أخبار

بوش يدعو لعزل ايران اقتصاديا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

واشنطن: رفض الرئيس الاميركي جورج بوش مجددا اليوم الدخول في محادثات مباشرة مع ايران بشأن برنامجها النووي في الوقت الذي وصف فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت الطموح النووي الايراني بأنه "تهديد لاسرائيل وللمنطقة بشكل كامل". ودعا في تصريحات للصحافيين عقب اجتماعه في البيت الابيض مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت الذي وصل في زيارة تستغرق اسبوعا..المجتمع الدولى الى عزل طهران اقتصاديا لاخفاقها في الالتزام بالمطالب الدولية بوقف انشطة تخصيب اليورانيوم واخضاع برنامجها للرقابة الدولية.

وقال بوش "اذا اراد الايرانيون اجراء حوار معنا فقد اطلعناهم على الطريق لتحقيق ذلك وهو وقف انشطة التخصيب بشكل يسهل التأكد منه" معتبرا ان "استمرار التحدي الايراني للمجتمع الدولي ينبغي ان يواجه بفرض عقوبات اقتصادية ضد النظام الايراني وليس ضد شعب ايران". ومضى قائلا انه "من المهم للعالم ان يتوحد لكي يقول للايرانيين انهم اذا واصلوا المضي في برنامجهم النووي فسوف يتعرضون للعزلة" مشيرا الى ان احد اوجه العزلة ضد طهران سيكون اقتصاديا.

من ناحيته اعرب رئيس وزراء اسرائيل ايهود اولمرت عن قلق الدولة العبرية ازاء الانشطة النووية الايرانية معتبرا ان الطموح النووي الايراني يمثل تهديدا لاسرائيل ولمنطقة الشرق الاوسط. وكان مسؤول اسرائيلي قد تحدث الاسبوع الماضي عن امكانية قيام اسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية لاجهاض البرنامج النووي الايراني وهو ما اسفر عن رد فعل قوي من جانب طهران التي تقدمت باحتجاج رسمي الى الامم المتحدة على التصريحات الاسرائيلية.

وتأتي تصريحات بوش بشأن ايران في ظل تصاعد الضغط على الادارة لاجراء محادثات مع طهران حول الوضع في العراق لاسيما من جانب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي دعا واشنطن الى الحوار مع ايران وسوريا للتوصل الى حل للعنف المتزايد في العراق.

ويواجه الرئيس بوش مأزقا صعبا عقب فوز الديمقراطيين بالأغلبية في الكونغرس بمجلسيه النواب والشيوخ حيث يدعو الديمقراطيون الى تغيير الاستراتيجية الأمريكية في العراق وهو ما دفع بوش الى قبول استقالة وزير الدفاع دونالد رمسفيلد وترشيح الرئيس الاسبق لوكالة الاستخبارات المركزية روبرت غيتس ليحل محله وابداء بعض المرونة في الحديث عن الاستراتيجيات الواجب اتباعها في العراق وذلك في محاولة لاسترضاء الديمقراطيين.

وكان بوش قد التقى في وقت سابق اليوم اعضاء مجموعة (مسح العراق) التي يترأسها وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر والتي ستصدر قريبا تقريرا يتضمن توصيات لاحتواء العنف في العراق. وتشير تسريبات حول محتوى ذلك التقرير الى ان المجموعة اقترحت قيام الادارة الاميركية باجراء محادثات مع الايرانيين والسوريين لاطلاق مبادرة سلام في العراق.

واعرب بوش عن تطلعه للاستماع الى تقرير المجموعة غير انه حذر من فرض اي جدول زمني لانسحاب القوات الامريكية من العراق معتبرا ان "افضل الخيارات العسكرية المطروحة في العراق يعتمد على الظروف القائمة على الارض هناك".

توعد أميركي بفرض عقوبات عسكرية

على صعيد متصل، توعد مسؤول اميركي ايران بمواجهة عقوبات اضافية "اكثر ايلاما" من جانب الامم المتحدة في حال لم تستجب لقرار مجلس الامن الدولي الذي طالبها بوقف انشطة تخصيب اليورانيوم. وتوقع نائب السكرتير المساعد لشؤون الشرق الأدني في وزارة الخارجية الأميركية جيمس جيفري في لقاء مع الصحافيين أن تتزايد الضغوط في داخل الامم المتحدة لفرض عقوبات على ايران خلال الفترة القادمة.

وقال ان العقوبات التي سيتم فرضها على ايران قد تماثل تلك المفروضة على كوريا الشمالية لاسيما فيما يتعلق بفرض حظر على تصدير اي معدات عسكرية الى ايران. وبشأن المحفزات التي ستحصل عليها ايران لمساعدة الولايات المتحدة في تحقيق الاستقرار في العراق في وقت تسعى فيه واشنطن لفرض عقوبات عليها قال جيفري ان الاستقرار في العراق يعد امرا هاما بالنسبة لايران.

واضاف ان "القادة الايرانيين يدركون ضرورة ان لا يكون هناك المزيد من الفوضى في العراق على المدى البعيد" مشيرا الى ان واشنطن وطهران لديهما "مصالح مشتركة فيما يتعلق بالعراق".

وقال ان كلا الدولتين لديهما نفوذ على قادة الشيعة في العراق كما انهما تعملان مع الاشخاص نفسهم هناك مشددا في الوقت ذاته على ان الولايات المتحدة هي "اكبر عامل لتحقيق الاستقرار في العراق". واعتبر جيفري أن "قيام ايران بتصدير المزيد من الأسلحة الى حلفائها المنفلتين في جنوب العراق من شأنه ان يؤدي الى المزيد من عدم الاستقرار هناك".

وذكر ان اجتماعات الأمم المتحدة بشأن الملف النووي الايراني سوف يتم استئنافها اليوم في نيويورك معربا عن اعتقاده بان روسيا قد عدلت العديد من مواقفها حيال ايران وان هناك تقدما يتم احرازه في مسألة وجود موقف موحد بين حلفاء واشنطن الاوروبيين. ورفض جيفري التكهن بموعد تمرير قرار بفرض عقوبات على ايران من مجلس الامن الدولي غير انه رأى ان مثل هذا القرار سيتم اصداره على كل حال وسيكون "قرارا قويا" ويركز على قضايا الطاقة النووية الايرانية وتطوير الصواريخ على حد سواء. وقال ان "المفاوضات جارية بهذا الشأن منذ شهر مايو ومن المتوقع ان تتم الموافقة على القرار بمقتضى الفصل السابع وهو ما من شأنه ان يفعل من توصيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن ايران".

وراى جيفري ان ايران تمثل "مشكلة مؤثرة للغاية" ليس للولايات المتحدة فقط بل لشعوب الشرق الاوسط والشعب الايراني معتبرا ان طهران تنتهج "سياسة عامة ترمي الى تخويف دول الخليج العربي". وردا على سؤال بشأن امكانية اقتراح مجموعة "مسح العراق" التي يترأسها وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر اجراء محادثات مباشرة بين واشنطن وطهران قال جيفري ان توصيات المجموعة لن يتم الاعلان عنها قبل الشهر القادم على اقل تقدير.

وشكك في جدوى تلك المحادثات معربا عن اعتقاده بامكانية ان تتحول تلك المحادثات في حال اقامتها الى مثل ما حدث مع كوريا الشمالية التي انخرطت في محادثات مطولة وانسحبت منها دون احراز تقدم واضح. وقال جيفري ان الرئيس بوش يعتزم مناقشة التهديد النووي لبيونغ يانغ وطهران على حد سواء خلال رحلته القادمة الى اسيا.

وحول ما اذا كانت الانتخابات الأميركية الأخيرة قد تؤدي الى تبني الولايات المتحدة لسياسة جديدة في الشرق الاوسط بما في ذلك اسرائيل قال جيفري انه "بغض النظر عن الشكل الذي قد تتغير به سياسة امريكا في العراق اثر تلك الانتخابات فان اي تغييرات تجاه اسرائيل ستكون حذرة". واضاف ان ايران هددت بازالة اسرائيل من على الخريطة وتحاول تطوير قدرات نووية كما طورت قدراتها الصاروخية طويلة المدى. واشار الى ان مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ويلش سوف يتوجه الى الشرق الاوسط اليوم في اطار مساع اميركية لاعادة الفلسطينيين والاسرائيليين الى عملية السلام مجددا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف