واشنطن وافقت على فتح دمشق وبغداد لسفارتيهما
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
وجود بعثيين عراقيين مطلوبين ضمن مباحثات المعلم ببغداد
واشنطن وافقت على فتح دمشق وبغداد لسفارتيهما
وعلمت "ايلاف" ان وفدا فنيا عراقيا قد زار دمشق الاسبوع الماضي وعقد اجتماعات مع المسؤولين في وزارة الخارجية السورية تم خلالها الاعداد للزيارة وجدول اللقاءات التي سيعقدها المعلم مع كبار المسؤولين العراقيين والموضوعات التي سيبحثها معهم. وكاننظام صدام حسين قطع علاقاته الدبلوماسية مع دمشق في العاشر من تشرين الاول (اكتوبر) عام 1980 احتجاجا على تسليم سوريا اسلحة الى ايران التي كانت تخوض حربا ضد العراق وفي التاسع من نيسان (ابريل) عام 1982 اغلقت السلطات السورية الحدود مع العراق وانبوب النفط بين كركوك وبانياس وحرمت العراق بذلك منفذا على البحر المتوسط.
ويرى عراقيون متابعون للعلاقات العراقية السورية ان لزيارة المعلم اهمية كبيرة لتحسين العلاقات بين البلدين والعمل على تحقيق تنسيق امني بينهما بالاضافة الى اعلان استئناف العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ نحو ربع قرن. وكان الرئيس العراقي جلال طالباني جدد دعوته الرسمية للمعلم خلال لقائهما على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول (سبتمبر) الماضي كما كان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قد عقد عدة لقاءات مع نظيره والمعلم في مناسبات عدة لاسيما خلال اجتماعات وزراء خارجية دول الجوار.
وعلى الرغم من ان سوريا اعلنت مرارا دعمها للعملية السياسية في العراق وقدمت تسهيلات كبيرة لمشاركة اللاجئين العراقيين في الانتخابات العراقية الاخيرة الا انها تعرضت الى اتهامات من اطراف سياسية وحكومية عراقية واميركية بايوائها متمردين عراقيين وفتح حدودها مع العراق للارهابيين لكن دمشق تنفي ذلك بشدة.
ومن المنتظر ان تتناول محادثات المعلم في بغداد اضافة الى العلاقات الامنية ومسالة عبور مقاتلين عرب الى العراق عبر الحدود السورية المشتركة مطالبة بغداد لدمشق تسليمها عددا من القادة البعثيين السابقين الذين تؤكد الحكومة العراقية انهم يمولون من دمشق عمليات ارهابية في العراق ينفذها رفاقهم في العراق. وقد ظلت هذه المسالة تعيق تحسن علاقات البلدين خلال السنوات الثلاث الماضية اذافة لما تسببه من اتهامات متبادلة بينهما.
وتشير احصاءات اخيرة لمنظمة الهجرة الدولية الى ان حوالي الف عراقي يتدفقون على سوريا يوميا هربا من عمليات العنف والتهجير الطائفي التي تضرب بالبلاد. وتقول ان في سوريا الان اكثر من نصف مليون عراقي وصلوها منذ سقوط النظام السابق لكن وتيرة الهجرة اليها قد تصاعدت بشكل خطير خلال الاشهر الماضية بسبب الانهيار الامني. وتوضح المنظمة ان حوالي 40 الفا من الاطفال والاحداث العراقيين قد سجلوا في المدارس السورية خلال العام الدراسي الحالي وهم يتابعون دراستهم هناك الان.
وكانت دمشق اكدت العام الماضي انها نشرت 7000 جندي على طول الحدود السورية - العراقية البالغة 750 كم ووضعت 547 مخفراً يبعد من واحد كيلو متر إلى ثلاثة كيلومتر لتغطية الحدود بالكامل كما نشرت دوريات بين المخافر لمنع محاولة أي تسلل. ويقول المسؤولون السوريون ان بلادهم تبذل كل ما بوسعها وأنها خسرت عدد من القتلى أثناء عمليات ضبط حدودها حيث تتعرض القوات السورية إلى إطلاق نار من قبل متسللين ومهربين الأمر الذي جعلها ترمم السواتر الترابية على طول حدودها مع العراق بارتفاع 4 متر إضافة إلى وضع الأسلاك الشائكة الدائرية الثلاثية الهرمية في عدة مناطق متل وادي الجرش كما صبت مكعبات أسمنتية وأغلقت كل الثغرات لمنع عبور أية آلية من سورية إلى العراق وبالعكس.
توصيات اميركية بمحادثات مع سوريا
وكشف النقاب امس عن قيام وزير الخارجية الاميركي السابق جيمس بيكر الذي يرأس مجموعة تضم اعضاء من الحزبين الجمهوري والديموقراطي لدراسة الخيارات الاستراتيجية في العراق بلقاء عدد من المسؤولين السوريين مرات عدة لمناقشة احتمالات تعاون دمشق مع الولايات المتحدة، حسبما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز".
ونقلت الصحيفة عن السفير السوري عماد مصطفى قوله ان الاجتماعات ضمت وزير الخارجية السوري وليد المعلم وجرت في فندق والدورف-استوريا في نيويورك في ايلول (سبتمبر) الماضي. ووصف مصطفى اللقاءات بانها كانت "واعدة للغاية"، مشيرا الى ان بيكر سأل الوزير السوري: "ما الذي يمكن ان يجعل سوريا تساعد في مسالة العراق؟".
وقال السفير السوري انه قام بترتيب اللقاء في نيويورك وشارك فيه عدد من اعضاء مجموعة الدراسة حول العراق، بناء على طلب بيكر. كما التقى السفير السوري مرتين بالمجموعة في واشنطن . ولم يكشف السفير عن مزيد من التفاصيل، الا انه قال انه اطلع مجموعة الدراسة الاميركية "بالتفصيل على الامور التي نستطيع فعلا القيام بها والامور التي لا يمكننا القيام بها". واضاف "لقد كنا في غاية الصراحة مع بعضنا البعض وشرحنا لهم كيف ان المساعدة في استقرار الوضع في العراق تصب في مصلحتنا الوطنية". وتحتفظ ادارة الرئيس جورج بوش بعلاقات دبلوماسية على مستوى منخفض مع سوريا الا انها سحبت سفيرها من دمشق وقالت انها لن تسمح باي اتصالات عالية المستوى بسبب دور سوريا في دعم المجموعات "الارهابية" والمسلحين في العراق والقوى المعارضة للحكومة اللبنانية المنتخبة، حسب الصحيفة.
علاقات سورية عراقية متقلبة
وكان من المفترض ان قوم وزير الخارجية السوري وليد المعلم بزيارة إلى بغداد الصيف الماضي لكنها تأجلت بسبب معرضة واشنطن. وقال مصدر سوري في حينها "تم تأجيل المؤتمر لكن زيارة وزير الخارجية لا تزال قائمة وذلك للتباحث مع الجانب العراقي حول سبل إعادة العلاقات الديبلوماسية بين بغداد ودمشق المنقطعة منذ العام 1980 عقب اتهامات متبادلة بين البلدين ازاء الحرب التي خاضها العراق مع ايران أسفرت عن قطيعة بين جناحي حزب "البعث" دامت إلى عام 1997 حين شهدت العلاقات الثنائية، آنذاك، تحسنا ملحوظا، ولاسيما في الجانب التجاري، حين أرسل الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد رئيس غرفة تجارة دمشق راتب الشلاح لتحسين العلاقات التجارية مع العراق.
وامتنع المصدر السوري عن ذكر اسم السفير السوري المرتقب لدى بغداد واكتفى بالقول "لا أسماء مطروحة الآن ولكن يمكن مبدئيا أن يقوم رئيس مكتب رعاية المصالح السورية في بغداد بمهمات القائم بالأعمال ريثما يعلن عن السفير". وبعد الاعلان عن تأجيل زيارة المعلم قال نائب السفير الأميركي في بغداد ديفيد ساترفيلد بأن بلاده غير راضية عن تعاون سوريا في موضوع العراق نظرا إلى استمرارها في السماح لأفراد من النظام العراقي السابق المقيمين في أراضيها بدعم أعمال العنف في العراق وللانتحاريين الإرهابيين بالتسلل إليه.
وأضاف ساترفيلد أن "ما تريده الحكومة العراقية وما نتطلع إليه نحن أيضاً أن تغير سوريا تعاملها مع بعض أفراد النظام السابق في بغداد المقيمين في سوريا والذين يقدمون الدعم المالي والتنظيمي لجماعات التمرد من أجل نشر العنف وزعزعة استقرار العراق". وأوضح أن "ما ندعو إليه منذ فترة وكذلك الحكومة العراقية هو أن تغير سوريا النهج الذي تتعامل به مع العراق". وشدد على أن بلاده "تريد رؤية مساع أكبر من جانب الحكومة السورية تطاول الشبكات التي تسمح لعناصر العنف بالإقامة في سوريا والعبور من أراضيها إلى العراق لاقتراف أعمال عنف"، لافتا إلى أن "غالبية الانتحاريين دخلت العراق عبر الأراضي السورية خلال العام الماضي وحتى أيامنا هذه، وهذا التجاوز ينبغي أن يتوقف حالاً".
لكن دمشق تنفي مثل هذه الاتهامات وتؤكد ان حدودها البرية مع العراق طويلة بحيث لا تستطيع بمفردها ضبط هذه الحدود. وإذا ما تحققت زيارة وزير الخارجية السوري إلى العراق فان من المنتظر أن تزيل هذه الزيارة الكثير من الالتباس وستوضح للجانب العراقي حقيقة الموقف السوري الذي بدأ منذ فترة يدعم العملية السياسية الجارية في العراق بعد طول تردد.