الأنفال: مشتك يروي عملية قتل والدته وشقيقاته
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
محام في الأنفال:مسؤول أميركي يفرض شهود نفي على المحامين
المشتكي الاول
وقد باشرت المحكمة الاستماع الى مشتكين جدد كان اولهم تيمور عبد الله احمد من مواليد عام 1976 وهو المشتكي رقم 79 منذ بدء المحاكمة والذي يسكن في العاصمة الاميركية واشنطن حاليا ويعمل كاسبا . وقال انه في نيسان (ابريل) عام 1988 قامت قوات عراقية واخرى كردية متعاونة معها باعتقال ابناء قريته كولوجد واقتادوهم الى معتقل قرة تو وبعد ثلاثة ايام نقلوا الى معتقل طوب زاوة في كركوك حيث تم فصل الرجال عن النساء والأطفال موضحا ان عمرهوقتها كان 12 عاما واخذ مع النساء .
واشار الى انه بعد حوالى الشهر نقل الجميع الى مكان مجهول لم يعرفه بحافلات مظللة وحين وصولهم شاهدوا حفرا فيها جثثًا لأكراد اخرين ثم بدأ الجنود بإطلاق النارعليهم فأصيب بكتفه . واوضح انه يبدو ان الجنود كانوا مرغمين على اطلاق النار حيث إن الدموع كانت تنهمر من عيون احدهم . واضاف انه افتعل الموت واضطجع الى جانب اخرين وكان بينهم امرأة حامل اطلقوا النار على رأسها . وقال ان شقيقاته جيلاس ولاولاو وسمور ووالدته سارة محمد محمود وخالته معصومة واولادها وبناتها كانوا معه في الحفرة وشاهد الدماء تسيل منهم قبل موتهم..
وقدم قائمة بأسماء الضحايا تضم تسعة اشخاص مشيرا الى ان والده مفقود ايضا منذ ذلك الوقت . وقال انه بعد ذهاب الجنود وحلول الظلام خرج من الحفرة وسار على قدميه الى ان اقترب من خيمة خرج منها شخص عربي بدوي فقام بتجريده من ملابسه الكردية وإحراقها وإلباسه ملابس عربية بدلا منها . وبعد علاجه من الجروح التي اصيب بها تم نقله الى قرية اخرى لم يفصح عن اسمها حيث بقي هناك حوالى العامين والنصف . واشار الى انه طلب الاتصال بأقارب له ما زالوا على قيد الحياة فحضر اثنان من أعمامه فأخذاه وأعاداه الى منطقة كلار في كردستان في وقت كانت القوات العراقية تخرج من الكويت ثم وقعت الانتفاضة الكردية ربيع عام 1991.
محاماشتكي من تدخل اميركي
وفي بداية الجلسة الثالثة والعشرين للمحكمة في بغداد صباح اليوم التي انعقدت بحضور جميع المتهمين اشتكى المحامي بديع عارف عزت من قيام مسؤول اميركي في المحكمة بمحاولة فرض شهود على المحامين وقال إنه قدم له قائمة تضم حوالى 40 شاهدا وطلب منه تقديمهم كشهود نفي من دون موافقة المتهمين او المحامين الذين لايعرفون من هم هؤلاء الشهود وما هي المعلومات التي سيدلون بها . واضاف ان هناك مؤامرة يتعرض لها الدفاع وقال ان الحكم في القضية يبدو جاهزا . واشار الى انه يتعرض لمضايقات في مطار بغداد لدى عودته اليها من عمان مقر فريق الدفاع وكذلك مكان سكن عائلته التي يقوم بزيارتها بين فترة واخرى .
واوضح ان رئيس فريق الدفاع خليل الدليمي لم يتمكن من الحضور الى بغداد لوجود مذكرة اعتقال اصدرتها السلطات العراقية بحقه . وكان الادعاء العام في المحكمة قدم شكوى ضد الدليمي مشتكيا من تصريحاته التي يهاجم فيها المحكمة والادعاء . وقد رد عليه القاضي برفض تقديم أي اسماء من دون علم رئاسة المحكمة واكد ان تصرف هذا المسؤول الاميركي مرفوض وقال انه سيحقق بالامر .
ثم طلب المتهم صابر الدوري رئيس الاستخبارات العسكرية السابق تأجيل جلسات المحكمة الى حين استتباب الامن في العراق موضحا ان الشهود الرئيسين ام مختفون او مغادرون للبلاد . وقال ان معظم الشهود يخشون الحضور الى المحكمة خوفا على حياتهم . ووجه عتابا لمن اسماهم برفاق السلاح السابقين الذين تخلوا عنهم واشار الى ان الحياة هي وقفة شرف وتخليهم عن الشهادة معيب .
وكان قاضي المحكمة محمد العريبي الخليفة قد اجل الجلسات في الثامن من الشهر الحالي ليفسح المجال امام المتهمين وفريق دفاعهملتسمية شهود النفي . واكد المشتكون ان قراهم تعرضت لقصف الطائرات والمدفعية العراقية بالسلاح الكيمياوي وهرب الالاف من سكانها وقتل العشرات منهم خلال هذه العمليات واثناء الهروب باتجاه تركيا التي دخلوها وسكنوا عددا من مناطقها الجنوبية حتى عام 1991 حين اندلاع الانتفاضة الشعبية ضد النظام العراقي السابق وانفصال اقليم كردستان عن الحكومة المركزية في بغداد .
وخلال الاسبوع الماضي زار وفد من المحكمة برئاسة القاضي العريبي ،مسؤول مكتب محافظة دهوك لمركز الأنفال في كردستان علي بندي الذي اوضح ان الزيارة استهدفت تطابق إفادات الشهود التسعة من محافظة دهوك والذين سبق لهم وان أدلوا بشهاداتهم في محاكمة صدام واعوانه عن جرائم الأنفال.
وأشار بندي في تصريحات نقلتها وسائل اعلام كردية إلى ان الوفد زار كلا من قرية كوريمي التي جرت فيها عملية إعدام جماعية ل 33 شخصا من أبناء القرية آنذاك وقلعة نزاركي التي شهدت الكثير من عمليات التعذيب والقتل الجماعي لضحايا الأنفال من قبل نظام صدام فضلا عن قرية برجيني التي تم قصفها بالسلاح الكيمياوي مشيرا إلى أن الوفد قام بإجراء كشف الدلالة والمخطط لموقع الجرائم التي اقترفها النظام في الأنفال. لكنه انتقد الزيارة قائلا إن وفد المحكمة تعمد عدم القيام بزيارة المواقع المهمة الأخرى التي توجد فيها أدلة وشواهد حية وملموسة تدين نظام صدام وتؤكد مدى الفظائع التي ارتكبها بحق الشعب الكردي ولا تزال الى اليوم شاخصة مثل قريتي أرمشتي وتويكا في قضاء زاخو وقرية أيكمالة في منطقة برواري بالا وعدة قرى من منطقة بري كاري وخاصة قرية كيزي التي فقد منها 96 شخصا خلال عمليات الأنفال.
ومن جانبه اكد المدعي العام للمحكمة ان لديه شريطا صوتيا ووثائق تثبت ان الرئيس العراقي السابق امر شخصيا بضرب الاكراد العراقيين في شمال العراق في الثمانينات بالغاز.وقال منقذ الفرعون ان لديه اشرطة صوتية لاجتماعات جرت في بغداد بين صدام وكبار مسؤوليه في قيادة حزب البعث شمال العراق وفي احدها يقول لهم انهم يجب الا يستخدموا مثل هذه الاسلحة الا بتفويض منه وقال لهم ان امر استخدام الاسلحة الكيماوية بيد صدام وحده. واشار الى ان الادعاء سيقدم الاشرطة الى المحكمة التي ستراجعها وتقرر ما اذا كان يمكن قبولها كأدلة. واضاف ان الادعاء لديه ايضا وثائق موقعة من صدام وصادرة من مكتبه امر فيها باستخدام الاسلحة الكيماوية ضد الاكراد اثناء حملة الانفال موضحا ان هذه الوثائق والاشرطة ستكون مفتاح الادعاء في إثبات المسؤولية الجنائية ضد صدام.
المتهمون في قضية الانفال
والمتهمون الستة الاخرون بالاضافة الى صدام حسين هم علي حسن المجيد الملقب بعلي كيمياوي وكان مسؤولا عن المنطقة الشمالية وسلطان هاشم احمد وزير الدفاع السابق وصابر عبد العزيز الدوري رئيس الاستخبارات العسكرية وحسين رشيد التكريتي رئيس هيئة الاركان للجيش العراقي السابق وطاهر توفيق العضو القيادي في حزب البعث المنحل والسكرتير العام للجنة الشمال وفرحان مطلك الجبوري الذي كان يشغل منصب مسؤول الاستخبارات العسكرية للمنطقة الشمالية. ويواجه صدام والمجيد تهمة ارتكاب إبادة جماعية فيما يواجه المتهمون الآخرون تهما بارتكاب جرائم حرب ويدفع هؤلاء بأن حملة الانفال رد شرعي على قتال الأكراد العراقيين الى جانب إيران ضد بلدهم في الحرب بين الدولتين بين عامي 1980 و1988 .
ويتهم الاكراد القوات العراقية بشن هجمات بغاز الخردل وغاز الاعصاب في الحملة التي استمرت سبعة أشهر والتي يقولون ان اكثر من 180 الف شخص قتلوا خلالها فيما نزح عشرات الالاف. وتركزت إفادات شهود العيان الستة خلال الجلسات السابقة على حجم المعاناة التي خلفها استخدام الجيش العراقي لأسلحة "كيميائية" على المدنيين خلال حملة الانفال العسكرية حيث أبلغ قرويون أكراد المحكمة كيف أن عائلات قضت نحبها بعد ان قامت طائرات بقصف القرى الجبلية بأسلحة كيماوية.
وقد سميت الحملة " الأنفال" نسبة للسورة رقم 8 من القرآن الكريم . و(الأنفال) تعني الغنائم أو الأسلاب ، والسورة الكريمة تتحدث عن تقسيم الغنائم بين المسلمين بعد معركة بدر في العام الثاني من الهجرة . استخدمت البيانات العسكرية خلال الحملة الآية رقم 11 من السورة: " إذ يوحي ربك إلى الملائكة أنى معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان ".