السعودية لدعم الجهود التنموية في الدول النامية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
في كلمتها امام الجمعية العامة للامم المتحدة
السعودية تؤكد على ضرورة دعم الجهود التنموية في الدول النامية
مسفرغرم الله الغامدي- من الرياض: اعلنت السعودية ضرورة تضافر وتكامل الجهود العالمية من أجل تحقيق الأهداف الإنمائية الثمانية للألفية بحلول الموعد المحدد في عام 2015م مبرزة إيمانها بأهمية التعاون مع المجتمع الدولي وايلائها الأهمية الكبرى لقضايا التنمية ودعم الجهود التنموية في الدول النامية.
وقال الامير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز الوزير المفوض بوزارة الخارجية السعودية الأثنين أمام الجمعية العامة بالامم المتحدة للدورة / 61 / "حول الشراكة من أجل تحقيق أهداف الألفية للتنمية" إن اجتماعنا اليوم بعد ستة سنوات من قمة الألفية يتطلب منا جميعا بذل المزيد من العمل لتحقيق الأهداف الإنمائية الثمانية للألفية بحلول الموعد المحدد في عام 2015م والذي نتطلع إليه وفي هذا الخصوص فان المملكة العربية السعودية وإيمانا منها بأهمية التعاون مع المجتمع الدولي وإدراكا منها لما تواجهه العديد من الدول النامية من مصاعب اقتصادية واجتماعية فإنها تولي أهمية كبرى لقضايا التنمية ودعم الجهود التنموية في الدول النامية ومن هذا المنطلق فقد قامت المملكة العربية السعودية بإعداد تقريرها الوطني الأول حول أهداف التنمية الألفية عام 2002م من قبل البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في المملكة بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والتخطيط كما تم إعداد تقريرها الوطني الثاني عام 2005م من قبل وزارة الاقتصادي والتخطيط بالتعاون مع الأجهزة الحكومية المعنية والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لدول غرب آسيا / الأسكوا / حيث يشير هذا التقرير إلى التقدم الذي أحرزته المملكة العربية السعودية في تحقيق أهداف التنمية الألفية من خلال ثلاث مستويات // ..
الاول: تطوير البيئة المعلوماتية والتشريعية التي تمكن من تحقيق الاهداف الالفية.
الثاني: التكامل التنموي في المملكة ما بين الاهداف الالفية والتنمية المستدامة كما تقوم بترسيخ خطط التنمية عموما وخطة التنمية الثامنة على وجه التحديد.
الثالث: الجهد الدؤوب نحو تحقيق بل تجاوز الاهداف المعتمدة وقبل موعد حلول سقوفها الزمنية المحددة
واستعرض في كلمته أمام الجمعية العامة جهود حكومة المملكة العربية السعودية في إطار دعم الدول الفقيرة في خفض مستوى الفقر .. مؤكدا أن المملكة دعمت إنشاء صندوق لمعالجة مشكلات الفقر والتخفيف من وطأته التابع للبنك الاسلامي للتنمية وتبرعت بمبلغ بليون دولار أمريكي مساهمة منها في هذا الصندوق.
وقال سموه في هذا الجانب // بالرغم من أن المملكة العربية السعودية تعتبر من الدول النامية إلا أنها من بين أوائل الدول المانحين في تقديم المساعدات الانمائية من خلال قنوات متعددة وبأشكال مختلفة حيث بلغ إجمالي ما قدمته المملكة العربية السعودية من معونات غير مستردة ومساعدات انمائية ميسرة خلال العقود الثلاث الماضية أكثر من مبلغ أربعة وثمانين ( 84 ) بليون دولار أمريكي، وتمثل هذه المساعدات وكمتوسط عام أربعة في المائة ( 4 بالمائة ) من إجمالي الناتج القومي للمملكة العربية السعودية.
ولفت الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود إلى أن مبادرات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الانسانية تعتبر شاهدا حيا بالاضافة إلى غيرها من المبادرات الخيرية من القطاع الخاص للقضاء على الفقر .. مشيرا سموه إلى أنه وفي هذا الشأن تعتزم المملكة العربية السعودية القضاء التام على الفقر المدقع خلال عام 2009م بإذن الله.
وأشار الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز إلى أنه على الرغم من أن ظاهرة الفقر في المملكة العربية السعودية تبقى محدودة إلا أن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد أدركت أن محدودية ظاهرة الفقر لا يعني على الإطلاق التقليل من أهمية محاربتها أو عدم إعطائها أولولية كبرى من خلال إعداد استراتيجية وطنية شاملة لمعالجتها وقد صاحب عملية إعداد هذه الاستراتيجية اتخاذ خطوات مهمة من بينها إنشاء صندوق لمعالجة الفقر تساهم الدولة بجزء كبير من رأسماله اضافة الى اسهامات القطاع الخاص والافراد ويهدف الصندوق الى مساعدة الفقير ليساعد نفسه من خلال توفير فرص العمل ودعم مفهوم الأسرة المنتجة من خلال تقديم قروض ميسرة لانشاء مشاريع صغيرة.
كما تسعى مؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوالديه للاسكان التنموي لتوفير السكن لذوي الدخل المحدود والأسر الفقيرة وقد بلغت مشروعاتها عام 2005م خمسة مشاريع تضم ألف ومائتين وأربعه وتسعين (1294) وحدة سكنية مع مايلحقها من مرافق تعليمية وصحية واجتماعية .. موضحا أن الخطة الاستراتيجية للمؤسسة تهدف إلى بناء سبعة الاف وحدة سكنية ضمن مجمعات سكنية يستفيد منها نحو تسعة وأربعين ( 49 ) ألف مواطن ومواطنة.
وحول الخطة الخمسية الثامنة للتنمية في المملكة قال // تشكل خطة التنمية الخمسية الثامنة للمملكة العربية السعودية حجز الزاوية لهذه المساعي حيث أنها تعنى بالعمل على ترسيخ هذه المستويات الثلاثة ليس فقط من خلال وضوح الرؤية الاستراتيجية وحشد الجهود البشرية والمالية وتركيزها من أجل تحقيق الأهداف التنموية بل كذلك لأنها تمثل تعبيرا عن التوافق والمشاركة ما بين الجهدين الوطني والعالمي من أجل عالم تتحقق فيه أركان السلام والأمن والتنمية في إطار أهداف التنمية الألفية. وأضاف إن // المساعدات السعودية تقدم من خلال التعاون الإنمائي الثنائي مع الدول النامية المستفيدة وكذلك عن طريق المؤسسات والهيئات التمويلية المتعددة الأطراف سواء الإقليمية منها أو الدولية، والمنظمات المتخصصة وقد بلغ ما قدمته المملكة عن طريق الصندوق السعودي للتنمية حوالي ستة الآف وستمائة وخمسة عشر مليون دولار أمريكي ( 6615 ) من أجل تمويل ثلاثمائة وتسعة وستين ( 369 ) مشروعا انمائياً وبرنامجاً اقتصادياً في ثمانية وستين ( 68 ) دولة // .
واستطرد الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الوزير المفوض بوزارة الخارجية قائلا // كما قدمت المملكة العربية السعودية دعما مادياً ومعنوياً بأكثر من أربعة وعشرين ( 24 ) بليون دولار أمريكي لما يزيد عن أربعة عشر ( 14 ) مؤسسة ومنظمة تنموية متعددة الأطراف ( إقليمية ودولية ) كالبنك الدولي، صندوق النقد الدولي، المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في افريقيا،البنك الافريقي للتنمية، البنك الاسلامي للتنمية، الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي، صندوق الاوبك للتنمية الدولية، هيئة التنمية الدولية، الصندوق الدولي للتنمية الزراعية // .
وبين أن المملكة العربية السعودية تأتي في المرتبة الثانية عالميا في حجم تحويلات العمالة بعد الولايات المتحدة الأمريكية ولا تخفى أهمية هذه التحويلات باعتبارها مصدر مهم للنقد الأجنبي للدول النامية. وأشار إلى دعم المملكة مؤسسات ومنظمات ذات برامج متخصصة تحظى باهتمام المجتمع الدولي مثل وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى ( الانروا ) وبرنامج الامم المتحدة الانمائي وصندوق الامم المتحدة للتنمية الصناعية، وبرنامج الخليج العربي لدعم منظمات الامم المتحدة الانمائية، والصندوق العربي للمعونات الفنية للدول الافريقية، وصندوق الامم المتحدة للطفولة، وبرنامج الغذاء العالمي، والبرنامج الدولي لمكافحة العمى النهري الذي بلغ إجمالي مساهمات المملكة في هذا البرنامج ستة وأربعون ( 46 ) مليون دولار أمريكي.
وأضاف أنه بخصوص الالتزام بشأن ابادة فيروس نقص المناعة المكتسب ( الايدز ) الذي تعهد به زعماء العالم عام 2001م فقد دعمت المملكة العربية السعودية الصندوق العالمي لمكافحة الايدز بمنحه مبلغ عشرة ( 10 ) ملايين دولار أمريكي كدعم إضافي للصندوق العالمي لمكافحة الايدز والسل والملاريا.
وإختتم الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الوزير المفوض بوزارة الخارجية كلمته موضحا أن المملكة العربية السعودية تعد من أوائل الدول التي ساهمت في تحقيق أهداف التنمية الالفية بسبب ما توليه من أهمية كبرى لقضايا التنمية المستدامة وزيادة مخصصات الانفاق العام لاكثر من النصف على الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية، وفي هذا الصدد فان المملكة العربية السعودية ترى أن هدف تحقيق التوازن الاقتصادي العالمي وإرساء دعائم التنمية الاقتصادية الشاملة وتحقيق أهداف التنمية الالفية التي لا يمكن بلوغها الا بجهود جماعية متصلة ومستندة إلى شعور بالمسؤولية المشتركة من خلال تطوير شراكة عالمية حقيقية من اجل التنمية.