مبارك يواصل زيارته لروسيا: سياسة واقتصاد و طاقة ذرية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
موسكو: يواصل الرئيس المصري حسني مبارك زيارته التي تستمر 3 ايام الى روسيا حيث أجرى امس في موسكو مباحثات مع الرئيس فلاديمير بوتين حول شؤون العلاقات الثنائية، وسبل تطوير التعاون الاقتصادي، والقضايا الدولية المهمة. ويعلق المحللون السياسيون الروس والمصريون آمالا كبيرة على هذه الزيارة لتطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات. كما تأمل أوساط الأعمال الروسية والمصرية في أن تفتح مباحثات الرئيس حسني مبارك مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو آفاقا جديدة لتطوير التعاون التجاري الاقتصادي بين روسيا ومصر.
وترى بعض وسائل الإعلام الروسية أن القاهرة تسعى إلى إعادة التعاون مع روسيا كدولة عظمى إلى سابق عهده. وذكرت صحيفة "كوميرسانت" أن الرئيس المصري حسني مبارك يراهن على فلاديمير بوتين في تحقيق أهدافه. وأشارت إلى أن الزعيم المصري ناشد في تصريح صحفي أدلى به قبل وصوله إلى موسكو الرئيس بوتين البقاء في الحكم لفترة رئاسة ثالثة.
وأكد سفير جمهورية مصر العربية لدى روسيا الاتحادية عزت سعد في مؤتمر صحفي عقده قبيل وصول الرئيس مبارك إلى موسكو على أهمية هذه الزيارة، خاصة وأنها تأتي على خلفية تطور الأحداث في الشرق الأوسط بصورة عارمة "حيث تشهد الأراضي الفلسطينية أعمال شغب في حين يمر العراق بوضع صعب جدا حاليا".
بوتين ومبارك يناقشان القضايا الدولية الأكثر حساسية في العالم
وفي تعليقه على لقاء الامس قال بوتين إنه وفر فرصة لمناقشة مختلف جوانب التعاون الثنائي، والقضايا الدولية الأكثر حساسية مؤكدا ان أن مصر تبقى أحد أهم شركاء روسيا في العالم العربي والإسلامي حيث تعتبر العلاقات مع مصر من أولويات السياسة الخارجية الروسية. وأشار بوتين إلى أن العلاقات مع مصر التي وصفها بالشريك التقليدي والقريب جدا لروسيا تتطور "بشكل ارتقائي". ومن جانبه أكد الرئيس المصري أن القاهرة تسعى لتطوير العلاقات التاريخية مع روسيا.
ومن الجدير بالذكر أن روسيا تثمن الجهود التي تبذلها مصر لإخراج عملية السلام من الطريق المسدود، وتنفيذ خطة "خارطة الطريق" للتسوية السلمية في الشرق الأوسط. وقد دعا بوتين إلى إشراك دول المنطقة المؤثرة، بما فيها مصر في عمل لجنة الوسطاء الدوليين الأربعة للتسوية في الشرق الأوسط. وأكد على أن الجانبين متفقان على "ضرورة تعزيز فعالية جهود الوسطاء الدوليين". وشدد على أن القيادة المصرية تستطيع لعب دور كبير في إقامة اتصالات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتحقيق الوفاق المطلوب بين الفلسطينيين.
كما تطرق الرئيسان الروسي والمصري في مباحثاتهما امس إلى موضوع البرنامج النووي الإيراني، والوضع في العراق، وحول سوريا ولبنان، والنزاع في دارفور. وأكد الرئيس بوتين على أهمية تناغم مواقف البلدين تجاه أغلب المسائل.
أما الرئيس مبارك فقد أعرب عن ارتياحه لتطابق مواقف البلدين تجاه الجهود الرامية لاستئناف العملية السلمية في الشرق الأوسط، وخاصة تحريك المسار الفلسطيني الإسرائيلي.
التعاون الاقتصادي يتميز بأهمية استثنائية في علاقات البلدين
ذكر الرئيس حسني مبارك أن الجانب المصري يسعى بكل جهده إلى تعزيز العلاقات بين مصر وروسيا، وخاصة في المجال الاقتصادي الذي يتميز بأهمية استثنائية. كما أكد الرئيس المصري الذي التقى صباح امس عددا من رجال الأعمال الروس، وناقش معهم مسائل التعاون الثنائي على اهتمام القاهرة بوصول المنتجين الروس إلى مصر.
وقال الرئيس مبارك إن مصر عازمة على إنشاء منطقة اقتصادية (صناعية) حرة ليتمكن رجال الأعمال الروس من العمل فيها بتسهيلات معينة، وتطوير مختلف أنواع الإنتاج، بما في ذلك صناعات الأدوية والنفط والغاز. وقد أكد الرئيس الروسي بدوره على أن الجانبين بحثا اليوم مشروع إنشاء منطقة صناعية روسية خاصة في مصر. وذكر أن روسيا ومصر تعتزمان توسيع التعاون في مجالات الطاقة والنفط والغاز وغزو الفضاء للأغراض السلمية.
وأشار الرئيس بوتين إلى تزايد حجم التبادل التجاري بين البلدين حيث تجاوز في عام 2005 مؤشر 6ر1 مليار دولار. وقال إن حجم التبادل التجاري بين روسيا ومصر ازداد في فترة 8 أشهر من هذا العام بنسبة 52 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من عام 2005. وذكر مدير الوكالة الفيدرالية الروسية للصناعة بوريس اليوشين في ختام مباحثات الرئيسين الروسي والمصري في موسكو اليوم أن خطة إنشاء منطقة صناعية خاصة للمنتجين الروس في مصر ستكون جاهزة في الربع الأول من عام 2007.
وذكر اليوشين أن الجانب المصري سيخصص مساحة كبيرة من الأرض لإقامة هذا المشروع. وأضاف أن الحديث يدور حول قطعة أرض بمساحة مليون متر مربع يستطيع المنتجون والمستثمرون الروس استخدامها لإقامة مشاريع أعمال تعتمد على التكنولوجيا العالية.
التعاون الروسي المصري في مجال الطاقة الذرية
قررت مصر إحياء برنامجها النووي، والاستفادة من ثمار الطاقة الذرية بعد توقف دام سنوات طويلة. وقد أوقفت مصر نشاطها في مجال الطاقة الذرية بعد حادث محطة تشيرنوبيل الكهرذرية. ويرى المراقبون أن مصر تملك المؤهلات والكفاءات والطاقات العلمية اللازمة للنهوض بمشروع استخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية.
وكان سفير جمهورية مصر العربية لدى روسيا الاتحادية عزت سعد قد صرح في مؤتمر صحفي عقده في الثلاثين من شهر أكتوبر الماضي بأن الجانب المصري يرحب بالشركات الروسية التي ستعمل في مجال الطاقة في مصر. وذكر أن الرئيس المصري يعتزم بحث مسائل التعاون مع روسيا في مجال تطوير الطاقة الذرية. وأكد عزت سعد أن مصر قررت فعلا استئناف العمل على برنامج استخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية.
ومن جانب آخر ذكر مدير الوكالة الفيدرالية الروسية للصناعة بوريس اليوشين في حديث للصحفيين اليوم أن روسيا تتمتع بفرص جيدة للفوز بمناقصة بناء محطة كهرذرية في مصر. وأشار إلى أن التعاون بين البلدين (في هذا المجال) يتمتع بآفاق رحبة". وأعاد إلى الأذهان أن مصر قررت التحول إلى استخدام الطاقة الذرية، وبناء 4 محطات كهرذرية كبيرة.