البولونيوم المشع قد يكون السبب في وفاة الجاسوس الروسي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن: قال خبير طبي من الوكالة البريطانية للحماية الصحية إنه علم من مصادر الشرطة أن تم العثور على مادة "البولونيوم 210" المشعة في جسم الجاسوس الروسي المنشق الكسندر ليتفينينكو، الذي توفي يوم الخميس في أحد مستشفيات العاصمة البريطانية لندن بمرض غامض لم تتضح أسبابه بعد.
وقال الدكتور روجر كوكس إن المادة التي تم العثور عليها لدى تحليل مادة بول الضحية هي عبارة عن مادة مشعة عالية السمية تنتشر في الجسم بسرعة إثر تناولها عن طريق الطعام أو الاستنشاق. وأضاف الدكتور كوكس إن مخاطر الإشعاع على أولئك الذين كانوا على اتصال مباشر مع ليتفينينكو خلال فترة إصابته هي في حدودها الدنيا. وقال ليس هناك معلومات حتى الآن عن أناس كانوا على اتصال مع ليتفينينكو خارج المشفى الذي كان يعالج فيه قبل وفاته.
وكان أحد أصدقاء ليتفينينكو قد كشف في وقت سابق عن رسالة تركها الجاسوس الروسي السابق اتهم فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالمسؤولية عن تسميمه. وقد قرئت الرسالة التي يعتقد أن ليتفينينكو قد كتبها قبل وفاته على مسامع الصحفيين وأصدقائه الجمعة.
ووجه كلامه في الرسالة إلى الرئيس الروسي قائلا " لقد أثبت أنك لا تحمل أي احترام للحياة وللحرية أو أي قيمة متحضرة، لقد أثبت أنك لا تستحق منصبك... ربما تكون قد نجحت في إسكات شخص واحد، لكن الضجة التي ستسمعها من العالم حولك يا سيد بوتين، سوف تصم آذانك مدى الحياة".
ولكن الرئيس الروسي بوتين، الذي كان يتحدث على هامش اجتماع زعماء الاتحاد الأوروبي في فنلندا، رفض أية صلة بين حكومته ومقتل ليتفينينكو. وقال بوتين معقبا على الموضوع: "التقرير الطبي الصادر عن الأطباء البريطانيين لا يقول إن هذا (موت ليتفينينكو) كان نتيجة عنف. هذا ليس موت عنيف. لذلك لا أرضية لتكهنات من هذا القبيل".
وأضاف بوتين: "على أية حال، فنحن نعتقد بأن زملاءنا البريطانيين، بمن فيهم المسؤولين عن تطبق القانون، يفهمون مسؤوليتهم عن حماية المواطنين الذين يعيشون في بريطانيا، وضمنهم مواطني الاتحاد الروسي، بغض النظر عن آرائهم عندما يكونون في بريطانيا". وقال بوتين: "لذلك، فأنا آمل بألاّ تساهم السلطات البريطانية بالفضائح السياسية التي لا تمت إلى الواقع بصلة".
في غضون ذلك، أكّدت مصادر أن مطعم وفندق السوشي، حيث التقى ليتفينينكو مع احد مصادره قبيل تعرضه للمرض المفاجئ، يخضعان الآن لتفتيش من قبل خبراء الإشعاع. إلا أن المصادر قالت إن الخبراء ليسوا من هيئة الحماية الصحية البريطانية، إذ أن هناك فرق مختلفة تبحث في مواقع مختلفة.
وكانت السلطات الروسية قد نفت بدورها مجددا الجمعة أي علاقة لها بوفاة ليتفينينكو. وقد شاعت شكوك باحتمال تعرض ليتفنينكو، الذي كان يبلغ من العمر43، للتسمم بالتاليوم أو بإحدى المواد المشعة بعد دخوله مستشفى كينجز كوليدج في لندن وتدهور حالته قبل حوالي ثلاثة أسابيع . لكن جيوف بلينجان مدير قسم العناية المركزة بالمستشفى استبعد كلا الاحتمالين.
ووجه ليتفنينكو عدة اتهامات للسلطات الروسية أبرزها ما قاله عن أنها دبرت التفجيرات التي شهدتها موسكو قبل سبع سنوات وأدت إلى مقتل مئتي شخص. وقد أنحت موسكو باللوم على المقاتلين الشيشان في تلك الهجمات وهو ما مهد الطريق أمام حرب الشيشان الثانية.
وكان ليتفيننكو قد سمم في الاول من الشهر الجاري بعد تردده على مطعم في لندن حيث كان يلتقي احد مصادره.
وقال ديميتري بيسكوف الناطق باسم الكريملن: "لا يمكننا التعليق على ما جرى لليتفينينكو، حيث لا يسعنا التعليق على التهم الموجهة للكرملين لأنها محض هراء." كما خفف الكس جولدفارب، وهو أحد اصدقاء ليتفينينكو الذين وجهوا إصبع الاتهام لموسكو، حدة اتهاماته اعترف مؤخرا بأن لا دليل يدعم هذه التهم.
وقال جولدفارب في مقابلة اجرتها معه اذاعة بي بي سي الرابعة: "حضر ليتفينينكو عدة اجتماعات ذلك اليوم، حيث تناول المشروبات وقد يكون السم قد دس له في اي منها." ويعتبر ليتفينكو احد المعارضين المعروفين للرئيس بوتين، ويعتقد انه كان يحقق في مقتل الصحافية الروسية أنا بوليتكوفسكايا التي لقيت حتفها في موسكو الشهر الماضي.
وكانت بوليتكوفسكايا إحدى الصحافيين الروس القلائل الذين كتبوا عن انتهاكات حقوق الإنسان في الشيشان. وتلقت بوليتكوفسكايا تهديدات بالقتل في السابق وسرعان ما ثارت شكوك بأن مقتلها كان اغتيالا. ويشار إلى إن بوليتكوفسكايا تعرضت للمرض نتيجة تسمم غذائي في طريقها لتغطية حادثة حصار مدرسة بيسلان في العام 2004، ويعتقد ان هذا التسمم كان محاولة لاغتيالها.