جعجع يهنىء المسلمين بالعيد من دار الإفتاء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الياس يوسف من بيروت: للمرة الأولى منذ مزاولته السياسة زار رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع دار الفتوى في لبنان وهنأ المسلمين بالعيد ، وصرح بعد لقائه ومفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني أن "من الطبيعي ألا يكون الناس "معيدين" كالعادة هذه السنة انطلاقا من الظروف التي يعيشها لبنان خلال الثلاثة او الاربعة اشهر الاخيرة، ولكن هذا الامر لم يمنعني من زيارة مفتي الجمهورية للتحدث في هذه المناسبة، صحيح انه كان اللقاء الاول عن قرب، ولكن الاتصالات بيننا لم تنقطع منذ عام . وقد هنأنا سماحته بمناسبة عيد الفطر وتداولنا كل الامور، وخصوصا الاوضاع المتشنجة التي نمر بها، ونتمنى ان يقوم كل منا بما يمكنه للخلاص من هذا التشنج والعودة بلبنان إلى الهدوء والإستقرار كي يتمكن اهله من الحياة المريحة، فحرام أن يعيش الشعب اللبناني منذ ثلاثين سنة باوضاع قلقة".
وردا على سؤال عما اذا كان يؤيد معاودة الحوار الوطني، قال: "نعم، على ان يكون بشكل جدي، لاننا لا نريد المتاجرة بكلمة "الحوار" وبعملية الحوار، فمن المؤكد اننا نؤيد عودة الحوار في شكل جدي ويؤدي الى النتائج المرجوة منه".
وعما اذا كان يقصد بان الحوار السابق لم يكن جديا، قال: "الحوار السابق في وقته كان جديا، والآن يجب التفكير في شكل جديد وطريقة جديدة في موضوع الحوار، وفي نهاية المطاف لا ينبغي لاحد بن يفكر بغير طريقة الحوار، ويخطىء من يعتقد انه يمكن الوصول الى اي نتيجة بالإكراه او بالقوة او بالفرض، فمن يفكر بهذه الطريقة يكن مخطئا بشكل اكيد، ومن هذا المنطلق كل الحلول يمكن ان تؤدي الى نتيجة".
وفي شأن التغيير الحكومي، قال: "عندما يصل الامر للكلام بمنطق يكون كل شيء مطروحا. فليس في السياسة ما هو انجيل او قرآن، ولكن ما نقوله ان لا تطرح الامور بهذه الاجزاء التي يسود فيها منطق الإكراه، فبهذه الطريقة، لسنا مستعدين ابدا (للتجاوب)، اما بالمنطق وبالكلام فكل شيء يطرح على بساط البحث ويمكن عندها ان نرى المقترحات ونتداولها. وحاليا لا استطيع ان ابدي رأيي في اقتراح غير موجود، ونحن منفتحون على كل انواع الاقتراحات ولكن بالضغط والاكراه ابدا لن يحدث شيء ".
وعما اذا كان هناك أي تحرك بالنسبة إلى انتخابات رئاسة الجمهورية بعد عيد الفطر، قال: "هذا الموضوع نطرحه منذ ستة او سبعة اشهر في شكل جدي وعميق، لانه ان كان من مؤسسة دستورية مشلولة تماما لا بد ان نضعها على طاولة التشريح، فهي رئاسة الجمهورية وليست رئاسة الحكومة، الحكومة موجودة وتتحرك وهناك كثر لديهم امتعاض من التحرك الكثيف للحكومة بينما رئاسة الجمهورية غير موجودة، فلنبدأ اذا بالمؤسسة غير الموجودة. ومع كل تأييدنا للحكومة نرى بها بعض الثغر وبعض الاخطاء من هنا وهناك، ولكن على الاقل هي مؤسسة موجودة، بينما رئاسة الجمهورية غير موجودة، فمن المفترض ان نبدأ بالمؤسسة غير الموجودة اطلاقا ومن ثم ننطلق الى المؤسسات الاخرى والى الثغرات والعيوب الموجودة بها كي تعمل على اصلاحها".
وردا على سؤال عن تحركات شعبية في هذا الاطار، قال: "من قبلنا وفي الوقت الحاضر، هذا لن يحدث . فوضع البلاد لا يتحمل تحركات شعبية، واذكر الجميع اننا بقدر ما كنا متحمسين لاجراء التغيير المطلوب في رئاسة الجمهورية، كنا نقوم بتحضير تحركات شعبية في الاشهر الماضية، ولكن عندما رأينا ان هذا التحرك الشعبي يمكن ان يفهم على غير ما هو عليه، او من الممكن ان يؤدي لارتفاع نسبة التوتر في البلد، اقلعنا عنه، فالآن انا اتمنى على المعنيين او على من يفكرون او يطرحون القيام بتحركات شعبية، ان لا يقوموا بخطوات غير محسوبة ولا تخدم مصلحة احد". ووصف علاقته بالعماد ميشال عون بأنها "جيدة"، وقال: "نحن لا نتشارك في النظرة إلى الامور في الوقت الحاضر، ولكن غير ذلك العلاقة جيدة وطبيعية".
وعن وجود انقسام مسيحي، أجاب: "لا يوجد انقسام بمعنى الانقسام، ولكن هناك وجهات نظر مختلفة وهذا امر معروف وطبيعي بالحياة السياسية والديمقراطية كالتي نعيشها". وعن "عيدية" الرئيس نبيه بري، قال: "ان المبادرة التي يتحدث عنها الرئيس بري في ذاتها هي عيدية فلا يقلل احد من اهميتها، وبصرف النظر عن المضمون ان التحرك الذي يقوم به الرئيس بري بحد ذاته مفيد، لذا امل في ان يستمر بالتحرك الذي بدأه. في ما يتعلق بالمضمون، نحن بانتظار يوم الاربعاء لنرى ما هو، وعلى اساسه نعطي رأينا".
وعما اذا كان هناك اي اتصال بينه وبين "حزب الله "عبر وسطاء، أجاب: "نوابنا يلتقون في المجلس النيابي، عدا ذلك لا يوجد وسيط، ولكن من جهة اخرى لا عدائية بيننا، فنحن نحترم الاخوان في حزب الله ونقدر تضحياتهم ، ولكن لديهم في الوقت ذاته موقف سياسي مختلف تماما عن موقفنا، ونظرة إلى الأمور اللبنانية في الوقت الحاضر للاسف مختلفة عن وجهة نظرنا، ولكن اعود واقول طالما هذا الخلاف هو ضمن الاطر الديمقراطية فهو شيء طبيعي في النظام الديمقراطي، على ان لا يتعدى الاطر الديمقراطية".
وختم: "سنفعل اي شيء ممكن كي يبقى الوضع في البلاد مقبولا وهادئاً، ولكن في الوقت ذاته ان حاول احدهم تخطي حدوده نحن مضطرون عندها لايقافه . وتخطي الحدود هو تخطي القوانين، بينما المواقف والآراء السياسية مطروحة على مصراعيها . أنما اللعب بموضوع الامن الداخلي فهو ممنوع لان السلم الاهلي في لبنان هو اغلى ما نملك لذا لا ينبغي لاحد منا ان يخاطر به".