نواب شيعة وسنة يدعون الى تغيير حكومة المالكي

أسامة مهدي من لندن : دعا نواب يمثلون ثلاث كتل شيعية وسنية في مجلس النواب العراقي الى استقالة حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي والبحث عن بدائل قادرة على ايقاف نزيف الدم العراقي فيما تم فرض حظر التجول في مدينة العمارة الجنوبية اثر معارك بين جيش المهدي والقوات العراقية والاميركية وادت الى مقتل 15 شخصا واصابة 80 اخرين .

فقد طالب كل من صالح المطلك النائب عن جبهة الحوار الوطني العلمانية وظافر العاني النائب عن جبهة التوافق السنية وحسن الشمري عن حزب الفضيلة الاسلامية احد مكونات الائتلاف الشيعي الحاكم بتغيير حكومة المالكي والبحث عن بدائل تستطيع ان توقف نزيف الدم العراقي.
جاء ذلك في حوار ضمن برنامج " في صلب الموضوع " من راديو سوا الليلة وشارك فيه ايضا كل من فؤاد معصوم النائب عن التحالف الكردستاني وصادق الركابي المستشار السياسي للمالكي.
فقد حذر العاني من مخاطر حدوث انقلاب عسكري كونه سيؤدي الى نتائج كارثية مشيرا إلى أن اليأس قد بلغ حده بالشعب العراقي حيث اصبح العديد من افراده يطالبون بعودة صدام حسين وهذا ما يمثل حسب قوله قمة الانهيار الاخلاقي.
أما الدكتور فؤاد معصوم النائب عن قائمة التحالف الكردستاني فقد ارتأى إعطاء فرصة اخرى لحكومة المالكي التي قال انها تواجه تحديات غير مسبوقة مطالبا بمنحها المزيد من الوقت لتثبت نجاحها في تلبية طموحات العراقيين في الامن والاستقرار.
من جهته هّون الركابي من شأن التقرير الذي نشرته صحيفة واشنطن تايمز الاميركية امس و أشارت فيه الى امكانية دعم الادارة الاميركية لسيناريو يقود الى حدوث انقلاب عسكري يطيح بحكومة المالكي وقد يؤدي الى عودة حزب البعث ليحكم العراق مرة أخرى بعد ان بلغت وتيرة العنف حدا خطرا لعدم قدرة حكومة المالكي على لجم الميليشيات العسكرية او الجماعات المسلحة، على حد قول الصحيفة.

وقالت الصحيفة ان المعلومات التي تسربت عن مجموعة دراسة الوضع في العراق التي يرأسها وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر أفادت بأن الرئيس بوش يستعد لانتهاج أسلوب تصحيحي في ما يتعلق بالعراق خلال الأشهر المقبلة. وتنقل الصحيفة عن مصدر في لجنة بيكر قوله إن اللجنة ستوصي بانسحاب تدريجي من العراق حيث يتم سحب5 في المئة من القوات كل شهرين على أن يبقى عدد من هذه القوات في الدول المجاورة كي تتصدى لأي تهديدات رئيسة.
واشارت الى أنه تمت مناقشة سيناريو آخر أخذه معظم الزعماء السياسيين في العراق على محمل الجد يتضمن أن يقوم الجيش العراقي الذي دربه الأميركيون بالتعاون مع عناصر من جيش نظام صدام حسين السابق بانقلاب على حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي التي تعاني مصاعب ووضع رجل قوي مكانه يستطيع إعادة الأمن والنظام إلى البلاد في الوقت الذي ستغض فيه واشنطن الطرف عن الإجراءات التي سيتخذها من أجل تحقيق ذلك.

كما نقلت الصحيفة الأميركية عن شخصية سنية مقيمة حاليا في دبي وتتمتع بعلاقات وطيدة مع ضباط سنة في المنفى في كل من الإمارات والسعودية قولها إن هؤلاء الضباط دأبوا منذ أشهر على مناقشة هذا السيناريو مع شخصيات شيعية معروفة بتوجهاتها العلمانية إضافة إلى عدد من المسؤولين الأميركيين. ويعتقد هؤلاء الضباط أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس بحثت هذا الأمر خلال عدد من الزيارات للسعودية طوال الثمانية أشهر الماضية. وتقول تلك الشخصية التي لم تكشف واشنطن تايمز عن هويتها إن الخطة تقضي بإرجاع عدد من ضباط جيش صدام السابق بشكل تدريجي ويتم بذلك التخلص من الدافع الرئيس لحركة التمرد في العراق.

ويرأس بيكر الذي كان وزيرا للخارجية في عهد الرئيس جورج بوش الأب مجموعة دراسة العراق وهي لجنة تضم أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي تناقش وتعد أفكارا منذ آذار (مارس) الماضي بخصوص تغيير المسار في العراق. ولن يتم الكشف عن الخطة إلا بعد أسابيع من انتخابات التجديد النصفي للكونغرس التي ستجرى في السابع من الشهر المقبل والتي يتوقع المراقبون أن يفقد فيها الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه بوش السيطرة على الكونغرس لأسباب أهمها القلق الشعبي العميق بخصوص العراق.
ومع تزايد الأصوات المطالبة بتغيير المسار في الكونغرس الأميركي يواجه بوش ضغطا قويا للتفكير في التغيير كما ساهم في الضغط تزايد عدد القتلى من العسكريين الأميركيين في العراق بما في ذلك إعلان الجيش يوم الأربعاء أن 11 جنديا اميركيا قتلوا في الاربع والعشرين ساعة الماضية.
وكان الرئيس بوش قد قال في مقابلة مع شبكة تلفزيون ABC إنه مستعد لإعطاء المالكي والحكومة العراقية فسحة من الوقت للسيطرة على الوضع. وأضاف " إنه صابر ولكنه لن يظل كذلك إلى الأبد ولن يصبر على تضييع الوقت".. إلا أنه قال إنه يقدر درجة صعوبة المهمة ولذلك قال موجها كلامه للشعب الأميركي " لن ننهيها على عجل ونهرب."

منع التجول في العمارة
اعلن الناطق باسم وزارة الدفاع محمد العسكري أن حظرا للتجول فرض على مدينة العمارة الجنوبية حتى إشعار آخر.
وأوضح العسكري في تصريح صحافي ان "فرض حظر التجول على مدينة العمارة بدأ من الساعة العاشرة من صباح اليوم.. وحتى إشعار آخر ،كما أرسلت إمدادات عسكرية من الفرقة العاشرة للقوات المسلحة". واشار الى ان "هذا الحظر يأتي عقب المواجهات التي دارت أمس واليوم بين الشرطة وعناصر جيش المهدي التابع لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر .

ومن جهته قال العميد قاسم الموسوي الناطق الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة اليوم الجمعة إن الوضع في مدينة العمارة في محافظة ميسان تحت السيطرة حاليا ،وأن وفدا وزاريا توجه إلى هناك لاحتواء الموقف .
وأضاف الموسوي في تصريح لقناة "العراقية" التلفزيونية الرسمية أن أعمال عنف اندلعت مساء أمس وصباح اليوم في مركز مدينة العمارة ومنطقة الماجدية وأدت إلى مقتل العديد من المدنيين ورجال الشرطة .مشيرا إلى جهود يبذلها المحافظ ورجال الدين وشيوخ العشائر لاحتواء الموقف في المنطقة.
وأوضح الموسوي أن رئيس الوزراء نوري المالكي القائد العام للقوات المسلحة أرسل لجنة وزارية رفيعة المستوى إلى المحافظة. واوضح أن القوات العراقية انتشرت بشكل واسع على مداخل مدينة ميسان ومداخل مدينة العمارة وكذلك تعزيز الانتشار العسكري في مركز المدينة.
وكانت إشتباكات عنيفة إندلعت بعد ظهر أمس بين عناصر من جيش المهدي ،وبين الشرطة العراقية في مدينة العمارة على خلفية اغتيال العقيد علي قاسم التميمي مدير الإستخبارات في ميسان وثلاثة من معاونيه امس الاول.