بارزاني الى بغداد حاملا خارطة طريق للوفاق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
المالكي يؤكد الحاجة لتعديل وزاري شامل
اسامة مهدي من لندن : ينتقل رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني من مقره في اربيل الى بغداد خلال ايام قليلة حاملا خارطة طريق لانهاء الخلافات بين الفرقاء السياسيين التي اشتدت اثر تهديد القوى السنية بالانسحاب من العملية السياسية وحمل السلاح .. بينما تسلم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وزعيم الائتلاف الشيعي الحاكم عبد العزيز الحكيم رسالتين من رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي يأمل نوابه في ارغامه على وضع استراتيجية مفصلة لسحب الجنود البريطانيين من العراق خلال افتتاح دورة مجلس العموم الاسبوع الحالي .. في وقت اعتبرت الهيئة العراقية للشيعة الجعفرية دعوة لندن لهادي العامري زعيم منظمة بدر إهانة لدماء العراقيين والبريطانيين في البصرة.
وقد ابلغ مصدر عراقي مطلع "ايلاف" في اتصال هاتفي من بغداد اليوم ان بارزاني سيصل الى بغداد خلال ايام قليلة حاملا خارطة طريق تتضمن مبادرة لتقريب وجهات النظر بين القوى السياسية الرئيسية في البلاد وخاصة بين الحكومة والائتلاف الشيعي العراقي من جهة وجبهة التوافق السنية التي تدرس الانسحاب من العملية السياسية من جهة اخرى . وقال ان بارزاني سيشارك في اجتماع موسع يعقده قادة الكتل السياسية والبرلمانية المشاركة في العملية السياسية من اجل معالجة مواضع الخلل في العملية السياسية وايجاد الحلول المناسبة لها. واشار الى ان القادة الاكراد شعروا بمخاوف من استمرار هذه الخلافات واتساعها بشكل يؤثر على الاوضاع السياسية المتوترة ويزيد من انهيار الوضع الامني الذي يشهد تازما كبيرا . واوضح ان القادة السياسيين سيدرسون خلال اجتماعهم المرتقب سبل تخفيق حدة الاحتقان الحالي وتبادل الاتهامات بين القوى السياسية السنية والشيعية وسبل تفعيل المصالحة الوطنية التي اطلقت مبادرتها في اواخر حزيران (يونيو) الماضي .
ومن المنتظر ان يناقش الاجتماع ايضا الاتفاقات الموقعة بين القوى العراقية الشهر الماضي حول التعاون لوقف نزيف الدم والعنف الطائفي وتشكيل لجنة مشتركة تمثل القوى والطوائف العراقية لتنفيذ ذلك .
ومن جهته قال عضو مجلس النواب عن التحالف الكردستاني محمود عثمان ان اللقاء الموسع لقادة القوى السياسية سيعمل بالتأكيد على خلق اجواء من التهدئة والمصالحة خصوصاً مع وجود الاتهامات من طرف إلى طرف آخر لذلك فان التحاور والنقاش سينهي بصورة او بأخرى هذه التشنجات والتصريحات المتوترة بين القوى السياسية. موضحاً ان الاجتماع الذي من المؤمل عقده قريباً سيتيح الفرصة إلى مراجعة الاتفاقاتالموقعة من قبل قادة الكتل السياسية المؤلفة للحكومة قبيل تشكيلها لغرض تطبيقها واعادة تفعيلها.
وقال إياد السامرائي النائب عن جبهة التوافق إن الحاجة ملحة الآن لعقد مثل هذا اللقاء "خصوصا ونحن مقبلون على إجراء تعديل وزاري وبالتالي فان قادة الكتل السياسية يجب عليها التشاور والتحاور لبحث هذه المواضيع المهمة".
ومنذ ايام يهدد قادة جبهة التوافق السنية بالانسحاب من الحكومة ومن العملية السياسية برمتها مؤكدين ان اغلب مناطق بغداد تتعرض لاعتداءات إرهابية من قبل المليشيات الطائفية بمساندة علنية من الأجهزة الحكومية ذات الصبغة الطائفية تمثلت باعتقالات عشوائية وهجمات على المساجد وقصف بقذائف الهاون للسكان الآمنين في المناطق السنية من بغداد .
ودعت الى عدم السكوت على هذه الممارسات والعمل على وقف ما اسمته بالمسلسل الخبيث الذي يقوم به عملاء الخارج ومليشياتهم لقتل أهل السنة . واكدت انه لايمكن لأي طرف ولن تستطيع أي جهة مهما كانت ان تهمش مكوناً كبيراً ورئيسياً من الشعب العراقي . وقالت انها لن تسمح بان يستمراستهداف أهل السنة وحذرت من ان ذلك سيحرق الحكومة والساكتين عن ما يجري من هذه السياسية الطائفية . وحذرت من انه اذا استمرت الحكومة باتباع هذه السياسة الطائفية الواضحة فان ذلك سيؤدي الى نشوب حرب اهلية ستحرق من يقودها قبل ان تطال الاخرين كما قالت .
وقد اكدت مصادر عراقية ان القوى السنية تبحث جديا الانسحاب من الحكومة احتجاجا وابقاء نوابها في مجلس النواب من اجل استغلال منبره لاسماع اصواتهم الى العراقيين وتبيان مواقفهم مما يجري في البلاد من تطورات سياسية وامنية . ومعروف ان لجبهة التوافق السنية التي تضم ثلاثة قوى سياسية هي مؤتمر اهل العراق والحزب الاسلامي وجبهة الحوار الوطني 44 مقعدا في المجلس بينهم رئيسه محمود المشهداني .. كما يمثل السنة في الحكومة بمناصب نائب رئيس الجمهورية الذي يشغله طارق الهاشمي ونائب رئيس الوزراء ويتولاه سلام الزوبعي اضافة الى سبعة وزراء في حكومة رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي .
وقد رفض المالكي هذه التهديدات وقال انها لاتعبر عن مواقف جميع قادة الجبهة التي دعاها الى عدم الزج بالدول الاقليمية في الملف العراقي معتبرا ذلك كارثة تدميرية .
وفي وقت سابق اليوم اكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حاجة بلاده الى تعديل وزاري شامل يتناسب وتحديات المرحلة .وقال بيان لمجلس الوزراء العراقي ان المالكي دعا خلال جلسة مغلقة لمجلس النواب اليوم الى اجراء تعديل وزاري شامل تاسب وتحديات المرحلة الراهنة. واضافن ان المالكي قدم ايضا شرحا عن تطورات العملية السياسية والتحديات الأمنية والجهود التي تبذلها الحكومة في سبيل المضي بمشروع المصالحة الوطنية وبسط الأمن والإستقرار في عموم البلاد مؤكدا على الحاجة لتعديل وزاري شامل ضمن ضوابط وقياسات تتناسب والمرحلة الحالية في البلاد. وحمل مجلس النواب وشركاء العملية السياسية مسؤولية بناء الدولة ومواجهة التحديات الأمنية. كما ناشد جميع السياسيين العراقيين على مختلف إنتماءاتهم لتحمل المسؤولية والإسهام في معالجة الأوضاع والتهدئة ودفع عملية المصالحة الوطنية إلى الأمام.
وكان مجلس النواب عقد جلسة مغلقة اليوم خصصت للاستماع الى المالكي ووزرائه الامنيين حول الاوضاع الامنية تم تحويل الجلسة الى سرية نظرا لحساسية المواضيع الامنية والسياسية . وقد استمع المجلس خلال الجلسة الى شرح يقدمه المالكي ووزيرا الدفاع عبدالقادر محمد جاسم العبيدي والداخلية جواد البولاني حول اخر التطورات الامنية والسياسية في البلاد وذلك بعد مرور اربعة ايام على جلسة مغلقة مماثلة حضرها المالكي الاربعاء ووافق خلالها المجلس على تمديد العمل بقانون الطوارئ لمدة شهر اخر.
وتأتي مناقشات المجلس هذه في وقت قتل 50 شخصاً فيما أصيب حوالي 120 آخرين خلال سلسلة من أعمال العنف الدامية شهدها العراق خلال النصف الاول من اليوم الاحد .
رسالة الى المالكي من بلير
تلقى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي رسالة خطية من رئيس الوزراء البريطاني توني بلير جدد خلالها دعمه للحكومة العراقية والجهود التي يبذلها في سبيل تحقيق الإستقرار السياسي والإزدهار الإقتصادي وإعادة إعمار العراق كما قال بيان رسمي عراقي .
ونقل الرسالة المسؤول السياسي للحكومة البريطانية جون سويرس مبعوثاً من بلير الذي أكد إستمرار دعم الحكومة البريطانية للعملية السياسية الجارية في العراق ودعمها لمشروعه الوطني المتمثل بمبادرة المصالحة الوطنية وبالخطوات التي قطعتها الحكومة العراقية لتحقيق أهداف وتطلعات الشعب العراقي.
ومن جانبه اجتمع السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق زعيم كتلة الائتلاف العراقي الموحد الحاكم في بغداد اليوم السفير سويرس .
وتسلّم الحكيم رسالة من بلير استعرض فيها سياسات انكلترا تجاه قضايا العراق وفي مقدمتها دعمه للحكومة العراقية والهيئة السياسية في العراق.
وقال مصدر في المجلس ان الاجتماع الذي حضره نائب رئيس الجمهورية عادل عبدالمهدي وسفير المملكة المتحدة دومينيك اسكويث ناقش الاوضاع في العراق والمنطقة بجوانبها المختلفة حيث أكد المبعوث البريطاني على الدعم الكامل من قبل الحكومة البريطانية لحكومة العراق واستمرار تعهدها بمحاربة الارهاب والمجاميع المعادية لها وبذل الجهد في دعم القوى التي تساند بناء عراق ديمقراطي آمن ومسالم.
من جانبه أكد الحكيم على أهمية فرض القانون في مختلف انحاء البلاد وتطبيق اجراءاته دون استثناء، وضرورة العمل الجماعي من قبل كل مكونات الشعب العراقي لمواجهة الارهاب واحلال الاستقرار والازدهار لفائدة جميع ابناء الشعب العراقي والقاعدة العريضة والقوية والشرعية التي تستند عليها الحكومة العراقية.
وتأتي هاتين الرسالتين في وقت يأمل نواب بريطانيون في اجبار بلير على وضع استراتيجية مفصلة لسحب الجنود البريطانيين من العراق خلال افتتاح دورة مجلس العموم برئاسة الملكة اليزابيث الثانية هذا الاسبوع .
ونقلت صحيفتا "صنداي تايمز" و"صنداي اكسبرس" ان النواب القوميين الاسكتلنديين ونواب ويلز سيتقدمون باقتراح الاربعاء يدعون فيه بلير الى وضع بيان حكومي حول الانسحاب من العراق. وذكرت "صنداي اكسبرس" ان نواب الحزب القومي الاسكتلندي وحزب ويلز سيلجأون الى اجراء برلماني قديم يعود آخر استخدام له الى 1923 لاجبار الحكومة على اصدار هذا البيان. واضافت ان الحزب الليبرالي نجح في ذاك العام عبر هذا الاجراء في اجبار الحكومة على الدخول في نقاش حول الاحتلال البريطاني للعراق حينذاك، الذي كان بدأ اثر الحرب العالمية الاولى (1914-1918).
ونقلت الصحيفة عن نائب حزب ويلز آدم برايس الذي فشل في حملته الداعية الى اقالة بلير بسبب الحرب في العراق، قوله انه "من غير المقبول" ان يجري نقاشا حول العراق في الولايات المتحدة وليس في بريطانيا. وقال برايس ان الوضع تغير بعد خسارة الجمهوريين امام الديموقراطيين في الانتخابات التشريعية الاميركية هذا الاسبوع التي سيطر عليها النقاش حول العراق وبعد تشكيل "مجموعة الدراسات حول العراق" التي ضتم اعضاء من الحزبين.
وانشئت هذه اللجنة المستقلة حول العراق في آذار (مارس) الماضي لاعادة رسم السياسة الاميركية في العراق وهي برئاسة وزير الخارجية الاميركي الاسبق جيمس بيكر والبرلماني الديموقراطي السابق لي هاملتون ووزير الدفاع الاميركي المعين حديثا روبرت غيتس.
وقد اعلن مكتب بيلير ان رئيس الحكومة سيقدم شهادته الثلاثاء المقبل الى هذه اللجنة المكلفة البحث عن استراتيجية جديدة في العراق. وسيتحدث بلير عبر دائرة مغلقة الى اللجنة التي تضم اعضاء الحزبين الجمهوري والديموقراطي ويرئسها وزير الخارجية الاميركي الاسبق جيمس بيكر.
وقالت متحدثة ان بلير الذي يجري اتصالات مع هذه المجموعة منذ انشائها، سيقدم لبيكر وزملائه "عرضا كاملا عن الافكار البريطانية". الا انها رفضت التعليق على المعلومات التي نشرتها صحيفة "الغارديان" السبت التي اكدت ان بلير سيحث الولايات المتحدة على بدء محادثات مع سوريا وايران للخروج من المأزق في العراق والشرق الاوسط.
وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤولين بريطانيين لم تسمهم ان بلير لن يدعو الى انسحاب قوات التحالف من العراق لكنه مقتنع بان بوش منفتح على تغيير في الاستراتيجية في العراق.
وكشفت المصادر ان اللجنة المستقلة حول العراق التي يطلق عليها رسميا "مجموعة الدراسات حول العراق" ستدعو الى تسريع "عرقنة" الشرطة والجيش وتوصي بتعاون سياسي اكبر في العراق. واضافت ان بلير سيشدد على العلاقة بين تحقيق تقدم في العراق وتحريك عملية السلام في الشرق الاوسط.
وكان بلير والرئيس الاميركي جورج بوش اجريا مكالمة هاتفية طويلة الجمعة تناولت التغييرات التي يجب ادخالها على استراتيجية التحالف في العراق.
وذكرت صحيفة "الغارديان" ان لندن تعتبر ان البيت الابيض منفتح على مبدأ اجراء حوار مع سوريا في حين ان وزير الدفاع الجديد روبرت غيتس الذي شارك في اعمال اللجنة حول العراق يؤيد استئناف الاتصالات مع ايران .
منظمة عراقية تحتج على دعوة لندن لهادي العامري
اعتبرت الهيئة العراقية للشيعة الجعفرية عن اسفها لدعوة اللورد افبري عضو مجلس النواب البريطاني وإستقبال بعض المسؤولين في حكومة المملكة المتحدة وإقامة ندوة في البرلمان البريطاني لهادي العامري زعيم منظمة بدر التابعة للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق إهانة لأرواح العراقيين ودماء البريطانيين التي سفكت على أرض العراق في البصرة.
واضافت في بيان ارسلت نسخة منه الى "ايلاف" اليوم ان العامري هو رجل إيران الأول في العراق "وقائد فيلق بدر الذراع الوحشي للصفويين وللمخابرات الايرانية في العراق والمرتبط ماليًا وتنظيمياً بهيئة أركان الحرس الثوري الإيراني". وقالت "أن من أبرز المهام التى كلفت فيها منظمة بدر مع دخولها العراق هي تنفيذ العمليات والنشاطات الإرهابية وتصفية المناهضين للنظام الإيراني وضباط الجيش العراقي بكافة صنوفه وذوي الكفاءات من العلماء والاطباء والمثقفين جسدياً أو إغتيالهم سياسياً ومعنوياً" .
واشارت الهيئة الى انها في الوقت الذي تستنكر إستقبال العامري من قبل بعض المسؤولين في المملكة المتحدة خلال الاسبوع الماضي تعجب من تصرف اللورد افبري وبعض هؤلاء المسؤولين " لأن دعوة هادي العامري لزيارة بريطانيا تعني قبول المملكة المتحدة وتأييدها لتلك الجرائم البشعة التي ترتكبها ميليشياته بحق العراقيين وجنود البريطانيين في البصرة وكذلك تعني دعوة لزيادة جرائمه بحق الشعب العراقي وذبح الجنود البريطانيين والتمثيل بجثثهم" كما قالت.