك يجب توحيد المطالع".
وفي البحرين أعلنت وزارة الشؤون الاسلامية البحرينية أن هيئة الرؤيا ستعقد جلستها في قاعة الاجتماعات في وزارة الشؤون الإسلامية مساء يوم السبت ليلة الاحد 29 رمضان الجاري لتلقي الأنباء والشهادات برؤية هلال شهر شوال لعام 1427هـ. ودعت الوزارة فى بيان لها يوم الاربعاء من لديه شهادة تتعلق بالرؤيه إلى الإدلاء بها أمام الهيئة.
وقالت في بيانها "تعلن وزارة الشؤون الاسلامية للجمهور الكريم ان هيئة الرؤيا ستعقد جلستها في قاعة الاجتماعات في وزارة الشؤون الاسلامية مساء يوم السبت ليلة الاحد 29 رمضان الجاري وذلك بمناسبة قدوم عيد الفطر السعيد لتلقي الانباء والشهادات برؤية هلال شهر شوال لعام 1427 هـ لذا نأمل من الجمهور الكريم ان يتقدم مشكورا من لديه شهادة تتعلق بالرؤيه لهيئة الرؤية ليدلي بشاهدته".
ويرى بعض علماء الدين والفلك ضرورة الإفادة من علم الفلك لدقّته، وأن هناك حالة من الازدواجية لدى بعض العلماء والرافضين لدخول الفلك في حسم قرار إثبات الهلال، إذ أن الجميع يعتمد على الحسابات الفلكية في دخول بقية الشهور وعلى مواقيت الصلاة ومواعيد الإفطار والإمساك في شهر رمضان المبارك، وذهب بعض العلماء في عصرنا إلى إثبات الهلال بالحساب الفلكي العلمي القطعي، مشيرين إلى أن الشرع المقدس أكد على ثبوت دخول شهر رمضان أو الخروج منه بالرؤية البصرية، سواء كانت بالعين المجردة أو بواسطة المراصد.
وحول الحسابات الفلكية ودورها في كيفية تحديد مطالع الشهور العربية وخاصة شهر رمضان، يقول الدكتور محمد سليمان أستاذ بحوث الشمس والفضاء في المعهد القومي المصري للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية سابقاً في إحدى تصريحاته الصحافية إن الحسابات الفلكية تختلف من سنة إلى أخرى ومن شهر إلى آخر، وسبب الاختلاف هو مدار القمر حول الأرض وطبيعة سبح القمر في مداره حول الأرض والتي تختلف عن أي جسم سماوي في الكون لأن مدار القمر شبه دائري وذلك يعني إنه يكون في بعض الأوقات اقرب ما يكون من الأرض وفي بعضها يكون أبعد ما يكون منها، كذلك فإن سرعته في مداره حول الأرض تكون كبيرة عند الحضيض وصغيرة عند الأوج، وأيضاً فإن ميل مستوى مداره علي مستوى مدار الأرض حول الشمس يتغيير من وقت لآخر.
ويشير د . سليمان إلى أن الحسابات الفلكية الآن أصبحت بالغة الدقة بنسبة تصل إلي 99.99% في تحديد مطالع الشهور.
أما عن حالات رؤية هلال رمضان فيوضح "تنقسم رؤية الهلال إلى قسمين القاطعة والحرجة، والقاطعة تضم 4 حالات أولها أن يقرب القمر قبل غروب الشمس في جميع البلدان العربية والإسلامية وفي هذه الحالة لا يوجد احتمال للرؤية وبالتالي يحكم بإكمال الشهر "30 يوماً"، وثانيها أن يقرب القمر بعد غروب الشمس في جميع البلدان وفي هذه الحالة تكون احتمالات الرؤية قائمة في أي من هذه البلدان وبالتالي يحكم بدخول الشهر الجديد".
وثالث هذه الحالات حسب د. سليمان هي أن يولد الهلال بعد غروب شمس التاسع والعشرين ويحكم في هذه الحالة بإكمال الشهر "30 يوماً" حيث أن الميلاد يختلف عن الرؤية لأن الميلاد هو لحظة عبور القمر خط الاقتران، أما الرؤية فتتم بعد عبور القمر خط الاقتران بمقدار 8 درجات على الأقل. ورابع هذه الحالات تحدث في كثير من الأحيان حيث تغرب الشمس يوم التاسع والعشرين قبل مولد الهلال وفي هذه الحالة لا تحدث الرؤية ويحكم بإكمال الشهر. أما بالنسبة للحالة الحرجة فهي التي يغرب فيها القمر قبل غروب الشمس في بعض البلدان وبعد غروب الشمس في بعضها الأخر وفي هذه الحالة يترك الأمر لولي الأمر ليحدد بداية الصيام.
الازمة متجددة ومثلما حصل هذا العام سيحصل في الأعوام المقبلة، ولكن التفكير الحالي والتوجه المطروح يكمن في السؤال: لماذا لا يتحد علماء الاسلام ويتفقون على يوم واحد للصيام والإفطار وتجتمع بذلك فرحة العيد في يوم واحد؟.