إسرائيل تتخوف من بنت جبيل ثانية في غزة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أسامة العيسة من القدس : يشكل نموذج بلدة بنت جبيل، في جنوب لبنان، عقدة للعسكرية الإسرائيلية، ففي هذه البلدة، ألقي السيد حسن نصر الله، زعيم حزب الله، ما سمي بخطاب النصر في أيار (مايو) 2000، بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، معلنا أن هذا الانسحاب تم بفعل ضربات المقاومة، وفي شهر تموز (يوليو) الماضي، إبان الحرب الإسرائيلية على لبنان، ووسط الأنباء غير المشجعة، عن اداء الجيش الإسرائيلي، التي كانت تصل من ميادين القتال، وصل دان حالوتس، رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية إلى البلدة، مع مجموعة من الصحافيين، مشيرا إلى أن جيشه حقق نصرا على مقاتلي حزب لله، متحديا نصر الله إذا كان باستطاعته العودة إلى بنت جبيل، مشيرا الى مكانة البلدة الرمزية بسبب خطاب نصر الله.
ولكن سير المعارك الميدانية، بعد زيارة حالوتس للبلدة، اثبت بان سيطرة الجيش الإسرائيلي عليها لم يكن إلا رمزيا، وان مقاتلي حزب الله كان يخرجون للجنود الإسرائيليين، من أزقتها وشوارعها. واليوم عاد اسم بنت جبيل، يتداول في أحد أهم لجان الكنيست، وهي لجنة الخارجية والأمن، التي تحدث فيها حالوتس عن الأوضاع في قطاع غزة، وما وصف بأنه التسليح المتزايد وغير المسبوق لمنظمات المقاومة الإسلامية، عبر تهريب الأسلحة من شبه جزيرة سيناء.
وواجه أعضاء من اللجنة حالوتس، بضرورة وضع خطة لمنع تهريب الأسلحة، وطالبوه بان يحول دون تحول قطاع غزة إلى "بنت جبيل ثانية". وقال حالوتس لأعضاء اللجنة، بانه لا بد من بقاء قوات من الجيش الإسرائيلي في محور صلاح الدين الحدودي قرب رفح، والذي تطلق عيه إسرائيل محور فيلادلفي، لمنع تهريب الأسلحة إلى الفلسطينيين، ولكنه قال بان قيادة الجيش لم تتخذ قرارا حول ذلك حتى الان. واتفق نواب من حزبي العمل والليكود من أعضاء اللجنة على وجوب استمرار عمليات الجيش الإسرائيلي في محور صلاح الدين، وقال النائب سيلفان شالوم، وزير الخارجية السابق، بان كل المؤشرات في قطاع غزة، تؤكد وجوب تنفيذ عملية واسعة لمنع تهريب الاسلحة.
ودعا النائب العمالي افرايم سنيه إلى بقاء الجيش الإسرائيلي في محور صلاح الدين، والتعاون مع مصر من اجل وقف تهريب الأسلحة، مشيرا إلى الزيادة الكبيرة لتهريب الأسلحة، بعد خروج الجيش الإسرائيلي من غزة، وقال سنيه "لا يمكن أن تسمح إسرائيل بإقامة بنت جبيل ثانية في قطاع غزة".
وقال انه يجب الحيلولة دون وجود "بنت جبيل ثانية" في قطاع غزة حتى لو أدى ذلك إلى إغلاق الحدود مع مصر، التي اتهمها بأنها لا تبذل جهدا من اجل وقف تهريب الأسلحة.
من جانب آخر قال وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس بان إسرائيل "لن تسمح بلبننة قطاع غزة" مؤكدا انه "سيتم اتخاذ كافة الخطوات اللازمة لمنع المنظمات الإرهابية العاملة في القطاع من تعزيز قدراتها العسكرية عن طريق تهريب الوسائل القتالية".
ونسبت الإذاعة الإسرائيلية لبيرتس قوله خلال جولة تفقدية في الجانب الإسرائيلي من معبر كرم أبو سالم، بان إسرائيل لا تنوي القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة لإرضاء الجمهور، مبينا انه "سيتم اتخاذ الخطوات العسكرية اللازمة لتوفير الردود الملائمة للتهديدات القائمة في مسعى لوقف تهريب الأسلحة إلى القطاع وتقليص عمليات إطلاق القذائف الصاروخية باتجاه إسرائيل".