أخبار

قلق عراقي من اللهجة الانهزامية الأميركية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بلير أكد لبرهم صالح عدم تغيير استراتيجية بلاده في العراق
قلق عراقي من "اللهجة الانهزامية" الأميركية

أسامة مهدي من لندن : بحث نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح في لندن اليوم مع رئيس الوزراء توني بلير تعزيز قدرات القوات العراقية لتمهيد الطريق امام انسحاب تدريجي للقوات الاميركية والبريطانية .. فيما فرضت السلطات العراقية حظرا للتجول ابتداء من اليوم وحتى اشعار اخر اثر العثور على شقيق قائد جيش المهدي هناك مقطوع الرأس .

وقالت مصادر بريطانية ان بلير ناقش مع صالح وضع تقييم خاص حول ما اذا كان بامكان الحكومة العراقية ان تقوم بالمزيد لتعزيز قواتها الامنية تمهيدا لانسحاب بريطاني تدريجي من العراق . كما بحث المسؤولان العراقي والبريطاني التطورات السياسية والامنية في العراق وهمات القوات البريطاني في الجنوب العراقي التي يبلغ تعدادها حوالي ثمانية الاف عسكري .
واشارت الى ان بلير اكد لصالح ان ستراتيجية بلاده في العراق لم تتغير في اعادة جاهزية قواته المسلحة واعادة اعماره .. بينما عبر صالح عن ارتياحه لان يسمع من بلير تاكيدات على التزام بلاده بتعهداتها في العراق .
وقال صالح ان العراق يأمل في ان يتمكن من تولي الاشراف الامني على نصف محافظاته بنهاية العام الحالي. واشار الى ان العراقيين سيتولون المسؤولية بدعم من المجتمع الدوليمضيفا انه بحلول نهاية العام الحالي ستصبح سبع او ثماني من محافظات العراق الثمانية عشرة تحت السيطرة الامنية العراقية المباشرة.
واشار عقب اجتماع مع بلير إن الحكومة العراقية تدرك أن توفير الأمن لشعبها هو جزء من مسؤولياتها لكنها غير قادرة الآن على فعل ذلك دون مساعدة لندن وواشنطن" غير أنه شدد على أن حكومته أحدثت تقدماً على صعيد بناء قدراتها الأمنية. وقال ان هناك الآن 300 ألف عنصر في قوات الجيش والشرطة العراقية بدأوا يضطلعون بالمهام الأمنية في المحافظات الجنوبية بدلاً من القوات البريطانية"، لكنه أشار إلى ضرورة أن يتم هذه التقدم على وتيرة أسرع.

ودعا صالح إلى اعتبار العنف الذي يشهده العراق "جزءاً من الكثير من المشاكل الإقليمية والدولية الأخرى المؤثرة على الأوضاع في هذا البلد والذي تحول إلى ساحة معركة ضد الإرهاب الدولي ويحتاج إلى شراكة مع بريطانيا والولايات المتحدة لمعالجته".
وتأتي مباحثات صالح في لندن الذي التقى ايضا مع وزيرة الخارجية البريطانية ماركريت بيكيت ويلتقي لاحقا مع وزير التنمية هيلاري بين في وقت يتزايد الجدل حول الاستراتيجية الاميركية والبريطانية في العراق المضطرب.
وقالت صحيفة "الغارديان" اللندنية اليوم ان بلير سيضغط على صالح ليثبت ان قوات الامن العراقية ستكون مستعدة لتسلم المهام الامنية من الجيش البريطاني في المحافظات الجنوبية خلال عام. الا ان متحدثا بأسم مكتب بلير نفى اجراء اي محادثات حول استراتيجية للخروج من العراق واضاف المتحدث باسم المكتب ان بلير وصالح "سيتحدثان عن الوضع في العراق وعملية بناء قوات الامن العراقية".
وفي مقابلة مع اذاعة هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" حذر صالح من حصول "ذعر" في النقاش حول العراق واكد على اهمية وجود "شراكة متينة" مع الولايات المتحدة وبريطانيا .. وحذر ايضا من روح الانهزامية والذعر مع تعرض الولايات المتحدة وبريطانيا المتحالفتين مع بلاده لضغوط متصاعدة لتغيير استرايتيجيتها في العراق مع تواصل العنف واراقة الدماء.
واكد قلقه من تغير نغمة الحديث في لندن وواشنطن حيث شككت شخصيات بارزة في جدوى الاستراتيجية الحالية في العراق. وقال في حديث مع هيئة الاذاعة البريطانية "انا قلق بالطبع من النقاش الدائر في الولايات المتحدة وأوروبا. علي ان أقول هذا بسبب النغمة المتشائمة في هذا النقاش بل يمكن ان أقول انها نغمة انهزامية في بعض الدوائر.
واضاف "علينا ان نكون واقعيين لا انهزاميين. علينا ان نفهم ان هناك حاجة ملحة للغاية للتعامل مع الكثير من المشاكل في العراق لكن يجب الا نستسلم للخوف." وقال "انا بالطبع قلق حول النقاش سواء في الولايات المتحدة او في اوروبا بسبب وجود لهجة تشاؤمية بشكل كبير في هذا النقاش واستطيع حتى القول ان اللهجة انهزامية في بعض الاوساط". واضاف انه فيما سيقل الاعتماد على قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة مع تولي القوات العراقية المسؤولية، "نحن غير محصنين ضد التيارات المعاكسة في المنطقة وسنحتاج الى شراكة متينة مع اصدقائنا في الولايات المتحدة وبريطانيا".
واقر صالح ان الشهر الماضي كان "صعبا وقاسيا خصوصا" الا انه قال انه لا يتفق مع التصريحات التي ادلى بها قائد الجيش البريطاني السير ريتشارد دانات الشهر الماضي بان على القوات البريطانية مغادرة العراق "قريبا" لان وجودها يفاقم المشكلة الامنية في العراق.

صغوط اميركية على الحكومة العراقية
وتأتي الاجتماعات بعدما التقى الرئيس الاميركي جورج بوش بكبار مستشاريه وجنرالاته يوم السبت في الوقت الذي اشارت معلومات الى ازدياد الضغوط على الحكومة العراقية لضبط اعمال العنف. كما اشارت معلومات الى ان الولايات المتحدة يمكن ان تعيد النظر في استراتيجيتها اذا لم يحصل اي تحسن على الوضع في العراق.
ويترأس وزير الخارجية الاميركي السابق جيمس بيكر لجنة خبراء من الحزبين الجمهوري والديموقراطي لاعادة دراسة الوضع في العراق. ويتوقع أن توصي اللجنة بتغيير السياسة الاميركية الخاصة باعادة بناء العراق.
وقتل 85 جنديا اميركيا في العراق الشهر الحالي واذا استمرت وتيرة القتلى على هذا النحو، فسيكون هذا اعلى عدد من الجنود الاميركيين الذين يقتلون خلال شهر واحد منذ تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2004.

وصرح وزير الدولة في وزارة الخارجية البريطانية كيم هاولز الاحد ان الشرطة والجنود العراقيين يستطيعون تولي المسؤولية من قوات التحالف خلال عام. وقال السير جيرمي غرينستوك مندوب بريطانيا السابق في الامم المتحدة انه "لا توجد سوى خيارات سيئة للتحالف من الان فصاعدا".
ويأتي القلق الاميركي من الاوضاع في العراق نتيجة ارتفتع خسائر الجيش الأميركي البشرية في العراق خلال الشهر الحالي والتي ارتفعت إلى 85 قتيلاً إثر الاعلان اليوم عن مقتل تسعة عسكريين جدد خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية . وقال بيان عسكري للقوات الاميركية ارسلت نسخة منه الى "ايلاف" صباح اليوم أن أحد عناصر الفرقة المتعددة الجنسيات في بغداد قتل إثر اصطدام دوريته بقنبلة زرعت في الطريق شرقي العاصمة.
وعقب ذلك بنصف ساعة، لقي جندياً آخراً، من ذات الفرقة، مصرعه خلال وقوع دوريته في كمين وتعرضها لهجوم بالأسلحة الصغيرة جنوب غربي بغداد. كما قتل أحد عناصر "قوة مهام الصاعقة" وأصيب ثلاثة آخرين بجراح بنيران معادية في محافظة صلاح الدين الغربية . وأوضح الجيش أن القتيل ينتمي إلى الطاقم القتالية اللواء الثالث من الفرقة 82 المحمولة جواً. وكان الجيش الأميركي اعلن امس وفاة جندي من مشاة البحرية "مارينز" ينتمي إلى الطاقم القتالي الخامس متأثراً بجراحه عقب تعرضه لنيران معادية في محافظة الأنبار.
وقضى ثلاثة آخرين من عناصر المارينز نحبهم في الأنبار أثناء مهام قتالية، إلا أنه لم يتضح إذا ما لقي الأفراد الأربعة مصرعهم في ذات المهمة. ولقي جنديان من فرقة القوات المتعددة الجنسيات صباح الأحد إثر تعرض دوريتهما إلى نيران أسلحة صغيرة غربي بغداد.
وكان شهر نيسان (ابريل) الماضي قد سجل أعلى معدل خسائر بشرية يمني بها الجيش الأميركي في العراق وذلك بمقتل 76 جندياً قبيل أن يفوقه تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2004عدداً حيث شهد أعلى الخسائر الأميركية في العراق بسقوط 137 قتيلاً خلال مواجهات في الفلوجة وتلاه شهر كانون الثاني (يناير) عام 2005 بمقتل 107 جندياً. ويرتفع بذلك إجمالي قتلى الجيش الأميركي إلى 2797 قتيلاً منذ غزو العراق عام 2003.

وازاء ذلك نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين قولهم إن واشنطن تعد لوضع جدول زمني تتصدى بموجبه الحكومة العراقية لأعمال العنف الطائفي وتقوم بدور أكبر في تثبيت الأمن والإستقرار في العراق. وأضافت الصحيفة أن حكومة الرئيس بوش مازالت تبحث تفاصيل الخطة التي ستعرض على رئيس وزراء العراق بحلول نهاية العام ليتم تطبيقها ابتداءا من العام القادم. وأضاف المسؤولون أنه سيطلب الإلتزام بموعد نزع أسلحة الميليشيات الطائفية بالإضافة إلى عدد من الأمور السياسية والإقتصادية والعسكرية التي تهدف إلى تثبيت الإستقرار في العراق.
وقد طالب السناتور الديموقراطي "باراك اوباما " بتغيير السياسة المتبعة حاليا في العراق وقال "ليس من خيارات جيدة في العراق ، لكن ثمة خيارات سيئة وأخرى أسوأ. ولايمكننا الإستمرار على هذا النهج الذي نساعد بموجبه هذه الحكومة ونرسل قوات إلى بغداد لأداء دور الشرطي ومن ثم تزداد خسائرنا."
وفي لندن دعا وليام هيغ وزير الخارجية في حكومة الظل البريطانية إلى مراجعة السياسة البريطانية إزاء العراق لتنسجم مع التغييرات التي ستقترحها لجنة شكلتها الحكومة الأميركية برئاسة وزير الخارجية الأسبق جيمز بيكر. وقال "ما أريده هو أنه بدلا من قيام الحكومة الأميركية ولجنة بيكر باتخاذ القرارات بشأن ما ينبغي فعله في المرحلة المقبلة، يجب على وزارة الدفاع البريطانية أيضا أن تقوم بعمل مماثل وأن تتاح لنا الفرصة لدراسة تلك القرارات في بلادنا وفي مجلس العموم والتأكد من أن لبريطانيا دورا فيها وأنها ليست قرارات أميركية بحتة مستبعدا احتمال الانسحاب الفوري من العراق . واضاف "لا أعتقد أن هناك من يدعو لانسحاب فوري من العراق لأن معظم الناس متفقون على أن ذلك سيؤدي إلى وضع أسوأ. كما أنه ليس هناك من يطالب بالبقاء في العراق سنوات عديدة إذ أن الناس متفقون بصورة عامة على أن ذلك وضع لا يمكن استمراره طويلا. والسؤال المطروح الآن هو كيف يتم الانسحاب في وقت معقول، مع التأكد في الوقت نفسه من بقاء العراق ديموقراطيا ومستقرا وآمنا".

اوضاع متوترة في العمارة وفرض حظر للتجول
حظرت السلطات العراقية التجول في مدينة العمارة (365 كم جنوب بغداد) اليوم وحتى اشعار اخر اثر اندلاع معارك بين ميليشيات شيعية والشرطة العراقية خلال الايام القليلة الماضية.
وقال محمد العسكري المتحدث باسم وزارة الدفاع "فرضنا حظر التجول بسبب الموقف الامني هناك." وخلفت الاشتباكات التي وقعت بين ميليشيات شيعية وقوات الامن العراقية وفجرتها شقاقات عشائرية 25 قتيلا و150 جريحا على الاقل في العمارة الاسبوع الماضي .
وياتي هذا الاجراء اثر العثور اليوم على جثة شقيق قائد جيش المهدي في العمارة مقطوعة الرأس في قضاء الكحلاء (25 كم جنوب العمارة).
وقال مسؤول في مكتب الشهيد الصدر في العمارة أن القتيل ويدعى محمد البهادلي شقيق فاضل البهادلي قائد جيش المهدي في المحافظة تم اختطافة من قبل جهة عشائرية على خلفية اغتيال مدير الاستخبارات الجنائية هناك الاربعاء الماضي.
وشهدت العمارة الخميس والجمعة الماضيين اشتباكات بين جيش المهدي والشرطة العراقية على خلفية اغتيال مدير الاستخبارات الجنائية في شرطة ميسان العقيد علي قاسم التميمي الأربعاء الماضي واعتقال عدد من عناصر جيش المهدي في المدينة من قبل الشرطة في المحافظة. وبلغت حصيلة هذه الاشتباكات من قوات الشرطة بحسب قائد الشرطة 12 قتيلا و60 جريحا .. فيما بلغت الحصيلة النهائية للخسائر من الجانبين 25 قتيلا 150 جريحا بحسب المحافظ .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف